قبلة أمي ، وتفاحة أبي !

يحيى حاج يحيى

في الذاكرة :

قبلة أمي ، وتفاحة أبي !

رحم الله أمهاتنا لم يرضعننا الحليب المجفف ، ولم يفطمننا على البسكويت المستورد !

كنا نجد في أحضانهن إذا مرضنا العناية المركزة التي تمدنا بالدفء ، وتغذونا بالحنان !

يومان لا أنساهما ماحييت : يوم مات ابن جيراننا وهو  أصغر مني بقليل ، فحزنت عليه ، فنقلتني أمي إلى فراشها ، وجعلتني في حضنها تقبل رأسي كلما فتحت عيني !

ويوم أحضر أبي لي تفاحة وأنا مريض ، ودسها بين يدي !

أغبط مٓن له أبوان على قيد الحياة ، يتصل بهما ، ويسمع صوتهما ، أو يذهب إليهما بلهفة ورغبة !