عدل الانتقام

نسيبة بنت فيصل الحجّي

عدل الانتقام

نسيبة بنت فيصل الحجّي

حينما يتبجّحونَ بنشرِ كيفَ يعذِّبونْ

حينما يتضاحكون على جراحِ البائسينْ

حينما (يتفرعنون) ، كوحشِ غابٍ ينهشونْ

حينما يدعونَ للكفرِ المَقيتِ ، و يُرجفونْ

عندها ، لا، لا تقولوا : سامِحوا

بعدَ نصرٍ : ارحموا

عدلاً و عفواً : امنحوا

عندها ، لا،لا تقولوا : يا حرامْ

إنّهم مستضعفونَ بانهزامْ

فارحموهم يا كرامْ!

*  *   *

عندما يُعرضُ مرأى لشهيدةْ

في ربيعِ العمرِ ، في إصبعِها

خاتمٌ للذّكرِ يشهدْ

بزفافٍ للجنانْ

لا تقولوا : ارحموهم بعدَ نصرٍ

كي تكونوا عظماءْ!

*   *

عندما يُعرَضُ (فيلمٌ )

يقطعُ الأوصالَ ، بلْ يُدمي القلوبْ

عندما يجتمعُ الأوغادُ في مأدبةٍ

حولَ فردٍ .. ويلتاهْ

غمروهُ بالتّرابْ

غيرَ وجهٍ يستغيثْ

و بإيمانٍ يقول ْ:

لا إلهَ غيرُ ربّي

و بهِ يستهزئونْ:

قلْ أيا كلبُ :إلهي

هوَ بشّارُ ( الحقير)

و رويداً

و رويداً

منظرُ الوجهِ يغيبْ

إذ ْ غشاهُ الظّالمون

بالتّرابْ

علـّه قدْ كانَ أرجى فيه من هذا العذابْ

  *   *

وأدُ حيٍّ .. ذبحُ طفلٍ ...هتكُ عِرضٍ

كلُّ إجرامٍ ، دمارْ

ما رأينا ، ما سمعنا مثلَهُ

في تواريخِ الطّغاةْ

بعدَ ذا تتفلسفونْ:

ارحموا بلْ سامحوا؟!

أوليسَ الرّدُّ بالأمثالِ قيمةْ ؟

أوليسَ ( العينُ بالعينِ ) بآياتٍ كريمةْ ؟!

أوَ ما القرآنُ تصويرٌ لفطرتِنا السّليمةْ ؟!

..

و لهذا

سنردُّ الكيلَ بعدَ النّصرِ

وعداً صادقاً

فانتظرْ يا كلَّ مجرمْ

شاركَ الطّغيانَ بغياً أو فسادْ

بِيَدٍ ، أو بلسانٍ ، أوْ عتادْ

املؤوا الصّفحةَ ما شئتمْ

فهذي لَكُمُ

و بقدرِ الضّحكِ بالشرِّ : بكاؤكمُ الدّمُ

و إذا حُلْوُ الحياةِ غرّكمْ

فالمآلُ العلقمُ

  *   *

نصرُنا آتٍ ، و نحنُ القادمونْ

حقّنا يسطعُ فجراً مشرقا

يمحقُ الذّلَ

فأنتم زائلونْ