الرئيس الشهيد جوهر دوداييف

عمر العبسو

Sgbfg987.jpg

(1944 – 1996م)

لم يأتِ الإنسان عبثاً، بل إنه قد بُعِثَ لِيترك أثراً طيباً في هذه الحياة، شتان بين من يغادر الحياة بدعوة مظلوم وخطيئة مقهورٍ كمن يظلم الشعوب ويستبدّها ويَبيدها، وبين من يغادر الحياة بكلمة حق ترد للأمة حقها المسلوب.

ليست هذه كلمات جوفاء بل هي جراح تنطق بالتضحية والفداء، أكتبها مقدمة لسيرة حياة الشهيد جوهر دوداييف رئيس جمهورية الشيشان الأول

الذي بقي في المنصب 9 نوفمبر 1991 – 21 أبريل 1996م.

المولد، والنشأة:

ولد الرئيس الشهيد جوهر دوداييف في 15 فبراير (شباط) من عام 1944 في قرية يالخوري في الشيشان.

كانت عائلته من ضمن العائلات التي هُجِّرت إلى كازاخستان في منطقة سيبيريا في عام 1944 وكان حينها لا يزال رضيعاً.

عاش دوداييف 13 عاماً من سنوات طفولته في أرياف سيبيريا القاحلة ليعود إلى الشيشان مع أسرته بأمر من خروشوف عام 1957، حيث أتم هناك مرحلة التعليم المتوسط.

حياته العسكرية:

تخرج عام 1962 من كلية تامبوف العسكرية العليا للطيران.

وتخرج عام 1966 من كلية الطيران البعيد المدى وإعداد الطيارين الجويين والمهندسين.

وبإتمامه التحصيل الدراسي في أكاديمية يوري غاغارين للطيران الحربي عام 1974، حاز على درجة طيار مساعد ومهندس.

منحته الحكومة الروسية 12 وسام شرف، وترقى تدريجياً حتى وصل لرتبة فريق.

كان دوداييف أول مسلم يحصل على منصب قائد لفرقة عسكرية في القوات الجوية السوفييتية.

في العام 1990 رفض دوداييف قمع حركات الاستقلال في جمهوريات البلطيق، إذ كان قد تلقى أوامر من موسكو، لدى تأديته لعمله في القوات الجوية الاستراتيجية في فيلار في إستونيا، بقمع حركات الاستقلال التي بدأت في دول البلطيق عن طريق استخدام القوة العسكرية. لكنه رفض الانصياع لهذه الأوامر قائلاً: "لا أحارب قط شعبا يناضل من أجل استقلال بلاده".

لم تتحمل موسكو "عصيانه" فقامت بنفيه مع قواته العسكرية إلى غروزني.

وفي شهر أيار (مايو) من عام 1990 قدم دوداييف استقالته من منصبه.

دوداييف رئيساً للشيشان:

دُعي دوداييف في شهر تشرين الثاني من عام 1990 لحضور اجتماع مجلس الشورى الشيشاني، وقد تم انتخابه لرئاسة هذا المجلس الذي تحول اسمه فيما بعد ليصبح "الكونغرس الشيشاني القومي".

ساند جوهر دوداييف غورباتشوف لدى محاولة الانقلاب الفاشلة التي قامت ضده (19 ـ 21 آب 1991).

وقد ترأس الحركات القومية التي قامت لإسقاط حكومة جمهورية (الشيشان ـ إنغوشيا) والتي كانت قد تعاونت مع أولئك الذي حاولوا إسقاط حكومة غورباتشوف.

دعمت القوى الديموقراطية والمتنورين وسائر فئات الشعب الشيشاني جوهر دوداييف الذي انتُخب رئيساً للشيشان بناء على الانتخابات العامة التي جرت بتاريخ 27 تشرين الأول 1991م، وحصل فيها على نسبة 85%. رداً على غزو روسيا للجمهورية الشيشانية عام 1994، قاد دوداييف الشعب الشيشاني للمقاومة مدة عامين حتى اغتياله.

اغتياله:

قتل دوداييف في عملية اغتيال بصاروخ موجه أطلقته قاذفات مقاتلة روسية نوع سوخوي 25 في 21 نيسان (أبريل) 1996 في قرية جيخي تشو جنوب الشيشان خلال إجراءه مكالمة هاتفية عبر هاتف عامل بالأقمار الصناعية استغلتها القوات الروسية لتحديد مكانه وقصفه، وتشير بعض المصادر لوجود تآمر دولي لاغتيال دوادييف، وكذلك السماح للروس باستخدام نظام "ايشلون" الواسع النطاق للتجسس وتتبع الجنرال دوداييف حتى اغتياله.

جوهر دوداييف" فكرة.. والفكرة لا تموت:

وكتبت (هيا توركو) تقول:

ها قد مضى أكثر من عشرين عام على رحيل القائد جوهر دوداييف أو دعونا أن نقول اغتيال القائد، فالقائد لا يرحل وإنما يُقتل أو تغتاله أيادي الظلم، يظل القائد قابعا يترصد طريق جنوده، يضيء لهم دروب النصر، وجوهر كان، ولا يزال شمعة الشعب الشيشاني التي لا تذوب، إشارة ضوئية تقف في قارعة الطريق وتوجه الشعب الشيشاني كيفية المضي نحو الحصول على حقهم في الاستقلال، جوهر دوداييف.. إنه جوهر الأمة الإسلامية المقاومة.

كيف سيسطّر التاريخ بطولات الشعب الشيشاني إن لم يكن بيننا جوهر وشامل باساييف وخطاب العربي وغيرهم.

استمرت الخلافات بين جوهر وروسيا حتى عام ١٩٩٦ حتى قامت روسيا الشيوعية باغتيال القائد وبتعاون مع ملك عربي خائن عبر تدبير اتصال هاتفي بين الملك العربي وبين جوهر ليتم حينها تحديد موقع جوهر دوداييف عبر الهاتف وقصفه بقاذفات مقاتلة روسية نوع سوخوي 25 في 21 نيسان من عام 1996 في قرية جيخي تشو جنوب الشيشان.

بعد مقتل البطل جوهر دوداييف، راح العديد من الناس يقتلون فكرة الحرية، بالرغم من أن جوهر فكرة والفكرة لا تموت، إلا أنهم قتلوا في البعض هذه الفكرة.

يقول جوهر دوداييف رحمه الله: (العبد الذي لا يطمح للتحرر من عبوديته يستحق عبودية مضاعفة). يحارب البعض جوهر بأفكاره مدّعين أن جوهر لم يجلب للأمة إلا الدمار والحروب والتشرد والقتل (قائلين أنه لا يجيد السياسة)، ولكن في الحقيقة أن الشعب الشيشاني بأسره ممتن لما قدّمه الشهيد للشعب الشيشاني من هيبة ووقار.

ماذا لو لم يكن فينا جوهر؟، كيف لنا أن نتحدث حينها عن الحرية، وقيود الشيوعيين حينئذ تضيق حول ذرائعنا، كيف سيسطّر التاريخ بطولات الشعب الشيشاني إن لم يكن بيننا جوهر وشامل باساييف وخطاب العربي وغيرهم؟ هم دفعوا ثمن حريتنا، باعوا أرواحهم واشتروا لنا الإسلام وهل هناك أغلى من سلعة الله!!

أذكر منذ نحو خمسة أعوام شاهدت فيديو على اليوتيوب كيف لم يقبل القائد سليم خان التفاوض مع روسيا حتى يغير يلتسين الروسي مكان جلوسه طالباً منه أن يجلس مقابله مباشرة لا إلى جنبه، ليصر سليم على ذلك، ولا يقبل التفاوض ولا حتى الجلوس إلا بعد أن أرغم يلتسين بالجلوس مقابله.. فأي وقار هذا؟

يقول جوهر في وجه جنرال روسي: (يجب أن تقتلوا كل الشيشان في العالم حتى تستطيعوا قول كلمة انتصرنا فإن بقي شيشاني واحد سينجب ويحاربكم وسننتصر).

بإمكانهم قتلنا وتشريدنا وسحق عظامنا بالدبابات، ولكنهم لن يستطيعوا محو روح الحرية والاستقلال منا.

وقال الرئيس الشهيد جوهر دوداييف مؤسس جمهورية الشيشان: “لن يدخل الروس بلادنا ما دُمنا أحياء”

جوهر دوداييف والتحالف مع المقاومة

بعد أن استقال من الخدمة العسكرية في أوائل عام 1991م عاد جوهر دوداييف إلى الشيشان، وانضم إلى حركة المطالبة باستقلال بلاده عن جمهورية روسيا الاتحادية، وهذا المطلب كثيرًا ما كان يلح في نفس جوهر دوداييف، وانتخب رئيسًا للجنة التنفيذية للمؤتمر القومي الشيشاني في مارس عام 1991م، وساند الحركة الانقلابية التي قادها الرئيس الروسي السابق بوريس يلتسين في 19 أغسطس 1991م، والتي أدت إلى انهيار الاتحاد السوفيتي السابق، ووقف دوداييف ضد السكرتير الأول للحزب الشيوعي في الشيشان، واستطاع إقالته.

كان دوداييف يقظ الذهن، وصاحب نظرة صائبة، حيث اعتمد على الصلاحيات التي كفلها له منصبه على رأس المؤتمر القومي الشيشاني العام، لإقالة حكومة ذوكوذا فجاييف، آخر حكومة شيعيَّة في الشيشان في سبتمبر 1991م، وكان هذا بدعمٍ وتأييد من الكرملين، ومن بوريس يلتسين نفسه.

ومنذ انتخابه رئيسًا للشيشان، بادر دوداييف إلى تنظيم شئون البلاد، فأجريت أول انتخابات برلمانية في الجمهورية المستقلة، وشُكِّلت أول حكومة برئاسته خلال عام 1992م، كما شُكلت محكمة خاصة تدير شئون القضاء في الشيشان، ووضع أول دستور للبلاد.

كما عمل دوداييف على تحقيق انفصال بلاده عن روسيا الاتحادية، فبادر إلى تصفية الوجود السوفيتي في الشيشان، حيث أصدر قرارًا بالاستيلاء على مستودعات السلاح الروسية الضخمة الموجودة في البلاد، وأمر بمحاصرة الحاميات العسكرية الروسية، والتضييق عليها؛ لحملها على مغادرة الشيشان، وقد تم ذلك بالفعل خلال الفترة من مايو إلى يوليو 1992م.

جوهر دوداييف وتأسيس جيش قوي:

وأمام اعتراض الكرملين على انفصال الشيشان عن روسيا الاتحادية، وإرساله قوات عسكرية إلى هناك لغرض حالة الطوارئ في البلاد، بدأ دوداييف بتشكيل وحدات الجيش الشيشاني المستقل، وتدريب عناصرها التي بلغ عددها 15 ألف مقاتل؛ للدفاع عن استقلال الشيشان، وسلامة أراضيه.

في عام 1994م، أعلن يلتسين قرار شن الحرب على الشيشان، وعزا الباحثون إقدام يلتسين على هذا القرار برغبته في مغازلة الشعور القومي الروسي من ناحية، ومحاولة إظهار روسيا على أنها ما زالت دولة عظمى، وتستطيع الحفاظ على الاتحاد السوفيتي من ناحية ثانية، إضافةً إلى الطمع الروسي في السيطرة على ثروات النفط في الشيشان، كما كان يلتسين يرى في الحرب وسيلة مناسبة تساعده في تغطية فشله في علاج الأزمة الاقتصادية التي تمر بها روسيا.

وقد ذكر الصحفيون أن دوداييف ارتدى الكفن استعدادًا للدفاع عن استقلال الشيشان، بعد أن علم بصدور مرسوم يلتسين بدخول الجيش الروسي إلى الشيشان، وحذر دوداييف القوات الروسية حينها قائلاً: إن أفغانستان ليست سوى نزهة مريحة أمام ما ستلقونه في الشيشان.

وفي ديسمبر 1994م زحفت قوات روسية قوامها 410 ألف جندي على ثلاث جبهات، تدعمها أسلحة الدمار من المدفعية والراجمات والطائرات إلى الشيشان؛ بحجة إعادة الأمن. وهكذا بدأت حملة إبادة جديدة ضد الشعب الشيشاني.

وردًّا على حركة الإبادة والاحتلال التي شنتها روسيا ضد الجمهورية الشيشانية بتاريخ 1994م، نادى دوداييف في الشعب الشيشاني بالجهاد قائلاً: “لن يدخل الروس بلادنا ما دُمنا أحياء”.

تكلل النضال الذي خاضه الشعب الشيشاني على مدى عامين متتاليين بزعامة دوداييف (الحرب الاولى)، بإحراز النصر، وإجلاء الروس عن الأراضي الشيشانية،

لم يرض الروس بهزيمتهم في الشيشان، فقاموا بتدبير عملية اغتيال استشهد فيها قائد الحرية الشيشانية جوهر دوداييف في إبريل عام 1996م، إلا أنه اعتبر المؤسس الحقيقي لدولة الشيشان الحديثة

“جوهر الشيشان”:

كتب الشاعر الداعية شريف قاسم يقول في رثائه:

ما زالت ذكرى استشهاد زعيم الثورة الشيشانية ــ يرحمه الله ــ ماثلة في صفحات شهداء الجهاد الإسلامي في العصر الحديث، وهو الذي قضى عمره في سبيل استقلال بلاده من الاحتلال الروسي.

لُـعِـنَ الــكـفـرُ عـيـنُه ويـمـيـنُـه … والـتَّـجَـنِّي عـلـى الـهـدى وجُـنـونُهْ

لُعِـنَ الــمـكرُ والغًا بالـمـآسـي …   لــم تـنـمْ عــن صـيدِ الأبـاةِ جـفونُهْ

لُعِـنَ الإلحادُ الـمـقـيتُ حـقـيـرًا …   بــئــسَ أذنــابُــه وبــئــسَ خـديـنُـهْ

أضـرَمَ الــنَّارَ فـالجوانِحِ وَقْـدٌ …    لأخِ الــفــضـلِ: قــلــبُـه و وتــيــنُـهْ

جوهـرُ الــثأرِ والـبـطـولـةُ نــهـجٌ … زانَـــه الــيـومَ فــي الـمـعامعِ دِيْـنُـهْ

لـيرشَّ الحـقـولَ بعــدَ يَــبــابٍ …     مــــن ريـاحـيـن مــجـدِه مـيـمـونُهْ

جـوهـرُ الـشـيشانِ الأبـيِّ أصـابَتْهُ . …صــواريــخُـهـم فَـــشَــعَّ جــبـيـنُـهْ

لألأَ الــنُّــورُ: حــــالُ كــــلِّ شـهـيـدٍ … فــي سـبيلِ الإسـلامِ فـاضَ حَـنِيْنُهْ

الرضا والــجِـنـانُ والــخـلـدُ عـــزٌّ … فـــازَ بـالـسَّـبقِ والـفـخـارِ قـطـيـنُهْ

لَعَنَ اللهُ جـمـعَـهـم يـــومَ ظَــنُّـوا … أن هـــذا الـمـصـيرَ ســوفَ يُـشـينُهْ

عــاشَ فــذًّا رغــمَ الـجُـناةِ شـجاعًا … وتَـغَـــنَّــى بــــفــــوزِه تــأبــيــنُــهْ

جوهرُ الفخرِ لم ينمْ والشيوعيون . … . جــــيــــشٌ مــــآلُــــه تــكــفــيـنُـهْ

فــلـيـالـي الـــزمـانِ كَـرٌّ و فـرٌّ …     وقــتـالٌ يــأتـي عـلـيـهم سـخـينُهْ

قــاتــلَ الــكـفـرَ مـسـلـمًـا لايُـبـالـي … وأخـــــو شــامــلٍ كــريــمٌ طــيـنُـهْ

ذا إمــــامٌ قــــادَ الــجـهـادَ قــديـمًـا …  وحــديــثًــا أحـــفـــادُه لاتــخــونُـهْ

إنَّ ديــــنَ الإســـلامِ ديـــنٌ مـكـيـنٌ … نـــعــمَ قــرآنُــهُ وطــــابَ هُــتُـونُـهْ

تـلـــك آثـارُه مــعــالــمَ فـــتــحٍ …    شـهـدَتْـهـا بـالـمـكـرمـاتِ قُــرونُــهْ

ودمــاءُ الأحـبَّـةِ الـشُّـهَداءُ الـيـومَ . … . فـــاضـــتْ جــيَّــاشـةً وتــصــونُـهْ

لانـزكـيكَ عـنـدَ ربِّـكَ ( دودايـف ) . … ولــكـن مـــوتُ الـشـجـاعِ يـزيـنُهْ

قــائـدٌ أنـــتَ إن تَـرَجـلْـتَ طــوبـى … لــشــعـارِ الــجـهـادِ أنــــتَ قــريـنُـهْ

لـــم تــعـشْ مـدبـرًا ولـسـتَ جـبـانًا … وازدريْــتَ الـطاغوتَ شُـلَّتْ يـمينُهْ

قُـمْـتَ طـودًا عـلى الـعدا مـشمخرًا …    وأخـو الــثـأرِ مـا تـلاشـى يـقـيـنُهْ

فـاهـنـأ الــيـومَ فــي مـنـازلِ عَــدْنٍ ..   إنَّ بــــأسَ الــطـغـاةِ فُــــلَّ مـتـيـنُهْ

لـــم تـهــادِنْ عُــتُــوَّهـم فَــأبــيٌّ … مــثـلـك الــيــومَ لا يُــبــاحُ عــريـنُـهْ

عِـــزَّةٌ مــن جلالِ ربِّـــك أغـنـتْ … قـلـبَـك الـحُـرَّ مــا انـثـنى تـكـوينُهْ

والــضَّــواري من الـجُـنـاةِ هــبـاءٌ … فـاعــتـداءٌ قــواتُــهـم لاتــصــونُـهْ

إنَّــــهُ اللهُ دبَّــرَ الأمـرَ فــاصْـمُـدْ …   والــخـواتـيـمُ مــلــكُـه وشـــؤونُــهْ

قُــــلْ لِــمَــن أدلــجـوا وراءَ طغـاةٍ …   لَكُــمُ الويــلُ : آهُـــــهُ و أنــيـنُـهْ

أَوَهَــبْــتُــم لـلـمـلـحـديـن قــلــوبًــا … حـرمَـتْـهـا لــــدى الــغـبـيِّ ظـنـونُـهْ

وانـجـرَفْـتُم عــلـى مـجـاري غـثـاءٍ …مـاعـنـاكم قــبـلَ الـضـياعِ حـرونُـهْ

إنَّــــه الــغــيُّ قـــد رَكَـعْـتُـم لــديـه .. فـهـواكـم أهـــلَ الــضـلالِ خـديـنُهْ

قــــد أبــحْـتُـم مــا حـرَّمَ اللهُ كِــبْـرًا … وعــنــادًا لــــن تـسـتـقـيمَ مُــتـونُـهْ

الــمــآســي دثــــــارُه والـــدواهــي … هــي بـيـن الأنــامِ أضـحـتْ تُـهـينُهْ

واسْـتُـخِـفَّ الأذنـــابُ إنَّ اعــتـدادًا … فـــي نــفـوسٍ مـريـضـةٍ لا تُـعـيـنُهْ

فَـمُـحَـيَّـاهُ مــــن ســــرابِ ضـــلالٍ …     بـئسَ وجهُ القبيحِ هَلَّ وجُونُهْ

قُــلْ لـهـم: غَـيَّـبَتْ رؤاكـم فـصولٌ … لــيـس فـيـها مــن الـهـدى مـكـنونُهْ

واشـتـراكم أخــو الـسَّـفاهةِ صـيدًا … خــيــرُ مـا فـيـه أن أُضــيـعَ ثـمـيـنُهْ

هـــكــذا الــبـيـعُ لــــلأراذلِ مَــقْــتٌ … لــيــسَ تــيـهًـا أجــنــادُه مـوهـونُـهْ

مــــا أنَــبْـتُـم لـربِّـكـم واسـتَـجَـبْتُم … لـــنــداءٍ يــحــلـو لـــكــم مـيـمـونُـهْ

فَـحُـشِـرْتُـم قــبـلَ الـقـيـامةِ عُـمْـيًـا … بـئسَ مَـنْ فـي دنـياهُ تـعمى عيونُهْ

فَـهُمُ الـروسُ والـمجوسُ وأعـداءُ . …شـــعــوبٍ إســلامُـهـا سـتـصـونُـهْ

لـــو صـحـوتُـم وعـــادَ نــورُ رشــادٍ لأزالَ الـــذهــولَ عــنــكـم مـبـيـنُـهْ

إنَّـــه الـتـيـهِ ويـلـكـم هــل جُـنِـنْتُم … أَوَ يُـــغْـــري عــقــولَـكـم تــلــويـنُـهْ

لـــيــس يــشـفـي رمـرامُـه أيَّ داءٍ…     إنَّــمــا يــدفـعُ الأذى يـقـطـينُهْ

قــــد خــسـرتُـم عــنـايـةَ اللهِ تَــبًّــا … فـجـفـاكـم مــــن الـكـتـابِ مُـبـيـنُهْ

الـمـثـاني ولــيـس فـلـسفة الـكـفرِ . … . فـبـئـسَ الـضَّـلالُ، بـئـسَ فـنـونُهْ

فـي الـمثاني قـدسيَّةُ الـزَّهوِ تـسمو … ذي الـمـعـاني ويـرتـقـي مـضـمـونُهْ

وحــكــايــاتُ كــفــرِهـم بــارداتٌ … مـــذ تَـوَلَّـتْ أهــلَ الـضَّـلالِ يـمـينُهْ

مـاتَـوخَّـى إلـحـادُهـم غــيـرَ فـسْـقٍ … وانـحــلالٍ أتـــــى بــــه مــأفـونُـهْ

ودمـــارٍ وافــى الـشـعوبَ فـأشـقى … فــتـراءتْ بــيـن الـعـيـون حــزونُـهْ

وقـبـيحُ الـصـفاتِ بـعـضُ مـزايـاهُ ….. فــأخـوتْ عــلـى الـبـوارِ غـصـونُهْ

لُـعِنَ الـروسُ : كـفرُهم في انحرافٍ    عــــن مـضـامـينِ فــطـرةٍ لاتُـعـيـنُهْ

والـتـفـاتٌ عـــن الـحـنـيفِ ومــيـلٌ… ألــجــأتْــهُ إلـــيـــه زورًا ظــنــونُــهْ

وهــــيَ الــــرِّدةُ الـبـئـيسةُ يُــدمَـى…   مَـــن تَـغَـشَتْهُ فــي الـحـياةِ وتـيـنُهْ

فــــي خُــطـاهـا انــحــدارُه لِـفـنـاءٍ … ولــظــاهـا لابـــــدَّ يـــأتــي لـعـيـنُـهْ

وأذانٌ أغــــــرى الــكرامَ فـــآبُــوا …    غـيرَ أنَّ الـمأروضَ شُلَّتْ يمينُهْ

آيُــه الــفـتـحُ والــفــلاحُ فــصـبـرًا … كـافُـهـا الــسِّـرُّ فــي صــداهُ ونـونُـهْ

وهـــو الـمـقـتُ مـا تـخـطَّى نـفـوسًا … مُـنْـكِـرَاتٍ والــدِّيـنُ يـحـلو مَـعـينُهْ

وقُــواهــم إن شـــاءَ ربُّـــك تـفـنـى… شـهـدَ الـدهـرُ مــا مـضـى وقـرونُـهْ

فَـتَـحَـفَّـزْ أخــــا الـعـقـيدةِ واعــلـمْ … أنَّ عـــصــرَ الأذى أتـــــى تــأبـيـنُـهْ

الغـوايـــاتُ لـــلــشــعــوبِ أذانٌ…    بــــهــــلاكٍ وذلــــكــــم قـــانـــونُــهْ

نـعـمَ هــذا الإعــلامُ يـوقـظُ قـومًـا…   أشـغَـلَـتْهُم مـــن الـفـسـادِ مـجـونُـهْ

وهــو الــدهــرُ شــأنُــه لـعـجـيـبٌ … إنَّـــمـــا لـــــم يُــغَــيَّـرَنْ مـــوزونُــهْ

أيــن فــرعـونُـه وأيــــن الـتـعـالي … والــتَّــمــادي وهـــالــكٌ شـــارونُــهْ

والــطـواغـيـتُ كــلُّـهـم يـجـتـلـيهم …     مـالهم فـي غـدٍ يُـرَى مشحونُهْ

لـيس يـطوي ثـوبُ الـمماتِ شهيدا … هــو حـــيٌّ ولــلـفـخـار جـبـيـنُـهْ

وعـلـيك الـسـلامُ جـوهرَنا الـشَّهمَ … نَــــدِيًّـــا ولــلــشـهـيـدِ عـــريــنُــهْ

جوهر دوداييف ... سيف الله الشهيد:

وكتب أ.د/ جابر قميحة قصيدة يقول فيها:

قُـضِـى الأمرُ، فاهْدئى يا حُتوفُ     وَدَّعَ الأرضَ لـلـعـلا دُودَيـيفُ

مُـصْـعِدًا، مُصعِدًا إلى النور يعْلُو   فَـهْـو لـلـنور تائقٌ.. وشَغوفُ

راقِـيًـا.. راقـيًـا إلى الملأ الأعْلى   لا يـخـافُ اللهيـبَ، لكنْ يُخيفُ

*               *              *

عـاشَ لـلـشعْبِ شامخا وعزيزًا       وهْـو فـى جـدِه رحيمٌ عطوفُ

«فـالـمـنـايا ولا الدنايا» شعارٌ        قـد تـبـنَّـاهُ، لـمْ يَنَلْهُ الخسوفُ

كـان يَـمْضى: سلاحُه العزم والنا رُ،   ونـورُ الـتُّـقَى، ودينٌ حنيفُ

بـالـقليل القليل يسحقُ جيْشا.. مِـنْ     جيوشِ«السُّفييتِ»وَهْوَ أُلوفُ

مرَّغ «الدبَّ» فى الوحولِ فأضْحى   فـى لـقـاء العدوِّ صعبٌ عنيفٌ

*               *             *

كـانَ فـى شـدَّة الـجـليدِ لهيبا     سـاعـرَ الجمْرِ، بالأعادى يُطيفُ

يـسـتـوى عـنده شتاءٌ رهيبٌ     وربـيـعٌ، وصَـيْفُها، والخريفُ

مـرَّةً فـي الـجـنوب بعدَ شمالٍ     ثـم فـي الـشرْقِ نارهُ والسيوفُ

مـرَّةً فـي الـجبال، وهْيَ عَوالٍ ثم في السهلِ، وهْو ريحٌ عصوفُ

ثـم فـي خـنـدقٍ يـقودُ رجالاً         ثـم فـي قـمـةٍ حَـوتْهم كهوفُ

وهْو - آنًا -كما الأسودُ الضواري   يسْكن الغابَ حيثُ تَمْضِى الزحوفُ

هـا هـنـا اليومَ، أوْ هناكَ مساءً       ولـه فـي العدوِّ ضربٌ: صُنُوفُ

يـنـثرُ الروسَ نثرةً.. بعد أخرى   والـذئابُ الضوارى عليهمْ عُكُوفُ

واقـفًـا فـى عين الرَّدى لا يُبالى     وكـأنَّ الـردَى صـديـقٌ أليفُ

لا تَـقُـلْ «جِنَّةٌ»، فما تصْنعُ الجِنَّـةُ مـثـلـما قد أتَى «دودييفُ»

سـاومُـوه : لـك الأمـانُ، ومالٌ   ونـفـوذ سـمـا، وقـصرٌ منيفُ

قـال - والأرض مائجاتُ الروابى   لا، ومِـنْ حولهِ المعالى تَطوفُ

غـايـتـى خالقى، ونصرٌ عزيزٌ     يُـنْـصِف الحقَّ، أو مماتٌ شريفُ

*               *             *

ثـم كـان القضاءُ أقْوى مِنَ الظن ن ِّولـلـه فـى الـعبادِ صُروفُ

يـرحـلُ الـقـائدُ المهول وتبقي      أمـةٌ كُـلُّ مـنْ بها.«دودييفُ»

مصادر الترجمة:

١- الموسوعة التاريخية الحرة.

٢- رسالة من الشاعر شريف قاسم.

٣- موقع الجزيرة نت.

٤- موقع وكالة الأناضول.

5-موقع رابطة أدباء الشام.

6-مواقع الكترونية أخرى.

وسوم: العدد 987