أغاني البنات في السودان

شيء من ذاكرة الزمن الجمــيل

توثيقي للفن السوداني

سليمان عبد الله حمد

[email protected]

هي ضرب من ألوان الغناء له نكهته ولونيته الخاصة وطعمه المستاغ للأذن

الموسيقية ولعاشق مواكب الفرح والشجاعة والندى والموآساة وطوال الباع في المجتمع- مثال رباي اليتامى ومقلام الحجج وخال فاطنه وأسد الخشش الضرية، والبجري نسيبتو، وجبل الضرا ومقنع الكاشافاتن ومدرج العاطله، والمثقف الأفندي، ولاعب الكورة، وصاحب العربية وراكب البوباي، وعيال أب جويلي الكمبلو وعرضوا، وحلو ود الناس السافر بحر الغزال، والميهرة عقيد الجلاد، والموزه حلاتا، ودور بينا البلد دا أحرق الجزلين يا البابور جاز، يا جاكلين الشعبي كلو حزين، والكثير المثير للجدل لأنه منفر للذوق السليم، وقد عرفت هذه اللونية من الغناء في كل أوساط المجتمع السوداني عبر تاريخه الطويل. وهو دوما يتميز ببساطة كلماته التي تعكس الرقة والشكوى والشجن والأماني، هذا إلى جانب مضامينها التي تتجذر فهيا الكثير من القيم السائدة والمتواترة عبر الزمن خاصة التي تلك التي تدعو صون العرض والدفاع عنه وعن الوطن وتقليل المهور – غلو المهور ...

وتمتاز ألحانها بجمالها الجاذب والمثير للعواطف. ويجئ لحنها جميلا مموسقا، وذلك لأن تركيبة كلماتها هو اقرب للسجع من الشعر، وتتناول معاناة المرأة عموما وخاصة الفتيات، إلى جانب تصويرها لما يدور ويحدث في المجتمع وما يجري فيه ويدور من أحداث وأخبار وكذلك كل التغييرات التي تحدث فيما يتصل بمجريات السياسة والإقتصاد والثقافة والإجتماع، إلي جانب ما يجري في العالم من أحداث، وكل ذلك يمثل إننعكاسا لأحداث الواقع المعاش في الزمان والمكان والحقبة التاريخية وما يتصل بها من مؤثرات تتصل بها سلبا أو إيجابا..

وهي مثلها مثل غيرها من صنوف الادب الشعبي تتطرق لموضوعات متنوعة وتصوغ صورا تعكس ما يجري من تقاليد وأعراف ومعتقدات تتحكم في شئون المرأة وما يختص بوضعيتها في المجتمع ونظرته إليها من جوانب شتى، كما أنها تعكس كل جديد ومؤثرعلى وتيرة الحياة سلبا وإيجابا. كالمدرسين والمدرسات والدكاترة والمهندسين والسواقين والتجار، وأصحاب الجاه والسلطان، وحتى الدايات، والمبعثون إلى خارج الوطن، والمغتربين .. وأصحاب العربات .. الصغيرة

فقبل ان تبدأ بروتوكولات الزواج. يكون هنالك برنامج الإعداد للعروسه، إذ لابد من إيجاد غناية ومدربة للعروس تجيد فنون الغناء واللرقص الخاص بالعروسة، فتقوم مثلا بتدريبها على ما يسمى بالأدوار الخفيفة والتقيلة، وكيف تتغلب على العريس وذلك بتعليمها شفرة متفق عليها، فتسقط على الأرض ولا يستطيع العريس الإمساك بها، فيقوم بتغطيتها بالفركة القرمصيص، وكل الغناء يتم بمصاحبة الدلوكة (الدهلة).

وقد تأخذ فترة التدريب شهرا كاملا أو قد تمتد المدة إلى حين موعد إتمام الزواج وفي فترة من الفترات لا بد أن تتعلم العروس فنون التطريز والخياطة وتقوم بحياكة وإعداد أطقم من الملايات وأكياس المخدات والفوظ وكمية من المناديل وهي تتميز في فترة من الفترات بالركامة أو الكشكشة والمناديل بها صورللطيور والزهور ومكتبو عليها مثلا كلمة الوكر المهجور وهي تعد للعريس ليقوم بإهدائها لأصحابه ووزرائه ..

يتم التدريب غالبا في أوقات غياب الرجال عن المنزل، وفي كثير من الأحيان يتم التدريب ليلا فتأتي النساء والفتيات من أهل الحي للمشاركة في الصفقة والرقيص(الرقص) والغناء إلى جانب صويحبات العروس وبنات أهلها.

ورقصة العروس هو ما يعرف برقصة الثباته وهي الفرشة من الصوف أو البروش المصنوعة من السعف الملون. أو على السجاد ( الأكليم المصنوع من وبر الجمال وأصواف الأغنام) هذا إن كان اهل العروس ممن ميسوري الحال وإن كان في ذلك الزمان لا يستطيع المرء أن يميز بين الفقير والغني.

فهنالك أغنيات بها مضامين تعكس أحداث وقعت وتبين تفاعل المجتمع بما يحدث في العالم كالأسماء التي لها مدلولات ورموز لأحداث وقعت ...  والكثير والكثير من ضروب الغناء، وهذا بالطبع بالإضافة إلي أغناي السيرة والعديل والزين المعهود والمعروفة عبر تاريخ السودان العريض ...

وأغنيات الحماسة والشجاعة التي تؤلفها في الغالب الأعم النساء اللاتي في سن الحبوبات وكذلك الأخوات والعمات والأمهات ... والحكامات وهذا الضرب من أغاني الثبات والحماسة والمدح .. والهجاء .. ووصف الفرسان في المعارك .. والمناحات على من أستشهد ببسالة في الحروب .. والمعارك التي تدور آنئذٍ. فقد لاتتغنى الشاعرة به ولكن تدفع به للحكامة أو المغينة لكي تؤديه .. بعض الأغاني تتغنى بها الفتيات للتسريه عن أنفسهن وعكس ما يعانين من العطالة في البيوت والحرمان من حرية الرأي أو الخروج (إلا في المناسبات) وتسيد الرجل وفرض أوامره ... وسيطرته هذا على الرغم من أن المرأة كانت شريكته في الحياة والعمل معا في الزراعة .. والصناعات اليدوية كصناعات الزعف بأنواعها والفخار ... والصناعات الوبرية والجلديه .. وجلب المياه من الأبار البعيدة والبحر .. ومن الحفير والعِد ... أو أماكن تجمع مياه الأمطار .. والحلب والصر والرعي .. والعناية بكل ما يتعلق بشئون الماشية .. والبيت واللأطفال وكبار السن من الجنسين ..

هذا إلى جابت المشاركات الفاعلة في مواسم الحصاد .. وجلب المحصولات للمدن وبيعها ومن ثم التسوق .. والعودة للقرية .. وهذا يشمل الثروة الغابية كالحطب والفحم والنبق واللالوب والحرجل والقضيم وثمار التبلدي .. والسمن والروب ... والطواقي .. والمناديل ..

 

من أجمل أنواع اغاني البنات هي ما تغنت به المرأة للمحبوب وهي تصف أشواقها له أو صفاته أو عندما يكون مسافراً  وتتمنى ان يعود، ونجدها كثيرا ما تعبر عن ما تفتقده وتتوق إليه(حرية التعبير عن مشاعرها ورائها كإنسانة تمثل نصف المجتمع والنصف الحلو للرجل وساعده الأيمن في الحياة الزوجية والعملية وإدارة وترتيب البيت وتربية الأطفال ورعايتهم، ولكن تظل التقاليد والمورثات والقيم الاجتماعية حائلا بينها وبينه، فهي لا تستطيع البوح باسم من تحب !!!!...

بل في فترة من الزمان امتد لمدى طويل المرأة لا تذكر أو تنطق باسم زوجها أو نسيبها، إلا بلقبه أو باسم أبنه أو أبنته البكر أو أخته أو بنت أخته أو ولده ( أبو فاطنه أو أبو محمد أو خال فاطنه أو خال سعد)

وقد أضاف إليها الكثير من الجماليات الموسيقية واللحينة وعذوبة اللحن وقد أبدع في الأداء. وهي لا تستطيع أنتتغني بالمحبوب مباشرة، أوحتى مقابلته على أنفراد ... فالتقاليد دوما تضع حدودا صبعبة العبور،و معها الكثير من الحوجزا بين المرأة والرجل كان الإعتناء بالولد الذكر ويجب أن يتناول وجبة العشاء أما البنت أن تعشت فبها وإلا فذلك غير مهم  ...

ارتبطت اغنية البنات بايقاعات الدلوكه ...  فأغنيـة البنات جاءت متميزة باللحن الجميل والتطريب والأداء العذب الممزوج بالوجد والحنان ومموسم ببصمة الحزن،وفيها الكثير من المنجاة وطلب النجدة من المشائخ والآباء والمجمتع، وذلك كله لتحصل أو يتحقق مرادها الذي تناديه في السر(سعدي أو السعد) فهو فارس أحلامها وشريك مستقبل حياتها الذي تتمناه وتريده. ولا بد من الإشارة إلى أن أغاني البنات عبر تاريخها الطويل ومسيرتها التى تأخذ طابع الفترة الزمنه التي ولدت فيها ومن ثم تم تداولها وانتقالها بين الناس، فيقومون بتحويرها أو إضفاء بعض الإضافات إليها أو الحذف منها، لأن مؤلفها/مؤلفيها غير معروفين وليس هنالك حقوقا للمكية الفكرية. لذلك نجد بعض الإضافات جميلة ومعبرة عن القيم والواقع المعاش في هذه الفترة أو تلك ...

أيضا نجد بعض الإضافات تكون غالبا مجافيه للذوق والفطرة السليمتين ..بل قد نجد فيها التعريض والتجريح والتقليل من شأن الآخر، وبرغم من ذلك ففي رأي الخاص ليس هناك غناء هابط ولكن هنالك بعض الكلمات الهابطه .. وكل ضرب من الغناء في حقبة معينة من الزمن تؤرخ للمثل والعادات والتقاليد وكل ما يجري في تلك الفترة من أفكار ومعتقدات وقيم ومثل .. وتقاليد... وضوابط تتحكم في مسيرة المجتمع وعلاقاته كافة ..

وبرغم كل ذلك الزخم من العادات والتقاليد والمثل والقيم التي سادت المجتمعات بمختلف ألوان طيفها. ألا أننا نجد أن كل الناس تميل مع أغناني البنات طربا وتتفاعل معها، بل وحتى أولئك النفر الذين ينتقدونها ومن صفونها وينعتونها بالكثير من النعوت السالبة والموجعة في أحايين كثيرة، كلهم يميلون طربا معها في بيوت (اللعبات) والأفراح والمناسبات العامة والخاصة ويشاركون المغنية في إدائها ويهشون لها ويمنحونها بعض النقود(النقطه) بل ويطالبونها بأن تتغني لهم بأغينة معينة . وفي فترة من الفترات كانت تاخذ الناس الحماسة خاصة.. 

عندما تتغنى المغنية بأغينة حماسية فيتبارون في ما يسمى بالبطان والرتبان (عملية الجلد بالسياط) وهي عادة قديمة أندثرت  الآن. وهنالك نوع أو أنواع آخرى من أغاني البنات إلا وهي أغنيات الزار (أو الظهر) وهي لونية خاصة يتصف بها الأرث الغنائي السوداني ...

ولا يفوتنا أن أذكر في هذه الإطلالة بأن اغاني البنات التي كانت تملأ الساحة فيما مضى من الزمان ما تزال موجودة الآن وتغنى بها فنانون كبار و ايضا كانت تعبر عن واقع الحال بنفس الفترة مثال اغنية  وغيرها من الاغاني. والسبب في ذلك لأنها يتم غناؤها على إيقاع التم التم ، وقد كثر الهجوم على هذا الضرب من أغاني البنات، ووصفه بانه من الأغاني الهابطة وأنه حرام وأنه مبتذل وأنه وأنه .. إلى آخر القائمة من السباب والشتم والوصف المتناهي في التصغير والإسفاف، نجده لا يشكل إلا رأي مجموعة لا تتصالح معى نفسها أولا وتتروى في أحكامها الجزافية أو تتعامل مع الحدث بمنظور المثل السائد والسائر بين الناس  أي أسأل نفسك ما السبب أو الداعي لذلك الضرب من الغناء وهل كله غناءاً مبتذل ؟ أم أن هنالك نوعيات منه جميلة ومفرحة ومعبرة عن الأحداث والشمائل والخصائل والقيم المحببة لكل المجتمع السوداني بكافة ألوان طيفه المتلاقحة والمتكافل والمتشربة بثقافة قبول الآخر والتمازج معه ..

فصارت أمة السوداني النفيسة المصبوغة بصبغة سلام ولكلام العرفة .. وأكرام الغريب وإيوائه، بل والتصاهر معه ...مصعرتاً خدها للعرقية، فالكل سوداني في وطن يسع الجميع... ويكمن سره في تنوعه وتداخل ألوان طيفه وتلاقحها، وهناك نوع أغاني البنات مرفوض جملة وتفصيلا من قبل المجتمع كافة، لما به من هنات وإخفاقات وضروب من الإبتذال وهو غناء من سقطن ومن سقطوا في مستنقع الرزيلة. على العموم إن ظهر السبب بطل العجب.

ومع كل ذلك مازالت وستظل أغاني البنات تحتل موقعا كبيرا في ساحات الغناء والطرب السوداني حتى هذه اللحظة وإلي ما بعدها من الأجيال المقبلة، لأنها كان لها دور كبير وخاصة إيقاعها ( التم التم) في تطور وتقدم الأغينة السودانية ورحم الله الراحل المقيم إسماعيل عبد المعين وكل من عاصروه ودفعوا بإيقاع التم التم إلى ساحات الغناء السوداني وأحدثوا تطورا يشهد له كل هذا الزخم من الغناء والطرب الأصيل.

ولكن هل يا ترى أن السبب في ذلك لأنها جاءت باللغة العربية الدارجة والكلمات البسيطة النابعة من البيئة؟ هذا لا يعيبها فهي ببساطتها تصل لكل الفتيات على مختلف المستويات فبنت الريف تتغني بنفس الاغاني التي تغنيها بنت المدينة وهذا شيء جميل. ولكنها تبقى مع ذلك جميلة اللحن حلوة المعاني .. وتمتاز بكلماتها الخفيفة .. إذن هي قريبة لكل النفوس .. حنينة وتثير الشجن .. والحماس ... مليئة بالأمل ... والموسيقي الراقصة وهذا هو المطلوب في الحفلات فيشارك الجميع وحتى النساء الكبار في السن بالزعاريد.

إذن هي مطرزة بالجمال وحبيبات البساطة المستحبة للنفس من ناحيتي الكلمات واللحن ودينماكية الأداء الجماعي أو الفردي مع الأخريات اللاتي يقمن بترديد كتف الغني(جوقة الشيالات – المرددات) وبرغم أن بعض الطبقات والفئات .. تنبذ هذا الضرب من الغناء وتقول فيه ما لم يقل مالك في الخمر ولكنهم عند حلول المناسبة/المناسبات أيا كانت، وفي متون سوحها يتفاعلون معها ويميلون معها طربا وينتصر وجدانهم على مواقفهم منها ورأئيهما المسبق حولها – أنه التناقض الذي لا يقبله العقل ويرفضه الوجدان المتحرك المتأثر والمتفاعل مع الغناء والطرب.

بل ويتفاعلون مع معظم مضامين هذا الضرب من الأغاني ... البشير والنقطه ... والجلد بي السياط .. والكثير من العنتريات .. خاصة من الرجال. بل في مرة من المرات إحتجت إحداهن لدى العريس المشهور بمواقفه من هذا الغناء على إنها لم تتناول (المرارة والشية ولم تتعشى بعد) فما كان منه إلا أن أمر بذح خروف فورا وتلبيت كل طلباتها حقا إنها تتميز بحلاوة اللحن وجمال الإيقاع ورقة الأداء الذي يشحذ الهمم ويحرك كل السواكن في النفس ...وتعبر عن الحالة النفسية أو المعينة المخبوءة بداخل كل إنسان.. ولكنه يكابر .. ويغالط مكنونات وداخله  و أحاسيسه.

خاتمة

برغم كل السخط والنبذ والاستهجان، ستظل أغاني البنات مستمرة ما لم تتغير الحال القائمة وانحسار كساريّ الجبور... والمتمترسون خلف كواليس أحاسيسهم(التي أضنوها وأرقوها بالتعب) مبدئين ما يغالطها، أمتثالا للتقاليد السالبة واللمقاييس)  المتعنته مسبقا في آن معاً. والمبتلون بالنظرة الدونية للمرأة بالإقلال من شأنها كإنسانة لها روح وقلب يخفق، وعقل وفكر متقد شاركت به الرجل عبر حقب تاريخ بلادنا الطويل والعريق والحافل بمواقفها التاريخية المثبته في ذاكر تاريخ الأمة، في من قبل أن تكون جسدا وجمالا ومخلوقا لا بد منه لمؤانسة الرجل – وخلقناكم من نفس واحدة لتسكنوا إليها)، وذلك لتبقى الحياة جميلة وسارة ولاستمرارية النوع البشري. وأيضا ما يصدر من قبل بعض الفئات المتعنته والتي لا تعرف اليسر والتراحم هذا بالإضافة لأدعياء الغلظة والتشدد اللا معقول ولا مقبول ... ناسين بأن الله كرم بني آدم بنعمة العقل ليحسن النظر والتصرف - فالعين لا تبصر ولكن تبصر القلوب - وليحكم بالعدل ولكن الإنسان الذي حمل الأمانة (كان ظلوما جهولا) .. أنها حقا عنجهية ونرجسية الرجل وعشقة وحبه للإمتلاك .. أختاه أنت لست بريحانة الرجل ولا ألعوبته ولا حتى دميته، بل أمه وأخته وزوجته وحبيبته التي يسعى إليها بفطرته التي فطره عليها خالق الكون وماحوى، بل وبنته الودودة البرورة به ... في ربيع الحياة وعند الكبر.. والعجز ...

ونسيبته التي تعتبره ولدها وتعزه وتقدره أيما تقدير.

 أعتقد بأن التوثيق لأغاني البنات في ذاك الزمن الجميل هي التي كانت كاميرا ديجتيال تصور وتسجل كل ذاك الحراك الاجتماعي والغنائي والثقافي بكافة تفاصيله ... ربما نحتاج لأرشفة ذلك التراث التي يحوي كثير من قيم ومفاهيم ذاك الزمن الجميل ...

 لا سيما حينما قام شاعرنا العباسي من مقعد الباص بالقاهرة لطالبة سودانية اعجبته فصاح قائلا ( كيف يطيب لي الجلوس وذلك الجمال واقف )...

 تصور هذه القيمة والتي تحمل في طياتها تلك الروح التي تربي عليها ذاك الجيل ... ربما أندثرت تلك القيم  وضاعت وسط زحام الملهيات العصرية والتي طالت جيل اليوم ...  بسبب ما يعرف بعدم معاصرة من سبقوهم ... وأسباب آخري ربما يعجز الفهم عن وصفها.. ولنا لقاء في أيام قادمات أحبتي ...