اللاجئون السوريون، ضيوف على الدولة التركية والشعب التركي

الحقيقة التي يجب أن ينهيها السوريون إلى كل فرد أو جماعة أو حزب أو تيار في تركية هي أن اللاجئين السوريين بجمعهم هم ضيوف على الدولة التركية والشعب التركي جميعا ...

وأن العلاقات التاريخية والجغرافية والحضارية والدينية التي تربط الشعبين أكبر من كل المفارقات التي يعبث بها العابثون ، ويراهن على توظيفها المراهنون .

وأن مشروعية وجود اللاجئين السوريين على الأرض التركية مع كل ما ذكرنا ، هي مشروعية إنسانية بالدرجة الأولى ، وأن التنصل من استحقاقاتها ، مهما تكن الدوافع ، تأباه أخلاق الشعب التركي في تاريخه المجيد ، كما تأباه شريعة الإسلام وشرائع الإنسان ..

اللاجئون السوريون في تركية ، ضيوف على كل الأتراك ، وهم مع الدولة التركية ومع الشعب التركي أجمع ، مع الإنسان والحضارة مع الدين والعقيدة ، مع أمن الشعب التركي وأمانه ، وحريته وكرامته ورفاهه ، مع القانون والنظام والسلامة والسلام ، وهم يتوجهون بالحب والشكر لأخوة العقيدة والجوار الذين ما رأوا منهم إلا خيرا ولا أرادوا بهم معروفا وبرا ...

وحين تحاول يد الطغيان التي شردت السوريين من ديارهم أن تمتد بالسوء إلى الأرض والتركية ، أو الشعب التركي للتحريض على السوريين المشردين ، كما حدث في مدينة كلس قبل يومين ؛ فإن الجواب الطبيعي على هذا العدوان أن تتوجه الإدانة والنقمة المشتركة إلى هؤلاء الطغاة المجرمين وداعميهم وليس إلى الشقيق المستضعف المشرد الطريد ..

مرة أخرى اللاجئون السوريون ضيوف على الدولة التركية ، وعلى الشعب التركي بجمعه ، وليسوا جزء من أي صراع تركي – تركي . ولا يجوز أن يزج بهم في أي طرف من أطراف هذا الصراع ، ولا أن يحسبوا على طرف تركي دون آخر...

رحم الله الشيخ المجدد بديع الزمان صاحب الخطبة الشامية والمثنوي العربي ، لو كان بين ظهرانينا اليوم لبسط ردائه لاستقبال الأرملة المسكين، ولنافس لإعطاء النصرة معناها مع المتنافسين ، وربما لما استطاع أن يسبقه في ميدان التنافس هذا أحد  ...

رحم الله الأستاذ المعلم نجم الدين أربكان الذي ظل يحمل الهم السوري حتى توفاه الله لو رأى اليوم ما يجري على أطفال سورية على يد القاتل السفاك لكان الأسوة السباق على رأس من آوى ونصر ...

مرة أخرى شكرا للدولة التركية ، وشكرا للشعب التركي ، وشكرا للحكومة التركية التي أدركت دورها وقامت بما يمليه عليها الضمير الحي للأمة التركية جمعاء ، التي كانت قبل قرن من الزمان ، قبل قرن فقط تحمل هم الأمة ، وتعلي رايتها ، وتضحي في سبيلها ..

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 664