كلمة رئيس الائتلاف خالد خوجة في المؤتمر الصحفي بشأن مجزرة دوما

17 آب 2015

بسم الله الرحمن الرحيم

أيها الأخوة، أيتها الأخوات

بالأمس قتل النظام الأسدي المجرم مئات المدنيين السوريين في سلسلة مجازر في إدلب ودرعا ، وفي دوما الملاصقة لمدينة دمشق، حيث قامت الطائرات الحربية بقصف سوق شعبي بينما كان سكان دوما المحاصرة يتبادلون القليل من الغذاء الذي بقي لهم بعد أكثر من سنتين من الحصار المطبق وهي جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية، تضاف لجريمة الإبادة المتواصلة، المتمثلة بالحصار الجماعي والتجويع حتى الموت، المرتكبة ضد أهل ريف دمشق.

قصفت الطائرات الحربية للنظام المجرم بصورة مقصودة ومتكررة لمجرد القتل، قصف السوق في المرة الأولى، وبعد تجمع السكان لإنقاذ المصابين، قامت الطائرات بتكرار القصف عدة مرات واستهداف المصابين ومن هب لنجدتهم في سلوك فاق الإجرام وفاق الإرهاب إلى الهمجية البدائية، والحقد على الإنسان.

 

إن جرأة النظام وتماديه في ارتكاب المذابح بحق المدنيين والتي تمتد لـ ٥٣ شهراً متواصلة تعتمد على صمت دولي يصل إلى حد التواطؤ، فمن يسلح نظاماً مثل هذا النظام ويحميه من المحاسبة في مجلس الأمن الدولي شريك في المسؤولية عن هذه الجريمة جريمة قصف مدنيين محاصرين ومجوعين منذ سنوات بالطائرات الحربية.

ومن يعارض قيام مناطق آمنة للسوريين على أرضهم ويمنع تزويدهم بسلاح للدفاع عن أهلهم وأطفالهم فهو يرسل رسالة واضحة للنظام بأنه مسموح له ارتكاب ما يشاء من فظائع.

يفهم النظام الأسدي من هذه المواقف منذ ٥٣ شهراً أنها تفويض بارتكاب المذابح ومع إصرار الشعب السوري على رحيل المجرم بشار أسد وزمرته واستحالة أن يكون لهم دور في حاضر ومستقبل سورية فإننا اليوم نأكد على ذلك وموقنون منه أكثر وإننا اليوم أكثر تمسكاً بحق الشعب السوري بالدفاع عن نفسه ومشروعية وضرورة استكمال تحرير الأراضي السورية، من رجس هذا النظام الغاصب ورجس المحتل الإيراني وميليشيات القتل والحقد الطائفي التي تغزو سورية برعايته.

على الأمم المتحدة، وعلى مجلس الأمن الدولي، وعلى الدول دائمة العضوية فيه، أن تعترف بحق شعب سوريا في الحياة وأن تكف عن حماية قاتل الأطفال بشار أسد وأن تكف عن حرمان السوريين من حق الدفاع عن حياة أطفالهم.

إن أي حديث عن حلول سياسية وسلمية في ظل المذابح وإعفاء الجاني من الحساب لن يكون له أي معنى في تحقيق الاستقرار في سوريا.

نؤكد على ضرورة تأمين المدنيين في المناطق المحررة ودعم مطلب إنشاء مناطق آمنة.

إن الائتلاف بدء بتشكيل لجنة لتوثيق كافة الجرائم المرتكبة من قبل نظام الأسد لتقديمها للجنة التحقيق الدولية.

كما نحيي صمود أخوتنا في الجيش السوري الحر والثوار ونؤكد التزامنا معاً على ملاحقة مجرمي الحرب وجلبهم للعدالة وعلى رأسهم بشار الأسد.

كما نؤكد على وجود التنسيق مع كافة الفصائل لاتخاذ الخطوات المناسبة لحماية المدنيين وردع النظام من ارتكاب المزيد من الجرائم.

ونطالب الدول الصديقة بدعمهم لتقديم مرتكبي المجازر في دوما والغوطة وإدلب والزبداني ووادي بردى وجميع المناطق السورية إلى محكمة الجنايات الدولية.

نضع المجتمع الدولي، وخاصة روسيا والولايات المتحدة ومنظمة العالم الإسلامي والجامعة العربية أمام مسؤولياتهم تجاه الشعب السوري الذي يقتل ويذبح منذ ٥ سنوات بصمت دولي يصل إلى القبول بالأمر الواقع.

الرحمة لشهدائنا

النصر لثورة لا يرضى أهلها بغير النصر والمجد للمدافعين عن حرية وكرامة سوريا

وسوم: العدد 629