وقفة ادبية

أدباء الشام

الكتابة ، سواء كانت شعرا أو قصة قصيرة أو رواية أو مقال أدبي فهي ليست بالضرورة تتحدث عن ذات الكاتب او حالته النفسية التي يعيشها .  

ببساطة ليس كل من يكتب عن الحب هو عاشق او مغرم وليس كل من يكتب عن الحزن هو في حالة مؤلمة للغاية وليس كل من يكتب عن الفقر هو فقير يستحق الصدقة والشفقة او من يكتب عن المرض او اي جائحة هو مريض ! 

عندها نرى معظم التعليقات تنصب على هذا الاساس !!! 

فلننظر الى الكاتب من زاوية أدبية والى عمله الابداعي اذا كان مبدعا وليس الى حالته النفسية التى يعيشها أو ربما  لايعيشها ..

 دعونا نفصل بين حالة الكاتب وقلمه . 

ماينشره الشاعر أو القاص أو الروائي هو في الواقع فكرة مسبقة ربما تكون مختمرة منذ وقت في ذهن الكاتب بالإضافة الى روحه الشفافة وخياله المحلق والاحساس المرهف الذي يتمتع به ، فيتحول كل ماسبق الى شعر أو قصة قصيرة أو رواية من خلال مداده وقلمه فيعبر عما يجول في ذهنه بشكل فلسفي أو شعري رومانسي 

وربما يكون روائي سياسي وشاعر ساخر وناقد يحلل الحالة السياسية والإجتماعية كما في بعض الادباء الشعراء والروائيين على مستوى العالم 

مثل وليم شكسبير في رائعته المسرحية التراجيدية هاملت أو هوميروس الشاعر الملحمي الاسطوري في ملحمتي الاوديسة والألياذة أو فيكتور هوغو في البؤساء والرجل الضاحك 

 يوهان غوته أو الروائي الشهير والفيلسوف الروسي دوستويفسكي وهناك الروائي إرنست همنفواي  في رائعته الشيخ والبحر وايضا وداعا للسلاح  والامثلة كثيرة . 

الكاتب السياسي مثلا ينقل الحدث في جريدة أو غيرها فيتحول إلى إعلامي ينقد الواقع محاولا ربما الاصلاح أو إعادة التوازن الى المجتمع . 

إذا الكتابة الادبية في معظم الاحيان  ليست حالة الكاتب وإنما روحه وإحساسه المرهف يترجم الى شعر أو قصة أو رواية ، وهنا ، تتعد القراءات وتنتقل الى الاذهان بشكل مختلف باختلاف العقول والثقافات .