هذيان في عتمة الليل

لؤي نزال

هذيان في عتمة الليل

لؤي نزال

قد كنت أهذي

في عتمة الليل المثير أو المثار

ما كنت أعرف،

فأنا سقطت أمام خط النار

تحطمت كفي

وضاع مني ذلك القلم الصغير

قلمي.... وكفي؟

كيف أكتب أنني بعثرت في وضح النهار

وغرقت في ليل عميق

تراكمت فوقي وحول

أصبحت مثل الصخور تجمعت من حبيبات الغبار

قد كنت أهذي عندما طلع الصباح

زهر البنفسج

هل رحيق البيلسان

هل وردة جورية زرعت بباب الدار

قد كنت أهذي حينما مرت بعتم الليل جنية

مدت إليَّ بكفها

وتحكمت في عالمي وما ملكت أنا الخيار

قد كنت أهذي

حينما أمسكت سكين القصيدة

قطّعت أوتاري

تناثر الحبر

فتنقلت ما بين ضفة كفيّ اليمنى

وضفة كفيّ اليسرى

مثل المغرد قالت

إني الغريقة في بحارك يا ملك البحار

مررت في كل حالات القصيدة

بين صلب ثم ماء

ثم أصبحت البخار

هل كنت أهذي

 حينما مرت أمامي مثل لمح الليل

ذلك الليل المسجى فوق أوراق الكتابة

فتركت أوراقي

وحفرت اسمك عند أطراف الجدار

كنا التقينا تحت جذع شجيرة

في ليلة

قد غاب فيها النثر

ثم الشعر

وغابت الألحان

واستسلمت لصمتها الأوتار

أأنت تلك بعينها

وبكفها،، وبشعرها

وبابتسامة ثغرها

وبلوزها

وبزهرها

وبوردها

وبحلوها وبمرها

أأنت تلك من اصطفاها الواحد القهار

هل كنت أهذي

حينما مرت من أمامي كل من جئن على أوراق شعري

فواحده تحطمت

وواحدة تجمعت

وأخرى أعماها البكاء

وتلك صارت من نجوم الليل

وهذه قمر لا يحس بضوئه

وواحدة تيبست على الأوراق وظنت نفسها عشتار

قد كنت أهذي

أنني أدمنت هذا الانتحار

بحبوبه

ودخانه

وبليله المعتل

وكل ما فيه

من أحاديث مرتبة

وأخريات قد يبعثرها الحوار

قد كنت أهذي

حينما هب النسيم على البحار الواسعات

هي نفسها تأتي بأمواج

وفي البحار لست أحتمل الدوار

قد كنت أهذي

حينما أحببت فيك تقدمي وتأخري

لكنه

عن حبك المنقوص عند كماله

يرخى الستار

خُتم الحوار

قد كنت أهذي عندما بدأ الحوار