حول بعد جريمة الكيماوي السابعة والسبعين

حول بعد جريمة الكيماوي السابعة والسبعين 

والفيتو الروسي الثامن ماذا عن الأستانة..وماذا عن جنيف؟!

من يتحمل مسئولية البشر ، مسئولية دمائهم وأعراضهم وأوطانهم وأموالهم ، عليه أن يكون قادرا على الوفاء باستحقاقاتها ، ومواجهة تحدياتها . وإلا فعليه أن يعد عن موقعه هذا جوابا يقدمه بين يدي الله والناس .

 إن جرائم الحرب يرتكبها بشار الأسد وحليفاه الروسي والإيراني ضد الشعب السورية ، متواترة متعددة ، منها القصف ، ومنها الاعتقال ، ومنها الانتهاك  ومنها الحصار ، ومنها التجويع ، ومنها ما هو بالفراغي ومنها ما هو بالعنقودي ومنها ما هو بالكيماوي  ، ولكن كل هذه الجرائم لم تحظ بما تستحق من احتجاج وإنكار ؛ حتى من هؤلاء الذين يكتفون من عبء المسئولية بالاحتجاج والإنكار..

صحيح أنه لم تحظ بالضجة الإنسانية العالمية ، غير جريمتي الغوطة وخان شيخون ، إلا ان الصحيح أيضا هو أن رقم جريمة خان شيخون الكيماوية في سورية هو الجريمة السابعة والسبعين . والصحيح أيضا ان العشرات من هذه الجرائم قد تم التحقيق فيها ، وتوثيقها من قبل محققين دولين ومعتمدين من قبل مجلس الأمن ، وقد صدرت التقارير بمسئولية بشار الأسد وبشار الأسد وحده عنها ، ومع ذلك فقد تم طيها والسكوت عنها بفعل عاملين اثنين :

 الأول:  تواطؤ العدو الروسي المحتل على الجريمة .

والثاني:  تجاوز قوى المعارضة ، بإداراتها المختلفة ، على الواقع ، والتساهل في أمر الجريمة ، والتغاضي عنها ، والذهاب مع المجرمين في مخططاتهم ، وكأن جرائم الحرب هذه  بكل قسوتها وفظاعتها  تنفذ على أمة من النمل ، وليس على أهل ووطن . تحملت قيادات هذه المعارضة المسئولية عنهم .

إن كل عاقل منصف منتم إلى سورية ، أو مراقب لما يجري فيها ؛ يدرك أن كل ما جرى في الأستانة ، وما يجري في جنيف ، ما هو إلا محاولات عبثية غير مجدية ، إنما يراد منها كسب المزيد من الوقت ، لتنفيذ المخطط المريب ( الأسدي – الروسي – الإيراني ) لتصفية الثورة ، والقضاء على ثوارها ..

إن كل من استمع إلى إحاطة السيد ديمستورا في مجلس الأمن بالأمس في 12 / 4 / 2017 يدرك أنه حاول ويحاول أن يجعل من المناورات العبثية في جنيف جهدا إيجابيا مثمرا يمكن أن يعوّل عليه !! وكذا إن كل من استمع إلى إحاطات ومطالعات الدول الأعضاء في هذا المجلس وتعويلها على كل من أستانة وجنيف بمنطق ديمستورا نفسه ، يتبين له أن الاشتراك في هذين المؤتمرين ، اللذين يزعم الذاهبون إليهما أنهما يريدون فقط أن يثبتوا موقفا إيجابيا ، وأن يلقوا كرة الإحراج  في حضن الآخرين ، قد أصبح اشتراكا مباشرا في جريمة ، قتل السوريين ، وهدر دمائهم ، والتجاوز على حقوقهم ، وتصفية ثورتهم ، والذهاب بتضحياتهم ..

إننا ، بعد كل جرائم الحرب المنفذة على الشعب السوري . وبعد الفيتو الروسي الثامن بكل ما فيه من وحشية وغطرسة وعدوان ، والذي رفض مجرد القبول بمشروع قرار يدعو إلى تحقيق في ظروف مساعدة على التحقيق ؛ ندعو كل القيادات الشريفة في المعارضة السورية إلى ..

- تكريس الروس عدوا مباشرا محتلا لسورية ، شريكا في كل الجرائم التي نفذت على الشعب السوري منذ الفيتو الروسي الأول . ورفض أي دور لوساطة روسية خارج إطارها الدولي .

- رفض الانخراط  في اي مشروع من مشروعات تصفية الثورة السورية ، وهدر دماء أبنائها .

- لا جنيف ..ولا أستانة ..ولا أي خدعة سياسية مفبركة ؛ مالم تأخذ نتائج التحقيقات الأممية مسارها ، وتبلغ غايتها  في مساءلة المجرمين ، ومحاسبتهم ن ومحاكمتهم .. وليكن هذا هو البلاغ السريع والحاسم للأمين العام للأمم المتحدة ، ولديمستورا ولمجلس الأمن ولكل المعنيين ..

- كفى تدويما في دوامات عبث القتلة ومجرمي الحرب من روس وإيرانيين وأسديين ، وإذا كانت الجريمة ماضية بكم أو بدونكم – أيها السوريون - فانأوا بأنفسكم عن الشراكة فيها أيها الشرفاء المعنيون ..

- قولوا كفى وإلا فكل المتماهين مع الجريمة ، الساكتين عنها ، فيها شركاء . هذا ما ستقابلون به الله ، وما سيكتبه عنكم التاريخ .

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 716