الطائفة الدرزية تحذر النظام السوري من منح شرعية للعصابات

أدباء الشام

أصدرت "الرئاسة الروحية للموحدين الدروز" في السويداء جنوب سوريا، بيانا حذرت فيه النظام السوري من مغبّة استمرار الاقتتال في المحافظة، مؤكدة أنها قادرة على ضبط الوضع في المحافظة، إن لم تقم أجهزة الدولة "الأصولية" بالتصرف والمحاسبة والحماية.

وجاء بيان "الرئاسة الروحية للموحدين الدروز"، عقب أحداث دامية شهدتها محافظة السويداء، إثر اندلاع اشتباكات بين فصائل محلية و"حركة رجال الكرامة" من جهة، مع مجموعة قوات الفجر بزعامة راجي فلحوط المدعوم من أجهزة النظام الأمنية من جهة أخرى.

وأعرب البيان عن استغراب "الرئاسة الروحية" من نأي النظام السوري بنفسه عن الأحداث الدائرة في المحافظة، مطالبا قيادات النظام بمحاسبة المسؤولين، الذين "منحوا العصابات شرعية الاعتقال والقتل والتعذيب والملاحقة، وهم من أكبر المطلوبين على سجلات الدولة".

ودعا البيان لاجتثاث جميع هذه المظاهر "لتعود المحافظة لسابق عهدها وهيبتها، وليبقى لشوارعنا أمنها الذي نفخر به، وتعود إلينا أصالة عاداتنا من لهفة ونجدة وإيواء للضيوف والغرباء، لا تحقيرهم وخطفهم وابتزازهم"، في إشارة إلى مليشيا "راجي فلحوط".

وأضاف: "من يغتصبون لقمة العيش، ويصادرون لذة الانتصار على العدوان، ومن يحقنون الشكاوى تحت ظلال المزاودة بالوطنية، وتخوين ومقاطعة الصادقين المنادين بالصلاح وقمع الفساد، ومن يحاولون إغواء الأبناء للتمثيل بأهلهم نقول لهم : أنتم إلى الزوال كما زال غيركم".

وطالب البيان وسائل الإعلام  "عدم التحريض وبث الفتن، وعدم استغلال الأحداث لتسويق فتنة أو مصطلحات أو تفسيرات بعيدة عن مضمونها، ليذكر أصحاب الأيادي السوداء، الذين جعلوا من العصاة والخارجين عن القانون، حماة للشارع والأخلاق، وهم بالأصل أول المروجين للمخدرات وللفساد، وغيرها من منكرات"، وفق البيان.

وأفضى الهجوم الذي شنته فصائل محلية على رأسها "حركة رجال الكرامة" و"قوات شيخ الكرامة" على "حركة قوات الفجر" التابعة للأمن العسكري، إلى السيطرة على المقر الأساسي لـ "قوات الفجر" ومقتل أكثر من 5 من عناصرها وأسر آخرين، وتواري قياداتها عن الأنظار، بعد يوم ونصف من الاشتباكات التي انطلقت في ليلة الثلاثاء الماضي، وامتدت من بلدة عتيل إلى سليم، وصولا إلى بلدة "قنوات".

وقالت شبكات محلية يوم الجمعة؛ إنه تم العثور على جثث ستة قتلى، عند دوار المشنقة وسط مدينة السويداء، مشيرة إلى أن المعلومات تفيد أنهم من أسرى مليشيا راجي فلحوط، كانت اعتقلتهم المجموعات والفصائل المحلية، خلال الاشتباكات التي وقعت في الأيام الماضية.

وأوضحت الشبكات المحلية أن القتلى الستة تعرضوا لإطلاق نار من مسافة قريبة، إذ يبدو أنه تمت تصفيتهم دفعة واحدة، وإلقاء جثثهم عند دوار المشنقة، لكن لم تتبن أي جهة حتى نشر الخبر المسؤولية عن إعدام أولئك الأشخاص الستة.