قال أبو بكر محمد بن دريد

مَنْ  لم  يَعِظْهُ  الدهر لم ينفعه iiما
منْ    لم    تُفِدهُ    عِبَراً    أيامُهُ
مَنْ عارض الأطماع باليأسِ iiرنَتْ
مَنْ   لم  يقِفْ  عند  انتهاء  iiقَدْرهِ
مَنْ   ضيَّعَ   الحزمَ  جنى  لنفسه
والناسُ    ألفٌ    منهُمُ    iiكواحِد
وللفتى   من   ماله   ما   iiقدَّمَتْ
وإنَّما     المرءُ     حديثٌ    بعدَهُ








راح  به  الواعظُ  يوماً أو غدا(1)
كان العمى أوْلى به من الهُدى(2)
إليه  عينُ  العِزِّ من حيثُ رنا(3)
تقاصَرتْ  عنه  فسيحاتُ  iiالخُطا
ندامةً  أَلْذَعَ  من  سَفْعِ  iiالذَّكَا(4)
وواحد  كالأَلْفِ  إِنْ أمرٌ iiعَنَى(5)
يداه  قبل  موتِهِ  لا  ما iiاقتنى(6)
فكُنْ   حديثاً   حسناً   لِمَنْ  وَعَى

(1) راح: من الروحة: وهي آخر النهار. وغدا من الغدوة وهي أول النهار.

(2) عبراً: جمع عبرة وهي العظة والخبرة.

(3) عارض: دافع وقاوم. الأطماع: أطماع الدنيا. رنت:أدامت النظر إليه مع سكون الطرف.

(4) جنى: قطع. ألذع: أكثر مساً وإحراقاً. سفعته النار: لفحته لفحاً يسيراً فغيرت لون بشرته وسودته. والذكا: الجمهرة الملتهبة.

(5) عنى: نزل، أوظهر وبدا.

(6) جمع واكتنز.