ابكي دورة الزمن

انا علقت احزاني على جرح من الزمن

وقلت لكاتب التاريخ لا تكتب

فيا حزني

فنحن اليوم قيثار

ويشكو رنة الوتر

فلا صوت لنا في البيد

يحاكي غابة الحزن

فألحاني ممزقة

على وتر من الشجن

فيا قمرا يمزقني

على أشلائه وطني

أنا في صبحك الآتي

خيوط من شعاع الفجر

 يجوس مجاهل الظلمة

وقنديلي بلا زيت

وعمري كان خيط الوصل

ما بين الذي ولى

وما يأتي به حلمي

فضاع الأمس محمولا

على رق يمزقه

رياح لا تقبلني

لاني احمل التهمة

باني مشعل النيران

بأكوام من الزيف

وسيل فاض من زبد

يراه سارق الأحلام

عنوانا لما احببت

من أشواقك العليا

وإني أرفقض التهمة

لأني خارج الزمن

وإني في مهب الريح

لاشدو لنا في الصبح

أو في مطلع الاقمار

فأقماري بجوف الحوت

وأبكي دارس الطلل   

وقالوا تقتل الأزهار

ورودا قد نماه الحب ، على تل الهوى الصافي 

وحتى النرجس المخزون اذ يبكي

2/43

ويلعن شارة الطاعون

في زمن نماه الحقد مفتونا بكل بشاعة الظلمة

انا خبأت قنديلي

وشيئا من بقايا الزيت

في غصن من الزيتون

وحبات من التين

واقسم مرة اخرى : بكل التين و الزيتون

وصوتا من وراء الغبم ، تخبؤه نجوم الفجر

لميلاد الغد الآتي

غدا اذ تشعل النيران

فلا شام و لا يمن ، ولا نهر يمر اليوم

في بغداد في صمت من الألم

وحتى الوردة الحمرا تعانق خمسة الاوراس

على وتر من الغضب

وقيل النيل مأسور يفك القيد مقتدرا

ونجمع كل شوك الورد مناقير العصافير

 ونطلق من عميق الغار ألحانا مخبأة

فمن ذا يقرأ الالحان إن عمت معانيها

ومن ذا يدرك الأشواق الا من يعانيها

غدا يا دورة الشيطان

غدا ندري معانيها

ألا يا سارق الأشواق

هل مرت بكم في الليل سحابات

من الشجن

وهل باب الهوى الموعود

يقرأ حزن مرتحلي

واني في زوايا الارض

ضياع في مهب الريح

أبكي دورة الزمن  

انا يا سارق الأحلام

اغني صبح أيامي

واحرق لحم مغتصبي

وازرع في فجاج الارض

وردا للذي يأتي

ومصباحا من الوجد

لمن يشكو ظلام الليل

في زمن من العفن

له كل الدم المسفوح

لأسقي ورة الوطن