(إنَّا عرضْنَا الأمانةَ)

د. محمد الخليلي

كلَّما أمعنْتُ في كُنْهِ الوجودِ

شمْتُ في أسرارِهِ سرَّ خلودي

كلما غصْتً بكُنْهِ الكنهِ عمقاً

سبَّحَ الفكرُ بأمجادِ المجيدِ

وتراءتْ في مرايا القلبِ ذكرى

أنَّني حُمِّلْتُ أعباءَ التَّليدِ

فأنا للهِ في الكونِ خليفٌ

يا لحظِّي بينَ أصنافِ العبيدِ

يا لسعدي إنْ حملْتُ العبءَ عمري

وأضَأْتُ الكونَ بالدِّينِ الحميدِ

*********************************

دليلٌ

أراكَ إلهي بتكوينِ نفسي

وفي النُّعمَيَاتِ، وتعسي ونكسي

أراكَ بما في السَّمَا من نجومٍ

تضيىءُ، ومن ثَمَّ تسعى لكنسِ

أراكَ بنملٍ دؤوبِ الخُطَا

، وفي النَّحلِ يصنعُ ترياقَ ورسِ

، وفي كلِّ شأنٍ أرى آيةً

تدلُّ عليكَ بهمسٍ، ونبْسِ

حنانيكَ كيفَ يماري الجهُولُ؟

،، وهذا الهباءُ دليلُ التأسِّي؟!

*********************************

شُعُورْ

 

إلهيَ أسمعُ هذا الهديرْ

من المُغرياتِ... وقلبي كبيرْ

...أتوقُ ولكنَّ عقلي معي

: فؤادٌ شغُوفٌ، ومرأى حسيرْ

نَثَرْتَ بكلِّ المعانِي جَمَالَا

؛ بديعٌ، بصيرٌ، سميعٌ، قديرْ

خلقْتَ فُؤادي يُحبُّ الجمالَ

فأتحفْهُ بالصَّبرِ؛ أنتَ الصَّبُورْ

يقولونَ: شِبْتَ... نعمْ... إنَّنِي

،، ولكنَّهُ لا يشيْبُ الشُّعُور

*********************************

إنَّ هذا لشيءٌ يُرادُ

 

... وزليخةُ تنفثُ بالمَكْرِ

في العُقَدِ بإبرَامِ السِّحْرِ

وبِهِيْتَ لكمْ تُغوي جيلاً

وتُفتِّحُ أبوَابِ الشَّرِّ

فنوادي اللَّيلِ مُفَتَّحَةٌ

، وسُتُغلقُ أبوابُ الفِكْرِ

،،ولئنْ لم يفعلْ ما آمُرْ

: فالسِّجنُ جَزَاءٌ للوِزْرِ

فسَأَلَهَا الشيطانُ مُرينِي؟

: "فلتغلِقْ مَدرَسَةَ الذِّكْرِ"

*********************************