وإذا العناية لاحظتك عيونها ..

عبد الرحيم عبد الرحمن منصور

المشهد الأول  :

  في دكان الحلاق أبو خالد , العم أبو ابراهيم بربد أن يحلق شعره

أبو خالد :انتهى من الزبون الذي بين يديه ,قال  له : نعيما .

الزبون: أنعم الله عليك , يمسح شعره بيده ,ويتلمس لحيته ثم يدس في جيب ابو خالد بعض النقود ويمضي .

أبو خالد: تفضل يا أبوابراهيم .. أهلا وسهلا .. كيف حالك ؟

أبو ابراهيم : يجلس على كرسي الحلاقة .. الحمدلله رب العالمين على كل حال , كيف حالك أنت يا ابو خالد ؟

أبو خالد رضا .. رضا من الله .. الحمد لله رب العالمين .. يبدو يا أبو ابراهيم أن الأمر سوف يطول !!

أبو ابراهيم : أي أمر هذا يا أبو خالد ؟

أبو خالد : أمر الثورة والثوار وهذا النظام الفاسد المجرم ..

أبو ابراهيم : طال أم قصر لم يعد لشعبنا خيار .. لايدّ أن يصبر حتى النهاية لأن الأمر صار بيد الله  والله يتولى عباده الصالحين . أبو خالد : صدقت .. صدقت  الأمور واضحة  المعركة ليست سياسية والموضوع ليس موضوع حاكم ظالم مجرم .. المعركة بين الكفر والإيمان لذلك الشرق والغرب فرحان بهذه الحرب ويريدها أن تستمر .. صح كلامي يا أبو ابراهيم ؟

أبو ابراهيم : كلامك صح مئة بالمئة لأن هذه الحرب بزعمهم تضعف أهل المنطقة المسلمين وتبدد قوتهم .. مساكين .. مساكين ..لا يدرون أن مواقفهم هذه تزيد من صلابة الشعب وترده إلى دينه وتقوي من عزيمته لسبب بسيط   أن الناس هنا يعرفون ربهم    ويعرفون عدوهم  ويعرفون أيضا طريقهم . أبوخالد: والله معهم, والله مؤيدهم , والله لا يتخلى عن عباده الصالحين ولا يتركهم وحدهم .

ايو ابراهيم: عناية الله واضحة ورعايته للمجاهدين واضحة فهم مع قلة مناصريهم وضعف امكاناتهم ينتصرون ... ينتصرون والحمد لله في كل معركة وفي كل مواجهة .

ابو خالد : وهذا دليل تأييد الله للمجاهدين ودليل صدقهم مع الله عزّ وجلّ والله مع الصادقين  ( ما في نقاش ) .

ابو ابراهيم : يحضرني الآن قصة سمعتها تؤكد انه :

إذا العناية لاحظتك عيونها ... نم فالحادثات كلهن أمان

ولكن اتبه يا أبو خالد إلى شعري وإلى مقصك

ابو خالد : ولا يهمك .. هات ماعندك .. أفدنا الله يقوي إيمانك  وأحلى قصة شعر للعم ابو ابراهيم  .. ستعود شابا بإذن الله

أبو ابراهيم : يحكى أن أحد أنبياء بني اسرائيل كان يسير متفكرا ذاكرا على ضفة نهر .. أتدري يا ابو خالد ماذا رأى ؟

أبو خالد :  لا والله لاأدري  لكن أكيد رأى شيء غريب  ( مبين من سؤالك )

ابو ابراهيم :  يا سيدي رأى عقربا يسير على ضفة النهر  أبو خالد : عقرب !! ماذا يعني ذلك   !!  العقارب في كل مكان

ابو ابراهيم :  يضحك..مالك .. أراك توترت .. كدت تجرحني ابو خالد : تقول لي رأى عقربا  ما الغريب في ذلك ؟ أم أنك تريد أن   تخرسني

 ( وتضيع الموضوع  )

ابو ابراهيم: أكمل شغلك  ثم أكمل لك القصة بعد أن تهدأ ...

المشهد الثاني :

ايو خالد: نعيما عمي ابوابراهيم ... إنشاالله عجبتك الحلاقة ؟

ابو ابراهيم: مقصك ألماس  وذوقك معروف  وانت المعلم يا معلم   سلمت يداك

ابو خالد :هات لشوف  احكي لي عن العقرب ما هي قصته ؟ لم كان مستعجلا

ابو ابراهيم : ( هيك عالناشف ؟ أقلها كاسة شاي)

ابو خالد:على عيني .. يغيب قليلا في طرف الدكان ويعود ومعه ابريق الشاي والكؤوس ..( شغل إيديا  وحياة عينيا ) لأحلى أبو ابراهيم ..تفضّل ...

ابو ابراهيم : سألتني عن العقرب .. إنه غقرب ليس كالعقارب ..ضخم الحجم  لم ير له مثيل من قبل  ويسير مسرعا دون هوادة ..

أبو خالد :  أكيد وراء هذا العقرب قصة غريبة

ابو ابراهيم : وهذا ما فكّر به الرجل الصالح , قال في سرّه : لا بدّ أن هذا العقرب الضخم يسعى نحو غاية ما

ابو خالد : والله شيء يضع العقل قي الكف .. إنه عقرب والعقرب مؤذي( حب الأذية من طباع العقرب ) ولسعته حسب الوصف .. موت محقق

ابو ابراهيم: خمّن الرجل الصالح أن وراء سرعة العقرب حكاية  ولا بدّ أن يعرفها

لذا بقي يراقبه

ابو خالد: إي وإلى أين وصل ؟

ابو ابراهيم : وصل العقرب إلى مخاضة عند ضفة النهر فتوقف قليلا وما هي إلا لحظات حتى جاءت ضفدعة سابحة على سطح الماء ..

ابوخالد: ( رشف رشفة سريعة من الشاي ) وصاح : هل سيلسع العقرب الضفدعة ؟

ابو ابراهيم : رويدك قليلا ..بل إن الضفدعة وقفت أمامه فقفز على ظهرها فلما استقرفوق ظهرها سبحت به باتجاه الضفة الأخرى

ابو خالد :سبحان الله .. معقول .. صارت له قارب توصيل !!؟ إنه لأمر عجيب والله

وماذا فعل الرجل الصالح

ابو ابراهيم : أخذته الدهشة  فخاض النهر وأسرع خلفهما .. أما العقرب فقد نزل على الضفة الأخرى وتابع سيره الحثيث  والرجل وراءه يراقبه ولا يغيب عن عينه ابو خالد: آمنت بالله ... أكمل .. أكمل  كاد قلبي أن يقف

ابو ابراهيم :حتى تعرف يا ايو خالد أن للكون ربا يسّيره ويرعاه ولا شيء يتحرك إلا بإذنه ومشيئته

أبو خالد : لاإله إلا الله  ( يا ويل اللي ما يخاف الله ) مثل هؤلاء الروافض والشيعة والنصيرية الذين بمعنون في قتل الناس الأبرياء يكل وسيلة .. إلى أين انتهى العقرب ياابو ابراهيم ؟

ابوابراهيم :كان العقرب متجها نحو شجرة ظليلة ينام في ظلها رجل  ابو خالد: حسبي الله  سوف يقضي العقرب على المسكين !!!

ابو ابراهيم :الرجل النبي الإسرائيلي يراقب مدهوشا .. العقرب ينسل تحت الرجل النائم .. فجأة  صوت زعيق قوي  والرجل النائم يقفز في الهواء ويرتمي على الأرض مذعورا .. ما بك أبو خالد!! ركّز معي ..

ابو خالد : وهل بقي لي أعصاب ؟

ابو ابراهيم : وإذ بالموقف ينجلي غن ثعبان أصفر كالشمع محقون بسم زعاف

وقد تمدد صريعا في المكان الذي كان  نائما فيه الرجل

أبو خالد : ما الذي حصل ؟

ابو ابراهيم : الذي حصل أن الثعبان يريد أن يلدغ الرجل  ولكن العقرب وصل في الوقت المناسب ولسع الثعبان في رأسه فأرداه على الفور  وكتب الله النجاة للرجل

ابو خالد : هاه.. هاه.. هذا سبب سرعة العقرب إنه مأمور   مكلف بمهمة

ابو ابراهيم : إنها العناية يا ابو خالد   وإذا العناية لاحظتك عيونها ... نم.. فالحادثات كلهن أمان

ابو خالد : يا رب يا كريم   يا رحيم يا جبار السموات والأرض نسألك بأطفال رضّع  وشيوخ ركّع   وبهائم رتّع   ..أن ترسل (عقارب )نقمتك على الفرس المجوس والنصيرية الكفرة الفجرة أرسل (عقارب) نقمتك تفجر أدمغتهم جميعا  ..يا الله يارب العالمين    آمين... آمين