صرح امس معمم  إيراني يعمل مستشاراً للخامنئي ان المناورات العسكرية على حدود اذربيجان  موجهة لاسرائيل !؟

فاضحك العالم بهذيانه ، واعادني بالذاكرة الى مقالة كتبتها منذ سنوات حول ذات الموضوع اعيدها عليكم مع الشكر لمتابعتها :

"خدعونا فقالوا...كل الطرق الالتفافية تؤدي إلى القدس الشريف.."

في شهر أيار من عام ١٩٦٧ كان التوتر بين الكيان الصهيوني وسوريا ومصر والأردن قد وصل إلى مرحلة الإنفجار ، فالفتيل كان جاهزاً للإشتعال والحرب صارت قاب قوسين أو أدنى .

وزير الدفاع النظام السوري حافظ اسد  وبإتفاق دولي افهم العالم ان سوريا ستتعرض لعملية هجوم شامل من الإسرائيلين وطلب النجدة العربية .

الرئيس  عبد الناصر الغارق  في المستنقع اليمني اكل الطعم فسحب  قواته المرهقة  ووضعها في حالة التأهب القصوى على حدود فلسطين. .

إذاعتنا أستنفرت ..

عمالنا.. طلابنا سُيرت ..

أغانينا مشاعرنا الهبت ..

"وميغ طيارك هرب مهزوم من نسر العرب" 

أغنية فهد بلان الشهيرة تُذاع على مدار الساعة من إذاعة دمشق فتدغدغ مشاعرنا الوطنية ,وما ان تنتهي حتى يُعيدوها على مسامعنا مرات ومرات. إذن هي الساعة التي أمتنا إنتظرت. 

في ذلك الزمن أيها الأعزاء كنت على ابواب التخرج..كان شعوري حينها  ان اهجر مستقبلي الذي صار قاب قوسين او ادنى من نيله إلى الإلتحاق في صفوف المقاتلين للدفاع عن القدس الشريف فساعة الإنتصار إذن قد  ازفت.

لم يكن شعوري شاذاً وسط  شعب تواق لإنتصار يعيد للأمة كرامتها . 

في غمرة هذا الإستعداد الخطابي الغنائي الممزوج بالطبل والمزمار كانت الإحتفالات تتواصل..واحدة من هذه الإحتفاليات مازالت طرية في ذاكرتي كأنها حصلت بالأمس.فقد دعى إتحاد الطلبة الى مؤتمر عام في حمص في إحدى دور العرض ليحاضر فيها جهابزة النظام من مدنيين وعسكريين...كانت الصالة مملوءة عن  بكرة ابيها بالمدعوين, وفي اربع زوايا الصالة تمركز الهتّافون. 

فكلما إرتفع صوت المتحدثين وضربوا بقبضتهم على الطاولة ، كانت الصرخات تتعالى في الزوايا الأربعة، فيضطر الحضور للوقوف إكراماً للهتافات فيصفق الحاضرون ويهتفوا مع الهاتفين ثم يجلسون وبإنتباه يتابعون.

وجاء دور احد ضباط الأسد ليلقي كلمته,كانت بدلته الشاموا العسكرية رائعة ..

والنجمتين والنسر على كتفيه لامعة ..

وإبتسامته تغري العذارى..

وبخطوات رشيقة مسرعة ..

قفز على الدرجات الاربعة..

الموصلة الى المسرح..ثم إبتسم..

فتعالت الصرخات في الزوايا الأربعة..

 فإضطر الحضور للوقوف إكراماً للهتافات، فصفق الحاضرون وهتفوا مع الهاتفين ثم جلسوا وبإنتباه يتابعون. 

فتح العقيد خارطة كبيرة لسوريا الجنوبية شاملة الأردن وفلسطين ، وسُلطت عليها الأضواء وبالخيزرانه بدأ يُشير الى خططه العسكرية الفذة قائلاً:سينقسم جيشنا العربي السوري الى قسمين  الميسرة و ستتجه الى الأردن لتدك عرش العمالة والخيانة وتسيطر مع الوطنيين الأحرار على الأردن وتلقن الملك الصغير درساً لن ينساه ,ثم يتابع الجيش المظفر عبر الأغوار ليلتقي مع ميمنة الجيش العربي السوري في القدس الشريف.. لنتابع سيرنا غرباً لنسقط حكومة الكيان الإسرائيلي في تل ابيب.

فتعالت الصرخات  في الزوايا الأربعة فإضطر الحضور للوقوف إكراماً للهتافات فصفق الحاضرون وهتفوا مع الهاتفين ..وإنتهى اللقاء بالتجمع حول قائد الخطط العسكريه ليأخذوا توقيعه على أوتوغرافهم  وهو يمنحهم  إياه بإبتسامة جذابة .

إعزائي القراء

كل الطرق الى القدس يجب ان تمر عبر الطرق الإلتفافيه..لسبب بسيط هو ان كل حروب هؤلاء الخونة دعائية غايتها دغدغة مشاعرنا فقط  حتى يبقوا مُستمتعين  بالجلوس على كراسي القيادة بدعم من اسرائيل التي يهددونها صباحاً ومساءاً ..

كل الطرق الى القدس يجب ان تمر عبر الطرق الالتفافية ..وهم يعلمون لو انهم انهوا الدراسة الابتدائية  فقط  لعرفوا ان اقصر الطرق بين دمشق والقدس هو خط مستقيم يمر من الجولان السليب..وأن اقصر الطرق بين جنوب لبنان والقدس يمر عبر الجليل الأعلى...

كل الطرق الى القدس يجب ان تمر عبر الطرق الالتفافية،  حتى ولو كانت عبر الصومال وزمبابوي ومدغشقر وجزر القمر..

طالما انها تدغدغ احلام البشر..

لقد كان آخر طريق إلتفافي إخترعه مجرم عتيد غطى إجرامه بلفة سوداء ولحية بيضاء ليتحفنا ويقنعنا من ان اقصر الطرق الى الجولان والقدس يمر عبر حمص..زاحفاً إلى هدفه في ارض الشام  عبر جثث مئات الآف من اجساد السوريين الطاهرة وملايين البشر المشردة وعشرات الألوف من البيوت المخربة ..

وعلى الشعب السوري اليوم ان يعلنها ناصعة واضحة لا لبس فيها  فهي ثورة كرامة وحرية وتحرير ..وليغلق امام المزيفين الخائنين المجرمين  كل الطرق الإلتفافيه الخادعه ويفتح طريقاً واحداً امامه هو طريق الحرية والكرامة فهو الطريق الوحيد السالك للقدس الشريف.