أستانا مشاركات متواضعة ..!!

زهير سالم*

انطلقت في أستانا الكازاخية الثلاثاء 22/ 11: 2022 ، الجولة الحادية عشرة للقاءات أستانا التقليدية.

كان اللافت للأنظار انخفاض مستوى التمثيل في جولة المحادثات، فلا رؤساء ولا حتى وزراء. وانخفاض مستوى التمثيل يعني أنه لا جديد يطرح، ولا جديد يبحث، ولا جديد يقرر. فقط إيصال الرسالة: نحن موجودون، أو مستمرون..

من روسية: المبعوث الخاص للرئيس بوتين إلى سورية لا فرنتيف. بتعبير آخر، حامل الملف السوري لدى الدبلوماسية الروسية. وهو موقع أقل من وزير أو نائب وزير ..

من إيران: مستشار الشؤون السياسية لوزير الخارجية، مجرد مستشار.. في الخارجية الإيرانية، لعلها فرصة لزيارة كازاخستان.

من تركية: المدير العام المسؤول عن الملف السوري في الخارجية تركية. موقع تنفيذي في التقليدية.

ممثل النظام أيضا : نائب وزير الخارجية..ولعله الأعلى مكانة دبلوماسية بين الحضور. نائب وزير!!

ومع الاحترام لأشخاص الناس، فإن المطلوب من أستانا أن تدفع خطوة إلى لأمام على طريق خلاص شعب، والمحافظة على بلد !! وليس عقد لقاء تظاهري للفت الأنظار. وهذا ليس ما نطلبه نحن، بل ما تكفل به الزاعمون.

هذا التمثيل السياسي المحدود ينبئ عن المكانة التي احتلها الملف السوري على أيدي الفاعلين، فما بالك به على أجندات غيرهم. بقي الرئيس الأمريكي بايدن بعد توليه أشهرا، لم ينطق كلمة عن سورية، ويقولون: ليست أولية. بلد يتصبب فيه كل يوم شلال من الدم، وليس أولوية على أجندة أحد، ولاسيما على أجندة الأشخاص الذين أحدثوا جراحهـ أو الأشخاص الذين استنفروا لعلاجها.

كثيرون ينظرون إلى المعادل الزمي في سورية على أنه جزء من الحل، يموت الناس، يهرمون، يتعبون، تلجئهم الضرورات، فييأسون ويتماهون مع واقع لا يد لهم في تغييره.

كثيرون يراهنون على هذا ومنهم بشار الأسد..ومنهم الذين تعلمون...

مالنا غيرك يا الله..

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية