نهج الباعونية

عبدالرؤوف العبداللطيف

يا عذابات النوى عن ربع مَي

أهرقي دمع الجوى من مقلتي

وارسمي لي حيّ من أهواهمُ

ذاك حيٌّ حبُّه في القلب حَي

ليت أيامًا مضتْ في ربعه

عشتُ فيها ناعمًا رُدّت علي

بين ساداتي وأحبابي الألى

منتهى أمري لديهم لا لدي

من إذا ضاؤوا فما شمس الضحى؟

أو إذا جادوا فمن حاتم طي؟

أو إذا مَنُّوا بوصلٍ أصبحت

كل آماليَ ما بين يديّ

أيها السائر في درب الهوى

خذ معاني الحب مني يا أُخَي

أشعلوا نار الهوى في كبدي

واستباحوا راحتي من راحتَي

ملك الشوق إليهم مهجتي

وكواني عشق من أهواه كي

فغدوت اليوم أستاذ الهوى

كل عشق هو مني وإلي

إن هذا الحب دِينٌ ، ولهُ

آيُ وحيٍ ، وأنا فيه أُبي

أوتي العشاق منه حصةً

وأنا أوتيتُ منه كلَّ شي

فاشدُ يا غريدُ إن أبصرتني

ثم أطربني وشنف مسمعَي

كلما صاح الهوى في خافقي

من هيامي صحتُ يا آل لؤي

مغرمٌ مازال مذ كان فَتىً

سادتي عودوا على ذاك الفُتي

ألهبته الشمسُ ينحو بابكم

ما له إلا رجاءَ الوصل فَي

صار طلقًا قولُه في مدحكمْ

فإذا رام سواكمْ صار عَي

"يا ترى هل تسعفوني باللقا"

كي أُروّي من حلاكمْ ناظري