في المسجد عُدت تلميذًا

الشَّيخ محمد الغزالي

كَتَبَ الشَّيخ محمد الغزالي رحمـه الله  يقول:

إنني في هذا المسجد عُدت تلميذًا مرة أخرى..

وأدركت بعد شهر واحد أنني جاهل، وأن حصيلتي العلمية استنفذت خلال أسابيع، وأني إذا لم أجدّد نفسي، وأقع على ينابيع ثـرّة تمدني بالمعرفة افتضحت حتمًا...

لقد كنت مغرورًا بعدد من المحاضرات والدروس أجيده، وأتنقل به في أنحاء

البلاد! أما الآن فأمامي منبر واحد يثوب الناس إليه من كل فـجّ، وينبغي أن

أقدم كل يوم درسًا، وكل أسبوع خطبة!

إنني في هذا المسجد عدت تلميذًا مرة أخرى، وكان الكتاب الديني وغير الديني أستاذي..

وكان إذا حضر عميد كلية

أصول الدين في طريقه إلى مجلس الأزهر الأعلى، أحبسه لأستفيد منه حلولاً كثيرة لمشكلات علمية تعترضني...

فإذا تبرم لطول ما أحبسه أقول له في جدٍّ: أنتم أعطيتموني الشهادة على جهل، فتداركوا ما فعلتم، يضحك ويصبر !

" قصة حياة.. مقتطفات من مذكرات الشيخ محمد الغزالي "

نشره المعهد العالمى للفكر الإسلامي بمجلة ( إسلامية المعرفة ) العدد 7 للسنة الثانية.