حكاية أقدم مدينة مكسيكية

بدل رفو المزوري

حكاية أقدم مدينة مكسيكية

الطريق إلى جولولا المدينة المقدسة

في المكسيك عبر جبال البراكين

بدل رفو المزوري

[email protected]
المكسيك\جولولا

الطريق الى جولولا ليس عنوان فلم سينمائي بقدر ما هي رحلة تشويق عبر مدن صغيرة وقرى مكسيكية تضخ بالعادات والتقاليد والمطاعم الشعبية على طول الطريق من مدينة تيبوسلان بالاضافة الى المزارع الكبيرة لبيع الاشجار ومحلات الورود و الفخار،في الطريق يفاجئ الزائر جبلا عملاقاً يتطايرمنه الدخان فهو بركان (بوبو كاتيبل) والذي يعد من اشهر واكبر البراكين في المكسيك ويبلغ ارتفاعة 5465 متراً بالاضافة الى بركان اخر يجاوره ولهذين البركانين اسطورة يرددها المكسيكيون وهي:كان هناك محارباً مكسيكياً اسمه (بوبو كاتيبل) وتعرف على الاميرة (ايستا) واحبها بجنون وحين علم الملك كلفه بغزو البلدان وليضع تلك البلدان تحت سيطرته ولكن الهدف الرئيسي كان من اجل ابعاد المحارب عن ابنته،وحزنت الاميرة جدا لغيابه سنوات وحين عاد المحارب من معركته كانت الاميرة قد انهارت من الغم والحزن وحملها واخذها الى الوادي وماتت بين ذراعيه وعانقها بحرارة ولم يقدر السيطرة على نفسه فاخذ سكينه وغرزه في قلبه ،وقتها انفجرت البراكين في مكانه وهذا البركان سمي على اسم المحارب يعني رمز الحب وتردد الاجيال هذه الاسطورة.

في المدينة المقدسة جولولا بعد ان حللت ضيفا على معهد مكسيكي وسيمينار حول التسامح عند الكورد ومآسي الكورد والقضية الكوردية بصحبة رئيسة معهد كوتومي دعاني السيد(خوزي خوان اسبينوسا دورس) محافظ المدينة ضيفا في داره وحدثته عن بلادي وشعبي وحديث حول تبادل الثقافات وقال لي بانه سيرسل معي وفدا ثقافياً وشكرته على الدعوة الجميلة.

في اليوم الاخر وفي الساعة العاشرة صباحا يرن تلفون حجرة الفندق الذي ارقد فيه بان هناك من ينتظرني في الاستعلامات.واذا بفاتنة كأن السكر ينهل من ينابيع شفاهها وقدمت نفسها لي بانها(آنا كريستينا) المستشارة الثقافية في المحافظة وقد ارسلت من قبل المحافظ  وتحدثت لي عن مدينة جولولا بانها كانت مسكونة من قبل ان يغزوها الاسبان والاحتفالات والعادات والتقاليد فيها ترجع الى ماقبل الاسبان ،المدينة تقسم الى 10 مناطق كبيرة وفي كل منطقة يوجد معبد وفي كل قسم هناك من يهتم بالبرج وله حكومة صغيرة وكل هذه المعابد مرتبطة بالكنيسة الكبيرة والتي شيدت على اكبر هرم في المكسيك،واردفت بان المدينة ليست لها توائم في الثقافة في العالم .

انضم الينا اشهر شخصية تاريخية في المدينة(الفريدو دورس كاوكلي) وقد سعدت المحافظة والمحافظ شخصيا بوجود كاتب كوردي في مدينتهم وقال (الفريدو) بأن المدينة تقع على ارتفاع 2200 مترا فوق مستوى سطح البحر وقد شيدت قبل ميلاد المسيح ب 500 عاماً وتحدث لي عن الهرم الكبير الذي شيدت عليه الكنيسة بانه اكبر بكثير من اهرامات مصر و اكبر 4 مرات من ساحات باريس العملاقة وهذا ماتم ذكره من قبل (الكساندر هومبل ) حين زار المدينة وتحدث عن معابد وهرم المدينة.

في الساحة الرئيسية حيث الكنيسة الجميلة وهي من زمن الباروك 

بالاضافة الى وجود 44 كنيسة مدهشة في المدينة بفن معماري  راق وان مجموع الكنائس في المدينة يبلغ 250 كنيسة ولهذا تسمى بالمدينة المقدسة .يبلغ ارتفاع الهرم 670 متراً وكل جانب من جوانبه يبلغ 400 متراً وقد شيدت الكنيسة عليه من الحجارة .السلطة الكبيرة في المدينة هي للمحافظ وكل الكنائس تحت امرته ايضا وهي مشيدة من الحلان  ويسمى بالحلان الباروكي.دخلنا الهرم الكبير من فتحة ضيقة وقد استغرق حفره 40 عاماً وبايدي عاملة عددها 30 عاملاً فقط  وذلك ان العمال لم يثقوا بهذا العمل وحتى في الممرات كانت هناك شبكة مجاري (وعاصمة الرشيد بغداد تغرق في الفيضانات وقتها)المدينة مشهورة بوفرة الماء ..دخلنا الممر الذي طوله 800 متراً ولكن طول الممرات 5 كيلومتراً،في البدء كان عمل النفق وبعد ذلك تم تطويره  وفي عام 1966 طلبت المدينة من الرئيس المكسيكي ميزانية من اجل تكاليف الحفريات وكون الهرم من اكبر اهرامات المكسيك وخصص مبلغ 30 مليون بيسوس وبعدها فقط تم كشف 5 بالمائة من الهرم والمبلغ نفذ وقد كشفت الحفريات في الحديقة المجاورة،اسم الهرم جبل من عمل اليد  وسموه بإله المطر وفي الطريق الى قمة الجبل حيث الباعة المتجولون وكل صنوف ومنتجات المكسيك والمتعلقة بتراثهم يفرشون على الارض ولكن هناك ما يستوقفني شئ في البلدان التي ازورها مثلا في المغرب شعبها ياكل القواقع وفي المكسيك شعبها ياكل الجراد بشهية ويعد ضمن الجرزات وعلى قمة الجبل بوسع الزائر مشاهدة المدينة باكملها بالاضافة الى البركان وقد بدأ تشيد الكنيسة عام 1594 وانتهى تشييدها عام 1642 وتسمى بكنيسة (ريميد يوس) ولكن اسمها  عند الشعب كنيسة فوق الجبل ولها 49 قبة.

متحف الاثار في المدينة:

سر مدينة جولولا بانها مدينة مقدسة وفيها القوة والطاقة ومتحف الاثار يبين بان الهنود مرتبطون بالرب والاسبان قدموا للغزو واما الهنود كانوا يبغون الخلود.آثار المتحف موضوعة في معارض زجاجية وترجع الى قرون قبل الميلاد وهي على اشكال وجوه نساء من الفخار وترجع الى قبل احتلال الاسبان ،وقبل الاسبان لم تكن هناك مقابرا في المكسيك حيث كانوا يدفنون موتاهم في القبور المنزلية وكان هناك شاعرا قال ادفنوني تحت الموقد وان نتنت جثتي فاخبروا الناس بانه الخبز قد احترق.كذلك يوجد العدد الكبير من الاواني الفخارية والحجارة في هذه المدينة المقدسة  ومقتنيات من الكراميك المزخرف ويردد المكسيكيون بان الاسبان سرقت الطاقة الساحرة للبلاد ولكن سحر البلاد في الحجارة وظلت الحجارة والاهرامات.

مدينة جميلة وشعب المكسيك من اطيب شعوب العالم سعيدة وتستقبل الحياة والناس بابتسامة وناسها تعشق الحياة  ولكن بساطة محافظها ادهشتني!!مدينة مقدسة وانها جولولا وليست جلولاء وعشق الجمال .

الصور بعدسة الكاتب في المكسيك