من مبادىء ومهارات مقاومة الظلم والاستبداد

د. إبراهيم الديب

الاستغراق في توصيف الظاهرة ومطالبة الآخرين بحلها  من دون صناعة حلول عملية،يمكن أن يمثل مفسدة كبرى تضر أكثر مما تنفع

تتعدد وتتنوع أشكال مقاومة الظلم والاستبداد سواء كان محليا من قبل النظم المستبدة بأجهزتها المختلفة الأمنية وما تمارسه من اعتقال وسحق وقتل وتشريد للملايين، وأجهزة إعلامية وما تمارسه من كذب وتزييف وتضلييل وتغييب للحقائق، وتغيير وعى الشعوب .

أو الدول الكبرى والنظام الدولى بالكلية من دعم للنظم المحلية المستبدة ومن إزدواجية في التعاطى مع القضايا والملفات المختلفة .

الأشكال التقليدية في  التعاطي مع الظلم والاستبداد

1 ــ توصيف الظاهرة وتحليلها وبيان وفضح المتسبدين الظالمين والمتعاونين معهم  فيها والمتضررين منها

2 ــ  إعلان الرفض والشجب

3 ــ عرض المظلمة من ضحايا وخسائر وتشرد …الخ

4 ــ مطالب المنظمات الدولية والعالم الحر التدخل …الخ 

5 ــ مطالبة الشعوب التحرك ومواجهة هذا الظلم والاستبداد

ويتوقف الأمر عند هذاالحد، ويتكرر ذلك منذ سنوات طويلة حتى تحول إلى منهج محدد ومتكرر في التعامل مع كل حدث ونازلة تنزل بالشعوب المستضعفة .

من دون تقديم حلول علاجية ووقائية للتعاطى مع الظاهرة، ومن دون السعي لامتلاك أدوات حقيقية لمواجهة هذه الظاهرة، وبتكرار الأمر وبتكرار استغراق نخب الأمة، والذين تنتظر منهم الشعوب الحلول المناسبة لمواجهة ذلك الاستبداد والظم .

ينجم عن ذلك سلسلة من التداعيات الخطيرة التي تصب في مصلحة المستبدين الظالمين

تداعيات الإستغراق في توصيف الظاهرة من دون حلول عملية قابلة للتطبيق

1ــ إحساس الشعوب بالخوف والقهر

2 ــ تعزيز الإحساس بالضعف

3 ــ تأكيد العجز والاستسلام للأمر الواقع والسكون

مما يتطلب المزيد من الفهم والوعي لاستكمال جزء هام من أشكال التعاطي مع الظلم والاستبداد وهو :

1ــ بيان الحقيقة كاملة للشعوب لتعزيز وعيهم بحقيقة النظم والمفاهيم والتصورات التي تعرض عليها  والأشخاص والأحداث بالإجابة على أسئلة ماذا ولماذا وكيف ومن ولحساب ومصلحة من ؟

بما يبين الحقيقة بشمولها وعمقها، ويربط المفاهيم والأحداث ببعضا ويبين العلاقات الخفية والمصالح المشتركة بين النظم المستبدة المحلية، والدول الكبرى والنظام الدولى ومن ثم نتوقف عن مطالب أعداءنا بحل مشاكلنا ورفع الظلم عنا، ونتوجه لعلاج ضعفنا وامتلاك أسباب القوة الحقيقية لمواجهة الظلم والإستبداد .

2 ــ بيان الواجب فعله علينا جميعا كمؤسسات ونخب وأفراد لمواجهة الظلم والاستبداد بإنتاج أساليب عملية قابلة للتنفيذ في ظل الواقع الحالي، بما سيمنح الشعب الأمل ويعززثقته بذاته ويستعيد له حيويته وعافيته ويعزز صموده في الثورة والمقاومة.

3 ــ تعزيز وعى الشعب بما لديه من قدرات بشرية وفكرية ومادية ومعنية متنوعة يمكن تحويلها إلى قوة حقيقية ، للخروج من حالة العجز والاستسلام إلى مجابهة الظلم والاستبداد.

4 ــ تقديم حلول عملية لعلاج أسبابا لفرقة والضعف الحالية، وإنتاج أفكار وحلول وبدائل متنوعة تنقل الشعب من دائرة المتاح المسموح به إلى دائرة الممكن تحقيقه.

نموذج تطبيقي: في التعامل مع إزدواجية الغرب في التعاطى مع الملفات التى تخص العرب والمسلمين بعد فضح وكشف هذه الإزدواجي وهذا التناقض لابد من استكمال التعاطى إلى نهايته بتقديم حلول

واجبات عملية يمكن للمؤسسات والأفراد القيام بها لمواجهة هذه الإشكالية

أولا : حلول إصلاح للذات

1 ــ دعوة النخب والمفكرين إلى تصميم مشروع وطنى بديل يعبر عن حلم الشعوب الساعية للتحرر والتنمية والاستقرار ليصبح بوصلة واحدة لكافة مكونات المجتمع كبديل عن هذه النظم المستبدة 

2 ــ دعوة العلماء والباحثين للقيام بدورهم في رأب الصدع ونزع أسباب والخلاف بين فصائل ومكونات الشعب الثائر والعمل عل الوحدة والإحتشاد الوطنى 

3 ــ دعوة الأفراد المتخصصين في الإقتصاد إلى إنتاج أفكار وحلول إقتصادية لتطوير فكرة المقاطعة الإقتصادية إلى إنتاج بدائل محلية للإكتفاء الذاتى وحرمان الدولالجائرة من الأسواق العربية تماما بما سيمثل رادع حقيقي لها

ثانيا : حلول سياسية

بإعداد ملفات سياسية تكشف إزدواجية وظلم وتناقض هذه النظم السياسية بما يتناقض مع ما تعلنه أحزابها من قيم ومبادىء …الخ وترجمتها والتواصل مع القوى المعارضة لهذه الأنظمة في بلادها للتعاون معها في الضغط عليها وإجبارها عن التخلى عن ظلمها .

هذه بعض الواجبات العملية الممكنة وعند الدراسة والبحث المتأنى يمكننا إنتاج واجبات عملية خاصة بالمؤسسات وأخرى بالأفراد …الخ للقيام بردود فعل قانونية وحضارية وعملية فاعلة.