لقاء مع الشاعر "أنور سابا"

حاتم جوعيه

لقاء مع الشاعر "أنور سابا"

حاتم جوعيه - الجليل

[email protected]

الشاعر أنور سابا مع حاتم جوعيه

1-من هو الشاعر انور سابا وكيف تصف مسيرك في عالم الأدب والشعر والثقافة منذ البدايات الآ الأن , ما هي هواياتك واهم المحطات في رحلتك الأدبية ؟.

الشاعر انور سابا: ولدت عام 1947 في مدينة حيفا , بعد التهجير عدنا الى قرية اجدادي الجش ,هناك بين جبالها ووديانها ومناظرها الخلابة حلقت في سمائها مع عصافير البيادر والحقول ,بعدها انتقلنا الى عكا الى بحرها ,سورها,ازقتها وروائح التوابل في اسواقها ولصداقات شبابية محفورة بالذاكرة. ثم انتقلنا الى حيفا. تخرجت من معهد التخنيون كمهندس وعملت في هندسة البناء لسنين عدة كما وعملت ايضا كمعلم رياضيات.

هواياتي قراءة الكتب الفلسفية الناقدة ,الروايات والشعر كما وانني احب الرسم وسماع الموسيقى الكلاسيكية.

تذوقت الأدب منذ نعومة اظافري وكنت اتمتع بمواضيع الكتابة والشعر منذ حداثتي, عندما التحقت بمعهد التخنيون العلمي ابتعدت عن الأدب وخصصت كامل وقتي للمواضيع العلمية ولعملي كمهندس .

قبل خمسة عشر عام عاودني الشوق للأدب والقرأة وعدت أسقي وأنمي موهبة الشعر التي لازمتني منذ الطفولة.

اشتركت في دورة لمؤسسة هيلكون لكتابة الشعر عام 2001 .كنت واعيا لقصر الفترة الزمنية المتاحة لي اذ اني بدأت الكتابة ولي من العمر خمسون عام فكان علي ان ابحث وادرس الأدب والمدارس الشعرية بشكل مكثف ومركز واتعرف على الشعر العالمي الحديث والتعمق بنقد الحداثة وذلك من خلال دراسات عدة لشعراْ ونقاد وادباء من الصف الأول.

 

 2 -لماذا تكتب ولِمَن تكتب وما الهدفُ من الكتابة بالنسبةِ لك ؟؟

الكتابة هاجس يعتريك لا تستطيع الفكاك منه.يحاصرك ساعات اليوم كله ولا يستقر او يهدأ الا بعد ان تأخذ القلم وتخط .اذا انا اكتب لأفلت من هذا الهاجس ثم انشر ما كتبت لمن يهمه الأدب والشعر .

الهدف تحرير تلك الطاقة المخزونة في عقلي ولإطلع الأخرين على فلسفتي الحياتية واشدد على ما يهمني واشير الى المواضيع الأجتماعية التي نعاني منها ناقدا ما هو فينا.

كما واخصص جزء من كتاباتي للمرأة واثرها على الفكر والحضارة وربطها بمحاور عدة كالأرض والسماء والحرية والعشق والبقاء.

 

 

3-المواضيعُ والقضايا التي تعالجُها في كتاباتِكَ ؟؟

اعالج طروحات فلسفية اجتماعية عدة مثل تعريف الوطن وخصوصا في وقت ضاقت حدود الأوطان وقَيدت حدوده ملكات العقل.

 او كيف نعرف الوطن الأنساني الأوسع الذي لا حدود له او جدران؟, ما هي الهوية ؟, القصيدة والشعر اي "ارس بويتكة ".

هناك ايضا القصائد الغزلية التي اكتبها مفصلا كامل مُركبات جمال المرأة لتصبح القصيدة وحدة متماسكة كاملة وامرأة تجول على الورق.

اتطرق ايضا للنكبة من جانبها الأنساني واثرها الحضاري والنفسي على الأجيال التي عاشتها او تلك التي عانت من نتاجها.اكتب ايضا ناقدا وضع الشرق الحالي ,عن الألم والمعاناة الأنسانية الناتجة عن الحروب والثورات وما آلت اليه اوضاع الأطفال, النساء والكهول من الحرمان والجوع والبؤس, القتل والتشرد.

 

4-هل لكَ محاولاتٌ وتجارب أخرى غير الشِّعر كالنقد والقصَّة ؟؟

 لم اطرق باب القصة والنقد فلست بمنظر.هناك تخطيط اولي لرواية لا اعلم ان كان سيولد منه شيء.

5- مَن مِنَ النقادِ المحليِّين كتبَ عنكَ ؟؟

كتب عني الدكتور بطرس دلة وهو غني عن التعريف وكتب ايضا الدكتور محمد حمد ناقد وباحث ومحاضر في اكادمية القاسمي تطرق لأشعاري بقلم حر ناقد مظهرا الخاص مفككا وسابرا اعماقها .

6- كم كتاب أصدرتَ حتى الآن ؟؟

اصدرت حتى الأن كتابين

الأول" عزف على خاصرة الكلمة"

الثاني" فرااشات على الورق".

يعزف الموسيقي على خاصرة الكمان, وحين يكتب الشاعر قصيدته يكون عزفه على خاصرة الكلمة فتصبح الكلمة لحنا والقصيدة نغم .اما الفراشات فترمز الى العاشق الذي يفنى ويحترق في عشقه ,كم وترمز عند الصوفيين للأنصهار الكامل في الذات الإلاهية اما فراشاتي فتشير الى انصهار الكلمة بتعابيرها ومكوناتها وجمالياتها وذوبانها كفكرة على الورق.

 

7-حسب رأيُكَ إلى أينَ وصلَ أدبنا المحلِّي ؟؟

يزخر ادبنا المحلي بالنتاج القصصي والشعري على تنوع مدارسه ومناهجه, منه ما هو رفيع المستوى ومنه ما لا يستحق النشر ,اشعر احيانا ان هناك اسهال ادبي لا حد له لكثرت ما ينشر ولسهولة الطبع وكثرة التملق. يشبه الأمر مذراة في بيادر تذري الحصاد فيسقط القمح على الأرض معطيا حبوبا صالحة تترك اثرا فاعلا والقش منه يطير بالهواء غبارا لا اثر ولا اسف عليه.

 

8- رأيُكَ في مستوى النقد المحلي ؟؟

هناك الكثير من النقاد , قليلون منهم يلجون اعماق السطور وخفاياها وهناك من يترفع منهم وذلك يعود ربما لهشاشة العمل الأدبي المحلي او عدم معرفتهم بالأدباء والشعراء,

اتمنى ان يفتح النقاد ابوابهم وان يشكلوا اتحاد نقاد بحيث يتطرقوا لدواوين الشعراء بنظرة فاحصة , بحرية وتعمق ليشجعوا من يستحق وينقذوا من يغرق في كتابة الشعر وهو غير اهل لذلك.

 

9- بعدَ رحيل العمالقة والكبار مثل : محمود درويش وسميح القاسم وجمال قعوار وغيرهم هل هنالك من الشعراء المحليِّين من سيملأ الفراغ الذي تركوه ؟؟

 غياب شخص او اديب او شاعر من الرعيل الأول قد يترك فراغا مؤقتا سرعان ما يدخله اخر ربما ليسى بقامة من غاب ولكن الزمن والتجربة كفيلان لأن يشار اليهم والى اعمالهم باصبع من نور,

علينا اولا ان نتخطى تلك الفترة الزمنية التي رفّعت كبار الشعراء نتيجة ظروف سياسية اجتماعية واكبتهم ونقر بان الوقت قد تغير ولا يمكننا حصر الأدب بالشعر الملتزم فقط او الشعر الغزلي فنحن نعيش طروحات فلسفية لها اثر ديني مغاير لما عرفناه ويجب ان نطرح الأسئلة بجرأة لإستيضاح جذور هذه الظواهر لتشغيل الفكر والحث على تقبل الغير وتجذ ير الأسس الإنسانية .

 

9-الندوات والمهرجانات الأدبيَّة والثقافيَّة الهامَّة التي شاركتَ فيها ( محليًّا وخارج البلاد ) ؟؟

شاركت بكثير من الندوات والمهرجانات ,اقتصرت مشاركتي على ما هو محلي فقط, اذكر منها

ندوات شعرية كثيرة في مبنى السرايا بيافا لشعراء يهود وعرب

مهرجان القدس الشعري

مهرجان الشعر في المطلة

مهرجانات شعرية لمؤسسة محمود درويش الأبداعية

مهرجانات شعرية عالمية في قرية المغار "مهرجان نيسان الدولي ".

10-كثيرا ما تقامُ ندوات تكريميَّة في حيفا إحتفاءً بإصدارات جديدة .. ما هو سببُ كلّ هذه الحفاوة وهذا الإهتمام .. بالمقابل نجد شعراءً وكتابا كبارا ومخضرمين لهم اكثر من خمسين سنة في عالم الكتابة والإبداع لكنهم لا يحظوا بالأهتمام والتكريم ( من قبل الجمعيَّات والمؤسسات الثقافيَّة والأدبيَّة وغيرها ) ؟؟

 هذا غير صحيح فهناك ندوات تكريم لكثير من الأدباء والشعراء وانا منهم فلكل مكانه وقامته. ربما يطال التكريم الأصدارات الحديثة وهذا ما يُبرز الشعراء لكن اشهد اني حضرت تكريمات كثيرة لشعراء وادباء كبار .

من المعروف ايضا ان اعمال عمالقة الشعر والأدب من بقي منهم ومن غاب ما هي الا مشاعل تضيء الطريق للجميع وخصوصا لأدباء وشعراء هذه الفترة الزمنية.

11-الشُّعراءُ والأدباء الذين تأثرتَ بهم .. ولماذا ؟؟

تأثرت بمشواري بكثير من الشعراء والأدباء منهم نزار قباني ,محمود درويش وسميح القاسم اللذين صاغا الهوية لكثيرين ومن الشاعر الأردني امجد ناصرالذي تفوح من قصائده رائحة البداوة الأصيلة, ادونيس لتنظيره وتفكيكه للأفكار والحدث الشعري السياسي الديني, بدر شاكر السياب وحنينه لجيكور وشبح الموت الذي يلاحقه,الشاعر طه محمد علي وقصائده البسيطة وكانها بكرالشعر .واخرون يضيق المجال والصفحة عن الأشارة اليهم.

تاثرت ايضا بجبران ,محمد الماغوط احلام مستغانمي علأ حليحل واسيني الأعرج طه حسين,نجيب محفوظ وغيرهم الكثير من الأدباء العالميين.

اما الكتب الفلسفية الناقدة اذكر منها جلجامش,الدين والأديولوجيا ,مدخل الى التنوير الأوروبي ,اساطير الأغريق الرهبنة والتصوف وغيرها. هذه الكتب تفتح قنوات تترابط معا حاملة محصلة الأخرين اليك لتغني ذهنك وفكرك وترفعك الى الفكر العالمي فتطل عليه من كرسيك في صالتك

 

12-كيف يكونُ شعورُكَ الدّاَخلي بعدَ كتابةِ أيَّةِ قصيدة ؟؟

كتابة القصيدة هي عملية ولادة,فهناك اأولا الأخصاب , يحدث هذا من رؤيا او حدث او فكرة او صورة ,بعدها يبدأ التكاثر والكتابة الأولية الى ان يحين وقت الولادة فيزداد الألم والحيرة والتوقع والتغيير والمراجعة وانتقاء المصطلحات والبحث عما هو افضل , تنهكني الكتابة وتؤرقني الى ان تكتمل القصيدة وتخرج للمتلقي لتصبح ملكه وارتاح انا من الم الولادة .

13-الأوقات المفضَّلة لديكَ لكتابة الشعر أو أيّ عمل أدبي ؟؟

لا توجد عندي اوقات مفضلة لكني احتفظ دائما بدفتر صغير حتى اذا شاغلني شيطان الشعرفي اي وضع او مكان اكتب الفكرة الأولية خوفا عليها من الضياع وبعدها يستمر العمل في اوقات الفراغ.

14-أين تنشرُ كتاباتك وقصائدَكَ الشعريَّة .. في أيَّة وسائل إعلاميَّة ؟؟

نشرت قصائدي الأولى في جريدة فصل المقال ومن بعدها في صحيفة الأتحاد ,نشرت ايضا في مجلات هيلكون الشعرية التي ينشر فيها شعراء يهود وعرب اعمالهم الأدبية وكذلك على صفحات التواصل الأجتماعي ولي ديوانين كما ذكرت سابقا.

15-حظكَ من الصحافة والإعلام وتغطيتها لأخبارك ونشاطاتك الأدبيَّة .. وهل أجروا معكَ لقاءات صحفيَّة (ان كان في الصحف اوالمجلات أو التلفزيون والإذاعة ومواقع الأنترنيت ) ؟؟

لقد رافقني الأعلام وكان الى جانبي في محطات عدة,

كان لي لقاء مع شاعر يهودي في التلفاز الأسرائيلي استغرق ساعة من الزمن

ولقاء اخر بعد ان نشرت ديواني الأول "عزف على خاصرة الكلمة"

التقاني الأعلامي نادر ابو تامر ببرنامجه بالأذاعة الأسرائيلية وكان لي لقاء خاص بمحطة تلفاز محلية في حيفا لنفس المناسبة.

نشرت جريدة هارتس قصيدة لي بعنوان "زوابع من الشمال "

والتقتني الأعلامية سوزان دبيني بعد اشهار ديواني "فراشات على الورق"في برنامجها "معنى ونغم" .

16-نحنُ الآن في عصر العولمة والأنترنيت .. كيف أنت والكتاب والمطالعة (أقصد الصَّحافة الورقيَّة : كتب جرائد مجلات ) .. أم أنَّ الأنترنيت والحاسوب أصبح يأخذ معظم وقتك كمعظم الكتاب والمثقفين اليوم وخاصَّة الجيل الجديد .. هل ما زلت تتعامل مع الكتاب .. كيف ترى وتتوقع مستقبل الكتاب والصحافة الورقيَّة في المستقبل القريب في عصر الأنترنيت والحاسوب الذي طغى وهيمن على كلِّ شيىء.. هل ما زال هناك اهتمام ووقت للكتاب ؟؟

صحيح اني اطالع بعض المقالات والأصدارات على الأنترنيت لكنني افضل الكتاب والصحافة الورقية لأنك تشارك كل حواسك في قرأتها فانت تراها ,تلمسها, تشمها ويمكنك الرجوع الى ما يلفت نظرك والتأشير على ما يهمك وتلخيص المواد على صفحات الكتاب .نعم هناك نصيب قوي للصحافة والأدب على شاشة الحاسوب ,لكن ستبقى باعتقادي الصحافة والكتب الورقية مهمة ورائدة وخصوصا الكتب الأدبية.

 

17-أجملُ قصيدة كتبتهَا حتى الآن ؟؟

 هل حققتَ كلَّ ما تحلمُ به وتصبو إليهِ ؟؟

كلُّ الشعراء والفنانين يحبُّون الجمال .. . وللمرأةِ مكانة خاصة في نفوسِهم .... ماذا تعني المرأة للشاعر اتور ؟؟

كل قصائدي جميلة بنظري لكن هناك المميز منها مثل قصيدة الوطن ووطن بلا حدود او هذه هويتي وهذا وطني.

وكذلك القصائد الغزلية كقصيدة طغيان وقصيدة اجتياح وفراشات على الورق وغيرها الكثير.

فالمرأة هي مفتاح الحياة ,هي الرمز والجذور هي الزمان والمكان ,هيا الحرية الفكرية والأبداع وهي الجمال والفن ,هي الكون كله.

لم احقق كل ما احلم به بعد فهناك طاقة مخزونة يجب ان تجد طريقها الى الورق لتخرج وتريحني من عبء حملها كما وانني اصبو الى تطوير قصيدتي لتصبح بصمتي واضحة ومميزة تعرّف عني.

18-طموحاتكَ ومشاريعُكَ للمستقبل ؟

طموحي ان اصل الى ما اصبو اليه وأحققه وذلك مشروط بالوضع السياسي الاجتماعي الخاص والعام.

19-كلمة ٌ أخيرة ٌ تحبُّ أن تقولها في نهايةِ اللقاء؟؟

اوجه كلمتي لكل فرد في مجتمعنا وخصوصا لشبابنا وشباتنا , اقول حافظوا على اللغة وجمالها اقرأوا وتمتعوا بادبها وشعرها لا تبحثوا عن الطرق السهلة للتعبير فانتم تملكون لغة وملكات غير محدودة الجمال غوصوا ببحورها واجمعوا لؤلؤها وحافظوا على لسانكم ولغتكم الجميلة للأجيلل القادمة بعدكم.