تحليل للأحداث الأخيرة وتخطيط لخطواتنا القادمة..

م. هشام نجار

أعزائي القراء ..

لقد أدت التصريحات التركية الأخيرة والتي تصب بمصالحة الشعب السوري مع نظام القتل والاجرام إلى تصدع الجدار الصلب بين الجانبين او هكذا كنا نعتقد ، وكان وراء هذا التصدع عدة أسباب جوهرية أوجزها بما يلي :

- لعبت الزيارات الأخيرة التي قام بها الرئيس أردوغان إلى دول الخليج  بناءاً على دعوة من حكامها دوراً في تفكك العلاقة بين الشعب السوري والادارة التركية ، اذ افرزت هذه الزيارات  اغراءات عديدة لتركيا إن هي تقاربت مع نظام الاجرام الاسدي وجرت الشعب السوري معها .

- تلت هذه الزيارات اجتماع ثلاثي ضم الرئيس التركي والرئيس الإيراني والرئيس الروسي  في طهران منح خلاله ايضا الرئيس التركي اغراءات  عديدة اخرى نفذت فوراً،  وكان اولها إنسحاب قسد ثلاثين كيلومترا داخل الأراضي السورية ، والتمهيد لبناء خط غاز بمر من الأراضي التركية لتأمين حاجة اوروبا من الغاز ، ومغريات أخرى لا نعلمها بعد . كل ذلك تم بضوء أخضر أوروبي - أمريكي مؤكد. كل هذه الاغراءات كان ثمنها التقرب من  نظام الأسد . ونتيجة لهذه المغريات  فقد اطلق مسؤولون أتراك تصريحاتهم  بطريقة تسلسلية  وتدريجية ابتعد عنها اردوغان وترك أعوانه ينفذوها إعلامياً لجس نبض الشارع السوري مهدوا لها بكيل اتهامات لقيادة المعارضة السورية وتحميلها وزر اخطاء عديدة وذلك لتقليل ردة فعل الشارع السوري للخطوة التركية .

ورغم ان الشارع السوري يؤيد هذه النقطة بلا جدال وهي ليست جديدة عليه  ، بل لدينا اعتراضات على سياسة الائتلاف اكثر من ذلك ، وطالبنا مرات عديدة تغيير هذه القيادة بطريقة ديموقراطية ، كما طالبنا عقد إجتماع في استنبول ومنذ سنوات ومازلنا محتفظين بذلك حتى الان ،  الا ان القيادة التركية لم تشجع على تبني هذه الافكار ، وأكثر من ذلك فقد كان معظم تحركات  قيادة الائتلاف مبنية على  توصيات القيادة التركية نفسها سواءاً في اجتماعات سوتشي أو آستانة او اجتماعات  موسكو و استنبول . فلماذا اذن القاء اللوم  في هذه الايام على الائتلاف بعد التحرك التركي الاخير؟ ، أم هي الحجة لتبرير إنحراف القيادة التركية عن خطها بعد جملة المغريات التي منحها لها الروس  وحكام الخليج؟.

واكثر من ذلك ،  سأضيف للمغريات السابقة مغريات امريكية اخرى.  

 - وعلى رأسها اعادة الاتفاق في المشاركة  في صناعة اجزاء من الطائرة F35 ، إضافة في تحديث طائراتها الأخرى و بيع طائرات إف 16 لتركيا، وهذا  ما اكدته  إدارة بايدن والتي ابلغت  الكونغرس رغبتها في ذلك ، مما يعني  تخلي  أمريكا عن سياستها السلبية  ضد أنقرة؟ 

 واذا أضفنا إلى كل هذه المغريات تحرك المعارضة التركية بقوة ضد إدارة اردوغان متخذين من السوريين العاملين بتركيا بكل نشاط الذريعة التي يختبؤون وراءها ، لفهمنا تماما الموقف التركي الأخير والذي يرتكز على إعطائها الدور في فرملة الشعب السوري  عن تحقيق مطالبه في  الحصول على حقه في تغيير نظامه الإجرامي .

بعد هذا التلخيص الواضح لانحراف القيادة النركية عن دعمها للشعب السوري ، نأتي الان على دورنا نحن.

أعزائي القراء ..

الهزة الكبيرة التي حصلت مؤخراً ، تستوجب هزة أكبر من جانب الشعب السوري ، هزة غير فوضوية  او انفعالية،  نحتاج اليوم لموقف موحد  يشترك فيه قيادات الداخل مع نشطاء وطنيين في الخارج ، نبدأ اولاّ بالتقليل من أعداد الهيئات والتيارات والتي انتشرت اخيراً  بكثرة كردة فعل لتصريحات المسؤولين الاتراك ، حيث  بلغ عددها العشرات والسعي لتكوين هيئة واحدة فقط بقيادة شخصية مرموقة  تكون بمثابة الرمز ، كما اتخذت المعارضة الايرانية السيدة مريم رجوي كرمز لها ، هذا الرمز من الداخل مدعوماً بشخصية معروفة وطنية من خارج القطر لتكوين جسم معارض اهدافه واضحة  فيه مسؤولون عسكريون وسياسيون يستطيعون أن يبنوا إستراتيجية موحدة للمرحلة القادمة ، وعندما تشق هذه الهيئة طريقها عالميا ً ، هنا علينا ان نستدرك الاخطاء السابقة ونمنع تدخل الآخرين في شؤوننا والذين اثبتوا ان تدخلهم كان يصب في تفككنا حتى من أقرب المقربين لنا ، و نأخذ من تشاورنا مع الاخرين مايفيدنا، وعلينا ان نخفف بعد ذلك من طرح النقد لبعضنا والذي زاد عن حده واستفاد منه اعداؤنا في تفككنا .

لقد ساعدت تقنية التواصل الحديثة وفي مقدمتها تقنية ال zoom على التواصل السريع والمباشر بيننا،  هذه التقنية اعتمدتها ايضاً المعارضة الايرانية اخيراً في اجتماعاتها واكثر من ذلك بدأ حكام العالم يتخاطبون بها.

كما ارجو تخفيف الهجوم على الأتراك وقيادتهم مع علمي لحجم الالم الذي احدثوه في صدورنا فليس الآن له مكان  في نشاطنا المقبل، فلننظر بواقعية للمستقبل.

إخواني هذه مبادرة جادة اطلقها وللمرة الاخيرة  آملًاً ان ندخل اليوم مرحلة جديدة منظمة موحدة في تاريخ ثورتنا  ، وتاكدوا تماما إن فعلنا ، فاننا سنعود اقوى مما كنا باشواط ، فلنتوكل على الله ولنبدأ خطواتنا  في تدعيم ثورتنا 

والله معنا .