برقيات وتغطيات 806

أدباء الشام

شمس الأدب العربيّ تهدي جائزة المثقف العربيّ

لرئيس الجامعة الأردنيّة

clip_image001_ca210.jpg

أ.د عبد الكريم القضاة

clip_image003_edb62.jpg

 أعلنت الأديبة د.سناء الشعلان (شمس الأدب العربيّ) عضو هيئة التّدريس في الجامعة الأردنية إهداء جائزة المثقف العربيّ للعام2018 التي حصلت عليها لرئيس الجامعة الأردنية أ.د عبد الكريم القضاة،وذلك تعبيراً منها عن تقديرها لمنهجه في دعم المبدعين في الجامعة الأردنيّة أكانوا أعضاء هيئات تدريسيّة أم موظفين أم باحثين وطلبة،وذلك ضمن خطّة شاملة ينتهجها للنّهوض بالجامعة،ودفعها قُدماً نحو مرتبة الصّدارة والتّميّز محليّاً وعربيّاً ودوليّاً.

 وقد عبّرت الشعلان عن فخرها بهذه الجائزة الـ 64 في مشوارها الثقافي والإبداعي الفكري، وهي جائزة تضاف إلى رصيد جامعتها الحبيبة،وإلى رصيد كلّ من دعمها في مشوارها،كما قدّمت الشّكر للأديب محمد مؤسس مؤتمر القمة الثقافي العربي لكلّ ما يبذله من جهود عملاقة واستثنائيّة في دعم الثقافة والإبداع العربي.

 وقد حصلت الشّعلان على جائزة المثقف العربيّ للعام 2018 عن مجمل منتجها الإبداعيّ والنّقدي،وقد تمّ إعلان فوزها بهذه الجائزة على هامش فعاليّات مؤتمر القمّة الثقافي العربي التحضيري الأوّل لذي انعقد في ميسان العراق (27-28 ديسمبر 2018 بشراكة بين وزارة الثقافة العراقية ومؤسسة جائزة العنقاء والمنظمة العربية لحقوق الإنسان في مصر والشبكة العربيّة للتّسامح وتجمع عقول وجامعة ابن رشد في هولندا.

 وقد رافق إعلان هذه الجائزة إقرار المؤتمر ليوم 27 ديسمبر من كلّ عام يوماً للمثقّف العربيّ.

 وقد قال الأديب العربيّ محمد مؤسس مؤتمر القمة الثقافي العربيّ في معرض بيان الجائزة التي مُنحت للشعلان :" الأديبة د.سناء شعلان عضو هيئة التدريس في الجامعة الأردنيّة هي صاحبة لقبي " شمس الأدب العربيّ" و " أيقونة الأدب العربيّ" ،وهي تكاد تكون أشهر اسم إبداعي وثقافيّ وبحثي في السّنوات العشر الأخيرة من أجيال كتّاب الحداثة والتّجريب في الوطن العربي،إلى درجة أنّها أصبحتْ صاحبة مدرسة خاصّة في الكتابة والإبداع في مزيج استثنائيّ من جمال اللّغة والتّجريب والفنتازيا والكتابة المسؤولة المنطلقة من قضايا الأمّة وأصالتها وحضارتها وثوابتها الكبرى وخصوصيّة فكرها وواقعها،وقد أصبحت شهرتها ذات بُعد عالميّ فضلاً عن بعديها العربيّ والمحلّي بعد أن تُرجمت أعمالها الإبداعيّة إلى كثير من لغات العالم،إلى جانب أنّها كانت ضيفة الشّرف في مؤتمرات ومنتديات وفعاليّات إبداعيّة عالميّة عريقة،ومنتجها الإبداعيّ والنّقديّ بات مادّة خصبة للدراسات الأكاديميّة والبحثيّة والنّقديّة والإعلاميّة حول العالم.

 وهي تعكس باقتدار صورة المرأة العربيّة المبدعة والمثقّفة والطّليعيّة المشرقة التي تُعد علامة فارقة في الإبداع العربيّ الحديث لا سيما في حقل الإبداع النّسويّ الذي شكّلت ظاهرة فيه بما تملك من أدوات علميّة نقديّة بحثيّة،وإبداع مقتدر على خلق تيار إبداعيّ خاص ببصمة راقية تعكس أصالة الفكر العربي وطموحاته.ممّا يجعلها أهلاً للحصول على جائزة النيل للمبدعين العرب.

 الأديبة د.سناء شعلان لها نحو منتج إبداعي يصل إلى نحو 54 مؤلّفاً بين مؤلف روائيّ وقصصيّ ومسرحيّ ونقديّ وأدب أطفال، فضلاً عن مئات الأبحاث والدّراسات والمقالات المنشورة في مجلات محكّمة عالميّة وعربيّة ومحليّة وعشرات الصّحف والمجلات الأدبية والنّقديّة

المتخصصّة.وهذا المنتج العملاق الغني الثرّ جعلها تحصل على نحو 63 جائزة عربيّة وعالميّة في حقول النّقد والرواية والقصّة والمسرح وأدب الأطفال والإعلام الثّقافي.

 وهي حقوقيّة ناشطة في الدّفاع عن قضايا الأمّة والإنسان والفكر العربيّ عبر قلمها الذي يكتب عن تلك المرّكبات الحضاريّة والفكريّة بجرأة وجمال وتأثير على المتلقّي،وإعلاميّة لها حضورها الإعلاميّ المهمّ لا سيما في الإعلام الثّقافيّ العربيّ والحقوقي كذلك،ولها الكثير من الأعمدة الثابتة في كثير من الصّحف والدّوريات المحليّة والعربيّة. كما لها مشاركات واسعة في مؤتمرات محلّية وعربيّة وعالميّة في قضايا الأدب والنّقد والتّراث وحقوق الإنسان والبيئة إلى جانب عضويتها في لجانها العلميّة والتّحكيميّة والإعلاميّة.وهي ممثّلة لكثير من المؤسّسات والجّهات الثقافيّة والحقوقيّة،كما أنّها شريكة في كثير من المشاريع العربيّة الثّقافيّة.وقد تُرجمت أعمالها إلى الكثير من اللّغات،ونالت الكثير من التكريمات والدّروع والألقاب الفخريّة والتّمثيلات الثقافيّة والمجتمعيّة والحقوقيّة.ومشروعها الإبداعيّ حقلٌ لكثير من الدّراسات النقدية ورسائل الدّكتوراه والماجستير في الأردن والوطن العربيّ والعالم".


ندوة عن ذاكرة المكان في نابلس

بقلم: منى عساف*

clip_image005_2c8de.jpg

clip_image007_d8b24.jpg

بدعوة من جمعية التضامن الخيرية ومكتبة عبد الله بن عباس وضمن برنامجها للنشاطات الثقافية التي تعزز من وعي الطلبة وارتباطهم بوطنهم وتراثهم وتاريخهم، استضافت المكتبة يوم الخميس 6/12/2018 الكاتب والإعلامي زياد جيوسي لتقديم محاضرة حول ذاكرة المكان، وبحضور طلاب من المدرسة الإسلامية ومدير المدرسة الأستاذ طلب ذوقان وعدد من المدرسين، وقد حضر المحاضرة الدكتور علاء مقبول رئيس جمعية التضامن الخيرية إضافة للسيدة ختام الجوهري رئيسة المكتبة والسيدة سعاد حجاوي عضو الهيئة الإدارية للجمعية والأستاذ علاء فضة مدير المكتبة، والناشطة جهاد قمحية والتي سبق أن رافقت الأستاذ زياد في جولات في نابلس لتوثيقها بقلمه وعدسته وقد تولت التصوير للمحاضرة بعدسة الكاتب بابداع واحتراف، وبحضور عدد كبير من الضيوف الذين حضروا ومنهم الأستاذ سامح سمحة والسيدة عبير الشكعة مديرة المكتبة السابقة والسيدة دعاء عاشور تفاحة من مؤسسة الشهيد ظافر المصري، والذين حرصوا رغم سوء الأحوال الجوية أن لا يغيبوا عن المحاضرة.

 رغم المنخفض الجوي العميق الذي وصل لمنطقة شمال الضفة ليلة الخميس وكثافة الأمطار وتكوّن السيول، حرص الأستاذ زياد رغم أنه حضر من قريته جيوس البعيدة عن نابلس أن لا يتأخر أو يستنكف عن الحضور، فقد كان شعاره دوما: "شعب بلا ذاكرة، شعب يسهل شطبه، وشعبنا عصيٌّ على الشطب، وفلسطين الكنعانية يجب أن تبقى حاضرةً تاريخاً وجغرافيةً في عقول وقلوب شعبها بدون استثناء، وإن التراث مهم وأساس من باب أنه تاريخي توثيقي، وليس تقديسياً"، وبعد أن رحب به وقدمه للحضور الأستاذ علاء فضة مدير المكتبة، تحدث عن أهمية التراث وضرورة المحافظة عليه لأنه هوية لشعب عريق، فحضارة فلسطين بدأت منذ أن ضرب كنعان الأول، أول ضربة معول وبنا مدينة أريحا قبل عشرة آلاف وخمسمائة عام، والممالك الكنعانية كان لها دور كبير في تاريخ المنطقة، وعلى جدران معبد الكرنك في مصر توثيق للعلاقة التجارية بين الفراعنة وبين فلسطين.

 اختار الكاتب أنموذجين للحديث عنهما: بلدة كفر زيباد وهي من بلدات طولكرم وقصر النابلسي في عسكر البلد في نابلس، وفي حديثه عن البلدة التراثية في نابلس قال وهو يشرح ما يقوله على الصور التي يقوم بعرضها على الشاشة: "البلدة التراثية تضم ما يزيد عن 60 بيتا كانت مأهولة فيما مضى ولم يعد مأهولاً ومستخدماً منها إلا القليل، ومعظم البيوت كانت متصلة ببعضها على نظام الأحواش، والبعض منها مستقلّ عما حوله، ومعظم بيوت كَفر زيباد القديمة كانت مبنية على نظام العقود المتصالبة التي تعلوها قباب تمنع تجمع المياه على الأسطح، ولفت نظري أن معظم البيوت كانت من طابق واحد، وهذا يدلل على التقاليد وطبيعة القرية التقليدية، ولم نجد بيوت من أكثر من طابق إلا أربعة بني فوقهما ما نسميه (العِلّيّة) وهو طابق ثاني له استقلاليته وفي الغالب كان يستخدم لاستقبال الضيوف، وهي علّيّات آل السالم وعلّيّة غنايم وعلّيّة أم عباس وعلّيّة العبد الداود، وقد لاحظت أن علّيّة آل السالم وعلّيّات أخرى بنيت فوق المبنى الأصلي في فترة لاحقة عن البناء السفلي الذي بني على نظام العقود المتصالبة، فحجارتها تختلف عن المبنى تحتها وسقف العلّيّة مستوٍ وليس محدّب مبني على نظام السقف بالدوامر المعدنية".

 وتحدث عن الفرن وهو الوحيد المبني على نظام العقود نصف البرميلية وعن تفاصيل البيوت التراثية المستديمة من الداخل، كما تحدث عن المسجد القديم وقال: "المسجد القديم في البلدة والذي خضع لترميمات خارجية خرّبت المشهد الجمالي له، مبني على نظام العقود المتصالبة وأعمدة تقوم عليها العقود، وجدران سميكة تكاد تصل إلى مترين، وتاريخ هذا المسجد غير محدد بدقة وهناك روايتين عن تاريخه، فبعض المصادر تقول انه من المساجد القديمة التي عرفت باسم المساجد العمرية وجرى تحويله إلى كنيسة في عهد الاحتلال الصليبي، ومن ثم تمت إعادته إلى مسجد بعد طرد الصليبيين من فلسطين، ورواية تقول أنه بني أصلا على بقايا كنيسة بيزنطية وأصبح من المساجد العمرية وهذا ما أرجحه".

 وحول قصر النابلسي وصف كل أنحاء القصر بالكامل مع الصور لكل زواياه وهو قصر تراثي مهمل وقال ضمن حديثه: "القصر الذي لعب الإهمال والزمن أثره عليه إضافة للعوامل الجوية، وكان وصولنا من المدخل الخلفي حيث واجهنا العلّيّة أمامنا والتي يصعد إليها درج حجري من الحديقة الخلفية المهملة، ونزلنا يمينا على بقايا درج دمر وتحول لكومات من الأتربة التي دفنت أجزاء من المدخل الخلفي، حيث دخلنا من هناك إلى ردهة واسعة في الدور الثالث من البناء المكون من 3 أدوار إضافة للعلّيّة، ومن خلال هذه الردهة الواسعة كانت هناك مجموعة من الغرف على الجانبين، والبيت بأكمله مبنيّ على نظام العقود المتصالبة بإتقان رهيب، والحجر الخارجي للبناء من الحجر السلطاني الصلب والمتميز، وكل غرفة إضافة للنوافذ الخارجية القوسيّة والطوليّة والمزوّدة بأشباك الحماية الحلبية، يوجد بها في الجدران السميكة فجوات للاستخدام اليومي تحتوي على عدة رفوف خشبية أو لحفظ المواد، إضافة لما كنا نسميه "المصفت" ويوضع به الفراش والألحفة والوسائد بعد الاستخدام، وأبوابها أيضا ذات أقواس من الأعلى والأبواب من الخشب المتين.

 عبر بوابة خشبية كانت تغلق من الداخل بالعوارض المعدنية نزلنا باتجاه الطابق الأسفل، وفي نهاية الدرج الأول كانت هناك مساحة أخرى مبنيّة ومستقلة، وفوقها قسم مواجه لمبنى العلّيّة، وهذه المساحة أمامها قطعة من الأرض التي كانت مزروعة ومطلة على السهل، وهي ملتصقة بالبناء مع القصر بشكل جانبي لاستغلال المساحة وزيادة حجم ومساحة البناء، وأيضا هذا الملحق مبني على نظام العقود المتصالبة، الطابق الذي تحته وهو الطابق الأساس حيث يصعد إليه من الشارع السفلي درج حجري مرتفع، وهو فعليا قاعدة القصر ومبني على نظام العقود المتصالبة الضخمة وقد تعرض إلى تخريب كبير، وحسبما أفادني السيد نياز فهناك من يظنون أن الذهب مدفون فيه فخربوه بحثا عن أوهام، حتى أن وزارة السياحة والآثار وبناء على معلومات غير دقيقة قامت بالنبش والحفر وتركت الأتربة مكومة دون إعادة أو صيانة، ولم يدرك أحد أن الذهب الفعلي في ترميم هذا القصر وجعله قبلة للزوار والسائحين.

 وهذا الطابق يظهر أنه كان مستخدما كمكان استقبال للضيوف والزوار ويستدل على ذلك من مساحاته الواسعة، وأيضا نوافذه الكبيرة إضافة لوجود موقد تدفئة بالجدار، وبعدها تجولنا في الطابق الذي تحته ويظهر أنه كان مستخدما مخازن للتخزين، ومن الحديقة كانت هناك عدة غرف وكأنها تسوية ربما كانت تستخدم أثناء الجلوس في البستان أو لحفظ المنتجات وأدوات الزراعة".

 وبعد نهاية المحاضرة الموثقة بالصور فتح باب النقاش مع الحضور وكان نقاشا ايجابيا، وقال أحد الطلبة أنه يعرف كل أماكن نابلس القديمة التراثية ولكنه لأول مرة يعرف عن قصر النابلسي، وأكد أنه سيعمل على زيارته والتعرف عليه، وقد أشاد الحضور بمداخلاتهم بالمحاضرة وكم المعلومات التي استفادوها، وتقدم الأستاذ زياد بكلمة ختامية أكد فيها على دور التراث المهم باعتباره أحد حوافز التغيير والمقاومة وشكر الجمعية والمكتبة والمدرسة والقائمين على هذه الجهود على حسن الاستقبال والتنظيم، وألقىالأستاذ علاء فضة مدير المكتبة كلمة شكر فيها الكاتب على زيارته رغم سوء الأحوال الجوية وعلى المحاضرة القيمة التي قدمها، ثم تحدث الدكتور علاء مقبول رئيس جمعية التضامن الخيرية وشكر الأستاذ زياد جيوسي وقال أنه سعيد بالتعرف إليه والاستماع لهذه المحاضرة والمعلومات الثرية، وقدم باسم الجمعية درع من خشب الزيتون تكريما لجهود الكاتب من أجل التراث والوطن ودعم المسيرة التعليمية.

 وبعدها أصرت السيدة سعاد حجاوي عضو الهيئة الإدارية للجمعية على دعوة الكاتب والضيوف لتناول الكنافة النابلسية الشهيرة وحلويات أخرى في ضاحية رفيديا قائلة: من يزر نابلس بدون أن يأكل من كنافتها وكأنه لم يزرها.

اعلامية من فلسطين

وسوم: العدد 806