آفة النسّيان...

أدباء الشام

كان (وكيع بن الجراح) من كبار فقهاء زمانه، حافظاً ورعاً زاهداً! أخذ العلم عن مالك بن انس، وسفيان الثوري، وسفيان بن عيينة، والامام الاوزاعي، وتتلمذ على يده الكثير. 

اشهرهم ، الشافعى واحمد بن حنبل واسحاق بن راهوية وعبد الله بن المبارك! 

يقول الامام الذهبي في سير اعلام النبلاء على لسان علي بن خشرم:

رأيت وكيع بن الجراح ولم يكن بيده كتاب وكان يحفظ ما لا نحفظ!

فعجبت من ذلك فسألته: يا وكيع انك لا تحملُ كتاباً ولا تكتب سواداً في بياض وتحفظُ اكثر مما نحفظ!

فقال وكيع: وقد اسرّ في اذني: يا علي، ان دللتك على دواءٍ للنسيان أتعمل به؟

قلت: أي والله! 

فقال: ترك المعاصــي! فوالله ما رأيت انفع للحفظ من ترك المعاصي!

وكانت هذه نصيحة وكيع لكل من عانى من النسيان من تلامذته، وقد خلد هذه النصيحة الامام الشافعي شعراً حين قال:

شكوتُ الى وكيع سوء حفظي

فأرشدني إلى ترك المعاصــي

وأخبرنـي بأن العلم نور

ونور الله لا يهـدي لعاصـــي