كيف نربي أبناءَنا على حب الصلاة

هناء بنت عبدالعزيز الصنيع

( يابُنَيَّ أقمِ الصَّلاة ... )

توطِئة :

الصلوات التي فرضها الله سبحانه وتعالى على المسلمين ليلة الإسراء والمعراج هي رأس العبادات ، ومن أجلّ الفرائض ، كيف لا وهي معراج روح المؤمن ، يناجي في الصلاة ربَّه ويدعوه ، وإذا ماضاق صدرُه فيلجأ بها إلى بارئه عزّ وجل موجها وجهه وقلبه وروحه إليه سبحانه ، راجيًا ومناجيا ذاكرا ومعظمًا لله عزَّ وجلَّ . فمعنى شعيرة الصلاة اصطلاحا ، فهي أقوال وأفعال مخصوصة تفتتح بالتكبير وتختتم بالتسليم ، وللصلاة مكانة عظيمة عند المسلمين فهي الركن الثاني من أركان الإسلام ، وقد حثنا النبي عليه أفضل الصلاة والتسليم على أدائها في أوقاتها ، ومن الجدير بالذكر أن العبد يتوسل إليه سبحانه من خلال الدعاء أثناء الصلاة . والصلاة شعار جميع الأنبياء عليهم صلوات الله وسلامه ، فما من نبي إلا وأمره الله بأداء الصلاة . فخاطب موسى عليه السلام : (لا إله إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي ﴾ 14/طه ، وكذلك جاء هذا الأمر لجميع  الأنبياء في آيات بينات ، وذلك لأهمية الصلاة ومكانتها عند الله  يقول سبحانه : ﴿ وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ) ، ويقول عزَّ وجلَّ : ( وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ ﴾ 43/ [البقرة . ( ومن فضائل الصلاة وعظمتها أيضاً أنها تغسل الخطايا وتكفّر السيئات وترفع بها الدرجات وتكتب بها الحسنات، وتفيد انكسار القلب من هيبة الله تعالى ، وتذكر العبد جلال الربوبية وذلة العبودية وأمر الثواب والعقاب ، كما يقول فخر الدين الرازي صاحب “مفاتيح الغيب” في سياق تفسيره لقول الله تعالى: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ) . وهذه الصلاة لمكانتها وفضلها فَحَريٌّ بالآباء والأمهات أن يربوا أبناءَهم وبناتِهم على أدائها في أوقاتها .

نداء :

يقول الله تبارك وتعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ ) 6 / التحريم . ففي هذه الآية الكريمة دعوة ربانية للذين آمنوا بالله حق الإيمان لإبعاد أنفسهم وأهليهم عن الأسباب التي تؤدي إلى دخول النار يوم القيامة ، وفيها التفاتة أُسَرية لكي تنجو الأسرة  من العذاب ، وذلك بأداء مافرض الله على المؤمنين من الأعمال الصالحات الباقيات ، واجتناب الموبقات وجميع المعاصي  والسيئات كي يبعدوا أنفسهم عن النار  ، ومما لاشك فيه أن الأسوة الحسنة في البيت ، وتقديم النصيحة بلطف  ، وبيان لأهمية الإرشاد بالمعروف  ، والنهي عما يخالف أوامر الله سبحانه ، والوصية الحانية لأفراد الأسرة بالتزام الهّدْيَ النبوي ففي ذلك النجاة والفوز .

وأولى الناس بالأخذ بهذا التوجيه هم الآباء والأمهات لرعاية أبنائهم ، وتربيتهم التربية الصالحة ، وتعليمهم مافرض الله على المسلمين من الطاعات ، وعلى رأسها أداء الصلاة .

ومن هنا يأتي دور الآباء والأمهات ( المربين والمربيات ) بربط صلة الأبناء بالله سبحانه وتعالى ، في سن مبكرة ، فالرسول عليه الصلاة والسلام يقول ( مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع ، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر ، وفرقوا بينهم في المضاجع) . ولكي ينجح هذا الدور  ... دور الأب والأم في تربية الأبناء على أداء الصلاة ، لابد من الطريقة المُثلَى التي تجذب الطفل لسماع توجيه الوالد أو الوالدة في هذا الشأن العظيم . وهناك طرق عديدة ناجحة في هذا المضمار ومنها :

معالم في التربية :

*إشعار الطفل بمحبته ، والخوف عليه ، والسعي لإسعاده ، ويكون ذلك بتعزيز قيم الأُبوَّةِ والأمومة في نفسه ، من خلال الحديث مع الطفل وملاطفته ، والابتسامة الدائمة في وجهه ، وضمه إلى صدر أبيه وأمه وتقبيله ... ولا تخفى هذه الأفعال على الوالدين فهما أهل للحنان والعطف على أولادهما ، فإذا شعر الطفل بهذه المحبة وهذا الحنو فإنه يأخذ بنصيحة أبيه وأمه بشكل طبيعي ، بل وبكل فرح وسرور .

*تقديم بعض الهدايا ولو كانت بسيطة كقطعة حلوى ، أوثوب جديد ، أو يأخذانه إلى حديقة عامة أو في نزهة جميلة ... أو غير ذلك من وسائل تحبب الطفل أكثر وأكثر لوالديه ، فينشأ وهو يصغي إلى نصحهما وتوجيههما .

*أن يكون الوالد والوالدة قدوة لأبنائهما في البيت ، فالأسوة الحسنة ذات أثر بعيد في نفس الطفل ، فالطفل يقلد والديه في معظم الأحيان ، فتراه يقوم بحركات والده ركوعا وسجودا ويحرك شفتيه . وهنا تكون الصلاة مهارة تشغل كيان الطفل في تقليد والديه ، ولا تكون من باب عقيدة الطفل فهو لا يدرك أبعاد العقيدة لصغر سنه ، ولكن هذه المهارة ستكون قدرة فائقة للطفل حين يكبر فيؤدي الصلاة وهو يشعر بأنها عقيدة ربانية وفرض واجب على كل مسلم ومسلمة . ففي هذه المرحلة يجب على الآباء والأمهات أن يكونوا خير قدوة للأبناء ، فحين يشاهد الطفل والده يهرول إلى الصلاة عند سماع الأذان ، تاركا كل أعماله ليلبي نداء الخالق عز وجل ، وتشاهد الفتاة أمها تترك عملها من تنظيف أو طبخ أو غير ذلك من الأعمال التي تقوم بها مسرعة لتقف على سجادة الصلاة بلباس نظيف وخشوع وتسليم لله عز وجل ، هنا تكون الخطوات الأولى في ترسيخ العقيدة في أعماق الطفل وبناء عقله على منهج التوحيد وعبادة الله عز وجل ، فواجب الآباء والأمهات تذكير الأولاد بشكل دائم بنعم الله على خلقه وحرصه  عز وجل على تيسير أمور الخير .

*أن يجعل الوالدان للصلاة مكانتها في حياتهما اليومية ، وكما ذكرنا قبل قليل من أن الأم والأب يتركان كل حاجة إذا حان وقت الصلاة ، فيهرع الجميع للوضوء ثم إلى مكان الصلاة ، حيث تجتمع الأسرة ، ويقف الأب والأم والأبناء في مكان واحد لأداء فريضة الصلاة بقلب خاشع وروح مطمئنة، وحيث تتوجه قلوبهم إلى الله ، وتجتمع دعواتهم متيقنين من إجابة المولى عز وجل لهذه الدعوات ، إنها لحظات جميلة ، وإبداع مميز لتمكين حب الصلاة في نفوس الصغار  .  فتكون حياة الطفل منظمة على أسس شرعية تقوّم من سلوكه وتصنع من سيرته السمات الحسنة لشباب المستقبل .

*حبذا لو جعل الوالدان ساعة في كل أسبوع يجتمعان فيها مع أبنائهما على شيء من قصص الأنبياء أو الصالحين ، وخصوصا القصص التي تؤكد على أداء الفرائض ، كالصلاة والصوم والحج وغيرها من العبادات التي سينغرس أثرها في قلوب الأبناء ، وفي نفس الوقت تُدار مثل هذه الأحاديث أثناء اجتماعهم حول مائدة الطعام ، في كل مرة يختار الأب أو الأم قصة للرسول عليه أفضل الصلاة والسلام أو حادثة مع الصحابة ليدرك الطفل سبب تمسكنا بديننا الحنيف . فينشأ الطفل على طاعة الله ، ويأخذ بما تحمله الصلاة من أمر بالمعروف ونهي عن المنكر  ، فيغدو إنسانا صالحا لمجتمعه في كل مجال وتجعل من نفسه رقيبة عليه ، فيبتعد عن المعاصي منذ نعومة أظفاره ، ويترعرع على مائدة مكارم الأخلاق الحميدة وبذلك يسلم المجتمع من السلوك الذي يهدد أمنه وتقدمه وازدهاره .

*اصطحاب الأطفال إلى المساجد أثناء أداء صلاة الجماعة ، فهو من  أكثر الأمور التي تؤثر في بناء شخصية الطفل ، فهو يرافق والده ويجالس الكبار والمشايخ ويستمع إلى الدروس الدينية ، وقصص السلف الصالح ، فبذلك يحصل على متعة مرافقة والده والاستفادة – بذات الوقت – من قصص الأنبياء والصحابة التي تجعله يعتز ويفتخر بدينه وبطولات أجداده وأعمالهم الصالحات ومآثرهم التي خلَّدها التاريخ . وهنا التفاتة أخرى ذات أثر في تمكين ماسمع الأطفال في المسجد أو شاهدوا ، حيث يجب أن تشارك الأمهات أطفالهم حين عودتهم من المساجد بسؤالهم عن القصص التي سمعوها ، أو خطبة الجمعة التي أصغوا إليها ، وعن مدى إعجابهم بما سمعوا عن أجدادهم من فضائل الأعمال ، ومآثر الأداء في مختلف مجالات الحياة التي رُويت لهم ، فهنا تكتشف الأم درجة متعة الطفل بمرافقة والده والاستمتاع إلى القصص التي استمعوا إليها ، فنشاهد بعض الأطفال ينفعل بالسرد  ، ويقف أو يحرك يديه متفاعلا مع الأحداث التي سمعها مستمتعا بما قُصّ عليه . وهذه ثمرة يانعة من ثمرات اصطحاب الأطفال مع آبائهم إلى المساجد لأداء  صلاة الجماعة ، أو حين حضور درس من العلماء .

*تحفيز الطفل من قِبَلِ الوالدين للتشبه بأفعال الأفذاذ ، وحيث تستغل الأم فرصة ما قاله الطفل وتبدأ بتحفيزه على فعل الخير والاقتداء بسنة الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام ، وتمنحه المكافأة التي يستحقها على كل فعل حسن يقدم عليه ،  فتشجعه على ذلك  باستمرار  . ومن التحفيز أيضا تشجيع الأطفال ومدحهم والثناء عليهم إذا ماقاموا ببعض الأعمال الجيدة ،

فالأطفال في هذه السن يحبون المديح والثناء على أفعالهم ، فيجب على الأم اقتناص فرصة أي سلوك يقوم به الطفل وامتداحه أمام أفراد الأسرة باجتماع على مائدة عشاء أو غداء (فعلى سبيل المثال تقول الأم : اليوم محمد استطاع أن يصلي الصلوات الخمس على وقتها ولذلك قمت بإعداد كعكة الفراولة التي يحبها ) هنا سيسعد الطفل بهذا الثناء والمكافأة على حد سواء ويضاعف جهده ليقوم بأعمال أخرى فيحصل على الثناء والمكافأة معا.

همسة لإخواني الآباء وأخواتي الأمهات ذات صلة بالموضوع :

كون الأب والأم قدوة لأبنائهما شيءٌ رائع وضروري ، أوليس من الأجدى أن يعمل الوالدان على قدر استطاعتهما   في تثقيف نفسيهما على  ماهم بصدده تجاه أبنائهما . إن المكتبة الإسلامية غنية جدا بمثل هذه المواضيع ، وفيها من المجلدات والنشرات مايغني طالب العلم والراغب في الاستفادة من هذه المفاهيم والعلوم ، وبالمناسبة فقد قرأتُ للأخت / هناء بنت عبدالعزيز الصنيع ملخصا جامعا نافعا من كتابها : ( تجارب للآباء والأمهات في تعويد الأولاد على الصلاة ) أنقله للآباء وللأمهات من باب الاطلاع والاستفادة  :

***

92 طريقة لتعويد أولادك على الصلاةِ

مقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين 

أما بعد: فهذا الكتيب خلاصة لكتاب قد أصدرته بعنوان(تجارب للآباء والأمهات في تعويد الأولاد على الصلاة) جمعت فيه تجارب واقعية حول الموضوع...

واكتفيت هناك بسرد التجارب لتعبر عن نفسها.. أما هنا فيسرني أن أقدم عبق تلك التجارب وخلاصتها ممزوجة بالورد والريحان. ولا يفوتني أن أنبه القارىء والقارئة بأنه عند ذكر كلمة(ولدك أولادك) فإني أقصد بها الذكور والإناث ، كذلك أقصد بها الصغار أحياناً والكبار أحياناً فلا ننسى ذلك والآن لنبدأ..

1- إخلاصك في تعويد أولادك على الصلاة, وابتغاؤك وجه الله والدار الآخرة يفجر لديك الطاقات, ويجعلك كالجبل لا تنحني للرياح والتقلبات الجوية عند أولادك.

2- ايقظ عندهم اليقين بحضور ملك الموت في أي لحظة.

3- تعاون مع جيرانك, خذ أولادهم للمسجد أحياناً, ويأخذون أولادك للمسجد أحياناً, تعاهد أولادهم على الصلاة في المسجد أثناء غياب والدهم, ووصهم على أولادك أثناء غيابك, أو عندما يرونهم يلعبون في الشارع وقت الصلاة.

4- عندما تربي ولدك على قول الله تعالى:{ألم يعلم بأن الله يرى} فسيصلي عندما تغيب عنه. وهذا يعني أنك ستنمي عنده الرقابة الذاتية عن طريق تنمية عبادة الإخلاص لله وحده, حتى لا يصلي خوفاً منك بل حباً وتعظيماً ورغبة ورهبة لله. فلا تكن ممن يعود أولاده على مراقبته هو ويعتقد أنه يغرس المراقبة الإلهية في نفوسهم فتراهم لا يصلون إلا بحضرته وهذا مزلق خطير في التربية فاربطهم دائماً بالله وليس بك أنت.

5- لا تظهر اليأس من إصلاح ولدك أمامه فذلك يقويه على التمرد, كما أن اليأس من رحمة الله سوء ظن به سبحانه ينافي كمال التوحيد.

قال ابن القيم رحمه الله:(فمن قنط من رحمته, وأيس من روحه, فقد ظن به ظن السوء).

6- درس علمي أو موعظة لأفراد العائلة يقيمها أحد الوالدين, أو أحد الأولاد الكبار من الذكور أو الإناث. مرة في الأسبوع مدة نصف ساعة, على أن يدوم عليه, فالقليل الدائم خير من الكثير المنقطع, هذا الدرس ستجده ثماراً يانعة في أولادك بإذن الله.

7- أيها الأب الغائب في(عمل..سفر..مريض في المستشفى..طلاق)تابع أولادك بالهاتف لتشعرهم بأهمية الأمر.

فبعض الآباء الموفقين عندما يسافر لعمل ونحوه يتصل بأولاده ويحادث كل واحد منهم مباشرة ويسأله عن الصلاة.

8- خوفهم من سوء الخاتمة, ورغبهم بحسن الخاتمة.

9- كن جاداً في أمرك لأولادك بالصلاة, ولا تتركهم ليصلوا أحياناً بل ألزمهم بها.

10- قدم أمور الآخرة على أمور الدنيا في جميع الأحوال والظروف ليتعود ولدك على أنه لا مجال للمنافسة بينهما. فأداء الصلاة في وقتها أهم من أداء الواجبات المدرسية. وإدراك ركعة أولى من إدراك لعبة كرة القدم, ومراعاة أوقات الصلاة أهم من مراعاة صديق أو مكالمة هاتفية أو برنامج في التلفاز.

11- الهجر إذا كان يجدي ويأتي بنتائج جيدة وإلا فلا.

12- الإتصال بالمدرسة والتعاون مع المعلمين ليبينوا باستمرار أهمية الصلاة وعقوبة تاركها, مع سؤالهم للطلاب عن المحافظة عليها فماذا يضير المعلمة أو المعلم لو سألا كل يوم ثلاثة من الطلاب على انفراد:

هل صليت الفجر اليوم؟

13- ابتع لطفلك بعض كتب التلوين المتوفرة في المكتبات والتي توضح بالصور كيفية الوضوء والصلاة عملياً وتحتوي على بعض الأذكار.

14- الإحتضان, القبلة, التربيت على الكتف, المسح على الظهر, إتصالات عاطفية, يمنحها الوالدان لأولادهما تشجيعاً على الصلاة بعد تأديتهم لها, تغني عن الآف الهدايا. 

15- هل يتعبك ولدك عندما توقظه للصلاة؟

لا عليك... هناك حلول كثيرة جربها معه 

* الملاطفة بالكلام.

* التربيت على ظهره ومسح رأسه.

* اذكر له خبراً ساراً حتى ينشط ويطير عنه النوم..مثل: ستذهب اليوم إلى... سيأتينا اليوم فلان, لقد نجحت في.. اتصل عليك..

* اتركه لينام ثم عد إليه بعد خمس دقائق أو ثلاث وهكذا إذا كان هناك متسع من الوقت.

* إطفاء جهاز التكييف.

* إضاءة الأنوار.

* رش رذاذ الماء على وجهه عند الحاجة.

* الدعاء:"قم شرح الله صدرك" ونحوه.

* رغب ورهب وذكر بالله كأن تقول له:"الصلاة نور لك في قبرك" "قم يا ولدي فلا يوجد إلا جنة أو نار" 

* اسحب الغطاء .. وقم بهز ولدك بلطف مع النداء عليه.

* احضر لأولادك ساعة منبهة تصدر صوت الأذان.

* لا تقل: استيقظ للمدرسة, بل قل: استيقظ لصلاة الفجر.

* داعب أولادك ولاعبهم عندما توقظهم للصلاة وأنت تردد الآيات المتعلقة بالصلاة أو الأحاديث أو بعض الأناشيد. هذه الطريقة ناجحة ومجربة بشرط أن تذكرهم بالآيات والأحاديث بخشوع واستشعار لمعناها (يعني تخرج من قلبك)..

* عندما توقظ أولادك للصلاة تتبعهم حتى لا يناموا في مكان آخر.

* وضع مكافأة خاصة لمن يستيقظ أولاً.. ويصلي الأول.

* كافىء بكرم من يتابع إخوته ويوقظهم للصلاة.

* وأخيراً إذا أعيتك الحيلة فعليك بالضرب (1) لمن بلغ العاشرة, فأنت تضربهم لأنك ترحمهم أن تحترق أجسادهم في جهنم.

16- علق قلوب أولادك بالله.. بمعنى آخر أغرس مبادىء التوحيد فيهم)حب الله ورسوله.. وطاعتهما, والخوف والرجاء, والإيمان)ويساعد على ذلك التحدث معهم عن توحيد الربوبية, الألوهية, الأسماء والصفات, فالتوحيد كالرأس في الجسد وتطبيق الأوامر الشرعية لا يأتي إلا من جسد صح بالتوحيد لاسيما الصلاة فهي تحتاج إلى مصابرة وإيمان قوي.

17- لك أيها الأب هيبة في نفوس أولادك قد لا يكون للأم مثلها عند وجودك بالمنزل باشر بنفسك أمرهم بالصلاة.. ولا تجعل المهمة كاملة على الأم وحدها.

18 الأولاد الصغار يحتاجون عادة إلى التذكير بالصلاة عند دخول وقتها.. فعليك ألا تمل ولا تكسل عن ذلك.

لأننا نجد في الغالب أن الولد من المصلين لكنه لا يضبط أوقات الصلاة أو يلهو عنها فيحتاج إلى من يذكره فقط..

فهناك فرق كبير بين من يصلي إذا ذٌكر وبين من يرفض الصلاة ولو ذٌكر..ولعل (مرحلة التذكير)هي المرحلة الأولية للتدرج في المحافظة على الصلاة, ولكنها مرحلة قد تطول إلى سنين, ثم تأتي بعدها مرحلة الصلاة من وازع داخلي لا يحتاج إلى تذكير.

19- أيها الوالدان:

لا يعتمد أحدكم على الآخر في تربية أولادكما على الصلاة, لأن كليكما مكلف تكليفاً فردياً وسيسأله الله ماذا فعل هو؟ لا ماذا فعل الآخر؟..

فأعد للسؤال جواباً.

فبعض الآباء يقول: أمهم مهملة ويترك المهمة.

وبعض الأمهات تقول: أبوهم لا يساعدني وتضيع الأمانة ولا يعذران بهذا أمام الله.

20- احتسب الأجر من الله في: تربية ولدك على الصلاة, ودلالته على الخير, قال رسول اله صلى الله عليه وسلم: ((من دل على خير فله مثل أجر فاعله))رواه مسلم.

ترى كم مرة سيصلي ولدك في حياته؟

وكيف إذا كان عندك عدد من الأولاد؟

فكم من الحسنات ستأتيك خمس مرات يومياً؟ ناهيك عن الرواتب والنوافل.

21- في بداية تعويدك لطفلك على الصلاة يفضل أن تكون المكافأة فورية على كل فريضة يؤديها, كقطعة حلوى صغيرة مثلاً..

ثم تصبح المكافأة يومية على الفروض الخمسة مجتمعة..وعندما يبدأ ولدك بالمحافظة الذاتية على الصلاة أجعل المكافأة أسبوعية ثم شهرية حسب الوضع المناسب الذي تراه.. مع الإعتدال في المكافأة, والتذكير بأنه تكليف إلهي.

22- اربط بين حبك وبغضك لأولادك وبين محافظتهم على الصلاة, فالأحب والأقرب لقلبك هو المصلي, وتقل المحبة بقدر التهاون بالصلاة.

يفعل الكثير من الآباء ذلك في التفوق الدراسي وعدمه, والصلاة أولى.

23- عند غيابك عن ولدك أو غيابه عنك ابعث له رسالة إلى هاتفه الجوال تذكره فيها بالصلاة عند دخول وقتها بعبارات جميلة ومؤثرة.

24- أخبرهم أن الصلاة لا تسقط حتى في حالة الحرب والخوف والمرض..

علمهم صلاة الخائف, وأنه لولا أهمية الصلاة لسقطت عن الخائف والمريض, فكيف بمن في صحة وأمن..؟

25- استخدم أسلوب الحرمان أحياناً.

وهو نوعان:

عاطفي: كالقبلة والإهتمام. ومادي: كالهدية أو الذهاب به معك.

26- المدح المعتدل عند الأقارب كالأجداد, والأخوال, والأعمام, والذين في سنه, كل ذلك يشجعه على الصلاة والعمل الصالح.

27- على الوالدين مهما كانا متساهلين مع أولادهما أن يكون لهما هيبة عندما يأمران أولادهما بالصلاة وأن يتمعر وجهاهما غضباً لله إذا لاحظا التهاون فيها.

28- احضر لأولادك أشرطة (فيديو) تعليمية جذابة عن الوضوء والصلاة. 

29- قم بعمل منافسة بين أبناء الجيران في المحافظة على الصلاة في المسجد, وضع مكافأة جيدة.

30- نفذ طلبات أولادك المعقولة بشرط أن يؤدوا الصلاة في أوقاتها, وأن لا يكون ذلك مطرداً.

31- اذكر لأولادك قصصاً لأشخاص يعرفونهم تاركين للصلاة كيف حياتهم؟ أخلاقهم, عدم توفيقهم.. الظلمة في وجوههم.

32- لا تشجعهم على الذهاب للمسجد فقط بل على التبكير إليه .

33- جلسة منفردة مع ولدك في غرفته أو غرفتك تذكره وترغبه بالصلاة تؤتي نتائج طيبة بإذن الله.

34- بعد بلوغ ولدك العاشرة استخدم الضرب عند الحاجة, وليكن تأديباً لا تعذيباً, وبضوابطه الشرعية. ولا تكن ممن يضرب ولده إذا عبث بأغراضه ولا يضربه إذا لم يصل.فيغضب لنفسه ولا يغضب لله.

35- دع ولدك يستفيد ويتمتع بالرحلات الجماعية التي تنظمها حلقة تحفيظ القرآن في المسجد, أو مع شباب صالحين, ليمارس المحافظة على الصلاة في أوقاتها عملياً, وليكتسب الصفات الحسنة بالإحتكاك المباشر مع الصالحين.

36- كونا أيها الأب.. أيتها الأم قدوة حسنة لأولادكما,بأن تكونا أكثر من يحافظ على الصلاة وأول من يصليها في وقتها.

37- عود أولادك على أن يذكر بعضهم بعضاً بالصلاة.. وألا يكتفي أحدهم بصلاح نفسه, بل عليه أن يفكر في صلاح إخوته خاصة والمسلمين عامة.

38- اكتب بعض الأحكام المتعلقة بتارك الصلاة في الدنيا والآخرة على ورقة بشكل جذاب وخط كبير واضح وعلقها في مكان بارز في المنزل.

39- الح على أولادك بالصلاة. وانتبه للفظة(الح)وليس مجرد أمر عادي فقط, ولتكن طريقتك مقبولة غير منفرة.

40- استخدم الإيحاء الإيجابي, قل له:(أكيد تشعر بأنك سعيد لأنك صليت اليوم جميع الفروض في وقتها) ونحوه.

41- اجعل للذي يحافظ على الصلاة مكانة متميزة عندك, كأن تشاوره في بعض الأمور أو تصحبه معك.. المهم أعطه بعض الصلاحيات التي تميزه عن غيره ممن لا يحافظ على الصلاة.

42- ثابر على السؤال الدائم المستمر الذي يتكرر في اليوم عدة مرات ولا تمل فأنت مأجور, وليكن ذلك مع عبارات لطيفة محببة: هل صليت يا بني بارك الله فيك؟ هل صليت يا وردتي الله ينور قلبك؟

43- فكر في تعويد أولادك على الصلاة قبل أن تتزوج وتنجب.. نعم ابدأ من هنا.. من اختيار الزوجة الصالحة.. واختيار الزوج الصالح ليثمر هذا الزواج المبارك ذرية طيبة بإذن الله.

44- استغلال الاجتماعات العائلية لأداء الصلاة جماعة, الصغار مع الكبار.

45- دعهم يرون دموعك تنحدر من عينيك وأنت تحذرهم من النار والعذاب وتدعوهم إلى الخير والجنة, فذلك يشعرهم بصدق حديثك ويؤثر فيهم بعمق.

46- إذا كانت الأم هي التي تباشر تعويد أولادها على الصلاة, فعليك أيها الأب أن تتعاون معها, على الأقل في الفترة التي تعذر فيها شرعا ًمن الصلاة[الحيض- النفاس] لأن بعض الأمهات في هذه الفترة تنسى أن تأمر أولادها بالصلاة, فعلى الأب مسؤولية كبرى أمام الله فهو مأمور بأمرهم بالصلاة, أما إذا كان الأب غائباً فإنه يجب عليك عزيزتي الأم عدم التهاون والتكاسل عن أمر أولادك بالصلاة حتى في الأوقات التي تعذرين فيها شرعاً..

47- فسر لأولادك الآيات التي تتحدث عن ثواب المصلين وعقاب الذين لا يصلون واشرح لهم الأحاديث المتعلقة بالموضوع نفسه. لا بد أن تفعل ذلك, من باب أداء الأمانة والبلاغ.. استخدم كتاب تفسير مختصر (2) وستكون مهمتك سهلة.

48 الثناء المعتدل على ولدك عندما يصلي وسيلة تربوية دعوية.. كان رسول الله عليه وسلم:يثني على أصحابه ليشجعهم على الخير، ومن ذلك قوله لأشج عبدالقيس:"إن فيك لخصلتين يحبهما الله: الحلم, والإناة" رواه مسلم.

49- احرص في كل وقت على أن تقارن لأولادك بين نعيم الجنة ونعيم الدنيا ،لتتعلق قلوبهم بالباقية ويعملوا لها.

50 كلما أردت أداء فريضة أطلب من أولادك أداءها في الوقت نفسه حتى تتمكن من استيعاب الجميع .

51 كلمة (صل) وحدها لا تكفي ، فبعض الآباء يظل السنين الطوال يردد هذه العبارة على أولاده حتى يملوها دون أن يدركوا معناها..

فالولد يسأل نفسه: لماذا يريدون مني أن أصلي..؟ الصلاة متعبة.

كذلك لا تكتفي بقولك لأولادك:(الذي يصلي يدخل الجنة والذي لا يصلي يدخل النار).

حسناً ما الجنة؟ وما النار؟

اجعله يحب هذه ويكره تلك, نمي عنده الحافز الذاتي بالشرح المفصل لهذه الأمور بحسب عمره..

52- تحدث مع ولدك بلغة عاطفية جياشة:(أنا أحبك كثيراً وأخاف عليك من النار..لن تجد من ينصح لك مثلي فأنت قطعة من كبدي ولن يهون علي أن تعذب في النار,أنا أريدك في الجنة معي إن شاء الله ولن أتركك أبداً لتكون حطب جهنم).

53- إذا شارف ولدك على السابعة من عمره فذكره بقرب موعد أمره بالصلاة لتهيئه نفسياً مما ييسر مهمتك فيما بعد.

54- استغل الأسئلة الموجهة لك من أولادك عن اليوم الآخر بربط الفلاح والنجاة في ذلك اليوم بالمحافظة على الصلاة في هذه الأيام.

55- التوازن والإعتدال بيت الترغيب والترهيب, فلا يطغى أحدهما على الآخر.

56- يجب أن نصبغ حياتنا وحياة أولادنا صبغة ربانية نتعود ونعود أبناءنا فيها على العبودية الحقة لله عز وجل.. لذلك علينا أن نغرس في نفوسهم منذ الصغر الإيمان بالآثار المترتبة على أداء أوترك العبادات, ذلك بأن تخبر أولادك بأن من ترك الصلاة فهو عرضة للعقوبة الإلهية, وأن للمعاصي آثاراً في الدنيا قبل الآخرة.. وأن من أسباب حلاوة الحياة وتيسير الأمور والتوفيق والنجاح العمل بالطاعات لاسيما الحفاظ على الصلوات.

57- بين لأولادك نعم الله عليهم حدثهم كثيراً عنها وبالتفصيل.. حاول أن تلفت نظرهم إلى النعم التي لا ينتبه إليها الإنسان عادة وما أكثرها ثم بين لهم أن هذه النعم تستوجب منا شكرها بعبادة المنعم والصلاة له.. إجعلهم يحبون هذا المنعم..

اذكر لهم شواهد من الواقع تدل على عظمة الله واستحقاقه للعبادة: أي من واقع الولد والبنت ومن واقع الحياة عموماً, مثال: من أعطاك نعمة الأم والأب وجعل فلانة يتيمة؟

ومن أعطاك نعمة المشي على الأقدام وجعل فلاناً مقعداً؟

ومن أعطاك نعمة الأمن وجعل البلد الآخر يعيش الحروب والخوف سنين طويلة؟

58- قل لولدك: الصلاة تميزك عن الكفار فليس إلا كافر أو مسلم وليس هناك وسط بينهما فأنت إما هذا وأما ذاك فاختر لنفسك.

59- اشكر ولدك عندما يؤدي الصلاة دون أن يُذكره أحد.

60- تأكد من وضوئهم للصلاة وتابعهم عليه, وأعد على مسامعهم قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لا صلاة لمن لا وضوء له"(3)

61- الشيء الذي يحبه ولدك أخبره بأن في الجنة مثله أضعافاً وأن اللذة هناك أكمل,بل الذي في الجنة أفضل منه. 

62- على الأم أن تخبر ابنتها أن للمعصية ظلمة تظهر على الوجه وإن كانت بيضاء البشرة حتى لو وضعت كيلو من مساحيق التجميل.. وأن نور الطاعة يظهر على الوجه وإن كانت بشرتها سمراء, فهذه الأمور لا علاقة لها بلون البشرة, ولا يستطيع الإنسان أن يخفيها فهي تظهر لكل ذي بصيرة.

63- جاهدهم على الصلاة كما تجاهدهم على الدراسة.. بل أعظم.

64- إرو لهم القصص الهادفة عن: حسن وسوء الخاتمة- ترك الصلاة- الحفاظ عليها.. ولتكن بعض القصص عن السلف وبعضها معاصراً.

65- ردد هذه الآيات على أولادك في الأحوال المختلفة التي تأمرهم فيها بالصلاة: {وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ }

{حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى وَقُومُواْ لِلّهِ قَانِتِينَ }البقرة238

{قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى * وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى }الأعلى1415

{وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ وَارْكَعُواْ مَعَ الرَّاكِعِينَ }البقرة43

{يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ }لقمان17

{وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً} الأحزاب33

{وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفاً مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ }هود114 

{وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيّاً} مريم31

{فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ{4} الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ{5}الماعون:4-5.

66- إذا أردت أيتها الأم الذهاب لمناسبة ما بصحبة ابنتك وتأخرت ابنتك في اللباس فلا تقولي لها: صلي بسرعة تأخرنا, بل قولي: اسرعي في اللباس ولا تسرعي في الصلاة.. ولا توبخي أحد من أولادك أخرك عن موعدك بسبب الصلاة بل اطلبي منه أن يصليها في أول وقتها فقط.

67- أكثر من الحديث عن أهمية الصلاة عند الله, وعن اليوم الآخر, والجنة والنار, وأركان الإيمان الستة عموماً.

68- الدعاء أحيا الله به قلوباً فادع لولدك ولا تدع ُعليه.. ادعُ له في ظهر الغيب, وأمامه أحياناً.

69- ليحتوي قلبك على الحب الحقيقي لأولادك[الحب في الله] الذي يجعلك تدلهم على طريق الجنة وتأخذهم بأيدهم إليه وتحميهم من طريق النار وتدفعهم عنها.

70- توكل على الله وأحسن الظن به في إكمال ما بدأت به, ونجاح ما سعيت إليه, وأن يبلغك المقصود ويصلح ذريتك.

71- اتعب خمس سنوات وارتح باقي عمرك, واسعد بصلاح أولادك إذا عودتهم في سن مبكرة على الصلاة والأعمال الصالحة, لاسيما النشىء الأول منهم.

72- علم أولادك قصار السور وفسرها لهم ليفهموها ويحفظوها ثم يصلوا بها.

73- اشتري لبنياتك الصغيرات خماراً وسجادة لتشجيعهن على الصلاة. 

74- تخيل أولادك يتقلبون في النار..

وأولاد فلان يتقلبون في الجنة..

فإن كنت ذا قلب رحيم فلن تتركهم ليحدث ذلك.. أما صاحب الرحمة الكاذبة فسيرحمهم من البرد.. والحر.. وإنقطاع لذة النوم, ولن يوقظهم للصلاة أو يأمرهم بها في الأوضاع الشاقة, وهو بذلك يتركهم لأعظم عذاب.. ولو كان صادقاً لرحمهم من جهنم.. فأين حبك لأولادك؟

75- فاوت بين أولادك عند استخدامك العتاب أو العقاب ليتناسب مع نفسية ونوعية ولدك الذي تتعامل معه, فالعتاب أو العقاب الذي يصلح مع(هدى) قد لا يصلح مع(عمر).

76- اعن أولادك على أداء الصلاة في وقتها:

(أ) لا تجعل تناول طعام الغداء وقت صلاة الظهر أو العصر.

(ب) لا تجعل تناول طعام العشاء وقت صلاة العشاء, بل قدم أو أخر.

(ج) عند اختيارك لمنزلك احرص على أن يكون بجواره مسجد.

(د) وفر لهم الماء الساخن وقت البرد وكذلك التدفئة المناسبة..

(ه) إمنحهم الوقت الكافي للنوم, لا أن ينام أحدهم قبل الصلاة بقليل ثم لا يستطيع الإستيقاظ لها.

مثال: بعض الأمهات تنوم أولادها الصغار المميزين قبل صلاة العشاء من أجل الدراسة

وبعض الأولاد يتناول طعام الغداء قبل صلاة العصر بقليل ثم ينام عن الصلاة.

فاحرص ألا ينام أولادك إلا بعد أداء الفريضة لاسيما إذا اقترب وقتها.

77- حاول أن تحملهم مسؤولية أنفسهم في العبادات, كأن تردد على مسامعهم عبارات من نوع: " أنا أمرتك بالصلاة, وأنت سوف تحاسب عليها أمام الله, أنا خائف عليك من النار وأتمنى أن تدخل الجنة فاختر لنفسك أي الطريقين تريد..؟".

78- إرو لولدك ما سمعته في المحاضرات التي ذهبت إليها, وما قرأته في الكتب التي يراك تقرأها.. والأشرطة التي يراك تسمعها. مما يتعلق بالصلاة واليوم الآخر عموماً.

مثال: 

* (اليوم قال لنا الشيخ في المحاضرة عن عذاب القبر كذا وكذا..)

* (عندما قرأت هذا الكتاب اطلعت على معلومة جديدة عن ثمرات الصلاة وهي كذا وكذا..)

* (في هذا الشريط سمعت قصة مؤثرة عن تارك الصلاة تقول كذا وكذا..).

79- " العمل الميداني" اجمع الأقارب المحيطين بك ومعهم أولادك علمهم الوضوء عملياً وفي يوم آخر علمهم الصلاة عملياً. وفي يوم آخر صل بهم جماعة..

قم بعمل مسابقة في تطبيق الصلاة الصحيحة عملياً.. ثم قم أيضاً بعمل مسابقة شفهية في مسائل فقهية بسيطة تتعلق بالوضوء والصلاة.

إن البرامج العملية تثمر التعليم السريع إضافة إلى عدم نسيان المعلومة.

80- أوجد بين أولادك روح التنافس في العبادات, وعمل الخيرات عموماً, وإقامة الصلاة خصوصاً.

81- احضر لأولادك الكتب والأشرطة التي تتحدث عن: أسماء الله وصفاته. حكم تارك الصلاة, القبر, الجنة, النار, كما أن بعض الكتيبات التي تحتوي على صور توضح طريقة تغسيل الميت وتكفينه ومنظر القبر واللحد, هذه كلها من محركات القلوب التي تدفع ولدك للصلاة.

82- لا تتهاون في أمر ولدك بالصلاة في الأحوال المختلفة عندما يكون(خارج المنزل- أو مريض- في سفر- في زيارة- أيام الإختبارات- أيام الإجازة والسهر- إذا نام عند أقاربه).

83- قبل دخول وقت الصلاة بعشرين دقيقة اطلب من أولادك أن يستعدوا للصلاة. حتى يعتادوا على إدراك تكبيرة الإحرام. وبالتالي لا يكون فوات الركعة والركعتين أمراً هيناً على أنفسهم.

84- استعن-بعد الله- بكل من تجب عليه الصلاة ممن يسكن معك في منزلك مثل:[الجد, الجدة, العم, العمة, الخادم.. ونحوهم] كي يساهموا بدورهم في حث أولادك على الصلاة.

85- قد تودين أيتها الأم أن تذهبي لحفلة زفاف مع ابنتك الشابة ولكنها تفاجئك بأن وضوءها قد انتقض بعد قضائها وقتاً طويلاً في وضع مساحيق التجميل على وجهها ولم تصل العشاء بعد بينما قد تأخرت عن حضور حفل الزفاف. ما موقفك؟

بكل رحابة صدر وبدون تذمر أطلبي من ابنتك أن تغسل وجهه وتتوضأ لتصلي حتى ولو تأخرتم, واحذري أن تقولي لابنتك: صلي إذا رجعنا(أي بعد خروج وقت الصلاة) فتنطبق عليها الآية:{ فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ{4} الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ{5} الماعون:4-5. وانتبهي أنت أيضاً لأنك أمرت بمعصية.

فلا تحرقي نفسك وابنتك بالنار من أجل حفلة.

86- اطلب من ولدك الكبير(ذكر- أنثى) أن يقوم بتشجيع إخوته على الصلاة, لأن تأثيره عليهم قد يكون أبلغ من تأثيرك أحياناً.

87- تابع صلاة الطفل الذي يأتيكم زائراً, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه"(4)  وأنت لاشك تحب أن يصلي ولدك, فأحب ذلك لأولاد المسلمين.

88- وظف رغبة طفلك في تقليد الكبار بأن تعوده على الصلاة والعبادات الأخرى, كتلاوة القرآن, والصدقة, وأداء العمرة...إلخ.

89- قل لأولادك: كما أن الكبير يأمر الصغير بالصلاة فعلى الصغير أيضاً أن يذكر الكبير بالصلاة إذا تهاون فيها, وإن أمرهم لبعضهم بالصلاة داخل في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهي عبادة عظيمة يؤجرون عليها.

90- كثير من الأمهات لم يمنعهن غياب الأب(وفاة- طلاق- سفر- ظروف عمل) من تعويد أولادهن على الصلاة والإحتجاج بغياب الأب, لأنهن يعلمن أنهن مسؤولات عن أولادهن سواء كان الأب موجوداً أم غائباً.. كذلك على الآباء أن يعلموا ذلك عند غياب الأمهات (وفاة- طلاق- مرض- ظروف عمل).

91- ابحث أنت لهم عن الصحبة الطيبة واجعلهم يجالسون الأخيار.

فالأم عندما تعلم أن آل فلان عندهم بنات في عمر بناتها ملتزمات بشرع الله, فلتكثر من زيارتهن بصحبة بناتها ولتدعوهن إلى بيتها باستمرار, والأب أيضاً يفعل الشيء نفسه لأولاده الذكور.

92- كن ذا عزيمة.. ولا تتردد.. وحافظ على همتك عالية, ففي النهاية ستنجح - بإذن الله- في تعويد أولادك على الصلاة ولا تنس أنك في جهاد: أي تعب ومشقة مأجور عليهما, فلا تتكاسل أو تيأس فالناس كلهم يجاهدون في أولادهم والله معك. 

هوامش :

(1)  ضرب تأديب لا ضرب تعذيب .

(2)  اقترح عليك كتاب (تيسير الكريم المنان في تفسير كلام الرحمن ) لفضيلة الشيخ عبدالرحمن بن سعدي رحمه .

(3)  رواه الحاكم في المستدرك ، كتاب الطهارة رقم 518 / 1-245 .

(4) رواه البخاري ، كتاب الإيمان / باب من الإيمان أن يحب لأخيه ما يحب لنفسه .. رقم 13/ 1-14 .