الاحتفاء بالمولد النبوي الشريف

د.عثمان قدري مكانسي

يتساءلون كلما هلَّ ربيع الأول أهو بدعة أم واجب ؟

اقول قد يكون هكذا أو هكذا ..

ويقولون كيف هذا وذاك في آن؟

أقول:

حين يكون الاحتفاء إيجابياً يغلب عليه الجد بأن تنظم الكلمات ، فهذا يتحدث عن شجاعة النبي صلى الله عليه وسلم ، وهذا يخصص كلمته بوجوب الدعوة إلى الله، وهذا يتحدث في أخلاقه صلى الله عليه وسلم وذاك يلقي الضوء على سياسته الحكيمة في قيادة الدولة ، وآخر يتكلم في اسلوبه التربوي الفذ صلى الله عليه وسلم ، وغيره يتكلم في صبره وتحمّل الاذى في الدعوة ، فهذا شيء رائع ، وأمر مطلوب بل مفروض ،إن مجتمعنا المسلم غارق في الجهل يظن أنه مسلم وهو بحاجة إلى تجديد إسلامه وفهم الإسلام كما كان وكما ينبغي ..

أما أن يكون في الاحتفاء بمولد النبي صلى الله عليه وسلم آيات تستغرق دقيقتين ، وكلمة مقتضبة عامة أو ترى المتكلم يجول هنا وهناك في حديثه غير المنظم ، ثم يبدأ الإنشاد ولا ينتهي وتسمع أمثال :

سلبت ليلى منّي العقلا..قلت يا ليلى ارحمي القتلى

أو أغاني يظنها مغنّيها إنشاداً ليُطرب الحاضرين بالنغم متنوع المقامات ..وقد شنذفت الآذان

وينتهي الحفل وقد ظن الحاضرون أنهم احتفَوا بمولد الهادي صلى الله عليه وسلم ..فهذا وهدة الجهل التي نعيشها ...وهذا الاحتفاء بدعة بل تجهيل للأمة وضربٌ على آذانها وتعشية على قلوبها ..

إن الاحتفاء بالمولد النبوي الشريف عهد من الحاضرين أن يلزموا غرز النبي صلى الله عليه وسلم، وأن يسيروا على نهجه ، وأن يعودوا إلى النبع الأصيل الذي استقى منه السلف الصالح

وإلا فالجهل ما يزال يضرب أطنابه في مجتمعنا المتآكل الذي ضيّع البوصلة