تأرجح المتعوس وتمرجح المنحوس بين هبات الضمير ومباهج الفلوس

د. مراد آغا

تأرجح المتعوس وتمرجح المنحوس

بين هبات الضمير ومباهج الفلوس

د. مراد آغا

[email protected]

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله

الرحمة دائما لشهداء الأمة أجمعين آمين

من باب وكتاب أن المنحوس منحوس حتى ولو علقوا له سراج وفتيلة وفانوس فان من مبادئ البلاء والابتلاء التي أنعم بها رب الكرم والعطاء على عباده وكل من دب على ارضه وتحت كونه وسمائه هو أن تنوع العطاء والميزات من باب البلاء والابتلاء والذي يهرول ويلهث الجميع خلف شقه الدنيوي متناسين أن كرمه سبحانه على عباده في الدنيا يعني حتما ولاحقا أخذا وحسابا ومحاسبة عسيرة في الآخرة باعتبار أن الرزق بحد ذته هو أمانة برقبة العبد يحاسب عليها تماما كمحاستبه في رعيته وذريته وماملكت أيمانه وماتطاله أوتناله يديه وجيوبه وأحضانه وبالتالي فان تنوع الرزق هو من تنوع الخلق وأبواب الاختلاف  في الرزق وهو مايحدث الفرق في العباد وتمايز بعضهم عن بعض حيث يبقى الايمان والحكمة والاحسان الصفة التي ينبغي للانسان أن يتحلى بها ان أراد أن ينجح في اي بلاء وابتلاء دنيوي يفوز به يوم القيامة والحساب يوم لامكانة ولاالقاب ولافرق بين أعاجم وعرب واعراب الا بالعمل الصالح بعيدا عن أبواب الشطارة وفلهويات الطفيليات وشهبندرات البازارات والعرابين والمصالح  وبيع الأوطان باتقان وتجارة الرقيق والانسان وكل مايرافقها من فساد وافساد في الارض بعد بيع الأديان ومسح الشرائع بالارض سنة وفرض من قبل كل زائل ومنته ومنقرض ممن يعتقدون الدوام والخلود لتأكلهم لاحقا معاشر القوارض والمندسات من الدود وكل منبطح ومتسلحب ومفرود في الحجر الممدود مهما أحاطوا أنفسهم بالخنادق والجنود والمتاريس والحدود وخليها مستورة يامحمود

المهم وبلا طول سيرة ومهرجان وعراضة  ومسيرة

ولعل هرولة الخلق جميعا الى اشباع نزعة الملك والتملك مستخدمين ماتيسر من ضروب النفاق والجبروت والتملق لهثا وراء المال والأطيان والأعمال وقطعان النوق والبعير والجمال وكل حامل ومحمول وحمال لم يتوقف يوما منذ خلق الخليقة وكان أولها قتل قابيل  لأخيه هابيل في القصة المعروفة وماتلاها اجمالا من معارك وغزوات وطعنات نافذات وأكمام ملتويات وخوازيق منتصبات زرعها الانسان لأخيه الانسان من باب الظفر بالمال والأطيان والغلمان والحريم والنسوان فكانت الحروب وضرب القنابل والصواريخ والطوب وكل قتيل وجريح ومعطوب بين العشائر والقبائل والدروب ولاحقا بين الدول والأمم حيث رفعت البيارق وكل راية وعلم وتحولت أمم الى العدم  ومن نفس العدم وصلت أمم الى القمم وخرجت أمم من الحطام ومن تحت الصنادل والأقدام والألغام والخوازيق اللئام لتصبح في الذروة وفي الأمام بينما بقيت أمم ومازالت تعيش على ألحان وأنغام تاريخ أصبح آثارا ومنام تماما كصبي الحمام ايد من ورا وايد من قدام.

وقد يكون الحال الأخير أيها العربي المنير هو حالة أمة العربان هات بوم وخود غربان حيث تتعايش الخلق مع ماض قد ولى وطار بينما تهبط عليها سيول وانهار من خوازيق تهبط بالليل وأخرى في وضح النهارتترنح فيها الجماعات والأنفار مابين محشش ومترنح ومحتار تتبادل فيها الخلق الغمزات والأنظار منقضة كالنار على أول رغيف طيار يلقى اليها وتنتفض لاهثة كجيش عرمرم وجرار خلف أول دينار أو دولار من النوع الجبار ترى سرابه من بعيد على شكل بريق من أمل ينفض عنها غبار الهزل والشح والكسل وكل حسد وسوء طالع وعمل في ديار تحولت فيها العيون البصاصة والحسد لمجرد حصولك على مصاصة أو حتى مجرد فحل بصل أو نجاصة الى مصدر للقلق والحقد والحسد في ديار االهم والغم والنكد.

لكن مجرد البحث عن مباهج المال والفلوس وحكاية كل معتر ومفلس ومنحوس نتسائل والسؤال دائما لغير الله مذلة ولغير رسوله بهدلة

هل كانت الفلوس هي التي خلقت التقدم والأمم أم أن الأمم هي التي خلقت الخيرات والفلوس والثروات وهل غيرت أو تغير الفلوس من مصير مايسمى بالأمة العربية هات عربون وخود هدية أو أنها كانت ومازالت مصدر هم وغم ومآس ونكبات تجسدت على شكل غزوات وحماية ومستعمرات وشراذم ومقاطعات وأقاليم ومحافظات 

طبعا لن ندخل في تفاصيل ومباهج الثورات الصناعية ومتاهات الحركات البورجوازية وماسمي بحركات البروليتاريا والشيوعية والبيريسترويكا  ومارفقها جميعا من هزات مابين حركات وهرشات وحكات وصدامات واحتكاكات لكن مايهمنا اليوم هو مقارنة هؤلاء الذين يستخدممون ماملكت أيمانهم من خلفهم ومن أمامهم من أموال وثروات في مايهمهم ويحميهم ويحمي عشيرتهم وثرواتهم.

ولعل الفارق الكبير والمذهل بين استخدام اليهود والهنود السيخ والعديد من الأقليات الدينية والعرقية والمذهبية مثلا لقدراتهم المادية بل وتحالف الشركات الكبرى بلا منقود ولامؤاخذة وبلا صغرا تحالفهم جميعا كلا أو جزءا ظاهرا أو باطنا على شكل سد منيع وجدار فظيع جعل من شعارات مايسمى بالحرية والرفاهية والديمقراطية مجرد عبارات من فئة الخود وهات قد تختلف بين مايسمى اليوم بالدول الكبرى أو دول العالم الأول وبين تلك التي تسمى بالعالم الثالث باعتبار أن الأولى يتم فيها التعامل مع العباد على أسس ظاهرها ديمقراطي تكفل فيها الدول والأنظمة المتحالفة مع تلك الشركات والتنظيمات العناية الصحية وضمان مايسمى بالشيخوخة بينما تقف عاجزة أمام حرية التعبير الكاملة التي قد تطيح بشكل واضح وصريح بتلك الشركات أو التنظيمات الاقتصادية فحكم الشركات والبنوك لتلك الدول يمنعها من اعطاء أي هامش قد يضر بمصالحها وعليه فالحريات في مايسمى بالديمقراطيات الغربية هي عبارة عن مواطنين من فئة الرقم منافعهم حصرا تكون على أسس انتخابية بينما تكون تسعيرة المواطن الحبوب عادة بحسب مايملكه في حسابه أو مايدسه في جيوبه من يورو ودولارات بحيث تطبق معادلة من يملك المال فهو حبوب ومحترم بينما من يفتقر اليه يدخل في خانة العدم بحيث يبقى عالة على معونات دولته وحكومته ان كان لديها فلوس أو يتحول الى شحاد ومستجدي ومتسول ان كانت دولته من النوع المعفن والمقمل كمايحدث اليوم في دول كثيرة من المسماة بجمهوريات الموز أو البنانا عافاكم الله وعافانا حيث يتسكع الملايين في الطرقات بين عاطل وكسول وخامل منوهين الى أننا مازلنا نشير الى دول تنتمي الى العالم الأول أو مايسمى بالعالم المتقدم كما حصل ويحصل في الدول التي انهارت اقتصاديا كالحالات الاسبانية والقبرصية واليونينية حيث سنت تلك الديار قوانين تحد وتقنن من حرية التظاهر والتعبير خشية أن تستفيق البعير وتطالب بالحرية والتغيير فتقضي على أنظمة الفساد الحاكم وتحالفها الغائم بشركات وبنوك الربا والمغانم  

أما في ديار العالم الثالث ومنها مضارب العربان فان قيمة الانسان لاتختلف كثيرا -ياعيني- عن قيمة قطعان الديدان أو الصيصان وخليها مستورة ياحسان.

وقد يكون غياب الأديان وسيطرة حيتان وثعالب الكان ياماكان مابين دول حماية وانتداب زمان وآخر العصر والأوان ودخول دول من فئة هات خازوق وخود اثنان على خط القسمة والميزان وحفلة البازاروالقبان مابين فرنسيين وبريطانيين وأمريكان وصولا الى روسيا وايران تتأرجح ديار العربان الخاضعة اصلا لأنظمة من فئة الغربان تصدح ومن زمان في خراب مالطا في حالة مهلهلة ومهرهرة وواضحة وزاحطة.

وقد يكون العرب وسياسة كل مين ضرب ضرب وكل مين هرب هرب الأكثر  عشوائية وأنانية في استخدام فلوسهم على شكل فردي واتباطي وعاطفي وتعطفي وطفيلي وتطفلي بحيث يتم ضربها شمالا لتخرج النتيجة يمين فمن اقتصاداتهم وعملاتهم وبورصاتهم وأسواقهم التي تتم قيادتها وسواقتها وسياقتها خلف الدولار  ويترنح تصنيفها الائتماني بلامنقود وبلا معنى أو معاني خلف وكالات من صنف صندل آند بوز تندرا بستاندارد أند بورز أيها النشمي المهزوز وخليها مستورة ياعزوز.

ولعل مجرد مقارنة بين الآيباك الذي تقوده الصهيونية العالمية والذي يتحكم كليا بالسياسة الأمريكية الخارجية عبر موظفيه الأكثر من ستين الف بينما يصدح العربان بالصاج ويمرحون بالدف حيث تتدفق اموالهم على كازينوات ومواخير وغرز ومحاشش وكباريهات أوربا وامريكا مع أو بدون بهجة ونغم  ومزيكا بل ويفاخر أغلبهم بماصرفه في لندن بعد كسر اللام بعد طج اليمين وكسر الهاء في الدول التابعة والخانعة والخاضعة والممصمصة والراكعة لبريطانيا العظمى بلا منقود وبلا صغرا بينما يقوم نظراؤهم بنفس الحركة والتبذير والبركة في باريس  التي تلفظ باغي من قبل جوقات الحيتان والثعالب والأفاعي التي تصرف وتبذر وتذرف مالها ومانهبته من ديارها في اشارة الى  العربان القادمين من المستعمرات الفرنسية السابقة مستعمرات الشانزيليزيه والشاتوبريان هات عربرب وخود اثنان.

المال لايخلق الأمم ولاحتى الحريات التي تبقى محصورة ومقننة ومعصورة حصرا لخدمة من يملكها ولاأحد غيره بينما الأمم وجهود المخلصين من ابنائها هي التي تخلق الخيرات والتقدم والثروات والفرق بين اليهود الذين اقاموا دولتهم علنا وفي وضح النهار على أنقاض وخراب ودمار ديار عربرب الجبار عربرب المترنح والمحشش والمحتار بينما تسرق ثرواته ليلا وتشفط في وضح النهار من قبل كل ظالم ومحتل وجبار ممن يدعسون الخلق بالجزمة ويدوسونهم بالبسطار في حالات من استغباء واستبغال واستحمار أذهلت النفير والبعير وحششت البردعة والحمار حيث الذمة بيورو والضمير بدولار

رحم الله عربان الكان ياماكان بعدما دخلت الحقوق ومن زمان موسوعة غينيس في طي النسيان وكان ياماكان.