منوعات 945

أدباء الشام

الحق لا يهزم

لو كان صاحب الحق يُهزم بالضرب لكان سيدنا بلال في عداد المهزومين لكنه العكس .

ولو كان صاحب الحق ينهزم إذا سجنوه لكان نبي الله يوسف عليه السلام والإمام أحمد بن حنبل رحمه الله .. في عداد المهزومين ..!!

ولو كان الطرد يثني صاحب الحق لكانت قريش هي المنتصرة عند هجرة الصحابة للحبشة وهجرة النبي عليه الصلاة والسلام للمدينة .

بل حتى التصفية الجسدية و القتل يصنع من دماء الشهداء نصر ، كما في قصة الغلام المؤمن وأصحاب الأخدود.

لا تجعل من صاحب الحق شخصا مهزوما ، بل العكس لا يزيده الضغط إلا قوة .. الذهب لا تزيده النار إلا لمعانا وجمالا.

يقول ابن تيمية رحمه الله:

" ماذا يصنع أعدائي بي ، إن سجنوني فسجني خلوة ، وإن طردوني فطردي سياحة ، وإن قتلوني فقتلي شهادة ".

                    متى ينهزم صاحب الحق؟!!

ينهزم في حالة واحدة فقط :               

عندما تتغير قناعاته في داخله ، عندما يضعف يقينه بصحة منهجه .. اليقين والقناعة أساس المنهج .

لم يتراجع بلال رضي الله عنه ، فتعب الضارب ولم يتعب المضروب.

هل هزم الصحابة في أحد؟!

من حيث الظاهر نعم ، لكن من حيث الحقيقة لا وألف لا ، بل انتصروا وقالوا لقريش : "الله مولانا ولا مولى لكم ".

لم تتغير قناعاتهم ، كانوا دعاة بحق ، يقيمون الحجة على كل الناس ، يبتعدون عن صراعاتهم الداخلية ، لهم يقين وإيمان ووعي كامل بصحة إسلامهم وطريقهم .

وهكذا يجب أن نكون نحن أيضا ، عندها سيتحقق الوعد الحق كما تحقق عندهم .

يقول الحق تبارك وتعالى: { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ رُسُلًا إِلَىٰ قَوْمِهِمْ فَجَاءُوهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَانتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ } (الروم - 47).

*************************************************

من_اجمل_ماقرات

* تقول تقدّم أحدُهم لخطبتي وكان شرطه الوحيد للزواج هو الإعتناء بوالدته ،، أخبرني بأنه لن يطلب مني أكثر من ذلك فقط أُراعي أمه وقت غيابه... فأُمه طريحة الفراش منذ عشرة أعوام ،، فبعد وفاة والده لم يبق له سواها من الحياه ،،

فقط هذا شرطي أمي....  أعرف بأنكِ لستٍ مُكّلفه برعايتها أو خدمتها ولكن إذا وافقتي فستعملين ذلك من باب إنسانيتك وطاعةً لي.. هكذا أخبرني...

كانت أمه تعرضت لحادث سير مُرعب فقدت معه التحكم في جسمها بالكامل وشُلت أطرافها ،، وكان هو القائم برعايتها ، ولكن نظراً لدراسته وعمله هناك أوقات يغيب عنها وهي بحاجه إلي أدويه وإهتمام...  فكّرت كثيراً وتحيّرت أكثر ،فهذا كأنه بحاجه إلي خادمه وليس زوجه... تكلّمت مع والدي الذي خفف من ضجيج تفكيري وقال لي : اسمعي ابنتي هذا مستقبلك وليس لي حق التأثير عليكِ ولكن طالما سألتيني رأيي فأنا أؤمن جيداً بأن صنائع المعروف تقي مصارع السوء ،، وشخص كهذا حريص علي والدته فلن يُضيعك معه ولن يظلمك حقك... إن أحبك أكرمك ، وإن كرهك لن يظلمك ،، فإذا كنتِ ستُراعي أمه ليس بشكل يُرضيه ولكن ستضعيها في مقام أمك فاقبلي ابنتي ،، وإذا كان الشيطان سيجد بابه إلي قلبك فيحملك علي ظُلمها فقولك... لا..... أسلم لكِ.. 

تزّوجنا فعلاً ،، وفي أول ليله لي معه أخذني إلي غُرفتها ،، صُعقت من منظر الغرفه كانت كقطعه من الجنه ،، ألوانها ،، ترتيبها ،، وسائل التدفئه فيها ،، مُختلفه تماماً عن باقي البيت ،، تركني واقترب من سريرها كانت نائمه أخذ يهز كتفها برفق قائلاً : ماما ،، لقد أحضرت هديتي لكِ ،، هذه زوجتي آلا تريدي رؤيتها!!! فتحت عينيها برفق ونظرت له بابتسامه ودعه ثم حوّلت نظرها عليّ ،، لا أستطيع وصف تلك اللحظه ،، تلك عيونها مليئه بألم وثغرها مبتسم بحُزن ،، كان وجهها كالقمر في ليلة تمامه ،، هادئ جداً لإمرأه في السبعين من عمرها...  قالت : مُبارك عليكِ بُنيتي زفافك ،، وأدعو الله أن يهدي لكِ صغيري هذا ،، وأن يرزُقك ولداً باراً مثله ،، وآلا تكوني ثقيله عليه مثلي ،، ثم ذرفت عينيها دموعاً أشبه بفيضان سُمح له بالجريان..  سارع لمسح دموعها بكم بذلته وقال : هذا الكلام يُغضبني وأنتِ تعلمين ذلك ،، أرجوكي ماما لا تُعيدها ،، واقتربت أنا منها وقبّلت يدها ورأسها وقلت : أمين..  ماما... 

مرت أيامي في هذا البيت ودهشتي فيه  تزيد يوماً بعد يوم ،، كان هو من يُغير لها الحفّاظ ،، وكان يُحممها في مكانها بفرشاة الإستحمام...  وكان يُبلل لها شعرها ،، ويُسرحه لها وعندما تألمت من المشط أحضر لها مشط غريب كان من الورق المقوي ناعم من أجل فروة رأسها ،، كان قد رأه في أحد الإعلانات التجاريه.... أحضره لها ،، سُرّت جداً بذلك المشط ،، كان يُضّفر لها شعرها في جديلتين صغيرتين ،، كانت تخجل عندما يفعل لها ذلك وتبتسم بحياء وتقول : لست صغيره علي هذا أيها الولد ،، فلتُنهي ذلك ،،، كان يرد : عندما يُعجب أحدهم بكِ  فستشكُريني ..عندها تغرق في ضحكٍ عميق كنت أراه من خلف ذلك الضحك ينظر لها كطفل ما زال في السادسه من عمره....  حقاً كان يُحبها....  وجداً....

لا أعرف ماذا قصد عندما أخبرني بأنه يريدني أن أعتني بها ،، هو  يفعل كل شئ.... أخبرني بأن وقت خروجه وعمله يستثقله عليها بأن تكون فيه وحيده....

كنت أستغرب كيف يجد وقت لكل ذلك ،،، فقط كنت أنا أساعدها في تناول وجباتها وأخذ أدويتها.... هذا كل دوري...

أحببت علاقته بها جداً ، كان مُتعلق بها وهي أكثر ،، كان يستقظ في الليل علي الأقل ثلاث مرات لينقلها من جانب لآخر حتي لا تُصاب بقُرح الفراش وليطمئن عليها....

كان مع كل مُناسبه يُحضر لها ملابس جديده ،، ويُشعرها بجو تلك المناسبه بمساعدة التكنولوجيا... 

وفي أحد المرات كان قد نسي إحضار حفاظاً لها ،، وعندما استيقظ ليلاً للإطمئنان عليها شم رائحة قذاره فعرف أنها قد أطلقتها علي نفسها ،، كانت تبكي جداً وتقول آسفه حدث ذلك رغماً عني... كان مُنهمكاً في تنظيفها وهي تبكي وتقول : أنت لا تستحق مني ذلك.. هذا ليس جزاءً لائقاً بك ،، أدعو الله أن يُعجّل بما بقي لي من أيام... أخبرها قائلاً : أفعل ذلك أمي بنفس درجة الرضا التي كنتِ تفعليها بها في صغري ،، وبكيتُ أنا ،، هذا الرجل فعلاً رزق....

أنجبت منه ولد ،،  تمنيت أن يكون مثله في كل شئ ،، فحملته وذهبت به عند جدته ووضعته في حضنها وقلت لها : أريده مثل ابنك...  فابتسمت وقالت : صغيري هذا رزق لي ،، والرزق بيد الله عزيزتي ،، فادعي الله أن يُربيه لكِ...

كانت حياته كُلها بركه وخير ، لم يتذمر منها قط لا أمامي ولا أمام غيري....  كانت رائحته تفوح بالبر بأمه حتي ظننتُ أنها تكفي جميع العاقين......

*هذا الابن البار :انه الدكتور  محمد راتب النابلسي*

*************************************************

رسالة مهمة لمن يئس من الشام

تمر اليوم بالشام محنٌ كبرى ..

ويضيق الأمر على أهلها ويشتد ، وهذا تصديقٌ لوعد النبي صلى الله عليه وسلم لأهل الشام ، لأنها تحمل هم القضايا الكبرى للأمة ، وتعيش همومها .

وأهل الشام اليوم صنفان :

الأول : فهم سنن الله تعالى ، وفهم دروس الابتلاءات ، والحكمة من امتحان الله للعباد ليصطفيهم ويمحصهم بين يدي نصرٍ وفرج كبير قادم إن شاء الله .

أما الصنف الثاني : فإنه ينظر إلى تفاصيل ما نعيشه اليوم في الشام من ابتلاءات وشدائد ، ونقص في الغذاء والمواد الأولية ، وقطع كهرباء تشتد قسوته يوماً فيوم ، فيضجر ، وييأس ، ويتكلم بعبارات كلها شكوى ، وملل ، ويأس ، ومن ذلك قول بعضهم : والله هذه البلد ما عاد ينعاش فيها !!

ونذكر هؤلاء بان النصوص الكثيرة جاءت عن النبي صلى الله عليه وسلم ، تؤكد أن الهجرة في آخر الزمان تكون إلى الشام لا منها !

وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أوصى أصحابه أن يهاجروا إليها ، وذلك حين حدثهم عن علامات آخر الزمان ، وفتن آخر الزمان .

وأنبأهم أن الشام ستحاصر بعد العراق ، وأن من سيصبر من أهلها على شدتها سينال أجر الرباط في سبيل الله .

إلى أن يأذن الله بانتهاء الغمة ، والنصر إن شاء الله ....

وعد الله المرابطين في الشام بالغنى بعد الفقر ، وبالعزة بعد الهوان .

من أراد أن يخرج من الشام يمكنه ذلك لكن عليه أن يعلم أنه يستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير ... وأنه يترك أرضاً مستقبلها قاتم في الظاهر ...

لكنه زاهر في علم الله ....

لينتقل إلى أماكن زاهرة في الظاهر لكن مستقبلها قاتم في علم الله ...

بارك الله في الشام ودعا لها النبي صلى الله عليه وسلم ، ودفن فيها الصحابة الكرام ، وآل بيت النبي صلى الله عليه وسلم ، وأولياء الله الصالحون .

لا يضر الشام من يسافر ومن يبقى ...

إن للشام ربًا يحميها .. وينصرها و يرزقها ...

ومن يسخر من هذا الكلام نذكره بهذه الأحاديث النبوية الصحيحة ، فاسمعوها بقلوبكم قبل آذانكم :

عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : «اللهم بارك لنا في شامنا ، اللهم بارك لنا في يمننا»، قالوا: "يا رسول الله، وفي نجدنا؟" فأظنه قال في الثالثة : «هناك الزلازل والفتن وبها يطلع قرن الشيطان»  (أخرجه البخاري).

وعن أبي الدرداء رضي اللَّه عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

«بينا أنا نائم إذ رأيتُ عمود الكتاب احتمل من تحت رأسي ، فظننتُ أنه مذهوب به ، فأتبعته بصري ، فعمد به إلى الشام ، ألا وإن الإيمان حين تقع الفتن بالشام»  (أخرجه أحمد بإسناد صحيح).....

وعن عبد الله بن حَوالة رضي اللَّه عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «سيصير الأمرُ إلى أن تكونوا جُنوداً مُجَندَةً : جندٌ بالشام، وجندٌ باليمن، وجندٌ بالعراق» قال ابن حَوَالة: "خِرْ لي يا رسول الله! إن أدركتُ ذلك؟" فقال: «عليك بالشام؛ فإنها خيرةُ الله مِنْ أرضه ، يَجْتَبِي إليها خِيرتَهُ من عباده . فأما إن أبيتم؛ فعليكم بيمنكم ، واسقوا من غُدُركم؛ فإن الله توكل لي بالشام وأهله»

(أخرجه أحمد، وأبو داود بإسناد صحيح).

(أَمۡ حَسِبۡتُمۡ أَن تَدۡخُلُوا۟ ٱلۡجَنَّةَ وَلَمَّا یَأۡتِكُم مَّثَلُ ٱلَّذِینَ خَلَوۡا۟ مِن قَبۡلِكُمۖ مَّسَّتۡهُمُ ٱلۡبَأۡسَاۤءُ وَٱلضَّرَّاۤءُ وَزُلۡزِلُوا۟ حَتَّىٰ یَقُولَ ٱلرَّسُولُ وَٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ مَعَهُۥ مَتَىٰ نَصۡرُ ٱللَّهِۗ أَلَاۤ إِنَّ نَصۡرَ ٱللَّهِ قَرِیبࣱ)

[سورة البقرة 214]

(فَإِنَّ مَعَ ٱلۡعُسۡرِ یُسۡرًا ۝  إِنَّ مَعَ ٱلۡعُسۡرِ یُسۡرࣰا)

[سورة الشرح 5 - 6]

*************************************************

الفتن بدأت تزداد.....

فانقسم أغلب الناس إلى :

(منحرف - متذبذب - ثابت)

في القرآن آية نكررها ولا نخاف مما تدل عليه من خطر جسيم،و هي تحتاج منا للتركيز والانتباه والتدبر....

قال تعالى : { فتزل قدم بعد ثبوتها }

لم يقل: بعد تذبذبها ؛ بل قال : بعد ثبوتها.

-فالحياة فتن .. والثبات صعب ... فاسأل الله عزوجل الثبات من قلب صادق...

-( الثبات ) : لا يكون بكثرة الاستماع للمواعظ إنما يكون : ( بفعل ) هذه المواعظ وتطبيقها في واقع الحياة...

والدليل قوله تعالى : { ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيراً لهم وأشد تثبيتا }.

قيل لاحد العلماء : يا شيخ ، فلان انتكس !.

قال الشيخ : لعل انتكاسته من أمرين :

اﻷول : إما أنه لم يسأل الله الثبات

الثاني : أو أنه لم يشكر الله على نعمة الاستقامة...

فحين اختارك الله لطريق هدايته ، ليس لأنك مميز أو لطاعةٍ منك ، بل هي رحمة منه شملتك ، قد ينزعها منك في أي لحظة ، لذلك لا تغتر بعملك ولا بعبادتك ، ولا تنظر باستصغار لمن ضلّ عن سبيله ، فلولا رحمة الله بك لكنت مكانه...

أعيدوا قراءة هذه الآية التي خوطب بها النبي ﷺ بتدبر . قال تعالى ( ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئاً قليلاً ).

فإياك أن تظن أن الثبات على الاستقامة أحد إنجازاتك الشخصية .. تأمل هذا الخطاب لسيد البشر محمد صلوات ربي وسلامه عليه : "ولولا أن ثبتناك" فكيف بي و بك !!؟..

نسأل الله تعالى لنا ولكم الثبات

حتى الممات

*المثبتات*

خمس مثبتات في عصر الفتن :

١- القرآن الكريم (كذلك لنثبت به فؤادك) .

٢- قراءة السيرة وقصص الأنبياء (كذلك نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك) .

٣- العمل بالعلم (ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم وأشد تثبيتا) .

٤- الدعاء (يا مقلب القلوب ثبت قلبي علي طاعتك) .

٥- الرفقه الصالحة(واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعدُ عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا).

كلام نفيس جدا ..

حري بالمسلم أن يعقله ويتدبره ..

 جزى الله كاتبها خير الجزاء 

*************************************************

من دعا إلى فضيلة فليكن أول الملتزمين بها    ونقرأ قول الله تعالى  أتأمرون بالبر وتنسون أنفسكم  ونتذكر قول الشاعر  لاتنه عن خلق  وتأتي مثله    عار عليك إذا فعلت عظيم        الناس يتأثرون بسلوك الداعية أكثر مما يتأثرون بقوله    ومن أسوأ ما يكون من بعض الدعاة أنهم يدعون  إلى فضيلة ثم ينقضونها بما يصدر عنهم من مواقف      يدعو أحدهم إلى الصفاء والمودة والمسامحة وإحسان الظن ٠٠٠  ثم تراه حقودا  خصيما  سليط اللسان على من خالفه في رأي سياسي أو في اجتهاد فقهي      وترى  من يركب قطار الدعوة  ويؤكد أهمية جمع الكلمة وتوحيد الصفوف  والتصدي لأعداء الإسلام  ثم لا يفتأ يغمز    بمناسبة  وبغير مناسبة  بأصحاب الفكر السلفي  إن كان هو من أصحاب الاتجاه الصوفي  أو يغمز بأصحاب الفكر الصوفي إن كان هو من أصحاب الاتجاه السلفي ٠٠٠٠      ورحم الله الشهيد سيد قطب  إذ يقول    الذين يدعون إلى الله ألسنتهم أو بأقلامهم  ثم يكون سلوكهم مغايرا لذلك  إنما يقدمون شهادة زور ضد هذا الدين

*************************************************

سوريا قبل أن تتحول إلى سوريا الأسد

وردتني من صديق

منقولة عن الأستاذ فواز بهاء الدين الخوجة إذ يقول:

إني من خريجي ثانوية جودت الهاشمي دورة عام 1964.

ففي أواخر الاربعينيات في القرن الماضي

كانت أهم مدرسة في دمشق تسمى مدرسة التجهيز الأولى

مديرها الاستاذ جودت الهاشمي

اعتاد المدير كل صباح ان يقف على باب مدرسته لاستقبال الطلاب حتى الساعة الثامنة حيث يتم إغلاق الباب والبدء باليوم الدراسي

في يوم من الأيام

توقفت سيارة الرئاسة امام باب المدرسة

هرع إليها المدير جودة الهاشمي معتقدا أن رئيس الجمهورية شكري القوتلي اتى المدرسة للاطمئنان على سير الدراسة

ولكن عند فتح باب السيارة فوجئ بأبن الرئيس ينزل منها

عندها قام المدير بمسك يد حسان قوتلي ابن الرئيس شكري واصطحبه معه حتى باب المدرسة

وتوقف عند الباب كما كل يوم وفي الساعة الثامنة اغلق الباب واصطحب الطالب حسان قوتلي إلى غرفة الإدارة

ورفع سماعة الهاتف واتصل بمنزل الرئيس شكري القوتلي

فرد عليه الرئيس مرحبآ

قال المدير:

شكري بيك تريد أن ترسل ابنك بسيارة الرئاسة هذا شأنك

ولكن في مدرستي طلاب لا يملكون اجرة طريق

اذا كنت ترغب ان يكون ابنك هكذا هناك مدارس هامة بها أولاد كبار الأغنياء كمدرسة"اللاييك "او "الفرير" أرسله إلى هناك فأنا لا أرغب أن يفسد طلابي

سكت الرئيس قليلا واجابه :

متى تنتهي الفترة الأولى

فأجابه المدير وانتهت المكالمة.

وإذ والطلاب في الباحة فترة الإستراحة توقفت سيارة الرئيس شكري القوتلي على باب المدرسة

فهرع المدير والعاملين لاستقباله

وتوقف لعب الطلاب

اصطف الجميع للترحيب به

وقف الرئيس على منبر المدرسة وبجواره المدير

رحب القوتلي بالجميع وقال :

اعتذر منكم جودت بيك لا علم لي بما فعله ابني

انا اتقدم باعتذاري للجميع

انت المدير

وانت صاحب العقوبة المناسبة

وغادر المدرسة بعد أن عاقب ابنه قبل عقاب المدير

خلد التاريخ جودت الهاشمي الذي سطر اسمه من ذهب

خرجت مدرسة التجهيز الكبار الكبار من أبناء الوطن

قصة قصيرة رويتها

لا تعليق عندي

بعض من حضر الواقعة لا يزالون أحياء يرزقون

عذرا للإطالة

زمن عشناه

نتمنى ان يكون شمسا مضيئة

.... المحامي ....

....فواز بهاء الدين الخوجة   

....فرع محامي دمشق...

*************************************************

يمثل انتصار #طالبان محنة حقيقية لكل أتباع التيارات التي تسمي نفسها مدنية، أو تيارات "الإسلام المعتدل المنفتح الوسطي الجميل"، أو "الإسلاميين السابقين".. فضلا طبعا عن كونها محنة فظيعة لأعداء الأمة والدين من أول السيسي وبن زايد وبن سلمان وحتى إسرائيل والغرب وأمريكا.

حتى الإندبندنت كتبت تقول "اكتمل إذلال الغرب في أفغانستان".

أما محنة الأنظمة والأعداء فمفهومة.. وأما محنة هؤلاء الذين كان يجب أن يفرحوا فهي التي تحتاج إلى كلام!

كان يجب أن يفرحوا باعتبارهم مسلمين، وباعتبارهم معارضين للاحتلال والاستبداد، وباعتبارهم محسوبين على الثورة والمعارضة.. ولكنهم لم يفعلوا.. لماذا؟!

في الواقع، لقد تلقى هؤلاء صفعتين متعاكستين بنفس القوة، صفعة الانقلاب على الغنوشي في تونس، مع كل ما بذله من انفتاح ومرونة وتوافق (دعني أستعمل هنا هذه المصطلحات التي يحبونها)، وصفعة انتصار طالبان التي هي مثال التشدد والانغلاق والرجعية والتخلف (وهذه ألفاظهم أيضا، أستعملها على سبيل التنزل الجدلي).

وتلك محنة فظيعة حقا.. محنة أن تتساقط الأفكار والتنظيرات فجأة إلى الهاوية، مرتين في وقت قريب!

لذلك لا بد من التماس كل الأسباب لتجميل الانقلاب في تونس، والتماس كل الأسباب لتشويه الانتصار في أفغانستان!

سأقرب لك الصورة..

أرسل الله معجزة لنبيه صالح، ناقة خرجت من الصخرة، أمام عيونهم..

هذه الناقة كانت تسقي حتى الذين كفروا به، تمر على بيوتهم باللبن ليحلبونها.. أي أنها معجزة للمؤمن وثروة اقتصادية للكافر.. إنها بئر لبن.. تشبه في اصطلاحنا المعاصر حقل نفط!!..

ومع ذلك عقروها.. فلماذا؟!

لأن وجودها محنة.. محنة فظيعة.. وجودها تذكير دائم لهم بكذبهم وجحودهم وانحرافهم.. تذكير لهم بضعف موقفهم وهزيمتهم أمام النبي المرسل.. إنها الدليل الذي يسرح ويمرح أمامهم ليثبت لهم ولسائر الناس أنهم في الجانب الخطأ!!

لم يؤمنوا.. وفوق ذلك لم تحتمل نفوسهم الاستفادة من الثروة الاقتصادية المجانية التي نزلت عليهم.. فاختاروا أن يقتلوها.. عقروها ليتخلصوا من هذا المشهد المؤلم المستمر.

إن هؤلاء ليس يعجبهم مثل أردوغان في تركيا، ويجدون لأنفسهم عليه المطاعن.. فكيف يمكن أن يعجبهم مثل طالبان؟!!

لو كانت طالبان حركة علمانية، شيوعية يسارية، أو حتى قومية غير إسلامية، أو أي شئ آخر بلا طعم لكانت فرحتهم طاغية.. هم أنفسهم يعطوننا الدروس عن فيتنام وغاندي وعن نضال أمريكا اللاتينية!

لكن طالبان حركة إسلامية تخالف منطقهم ونظرياتهم.. إنها الناقة التي تذكرهم بسقوط أفكارهم وضعف موقفهم!

وكما قال أحدهم قديما: كذاب ربيعة أحب إلينا من صادق مضر، يقول أحدهم الآن: مهزوم تونس أحب إلينا من محرر كابل!

*************************************************

الآن أنهيتُ قراءة هذا الكتاب الجميل الجليل، الذي يعبق بشذى الذكريات، التي مضى عليها ٤٠ عاما!

كُتّاب هذا السفر اللطيف تقاعدوا جميعا، وعددهم ١٩، وهم الآن في السبعين، حفظهم الله ورعاهم، وقد قدّموا خلاصة خبراتهم القيّمة دون تكلف ولا تصنّع، فقد كان همهم هو الفائدة لا الاستعراض، وهدفهم نقل خبراتهم للأجيال القادمة لا الشهرة ولا الصيت، وهكذا كل من عركته الحياة، وأخلص النيّة، ينسى نفسه في سبيل الفكرة السامية والهدف الراقي الذي يسعى إلى تحقيقه.

نصف هؤلاء الكتّاب خارج الأردن الحبيب، موزعين على قارّات العالم، لكنّ شرف الكلمة، وحسن المقصد، جمعهم من جديد!

وكان الحبل السِّرّيّ أو السُّرّيّ أنهم جميعا تخرجوا في الجامعة الأردنية (الأمّ) في السبعينيات من القرن الماضي، وما أجمل ذكرياتهم ( في فلسطين والأردن) عن مدارسهم ومرحلة التوجيهي والعادات في الأعياد وزواجهم وأولادهم وأسفارهم... ونشاطاتهم التي لم تتوقف حتى الآن!

وما أجمل وفاءهم للجامعة الأردنية، ووصفهم لبساطة الحياة في ذلك الزمان، ومع مرور السنوات إلا أنهم يتذكرون أدق التفاصيل الصغيرة، في المقابل نحن في زمن (الزووم) ، حيث لا يعرف كثير من طلبة الجامعة شيئا عن جامعتهم.

في كتاب واحد تعيش مع حياة ١٩ رجلا وامرأة، يقولون لك شيئا واحدا:

ارض بما قسم الله لك، ولا تيأس ولا تحبط مهما واجهت من صعوبات، واستمر في العطاء، واغرس زهرة حتى لو كان هذا آخر يوم لك، أو آخر يوم للبشرية كلها.

بقي في ذهني سؤال :

هل سنجد في قابل الأيام ذكريات لخريجي الثمانينيات أو التسعينيات أو العشر الأوائل من القرن ٢١؟

أما ذكريات خريجي العشر الماضية ( ٢٠١٠-٢٠٢٠) فأنا لها بإذن الله، وفاء لعشرة أعوام قضيتها في كلية الآداب، في المراحل الثلاث، شاهدا على الجيل المؤسّس للكلية خاصة والجامعة عامة، ذلك الجيل الذي غاب أسده وإحسانه ونهاده وجليله ونَصرته وبركاته وجاسره وعَطوانه وحمدته وعِصمته وياسينه وسَمرته وياغياه ... وما غاب علمهم ولا فضلهم!

لو قُدّر لأبي رحمه الله ولأمي حفظها الله الدراسةَ، لكانا من خريجي السبعينيات، ولكن لله مراد فيما أراد، فقد شَهِدا النكبة والنكسة والغربة وشظف العيش وما كان ميراث أبي عن جدي إلا دَينا!

ويعلم الله كم كنت سعيدا إذ كانا معي، بجانبي، في الجامعة الأردنية في تخرجي في المراحل الثلاث.

كلنا راحلون في يوم من الأيام، وتبقى آثارنا...

وتبقى الذكريات...

والحياة ذكريات...

( ونكتب ما قدّموا وآثارهم) :

عن مجاهد، قوله ( مَا قَدَّمُوا ) قال: أعمالهم.

وقوله ( وَآثَارَهُمْ ) يعني: وآثار خطاهم بأرجلهم، وذكر أن هذه الآية نـزلت في قوم أرادوا أن يقربوا من مسجد رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم ، ليقرب عليهم.

عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: كانت منازل الأنصار متباعدة من المسجد، فأرادوا أن ينتقلوا إلى المسجد فنـزلت ( وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ ) فقالوا: نثبت في مكاننا.

وعن أبي نضرة، عن جابر، قال: أراد بنو سَلِمة قرب المسجد، قال: فقال لهم رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم : " يَا بَنِي سَلِمَةَ دِيَارَكُمْ إنَّها تُكْتَبُ آثَارُكُمْ"، فأقاموا وقالوا: ما يسرنا أنا كنا تحولنا .

  قال أنس: مشيت مع زيد بن ثابت، فأسرعت المشي، فقال: يا أنس أما شعرت أن الآثار تكتب ؟

قال قتادة: لو كان مُغْفِلا شيئًا من شأنك يا ابن آدم أغفل ما تعفي الرياح من هذه الآثار!

شكرا جزيلا أستاذة إكرام العِش، صاحبة الفكرة التي نهضت بأعبائها كافة، شكرا جزيلا أستاذ ظاهر العمرو الذي أهدى إليّ الكتاب، وهو علم أعلامه، شكرا جزيلا لكل من أسهم في هذا الكتاب 

محبكم وحافظ ودكم:

علاء الدين زكي القريوتي، خريج ٢٠١٢م

*************************************************

*العقل الفلسطيني يهزم العقل الصhيوني*

✍️محمود مرداوي

الهُروب من سجن جلبوع في بيسان شمال فلسطين هذا الصباح يذكر بعملية الهروب الكبير في عام 1968 ومحاولة الهروب قبل عشرين عاماً من نفس المعتقل.

هذا الصباح عملية هروب تتكلل بالنجاح

نسأل الله لهم السلامة بالوصول للنقطة الآمنة .

عملية الهروب المباركة هذا الصباح تشكل ضربة تحت الحزام للأمن الصhيوني، إذ أن مديرية السجون وأجهزتها المختلفة تتخذ عدة إجراءات لمنع حدوث عملية هرب من هذا النوع والاجراءات المتبعة تكون على النحو التالي :

1- صب أرضيات الغرف بطبقة خرسانية مع حديد مقوى متين جداً.

2- حديد فولاذي مصبوب بمادة خاصة قوية على النوافذ فيها حساسات إنذار مبكر تحذر السجانين عند قصها ممن يحاول الهرب.

3- جدران سميكة من الباطون المسلح.

4- سور داخلي طوله ثمانية أمتار وعليه أسلاك شائكة.

5- كلاب حراسة موزعة حول أسوار السجن تغطي كل المسافات الفاصلة بينها.

6- سور عال من الأسلاك الشائك.

7- شارع يحيط بالسجن تدور حوله دوريات بشكل مستمر للتأكد من سلامة الاجراءات.

8- أبراج عالية موزعة على نقاط متفرقة تغطي السجن من كل الأطراف تشاهَد بالعين المجردة والكاميرات الالكترونية فائقة الدقة.

*جهاز الأمن في السجن يتولى منع هروب الاسرى ومسؤول عن فحص هذه الإجراءات والتأكد من أنها فعالة وبشكل دائم يجري عمليات فحص دورية على النحو التالي 

1- فحص الارضيات بالدق عليها وعلى الجدران والنوافذ 3 مرات يومياً بأدوات خاصة لهذا العرض.

2- التنقلات المستمرة في داخل الغرف للمؤبدات والأسرى الذين من المحتمل انهم يفكرون بالهرب وهذا يتولى تنفيذه جهاز المخابرات في مديرية السجون.

3- إعطاء وسم توصيف على كرت كل أسير من هؤلاء الاسرى المحتمل تفكيرهم بالهرب حتى يوضعوا تحت الأضواء والمراقبة الدائمة ويتم نقلهم بين الغرف والاقسام والسجون المختلفة.

4- التفتيشات المستمرة تحت مسميات ومبررات متعددة كل فترة.

مثل جرد الملابس والتفتيش على جوالات والرش وما شابه في سبيل منع الأسرى من الاستقرار والتغطية على عملية هروب محتملة .

في ظل كل الاجراءات الظاهرة والخفية تمكن الابطال من الحفر بادوات بدائية بدون صوت يسمع وكمية هائلة من التراب تخرج من النفق ويتم التخلص منها بطرق ووسائل شتى دون ان تلحظ هذه المنظومة الكاملة المتكاملة .. انها الهزيمة للعقل الاسرائيلي وانتصار للعقل الفلسطيني.

التجربة أثبتت أن الاسرى الفلسطينيين مستمرون في محاولة الهرب وقد شهدت السجون عشرات المحاولات منها ما نجح ومنها من اكتُشف اثناء التنفيذ في مرحلة من مراحل العملية في حرب ادمغة مستمرة لا تتوقف على الجبهات المختلفة وخطوط النار الملتهبة.

هذه العملية موجعة جدا للأمن الاسرائيلي ،تذكر بعملية الهرب من سجن عسقلان والتي وصفت بالعملية الهوليوودية نظراً لدقتها وبراعة تخطيطها وشجاعة من قاموا بتنفيذها في حينه.