مهرجان الحرية

عبد الرحيم عبد الرحمن منصور

مسرحية من مشهد واحد

عبد الرحيم عبد الرحمن منصور

يتوافد المدعوون إلى المسرح . يكتمل الحشد , تضاء الإنارة خلف الستارة , تهتز الستارة , ترفع مع إذاعة النشيد الوطني في المسرح , وهدوء الحشد احتراما للنشيد

يظهر مقدم البرنامج ( عريف الحفل )

العريف:  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته , حيا الله هذه الوجوه , وأدام نضارتها وبهاءها , وسود الله وجوه البغاة والظالمين , ومرغها بالبؤس والشقاء آمين

أهلا وسهلا بكم في مهرجان الحرية الذي يقام وفاء لأحرار الشام , ونستهله بخير الكلام ( آيات من القرآن الكريم ) يتلوها عليكم أحد أحرار الشام .

يتقدم فتى في ريعان الشباب , يقرأ : ( بسم الله الرحمن الرحيم , يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى  وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم ...) يتابع ثم يختم ( صدق الله العظيم )

ينطلق من المسرح  صفير .. تصفيق .. هتافات ثورية .. فجاة ... يتقدم طفل   ... يقول :

أنا طفل  الحرية .. وإن الأطفال أحرارافي الشام   يولدون

طفلة شامية : أنا طفلة الحرية .. أنا زهرة نضرة .. ونضارتي نبراس ينير الدرب ..يزرع الخير .. يوزع الحب

 أحد الأحرار  :

أيها الحر أنت في الشام فرقد  , وهواها من أنفاسك عطر تنهد  , ورباها إن راعيتها تبر وعسجد .

هتاف :   حرية... حرية.... حرية

ثائر يتكلم :

وأنت أيها النسيم الحر المنضبط  , مدّ يدك ‘لى دوح العطاء , واقطف ما شئت من أزاهير الحياة  , افرشها , املأ بها موائد الحرية  , وأعلن بدء الوليمة في مهرجان الحياة .

الطفل ألأول : أيها الحر ... أيها الحر

إن نسرينا ووردا وخزامى , في محياك الحر .. عزا يتسامى,     يصفع الباغي .. يمرغه الرغامى 

تكبير .: الله أكبر ... الله أكبر ... الله أكبر ولله الحمد

أحد الثوار الأحرار :

اسمه ... اسمه العم ســـام 

وهنا وعلى مسافة التفاتة منا في الجانب الشرقي من جسمنا المدمى , بقعة سوداء , يقال لها كربلاء

تجمع فيها طلائع يأجوج ومأجوج , وقد اعتمروا عمائم من نار المجوس , ليزحفوا إلى الشام , كي يجففوا الأنهار فيها , ويلاحقوا الأطيار , ويذبحوا فيها السمار ::

 وقتل الأهل صار لهم جهاد +++ وإرضاء العدو غدا المراما

كأن محمدا لم يحيي دينا +++ وعيسى لم يعلمهم وئاما

فكم مرت بأمتنا خطوب +++ بها زدنا ثباتا وانتظاما   

هتاف : الله أكبر.. حرية    الله أكبر.. حرية    الله أكبر .. حرية

الحر الثالث:

مباشرة     كسرى ولى ملكه ونار الفرس صارت رمادا , ومجوس الحقد في بؤس وذل جماعات ..فرادى ,

هذا سعد يبرق  سيفه في دماهم يتهادى .

 

هتاف : لا إله إلا الله  والباغي عدو الله

طفلة الحرية:

 فأنت أيها الشآمي الحر , يا وارث درع الحرية , وسلسبيل الإيمان , وعزّ التوحيد  , من أجل ذلك :

اطلب الموت وحاذر أن تموت  , كن شهيدا , كن قتيلا , كن نسيما حالما بين البيوت , اطلب الموت وحاذر أن تموت

طفل من بين الجماهير يصرخ :                                                                 ً

سلاما أيها البلد  +++ سلمت ويخسأ الأسد

يتقدم عريف الحفل ويترنم بهذا الشعر الجميل :  

ما ذرة منك .. إلا مقلة ويد         ++++ روحي الفداء لك من مقلة ويد

يا موطن الحب  يا أمسي وحلو غدي ++++يا صورة نقشت في صفحة الخلد

فاسلم ـ هديت ـ لحب انت ناظمه   ++++ أيا ترابا به أشفى من الرمد

وقرّ عينا بأهلينا وتربتنا     ++++  وحطّ عندها طوعا ولا تحد           

هتاف :  سورية حرة  حرة      بشار يطلع بره

يقفز الحر الرابع إلى المقدمة ويعلن :

شآمي انا .. من لا يعرفني ؟ .. أنا التوحيد أرضعه نسكا وعبادة  .. شآمي أنا .. انا مسلم ..

أنا يعربي .. .. عزما .. وأخلاقا .. وإرادة  ... يا مجوس العهر والكفر .. يا عبّاد نيران وأوثان ..

فيا بؤس العبادة .. ليس في الشام لكم  ـ  وإن ضج ساجوركم وتمادى ـ   ليس في الشام لكم  أمنا .. وسيادة ... إنما السيف فيه لكم حتف   .. ونار ذل  وإبادة

يتابع : يا نغمة الحرية على ثغر الطفل الوليد , يا حروف الإيمان في لثغة الطفل الشريد , ويا سنابل الخير والحب في ثرى ابن الوليد ,  يا حامل السيف وسعفة الحرية

" لا تمت .. إن مت مات العز ...مات الحب ..مات الأمل

إن هجرت السيف ..ساد الزيف ..ساد الحقد.. ساد الدجل

إن تمت أنت .. نمت تحن .. يمت معنى الحياة

إن ُتعفر جبهةُ الصقر ُتعفر بعدها كل الجباه   ...  "

يتقدم حر آخر :

يا مزاج الحب والبارود والإيمان والنار النقية

كن كما أنت .. فما أنت سوى ترنيمة الخلد المدماة الأبية

لاتكن منهم .. وتدري من هم .. فاصرف عنان المهر عن شر البرية

نافقوا .. ماتوا .. تمطوا .. أذعنوا .. ذلّوا.. فداستهم بساطير الذئاب الهمجية

لا تكن منهم .. ولا تنس الذي كانوه ..أو صاروه..واسجد أو فسبح إن نسيت

إن تكن منهم .. تمت حيا كما ماتوا .. فحاذر أن تموت " .

 ثائر آخر يتقدم يشيرإلى بعض الهموم

إن راودونا فليراودوا الجبال الشم  لا شيء غير الحرية مطلبا لنا  ليس إلا سحق البوم المجوسي  وطرده من أرضنا  لن نركع إلا لله  ولن نخضع إلا لله مهما بذلوا مهما قدموا من إغراءات ومها عقدوا من لقاءات كلمة واحدة نقولها عن الثوار  وعن أهل الشام : حرية أو الشهادة حرية   حرية

الجماهير : حرية   حرية    حرية  بصوت ترتج له جنبات المسرح

الثائر يتابع : أيها السوري هذا يومك احمل سلاحك وانطلق لا تلتفت فالمؤامرة كبيرة ولكن نصر الله قريب إنشاء الله احذر أن تساوم واسمع كلام الناصح المحب :

 "لا تقل يوما لفئران الدواوين (أجل)

لا تقلها.. إنها تمحو من العينين والخدين والقلب الخجل  

وتحيل الهون والذلة والإذعان     نعمى

فيصير القرش محض القرش .. مجدا وفخارا

لا تقلها.. فكنوز الأصفر الرنان في الأرض تساوي محض صفر

ولفد تجثو حسان الأرض في ذل لديك

ولقد تسحق حتى العظم .. او تنفى من التاريخ.. أو تسقى الحماما

كي تقول اللفظة الحمقاء .. حتى لو أتت في ثوب كبر

فإذا ما قلتها مزقت روح الخصب .. شردت الغماما

فانتظر من بعدها .. ولينتظر أحفاد أحفادك .. ما في الكون من سوء المصير

لا تقل للفسق إلا  " لا  " وقلها ما حييت

واطلب الموت بها .. موت العزيزالحر..وحاذرأن  تموت .

هتاف : قلّه للأجدب  قلّه    الموت ولا المذلة .... قلّه للأجدب قلّه    الموت ولا المذّلة

يتقدم طفل الحرية بصوت مؤثر  :

 (اللهم جيش بنو نصير أسفرا  ===  عن ألف فرعون أشد وأكفرا

اللهم قد خربوا المدائن والقرى ===  وعدو على أم الفداء وشيزرا

حتى المساجد هدموها والمصا   === حف مزقوهاوالأذان تفطّرا

وبنو الصحابة والغضارفةالنشا === مى غيبوهم في صحارى تدمرا

أين الملائكة الشباب يرتلون  ===الآي والذكر الحميد الأطهرا

فتضوع أنسام الشآم بفوح أنـ  === ـداءالسماءوبالضياء معطرا )

 اللهم إليك المشتكى وعليك التكلان   اللهم اهزمهم  يا هازم الأحزاب وانصرنا عليهم

اللهم احصهم عددا  وأهلكهم بددا  ولا تغادرمنهم أحدا

اللهم ثبت المجاهدين في الشام وانصرهم وسدد رميهم يا ذا القوة والجبروت يا الله

تسدل الستارة مع نشيد ثوري مناسب