بين عالم الأفكار و عالم الأشخاص

حشاني زغيدي

* في صبيحة مقمرة ، في صفاء يومها المزهر ، تدفق حبل أفكاري أنهارا متدفقة   ، فحملت نفسي أبحث عن ريشتي ، أبحث عن أسفاري ، لأدون خواطري العابرة ،أسجل رؤوس أقلامها كي لا تضيع مني معانيها الثائرة ، و أنا على حالي و سرح بالي ، ورد بمخيلتي طيف مزعج ( حدث داخلي ) ينهرني يسر لي بكلمات مهموسة ، كأنه يبلغ رسالة عاجلة تعودت سماعها من هنا و هناك مضمونها واحد .

  • عدت أدراجي أراجع مضمون أفكاري ، أدقق معانيها ربما تخالف دفتر شروط العرض ، فقد تعودت مراجعة دفاتر عرض الصفقات المالية حين كنت موظفا حكوميا و ما أصعبها مهمة ، أحمل قلم المراجعة الأحمر أهذب أفكاري الثائرة ، أراجع طيف كل فكرة عابرة ، أراجع طيف كل فكرة حرة ،فلربما تنغص هدوء بال شخص شارد ، أو تعارض متعصبا ولع تدجين أفكار الهواة ، أقلم خواطر وافدة بمقص فلاح دأب يقص الأغصان و الأوراق ، حتى باتت خواطري الشاردة تلعني .
  • تقول في دهشة، لست أنا، ليتني ما عبرت مخيلتك، فقد كنت أفكارا حرة تسترح بحرية في الأفاق، فلما نزلت في خلدك دجنت، فكبلتها قيودك المفروضة.
  • قلت في نفسي عجبا حتى طيف الأفكار الحرة يرفض الأسر، يرفض الحجر، يرفض السجن.
  • ملخص الخاطرة على المرء أن يكون صادقا في معاملاته، يكون صادقا مع أفكاره، يجسد أفكاره التي يؤمن يصدقها في واقعه، ليكون صورة صادقة غير مشوهة ، يمرن نفسه أن يدور مع الحق حيث دار ولعل ذلك ما كان يقصده سيدنا  علي رضى الله عنه و كرم الله وجهه بقوله: ( لا تعرفوا الحق بالرجال أعرفوا الحق تعرفوا أهله) .