الشاعر الداعية الدكتور أحمد عبد الرزاق الخاني

عمر العبسو

  هو الشاعر الإسلامي السوري المعاصر د. أحمد عبد الرزاق الخاني:

ولد الأديب الإسلامي الدكتور أحمد الخاني في مدينة حماة السورية، عام 1941..ونشأ في أسرة مسلمة ملتزمة.

الدراسة، والتكوين:

وتعلّم مراحل التعليم المختلفة في مدارس حماة، ونال شهادة الليسانس في اللغة العربية، ثم حصل على الدبلوم في التربية من جامعة دمشق.

الوظائف، والمسؤوليات:

 عمل أحمد عبد الرزاق الخاني مدرساً لمادة اللغة العربية في مدارس السعودية.

بدأ يكتب في الصحف والمجلات في وقت مبكر من حياته، 

وبعد بلوغه الثلاثين من العمر، اتجه نحو كتابة الشعر.

مؤلفاته: 

 أصدر عدداً كبيراً من الكتب، ونذكر من أهم إنجازاته في 

الأدب الإسلامي:

أ- في الشعر:

صاغ الملحمة الإسلامية الكبرى في 25.000 بيت.

ب- في النثر:

أسَّس مدرسة (بدر) الشعرية، وأهم ميزاتها: أن مقدمتها: 

نظرية (الأدب القائد)، ومدرسة (بدر) تطبيق لهذه النظرية، 

وتدعو هذه المدرسة إلى الإبداع في الشكل والمضمون، وإلى الأمل.

ج- له عشرات الكتب في مجال أدب الأطفال، ومما كتب لهم:

1- مسرحية شعرية بعنوان: الممثل الصغير.

2- لحن البراءة: مجموعة أناشيد.

3- البحار الصغير، مجموعة قصصية.

4- سلسلة الإيمان، سلسلة قصصية.

5- سلسلة من غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم.

د- من دواوينه للراشدين:

1- ديوان لحن الجراح.

2- ديوان مع الشعراء.

3- ديوان مدينة الشعر.

هـ- من كتبه النثرية:

1- مختصر البداية والنهاية لابن كثير.

2- مدرسة بدر وشعراؤها.

3- نظرية الأدب القائد.

وما زال د. أحمد الخاني يعطي ويكتب ويتفجر حيوية 

ونشاطا....أطال الله في عمره.

الإتجاه السياسي في شعر د. أحمد عبد الرزاق الخاني:

  كتب عدة قصائد في الشعر الوطني والسياسي، وكان 

لمدينة حماة نصيب الأسد في شعره ...يقول في قصيدة 

له تحت عنوان وطني:

نظمت عقد خلودي من هوى وطني وصغت أمجاده الحمراء من شجني 

أنا القوافي وآلامي مجنحة تجوهر الحب في دوامة المحن 

حتى النواعير تشكو غربتي ولهاً مع الليالي على بوابة الزمن 

والنهر جف فؤاد الحب منه أسى شكوى القوافي فمن بالدمع يسعفني؟ 

قالوا، وشر القول سخرية: خلف البحار بلا موج ولا سفن 

عبر الأثير سرت في الكون عولمة تلغي الفوارق بين القبح والحسَن 

تنسيك موطنك الغالي ودوحته وأد المفاهيم بين الطهر والدرن 

تنسيك بسمة مرآة الشآم سرت إلى الصحارى إلى الأرياف والمدن 

لموطن العُرب، وادي النيل يرفدني من الخليج إلى نجد إلى عدن 

من العراق إلى تطوان منتسبي إلى السماء انتسابي هل سينفعني؟ 

عصر انكسار العلا يا شهم عولمة في الكون تسري بها إطلالة الفتن 

وغرَّبتك بدار أنت ساكنها  مرآة وجهك قالت: كيف تنظرني؟ 

قد كنت أنت قديماً، قبل عولمة فمن تُراك؟ وقل هل أنت تعرفني؟ 

أنستك عولمة الضيزى هويتكم بما تفتْفَتَ من فوقية العفن 

أنستك نفسك تاريخاً ومكرمة وما رضعت مع الأمجاد من لبن 

أواه عولمة الأنجاس تطحنني ألغيتِ ذاتيَ؟ هل أضحيت لي كفني؟ 

أما اجتمعنا على إقصاء عولمة خلف البحار؟ فأهلاً يا بني وطني 

إذا تغربت ذاق الكون غربته عني فراح بعطر الخلد ينفحني 

وجاءني موطني يحدو قوافله  شعري وعانقني بالنور يكلؤني 

ثم اتحدنا وأصبحنا سواسية فمن رآني رأى الأرجاء من وطني 

المصدر: ديوان "لحن الجراح"

حنين إلى حماة:

  غادر الشاعر د. أحمد عبد الرزاق الخاني سورية منذ الثمانين، واستقر في السعودية، وعمل مدرسا فيها، وبقيت بلاده ماثلة في وجدانه، يقول في الشوق والحنين إليها:

أحن إليك أيا غاليهْ           حنينَ الغصون إلى الساقيهْ 

حنين الصحارى شواها الهجير  إلى دمعة المزنة الصافيه 

حنيني إليك حنين الكفيف   إلى النور في الليلة الداجيه 

حنين السقيم ويأس الشفاء  براه الجوى فاشتهى العافيه 

حنين الغريب إلى أيكهِ             تهيِّجه الصور الحانيه 

خيالك يسكن في مهجتي  وطيفك روضات أحلاميه

مروان حديد والفكر الثوري:

ولا يمكن لشاعر أو مؤرخ يكتب عن مدينة حماة أن يغفل 

عن ذكر الشهيد القائد مروان حديد ...  

وبدا الأمن في بلاد الشآمِ    كطيوف على عيون النيام 

وغدا الدفع في حمى الإسلام    منبراً، فوقه بيان همام 

وشباب الضياء قد خطفتهم     لسجون، عصابة الإجرام 

وحياة الأنام أضحت برعب  في لظى البعث من سياط اللئام 

وشباب المنار قد بعثرتهم   في مغاني أرجائها الأهواء 

لوثة الفكر بين شرق وغرب  وتعاوت في جوها الأنواء 

أنَّ بعثيَّهم يعد سلاحاً                  لعدو، وكلهم أعداء 

كل حزب له مخاتل فتك           وتبارت بكيدها الأرزاء 

حزب بعث يعِدُّ في الليل غدراً  حزب حقد يزيد بالشعب كفرا 

بعث فسق، وقاحة وفجوراً  ونفاقاً يمور في الأرض شرا 

فرَّق النجل عن فؤاد أبيه       وتلظى الأنجال حراً حرا 

عائلات، وكان فيها عميد     ظلل الكل، عاد للفرخ طيرا 

صار ظلاً مع الهجير ونعمى في أمان، ولا يخافون ضيما

ردَّ فيهم غنيهم لفقير         والقوي الشديد قد صار عما 

طمع الظلم أن يكون لديهم  حين عاشوا مع المحبة سلما 

والجراحات بلسمتها جموع  فأتى (البعث) صار للسلم سما 

ضربوا مركز العميدْ   ليس يُبدي ولا يعيد 

شط في الدار نجله  شط في حجره الوليد 

مزقوا شمل أسرة         لا عميدٌ ولا رشيد 

مزقوهم، تبعثروا        فالحجا فيهمُ شريد 

والشباب البراعم              أشبهته الحمائم 

ليس فيهم خشونة         طيفه اليوم ناعم 

أسكنوهم معسكراً         وهوى النفس حالم 

حركوا مقود الهوى        فالتظى وهو حاكم 

فشباب الهوى شباب الطلائع  قيل: يا ريف، كل ما فيك رائع 

فالصبايا إلى الشباب هدايا واستمرت مع الظلام الفجائع 

تلك تشكو...وغيرها الأمس حبلى  نتن الريح من مريع الفظائع 

خلطوهم ببعضهم وبه الويـ ـل تلظى إذا الشريف يمانع 

وبمروان لهفة المجنون  صاح: عهر، به كؤوس المنون 

ما ترون الكفار عاثوا جهاراً؟  إنه البعث لوثة المأفون 

أين منكم عقيدة زعزعوها     بشباب بحقده المدفون 

يا حماة الإسلام لبوا نداء  يذرف الدمع في دماء العيون 

كان مروان من طوال الرجال شبهه الرمح شامخاً في العوالي 

وله الحزم شبه قائد جيش في وغاها على عيون الرجال 

أشقر أبلج كضوء صباح والجميل المهيب عين الكمال 

صوته الليث هادراً بزئير  وهو بركان عاديات انفعال 

قال مروان: فكروا    من لظاهم تحرروا 

إنه (البعث) قاتل       وهو بالقتل مبحر 

جملاً صار شعبنا           ومع الفجر يُنحر 

فافهموا من مقالتي         سال بالدم أنهر 

في حماة، وفكر مروان يسري  لانتظام على طريق الجهاد 

ولحمص وبانياس.... دمشق  حلب الصيد للوغى الرعاد 

ولأردنَّ... في فلسطين بذل     ليهود على طريق الجلاد 

في بلاد الشآم قام شباب  ناهض العزم في الحمى الوقاد 

فكرُ مروان راح للأفغان  لجهاد الأعداء في الميدان 

كان (عزام) يحمل الفكر صفواً  قال: هذا التفكير من مروان 

فكر مروان من عيون المثاني قبسات من حكمة القرآن 

رحل الفكر للجزائر يحدو  رام تقويم منهج الطغيان 

فغدا الفكر ظاهرا  للطواغيت قاهرا 

في انتخاباتهم علَوا  سطع النور باهرا 

قلَب الجيشُ حالهم  فبدا الليل ناشرا 

ملحمة حماه:

ويؤرخ الشاعر مرحلة (الانفصال والصراع على السلطة) في سورية، فيقول:

قيثارة الشعر، كف المجد غرَّاء 

وبسمة الجرح في الميدان حمراء

ناعورة النهر... أنغام مجرَّحة 

أغنيَّة الموت في الميدان رعناء

حماة أغفت على العاصي تضاحكه 

ونهرها في مغاني الخلد لألاء 

أهدى لها الله من عليائه حللاً 

على الجفون، وفاض العطر والماء

والمجد من هبة الرحمن، شيده 

من بعد يرموك، آباء و أبناء 

أم البطولات، والتاريخ يُكبِرها 

صيغت لها من معاني المجد أسماء 

كانت حماة لها اسماً وأرفده 

(أُمُّ الفداء)، أطال الصرح بنَّاء 

وأهلها في مغاني النور أيكته 

فتوأم المزن في الأكوان معطاء

جاء (انفصال) بليل ما له شفق 

فالليل يطغى ونفس اللؤم حرباء

عصابة وانفصالٌ، كيد محترف 

يسَنّ سيفاً، وما في الفكر علياء

والصلُّ يرقبهم، يقظان هاجعُه 

قال: استعدوا فإن الريث إبطاء 

هم الحثالة، لا تُدرى نذالتهم 

من لؤم عنصرهم تاه الألبَّاء 

لا دين يردعهم لا أصل يرفعهم 

لا عقل يسعفهم نبلاً، هم الداء

عفونةٌ مرض في القطر منتنة 

من خبث طينتهم حار الأطباء 

هم الحواصيد والبيداء تعرفهم 

على الحقول فهم للنور أعداء 

أقنان أرض كمثل الزُّط عيشهم 

عنزاتهم في مغانيهم لمن شاؤوا 

فقيل: آذار ما أبقيت في وطن 

يعود قفراً فلا مرعى ولا ماء

يا من هُرعت إلى التاريخ تسأله 

عن الدماء... فقد يشفيك إصغاء

وأخيرا: 

لقد عالج الشاعر د. أحمد عبد الرزاق الخاني عدة 

مواضيع في شعره منها الإسلامي، ومنها السياسي والاجتماعي...

  ونرجو أن تتاح لنا الفرصة في قابل الأيام للكتابة عن شعره ....

ان شاء ألله تعالى .

مصادر الترجمة:

١- موقع شبكة الألوكة. 

٢- الموقع الرسمي د. أحمد عبد الرزاق الخاني. 

٣- مواقع الكترونية أخرى.

وسوم: العدد 973