وإنْ كادوا لَيَفْتِنُونكَ

د. محمد نديم فاضل

[ من كتاب: التضمين في الكتاب المبين، للأستاذ الدكتور: محمد نديم فاضل ] 

قال تعالى: (وإنْ كادوا لَيَفتِنونكَ عن الذي أوحينا إليك). {سورة الإسراء: 73}.

حاول المشركون فتنة النبي صلى الله عليه وسلم في صور عديدة:

- منها أن يعبدوا الله مقابل أن يترك التنديد بآلهتهم، وما عليه آباؤهم.

- ومنها مساومة بعضهم أن يجعل أرضهم حراماً كالبيت العتيق.

- ومنها أن يجعل للكُبَراء منهم مجلساً غير مجلس الفقراء.

ولكنْ تفضّل الله على رسوله صلى الله عليه وسلم في تثبيته، وفي عِصمته، ولو تخلّى عنه لَرَكَنَ إليهم.

وحَمَلَةُ الدعوة يتعرّضون في كل عصر لهذه الفتنة من أصحاب السلطان، فهؤلاء لا يطلبون أن يترك حملةُ الدعوة دعوتَهم، وإنما تنازلات طفيفة ليتمّ اللقاء.

وقد يُفتن الداعية من هذا الباب، ظناً منه أن يكسب أصحاب السلطة لدعوته، في التنازل والتسليم بجزء يسير، ولكنّ الانحراف الجزئي ينتهي إلى انحراف خطير، وهزيمة روحية في نهاية المطاف.

والدعوة كالمركب إن تعطّل أحدُ أجزائه انتهى إلى الغرق.