ثمانٍ وخمسون قصيدة تكشف عن "مزاج غزة العاصف"

فراس حج محمد

ثمانٍ وخمسون قصيدة

تكشف عن "مزاج غزة العاصف"

فراس حج محمد /فلسطين

[email protected]

عن جمعية الزيزفونة لتنمية ثقافة الطفل في رام الله صدر ديوان "مزاج غزة العاصف" للفلسطيني فراس حج محمد، ويقع الديوان في (١٦٠) صفحة من القطع المتوسط، رسم لوحة الغلاف الفنان منذر القريوتي، ويهديه الكاتب إلى "وردة الجنوب المرأة والمدينة والقصيدة".

 وفي معرض مقدمة الديوان التي كتبتها الأديبة الفلسطينية المقيمة في النرويج حنان باكير أشادت الكاتبة بالديوان وقصائده، فرأت أن "الديوان يستحق كل اهتمام.. ويتماشى مع الذائقة الغربية للشعر". وتضيف باكير أن "الديوان تراجيديا لما تتعرض له غزة الصابرة.. لكن بدون دم وتشويخ ومدافع.. لكنك تشعر برهبة وفظاعة ما تعرضت وتتعرض له غزة.. ".

جاء الديوان في ثلاثة أقسام، الأول منها حمل عنوان "مزاج ما قبل الحرب"، ويصدره الشاعر بـ "الحرب كائن بشري لا تولد دفعة واحدة"، ويتكون من تسع عشْرة قصيدة، تحاول أن ترصد حالة الكآبة التي يعيشها الناس أو تلك التي سيطرت على الشاعر قبل اندلاع حرب غزة الأخيرة.

وأما قصائد الحرب فقد كانت في الجزء الثاني من الديوان، المعنون بــ "هي الحرب فاتنة ومفتونة"، ويصدره كذلك بجملة "الحرب ليست شاعرية، لكنها ذات قدرة على احتمال الشعر"، ويتكون هذا الجزء من تسع عشرة قصيدة كذلك، تحاول أن تقدم الحرب وفظائعها ونتائجها السلبية النفسية العميقة بعيدا عن لغة الحرب والدم.  

وأما الجزء الثالث من الديوان فيتخذ عنوان "ما بعد بعد الحرب"، والذي تتلوه العبارة الاستهلالية الآتية "كل أثر يمكن أن يمحى إلا الخيانة والموت والهزيمة"، ويتكون من عشرين قصيدة، جاءت واحدة منها في رثاء الشهيد "هاشم أبو ماريا" ابن بلدة بيت أمّر الذي استشهد خلال مسيرة سلمية مناهضة للحرب، ويختم الديوان بقصيدة بعنوان "الميلاد"، ومما جاء فيها:

هي الحربُ عندما أرضى بأغنية

ألحنها لتلك المرأة التي كانت هنا

ومشرقها ومغربها هناكْ!

لأكون فيها كباقة ياسمينْ

هي الحرب ميلادي

وميلاد لغابة كستناءْ!

وتنوعت قصائد الديوان ما بين المقطوعات القصيرة والقصائد الممتدة، وما بين الشعر التقليدي والحر، وقصيدة النثر، بتآلف وزني متنوع، كأنها تجسد الإيقاعات المختلفة للحرب ووقعها الأليم في نفس المتلقي والشاعر على حد سواء، كما مزجت قصيدة "كلام إعلام" اللغة الفصيحة باللهجة العامية المصرية.

ويذكر أن هذا الديوان هو الكتاب السادس الذي يصدره الكاتب، بعد رسائله إلى شهرزاد ومن طقوس القهوة المرة، وأناشيد وقصائد للفتيات والفتيان، وأميرة الوجد، ودوائر العطش، وينتظر كذلك صدور كتابه النقدي الأول بعنوان "ملامح من السرد المعاصر-قراءات في القصة القصيرة جدا" عن دار موزييك للنشر والترجمات في الأردن.