أنا و هو أحلم أم رواية ؟

شيماء اعبيدو

روايتي الأولى " الجزء الأول " 

أنا و هو أحلم أم رواية ؟

شيماء اعبيدو

كنت على يقين أن الانسان تحكمه الرغبة و ليس الحاجة لكنني أظن الآن بأن حاجتي إليه باتت أكبر بكثير من رغبتي به و أدرك أنني تجاوزت مرحلة الرغبة بكثير .. اليوم أعرف كم حاجتي إليه متوقدة و كم تغيرت مفاهيم الحاجة و الرغبة لدي ... الحب يفعل بنا ما لا يفعل بنا أي شيء آخر هو هدية الله التي لا تقدر بثمن حالة روحانية تجعلنا نتسامى إلى حيث لا نعرف في الحب نشعربأننا مباركون مباركون للغاية نشعر بأن هالة من البياض تحيط بنا بأن الله يحتضننا بشدة بأن الحياة أجمل من أن تكون مجرد محطة ... و حبي له كان دوما مبهما.. غامضا ..صامتا فنحن اللذان تنطبق علينا مقولة أوسكار وايلد " خلق الإنسان اللغة ليخفي بها مشاعره ما زال كلما تحدث تكسوه اللغة و يعريه الصمت بين الجمل ." لم يزعجني الصمت يوما فقد كان من سماتي إنما أكره الذين في صمتهم المطبق يشبهون أولئك الذين يغلقون قمصانهم من الزر الأول حتى الزر الأخير كباب كثير الأقفال و المفاتيح بنية إ قناعك بأهميتهم .. إنه باب لا يوحي إلي بالطمأنينة و ما قد يخفيه صاحبه خلف ذلك الباب المصفح من ممتلكات لا يبهرني بقدر ما يفضح لي هوس صاحبه و حداثة ثروته ... تقول ملهمتي أحلام مستغانمي في رائعتها " فوضى الحواس " الاغنياء الحقيقيون ينسون دائما إغلاق نافذة أو خزانة في قصرهم .. إنما المفاتيح هوس الفقراء أو أولئك الذين يخافون إن فتحوا فمهم أن يفقدوا وهم الآخرين بهم " الجميل فيه أنه ككل أثرياء الحلم يترك في أعلى معطفه السميك للصمت زرا واحدا مفتوحا للوهم ربما كان هذا بالذات هو الشيء الأكثر إغراء فيه فهو لا يصمت تماما و لا يتكلم إلا بقدر كسر الصمت بكلمات قليلة .. لا أعلم إن كان هكذا مع الآخرين لكن هذا ما كان يفعله معي فيختصر اللغة بكلمات قليلة ... ما أعرفه حقا هو انه عاطفي و جبار في الوقت نفسه يخفي بداخله دائما شخصا آخر لا أحد يدري متى سيستيقظ فكنت أطوف بين عنفوان رجولته و سخاء رقته .. لم أكن غريبة عنه بل شبيهته في كل شيء إن صح القول ابتليت بلسان خجول يرفض الحديث أمام من يحب كنت كما لا زلت أنثى المزاجية و التناقضات و تضارب المشاعر أشعر أحيانا أن مزاجيتي هي اللعنة التي أصابتني .. فأنا حقا مفرطة المزاجية .. لكني و كما لازلت أؤمن بإحدى المقولات .. أؤمن بها بشدة " أجمل المتع تلك الناقصة و أجمل قصص الحب تلك المعلقة " فكانت دوما عزائي في قصة حبي المعاق .