وفاة الشيخ محمد عدنان المجد

أدباء الشام

رحم الله شيخنا ومجيزنا العالم المحب للعلماء الشيخ محمد عدنان المجد الذي توفي صباح هذا اليوم السبت الحادي عشر من ذي الحجة ١٤٤١ عن 78 عامًا.

وكنت تعرفت عليه واتصلت به ولقيته عن طريق أخينا الحبيب الشيخ محمد بن عبد الله آل رشيد .

وهذه كلمة في ترجمته ورثائه كتبها الأخ الدكتور أكرم الندوي حفظه الله :

نُعي إلينا صباح اليوم (يوم السبت حادي عشر ذي الحجة سنة إحدى وأربعين وأربعمائة وألف) شيخنا العالم الصالح العارف محمد عدنان المجد، إنا لله وإنا إليه راجعون.

وهو الشيخ العالم المسند العارف أبو سعيد محمد عدنان سعيد المجد الإدريسي الحسني، إمام جامع سيدنا أرسلان في دمشق.

ولد سنة ثلاث وستين وثلاثمائة وألف بدمشق، وأخذ عن كبار علمائها واستجازهم، وحضر مجلس سماع الأربعين العجلونية على العلامة محمد مكي الكتاني في منزله بقراءة الشيخ العلامة إبراهيم اليعقوبي، وحضور الشيخ العلامة عبد الكبير الصقلي، فصح له حق الرواية عن الثلاثة.

وروى عن العلامة الشيخ إبراهيم بن إسماعيل بن محمد الصديق اليعقوبي الحسني، والسيد عبد الكبير بن محمد الماحي بن إبراهيم الصقلي الحسيني المعمر، والعلامة الشيخ عبد الله سراج الدين، والشيخ علي بن محمد بن عبد الله البودليمي المسيلمي الجزائري التلمساني، والعلامة السيد محمد مكي الكتاني، والشيخ عبد العزيز بن الشيخ محمد علي عيون السود الحمصي، والشيخ محمد صالح الفرفوري، وشيخنا عبد الرحمن بن عبد الحي الكتاني، وشيخنا محمد بن علوي المالكي، وشيخنا محمد زكي إبراهيم، والشيخ محمد هشام البرهاني، وشيخنا العلامة المحدث نور الدين عتر، وشيخنا المؤرخ محمد مطيع الحافظ، والشيخ محمد رياض المالح، وآخرين.

اجتمعت به مرارا خلال رحلتي لبلاد الشام سنة ست وعشرين وأربع مائة وألف، وأول لقاء لي معه مساء يوم الجمعة ثالث عشري جمادى الآخرة في منزل فضيلة الشيخ حسام الدين فرفور إذ نسق عشاء لي فاخرا ودعا إليه علماء دمشق لأتعرف عليهم ويتعرفوا علي، وكان من بين أولئك العلماء أخواه الشيخ ولى الدين فرفور، والشيخ شهاب الدين فرفور، وشيخنا المؤرخ الدكتور محمد مطيع الحافظ، والشيخ الباحث المحقق محمود بن عبد القادر الأرناؤط، والشيخ الراحل العارف محمد عدنان المجد، والشيخ عمر النشوقاتي، وتناولوا أحاديث علمية، وسمعنا في المجلس المسلسل بالأولية من لفظ الشيخ محمد مطيع الحافظ، والشيخ حسام الدين فرفور، والشيخ محمد عدنان المجد، وأجازوا لنا إجازة عامة.

والشيخ محمد عدنان المجد من أصدقاء شيخنا محمد بن عبد الله آل الرشيد، وأوصاني به مرارا وألح علي أن أهتم به، فزرته في منزله في السادس عشر من رجب، وسألني أولاده أن أسمعهم الحديث المسلسل بالأولية، ففعلت، وجرى الحديث في المجلس عن فضائل الشام، وناقشنا بدعا ومحدثات في الدين استغربتُ وجودها في هذه البلاد العتيقة مثوى الأئمة الكبار ومهد السنن والآثار.

وفي اليوم التالي حضرت مع أهلي وبناتي لصلاة الظهر في جامع الشيخ أرسلان حيث كان الموعد مع الدكتور محمد مطيع الحافظ، والشيخ عدنان المجد، صلينا الظهر في الجامع، وبدأت الجلسة بإسماع الحديث المسلسل بالأولية من الشيخين، ثم سماع الأربعين العجلونية عليهما، معظمها بقراءة الأخ الكريم محمد بن عبد الله الشعار وبعضها بقراءة الشيخين المسمعين، وقراءة سعيد ابن المسمع الثاني، وحصل للمستمعين التسلسل بحديث المشابكة من المسمع الأول.

وأعطانا الشيخ عدنان المجد إجازته الطبوعة بسماع الأربعين العجلونية مع الأسانيد، أثبت فيها إجازته لي وكتب: وأجزت معه زوجته الفاضلة فرحانة خاتون، وحسنى، وسمية، وهالة، وفاطمة، وعائشة بنات الشيخ محمد أكرم الندوي، والآنسة رشا بنت الشيخ عبد القادر قبلان، سمع الجميع الأربعين العجلونية وحديث الأولية حديث الرحمة في مجلس واحد بجامع الشيخ أرسلان الدمشقي، وكل ذلك إجازة عامة مطلقة، نسأل الله القبول والإخلاص. وكتبه محمد عدنان سعيد المجد الحسني.

وكان آخر اجتماعي به في الثاني والعشرين من رجب حيث زرته في جامع الشيخ أرسلان وصليت الظهر خلفه، وجلست معه قليلا وأخذت من عنده نسختي من تاريخ علماء دمشق، وقد وضعها عنده الأخ محمد بن عبد الله الرشيد، واستجازني لنفسه ولأولاده، فأجزتهم.

انقطعت عني أخباره منذ فترة طويلة حتى فوجئت بخبر وفاته اليوم، فرحمه الله رحمة واسعة، وأدخله دار المتقين.

وسوم: العدد 888