ملاذ بمنقار قبرة

مصطفى معروفي

إنه شجر مطمئنٌّ

على جسمه طيلسان المحابر

تأتي إليه إماء الطيور

فيوسعها ورقا نابضا بالمحبة

كنت أحييه كل مساء

وأعفيه من أن يلاحق ظل الغيوم التي

لمست شغفا للدسيسة فيه

أميل بكل وضوح إلى الاحتمال الموضّب

في أوجُه الخيل

أمشي طريقا يخاف اللغوب بها

من مطايايَ

أغضي عن الاتئاد لكي أحْرِمَ القيظ

مما يراه ذريعته

ثم للظل أعطي ملاذا بمنقار قبَّرة شيخةٍ

(هل هناك رماد يزكي اغترابكِ

أيتها الوردة العدَنيّة؟)

لا أشتري عنبا ماجنا يستحل الإقامة

في العتبات البعيدة

أصبو إلى زمن يرتدي

كوكبا مبهما

سوف أملي المراثي على الفيضانِ

وللجلّنار أعيد الغصون التي منه قد هربت

نحو وجهة غير معلومة

سأسمي مدارات ناري

وأسند روحي بأفواج طير

من الفرح الطوطميّ

فيا أيها القطب

صرتَ وحيدا ولم تعلن الاستقالة

لكنّ برقَك بين الفجاج

دنا فتدلى إلى نفق يستبد به غلَسٌ شرِسٌٌ.

ــــــــ

مسك الختام:

حين ترى بابا لا تدخل منه الريح

فذاك لأن يداً شربت قدح الحكمة

أحْكمتِ الإغلاقَ لهُ.