الداعية المربية سامية أحمد حمدي البيانوني

عمر العبسو

sfggh989.jpg

( ١٩٢١ - ٢٠١٨م)

هي السيدة الداعية المربية سامية أحمد حمدي البيانوني.

ولدت السيدة أم هاشم سامية بنت أحمد حمدي بن حمادة البيانوني في مدينة حلب في سورية في تشرين الثاني عام ١٩٢١م.

ونشأت في كنف أسرة مسلمة ملتزمة بتعاليم الدين وترعرعت فيها في كنف والدها الحاج أحمد حمدي الذي كان منفتحا يحرض بناته الخمسة على طلب العلم.

الدراسة، والتكوين:

درست مراحل التعليم المختلفة في مدارس حلب.

ثم حصلت على البكالوريا الثانية في دمشق، وسافرت مع ٤ من رفيقاتها من حلب إلى دمشق للدراسة، وكان هذا الأمر نادرا لا تسمح به العادات والتقاليد في حلب.

حياتها الأسرية:

وبعد تخرجها عملت في التعليم في مدارس حلب، ثم صارت تعمل معاونة مديرة، فجاء مفتش اللغة العربية المبارك إلى المدرسة، وتعرف عليها، وأعجب بها... وبفكرها.

فتزوجت من الأستاذ الداعية المفكر محمد عبد القادر المبارك عام ١٩٤٦م.وكان عمرها ٢٥ سنة.

لم يوافق والدها في البداية على العيش في دمشق، فتوسط الأستاذ الأميري بينهم، وقال للحاج أحمد حمدي: إن مثل محمد المبارك لا يرد، فوافق .

اشترط محمد المبارك عليها أن تترك الوظيفة، ففرحت بهذا الزوج الذي لا يطمع بالراتب.

وعندما رأت حاجة الأسرة الشديدة إلى النفقة، ألحت على زوجها، فوافق على عملها.

صارت معلمة لمدة من الزمان، ثم صارت معاونة مديرة، ثم أصبحت مديرة لمدرسة المنصور في منطقة العفيفي في دمشق، وكانت مربية حازمة تحب الهدوء والانضباط.

وكانت متدينة تحترم تعاليم الإسلام محافظة على الصلاة والصيام وسائر العبادات، وكانت مديرة الأسرة في جميع الأمور حتى الأمور المالية منها، حسنة التدبير والتصرف، محافظة على الأصالة والعادات والتقاليد السورية، تكرم الضيوف، وتحافظ على النظافة، وأما الأستاذ محمد المبارك، فكان مجددا يكره التدخين محافظا على الأخلاق الإسلامية.

أولادها:

أنجبت خمسة أولاد: ٣ بنات، وهن:

١- ميسون مبارك: وهي البكر ، صيدلانية من جامعة دمشق، متزوجة من د. منذر القحف، وله ٧ أولاد: مهجة، ويمان، وياسر، وعمار، وبراء، وأسامة، ونعمى.

٢- وعصماء مبارك: مقيمة في دمشق، وكانت متزوجة من مطيع الدقر، الذي توفي بمرض كورونا عام ٢٠٢٠م، ولها ٥ بنات.

٣- وجمانة مبارك: طبيبة ومتزوجة من طبيب أسنان مصري هو محمد فائز عفيغي، لها منه بنت واحدة، وتعمل محامية في أمريكا.

وللأستاذ محمد المبارك ٢ من الأولاد، وهما:

٤- د. هاشم المبارك: طبيب مختص بالقلب، مقيم في أمريكا، متزوج وله ٦ أولاد: ٤ بنات، و٢ ذكور.

٥: والدكتور المهندس المدني صالح المبارك: رئيس سابق لحزب وعد، مقيم في أمريكا، متزوج وله ٥ أولاد، و١٥ حفيدا وحفيدة.

انتقلت السيدة سامية بيانوني مع زوجها المبارك إلى السودان عندما صار أستاذا في جامعة أم درمان الإسلامية في عام ١٩٦٦ وحتى عام ١٩٦٩م.

ثم هاجرت معه إلى السعودية.

وفاتها:

استقرت مع أسرتها في أمريكا، ثم كبرت بها السن وتسلطت عليها الأمراض.

وتوفيت السيدة الداعية أم هاشم (سامية أحمد حمدي البيانوني) في با ناما سيتي في ولاية فلوريدا في أمريكا عام ٢٠١٨م عن عمر ناهز ٩٧ عاما.

أصداء الرحيل:

ونعاها الأستاذ الداعية علي صدر الدين البيانوني، فقال:

توفيت هذا اليوم الثلاثاء قبل قليل في مدينة (باناما سيتي) في ولاية (فلوريدا) في (أمريكا) ابنة عمنا الأستاذة المربّية الحاجّة أم هاشم (سامية أحمد حمدي البيانوني) أرملة الأستاذ الفاضل أبو هاشم (محمد المبارك) رحمه الله، ووالدة الدكتور (هاشم المبارك) وصهرنا الدكتور (صالح المبارك) والأخوات: ميسون وعصماء وجمانة المبارك عن عمر يناهز (97) عاماً.

كانت - رحمها الله - أنموذجاً يُحتذى للمربية الداعية، وكانت - كما نحسبها - من الصالحات، ولا نزكّيها على الله.

أسأل الله عز وجلّ أن يتغمّدها بواسع رحمته، وأن يسكنها فسيح جناته، وأن يرفع مقامها في علّيّين، مع الأنبياء والصدّيقين والشهداء والصالحين.. وحسُنَ أولئك رفيقا. وأن يلهمنا وأسرتها الكريمة، الصبر وحسن العزاء. إنا لله وإنا إليه راجعون.

مصادر الترجمة:

١- رابطة أدباء الشام.

٢-رسالة من ولدها د. صالح مبارك.

٣- مواقع الكترونية أخرى.

وسوم: العدد 989