فوق سرير كل رجل عظيم امرأة

 نبيل عودة

هرب شخص سياسي من زوجته، اذ عاد للبيت مسطولا من الويسكي وبدون المعاش الذي تنتظره الزوجة لتعيل افراد البيت.

- مسطول يا ابن الحرام؟ لم تبطل عادتك؟ اين وضعت النقود؟

- في جيبة البنطال

- جيوب البنطال فارغة.

- أنا وضعتهم بجيب البنطال؟

- أنت مسطول كالعادة. كم مرة حذرتك ان لا تشرب وان تحافظ على نقودك حتى تصل إلى البيت؟

- أنت المسطولة ...

- يا ابن المليون "قحـ.."

تناولت عصا المكنسة وهجمت عليه، بسرعة البرق دخل ذلك السياسي الهام تحت السرير.

- اخرج من عندك.

- لن اخرج. يسقط الاستبداد، يسقط الإرهاب، عاشت الثورة!!

- قلت لك اخرج فورا يا مسطول...

- لن أخرج... أعلنها ثورة حتى النصر. حريتي مقدسة.

- للمرة الأخيرة أقول لك أخرج من تحت السرير، ووفر شعاراتك على نفسك، هذه تنفعك في الحزب ولا تنفعك وانت مختبئ تحت السرير.

- أنا الرجل في البيت، وأنا شخصية هامة، سياسي معتبر.

وهكذا قضى ليلته مختبئا تحت السرير. قبل بزوغ الفجر، وقبل ان تصحو زوجته، انسل هاربا من البيت.

السياسي المهم إياه قرر ان يجد طريقة ثورية لضمان اسقاط ديكتاتورية زوجته واستبدادها من مضمونهما الشرس، وتقليص ألنق والشكوى اللذان هما أصعب من البق والنكد، لذلك طرح الموضوع على جدول أعمال القيادة السياسية العليا. بعد مشاورات قيادية تقرر ان يشتري التنظيم باقة ورد وعلبة شوكولاتة ليقدمها السياسي الهام إلى زوجته حتى لا تلحقه بالعصا، ويضطر لقضاء ليلة، او ليالي أخرى تحت السرير.

تفاجأت الولية زعيمة البيت التي لم تعتاد منذ ابتلوها بهذا الزعيم على لفتة كريمة منه. انفعلت وهي تظن ان الدنيا علمت بعلها (لكنها تلفظ العين مع نقطة فوقها) أصول التعامل مع الزوجة. كانت على يقين ان بعلها (بالنقطة فوق العين) لن يتغير وليس من عادته ان يشترى الهدايا لها، لذلك عبست وهي تسأله:

- شكرا زوجي العزيز، هدية رائعة، باقة ورد وشوكولاتة. ترى من أرسلهم لي؟!