الأديب الداعية الدكتور بهجت الحديثي وآثاره العلمية والثقافية والأدبية

عمر العبسو

sryretgf998.jpg

(1362 - 1443هـ)/( 1943- 2021م)

هو الأديب الداعية د. بهجـت عبــد الغـفــور حمــد مـن " بيـت حسيِّـن " بـن مـــــــلا علي العبيــــدي، ويروى أن "حسيِّن" وهو جده الرابع كان أحــد أمراء العبيــد الذين نزحــوا من سنجار مقر إمارة العبيـد آنذاك بحــدود عام "1150" هجري على أثر المعــارك التي وقعت بينهم وبين العشائــر العربيــــــــة الأخرى كالمعركة الكبيـــرة بينهــم وبين عشيرة " شمّر" في الدجيل وسانــدة الـــدولة العثمانيـــة "شمــر" وأمدتهــم بالمناجيق والأسلحة الأخـــرى فتفــرق العبيـــــد وعبر قسم منهـــم إلى العظيـــم واصطدموا بعشيرة "العــــزة "واستقــــروا أخيــــرا في الحـوجيــــة، أما جدي "حسيِّن " فقد رجع من الدجيـل واستقــــر في حديثة وكان على ما يبـــدو صاحب نفوذ ومكانة مرموقة ،حيث بنى له قصرا فيـه ديوانه الكبير، وكان أول ديوان فتح في حويجة الحديثة، وشهد على هذا الطلبة الذين درسوا فيه، ويطل هذا الديوان على "سرداب" ضخم على هيئة معماريــــــة وطراز لم يكن له مثيل في كل أعالي الفرات، يقـول عنه الكاتب المؤرخ المرحوم فرحان أحمــــد سعيــــد :"سرداب بيت حسيَّن " يقع مقابـــل الجانب الجزري، وهــو بناء جميل جدا مشيد بالحجــارة والنـــورة على هيئــة نادرة من الهندسة المعمارية وبداخله ساقية دائمة الجريان تأخذ المـاء من الفرات وتُعيده إليه، وما تزال آثاره قائمـــة إلى اليوم مما يدل على عظمــــة الرجل وعلــــــو مكانتــــه وشأنـــــه كمـا يقول الشاعر:

إن البناء إذا تعاظم شأنه   أضحى يدل على عظيم الشان

ومما يؤكـــد هذه المكانة أن ابنــــه الأكبـر أحمـد الحسيِّن كــــان في زمـــــن الــدولة العثمانية وبالتحديد عام 1238هجري يشغل منصب "دزدارالحديثة" و "دزدار": كلمة تركيـــة، تعني " حامي القلعـــــة " أو المســــؤول ، وهـــذا يعني أنـــــه كـــــان حامي "الحديثة "ومسؤولها كمــــــا تؤكـــد ذلك الوثيقـــة التي أحتفظ بها ، ونشرتُ صورتهـــا في كتـــابي "حديثـــة والنـــواعيــر في الشعــــــر العربــي" ط2 دار الشؤون الثقافيـــة –بغداد وط3 الإسكندرية .والجديـــر بالذكـــر ايضا أن أول مدرسة ابتدائية فُتحت في "حديثــــة " عـــــــام 1922 كانت في ديوان حسيِّـن وأول من درس فيها من أهل حديثة -شوقي علي عبد الحميد ال جعفر وحسين عبد الحميد ال جعفر وفخري وهيب ال جعفر ومحمد سعيد الفيصل وخضير ملا عباس من بيت قرقاش ونافع أحمد سعيد الحديثي- نقلا عن المؤرخ المحامي فرحان أحمد سعيد الحديثي- ثم انتقلت الى بيت جوهر عبدالعزيز (من بيت خليفة) عام 1923 ومن ثم انتقلت الى الجامع الشرقي "جامع عمر بن الخطاب" عام 1924، الذي بُني في زمن خلافة سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنـــه وأرضاه.

المولد، والنشأة:

الدراسة، والتكوين:

الوظائف، والمسؤوليات:

-وهو عضو اتحاد الأدباء العراقيين.

-حضر المهرجانات الثقافية التي تعقد في العراق.

-كتب في الصحافة ونشر نقداً جدلياً في بعض القضايا الأدبية.

حصل على شهادة تقديرية من لدن الدكتور نوري حمودي القيسي – عميد كلية الآداب- جامعة بغداد لما قدمتُ طلب إحالتي على التقاعد, كتب أن الدكتور بهجت الحديثي من العناصر العلمية التي تسهم في كل نشاط علمي أو وطني أو قومي ... تعاونه مع زملائه، تعاونٌ متميزٌ من خلال مشاركته في اللجان العلمية، سلوكه التربوي والأخلاقي مشهود له بالاستقامة ... من المعروفين بصلاح دينهم والحفاظ على القيم الأخلاقية، ولم يلمس منه إلا ما يدعو إلى الاعتماد عليه عند المواقف الصعبة ( أ. د نوري القيس –عميد كلية الآداب / جامعة بغداد).

كتب عنه:

وكتب عن مسيرته العلمية والثـقافـية والأدبية الشـاعر الكبير، الأستاذ عبد المطلب حامد الـراوي في كتـابه (شعراء معاصرون من الأنبار) وممـا جاء فـي حديثه حيث يقول: لقد ركز الأستاذ الدكـتور بهجت الحـديثي في قصائده الجميلة على القـيم الـعربية الأصـيلة، ومعاني البطولة، وحب الوطـن، والتضحـية في سبيله، وهو متواضع بكل معاني الكلمة، محب للخير، محب للآخرين، عالم كبير في آدابه، وتخصصاته ومعرفته - مخلص للصـداقة، وفي لها، فوالله قلما أجد أحداً بطيب قلبه، وعذوبة لسانه، حفظ الله أبا محمد، وأمد لنا بعمره، ليتحفنا بما يجود به قلـــبه، وقلمه وقرطاسه من جديد الشعر والنقد، واللغة العربية المجيدة.

آثاره المطبوعة:

أ‌- الكتب:

1- أمية بن أبي الصلت (حياته وشعره ): رسالة ماجستير، بغداد ط1 1975 م وط2 1991

2- كتاب التراث (بالاشتراك ) بغداد 1979 م – محكم

3- ديوان أبي نواس برواية الصولي – دراسة وتحقيق: رسالة دكتوراه – طبع في بغداد 1981م

4- نصوص من الشعر العربي قبل الاسلام –دراسة وتحليل – بغداد1990م.

5- دراسات في الشعر العربي القديم - بغداد 1991م

6- دراسات نقدية في الشعر العربي القديم – بغداد – 1992 م

7- نصوص من الشعر العربي في صدر الاسلام والعصر الاموي دراسة وتحليل -1994 م

8- الروح الأيماني في الشعر العربي – من الجاهلية حتى العصر الحديث – ( دراسة وتحليل ) بغداد – 1997 م

9- حديثة والنواعير في الشعر العربي ( دراسة – تراجم – نصوص ) بغداد ط1 1997 م وط2 دار الشؤون الثقافية –بغداد وط3 م مصر- الإسكندرية

10- نصوص من الشعر الجاهلي والاسلامي والاموي _ دراسة وتحليل – المكتب الجامعي الحديث – الاسكندرية – مصر 2002 م

11- القصيدة الاسلامية وشعراؤها المعاصرون في العراق (دراسة – تراجم – المكتب الجامعي الحديث – الاسكندرية – مصر 2003م:

كتب د. عماد الدين خليل معرفاً بالكتاب:

هذا جهد مزدوج ينفرد به مؤلفه الأستاذ الدكتور بهجت عبد الغفور الحديثي، ليضيف إلى مكتبة الأدب الإسلامي المعاصر لبنة أخرى، ويملأ فراغاً ملحاً باستقصائه لشعراء القصيدة الإسلامية في العراق، ودراسة شعرهم، فيما لم يسبق إليه.

لكنه لم يكتف بذلك، وإنما خصص الفصول الثلاثة الأولى لدراسة ظاهرة الشعر الإسلامي من جوانبها كافة، فتحدث في الفصل الأول عن الدين والشعر، وإشكالية الإسلام مع الشعر، وموقف الإسلام من الشعر والشعراء، وموقف هؤلاء من الإسلام، ثم موقف النقاد القدامى والمحدثين من الشعر الإسلامي.

وتناول في الفصل الثاني مصطلح القصيدة الإسلامية (النشأة والتطور)، والشعر الإسلامي والشاعر المسلم، وظاهرة الالتزام وأثرها في القصيدة الإسلامية.

وتكفل الفصل الثالث بدراسة الخصائص الموضوعية والفنية للقصيدة الإسلامية.

وهذه الفصول الثلاثة ترتبط أشد الارتباط بجهد المؤلف في الفصل الرابع الذي هو بيت القصيد في الكتاب، لكونها تقدم إضاءات مركزة لجملة من المسائل والإشكاليات المرتبطة ارتباطاً صميماً بالقصيدة الإسلامية على مستوى الشكل والمضمون.

وقد يستحسن، للضرورتين المنهجية والفنية، تقسيم الكتاب إلى بابين يتضمن أولهما الفصول الثلاثة الأولى المعنية بدراسة "الشعر الإسلامي"، ويمضي ثانيهما لاستعراض شعراء القصيدة الإسلامية في سيرهم الذاتية، ونماذج من شعرهم، مع عرض نقدي موجز لما تميزت به أشعارهم شكلاً ومضموناً.

لقد شهد ربع القرن الأخير محاولات ببليوغرافية عديدة للشعراء الإسلاميين، تقف على رأسها ولا ريب محاولة الأستاذين أحمد الجدع وحسني أدهم جرار فيما أسمياه (شعراء الدعوة الإسلامية في العصر الحديث)، وقد صدرت في عدة أجزاء، ثم جمعت في طبعة ثانية في غلاف واحد، وثمة محاولة أخرى للأستاذ الدكتور عابد الهاشمي في الاتجاه نفسه، إلا أنها تناولت العصور المختلفة.

وغير هاتين، محاولات أخرى صدرت أو هي في طريقها إلى الصدور، إلا أنها جميعاً اعتمدت – إذا صح التعبير – منهجاً أفقياً يحاول أن يستقصي شعراء القصيدة الإسلامية في بيئات أو عصور شتى، في الوقت الذي يعتمد جهد الدكتور الحديثي منهجاً عمودياً، إذا صح التعبير كذلك، يتمركز عند بيئة واحدة هي العراق. وقد أعانه على تنفيذ استقصاء دقيق وشامل لمعظم شعراء هذه القصيدة، بغض النظر عن مستوياتهم الفنية، أو حجم أعمالهم المنشورة.

ومن يدري؟ فلعل هذا الكتاب يغري الأخ المؤلف نفسه أو الدارسين والنقاد في بيئات أخرى، للقيام بالجهد نفسه، وعلى وفق المنهج ذاته، لتغطية شعراء القصيدة الإسلامية، كلٌ في "البيئة" التي هو أدرى بشعابها وفرسانها.

إن ظاهرة الأدب الإسلامي، في منظوره الرؤيوي المعاصر، أخذت تتأكد يوماً بعد يوم، في هذا الحصاد الغزير عبر ربع القرن الأخير والمتمثل بتيار من الأعمال الإبداعية، والتنظيرية، والنقدية، والدراسية، التي تعد بالمئات، والتي فرضت نفسها، ليس في الساحة الثقافية فحسب، وليس في دوائر المعنيين بالأدب فحسب، بل مضت لكي تشق طريقها إلى المعاهد والجامعات، وترفع خطابها المتميز عبر بحوث التخرج ورسائل الدراسات العليا.. ومن خلال تخصيص الساعات لتدريس هذه المادة في أقسام اللغة العربية والآداب في الجامعات.

والذين كانوا ينكرون هذه الظاهرة، أو يتنكرون لها حتى عهد قريب، وجدوا أنفسهم فجأة أمام الأمر الواقع فاعترفوا بها، بل إن بعضهم ومن خلال قناعاته الخاصة – مضى لكي يندرج تحت لوائها.

وما هذه المحاولة التي يجدها القارئ بين يديه، سوى حلقة مضافة إلى السلسلة المتطاولة – بمشيئة الله سبحانه – والتي تمثل واحدة من ضرورات عصر المادية والتكاثر، وتفكك منظومة القيم الدينية والخلقية والإنسانية في العصر الذي هو بأمس الحاجة إلى الخطاب الأدبي الذي يرفع بقوة الكلمة الهادفة المضيئة، صوت الفن والنبل والإيمان في عالم يكاد يغرق حتى شحمة أذنيه في الدنس والفجور والظلام.. تدفعه إلى هذا وتعينه عليه، مذاهب أدبية كالواقيعة والسريالية والعبثية والتفكيكية.. إلى آخره.. بذلت جهدها ولا تزال للنزول بالإنسان درجات أخرى نحو الحضيض.

لقد كانت "الكلمة" المؤمنة دائماً، هي الصوت الوحيد القدير على منح الحياة سر طلاوتها الضائعة، وعلى العودة بالإنسان إلى إنسانيته التي افترسها أعداء الإنسان.

12- القصيدة الإسلامية وشعراؤها المعاصرون في العراق – الجز الثاني – قيد الإنجاز

13- الفلوجة في الشعر المعاصر - المكتب الجامعي الحديث –الإسكندرية 2006م.

14- الحركة الثقافية في إمارة الشارقة وجهود صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة 2008

15-الشارقة في عيون الشعـــراء في جزأين - دائرة الثقافــــة والإعــــــلام - الشارقة 2010 م

16- الشعر وتعدد القراءات – دائرة الثقافة والإعلام – الشارقة 2009 م

17- الرؤية البلاغية والأسلوبية في قراءة النص الشعري: دائرة الثقافـــــة والإعلام - الشارقة -2010 م

18- كتاب وقائع احتفالية بيت الشعر بيوم الشعر العالمي 2010

19- قراءة في أدبيات القاسمي – منشورات القاسمي 2013م

20- الشارقة عاصمة الثقافة الإسلامية: منشورات القاسمي14

21- في الأدب العربي والشعر – وجهات نظر –المكتب الجامعي الحديث – الإسكندرية -2014 م

22- قبس من توجيهات حاكم الشارقة "الشيخ الدكتور سلطان القاسمي – في الثقافة وتنمية المجتمع _ وزارة الثقافـــــة أبو ظبي 2015 م

23- العربية والشعر (النشأة والتطور) –المكتب الجامعي الحديث – الإسكندرية -2019 م.

24- مولد جيل النصر والتمكين: نظرات تأملية في قصة سيدنا موسى عليه السلام.

ب‌- البحوث والدراسات:

ج- الدواوين الشعرية:

1- حب ووفاء – دار الشؤون الثقافية – بغداد 1998

2- النبويات – ط1 بغـــداد -1999 م وط2 المكتب الجامعي الحديــــث الإسكندرية –مصر 2004م وط3 – نادي الباحـة – السعودية 2011م.

3- الغريــب (ديــوان شعــر) المكتــب الجامعي الحديــث الإسكندرية 2004 م

4- صدى الإيمان (ديوان شعر) دائرة الثقافــة والإعلام الشارقة - 2008 م.

5- تراتيل في محراب الوطن – دائــرة الثقافـــة والإعــلام الشارقة 2010 م.

6- ترانيم الروح ( ديوان شعــر) المكتب الجامعي الحديث الإسكندرية 2013 م.

7- سيأتي زمان –المكتب الجامعي الحديث – الإسكندرية - 2020 م

مقابلة خاصة:        

أجرت معي مجلـة المورد التي تصدر عن دار الشـؤون الثقافيــــــة – بغـــداد - مقابلة عام 1989 م تحت عنــوان ( أعلام العراق ) ووجهت إليّ سؤالاً مفـــاده – ( ما رأيك في الحيــــاة والناس)، وكان جوابي هو "الوسطية والاعتدال في شؤون الحياة كافــــة".

مختارات من شعر الدكتور بهجت عبد الغفور الحديثي:

1- الدكتور بهجت الحديثي يتغنى بجمال حديثة ونواعيرها

لقد ظل في نفسي لحديثة ونواعيرها أعمق الأثر حيث دفنتُ فيها العمرَ الجميل وذكريات الطفولة والصبا وفي شطأنها وتحت رذاذها, وخرير مائها وحنينها الذي ما انفك يُذكرني بتلك الأيام الحلوة التي أثارت شجوني وهيجت لي الهم والأحزان والوجعا، وقلتُ: أهكذا مصيرُ كل العاشقين وقد أفنت النواعير عمرها لتروي كل العطاش الظامئين وتشبع كل الجائعين فيحيا بنو الانسان من فيض جودها ويفرح حين يجني ثمار الكد والتعب الطويل:

يئن مِنَ الجري الطويلِ ويــــنعرُ

                       يُردد آهاً من حـــــشاهُ ويعـــصرُ

ويبقى يجوبُ الليلَ يقضاناً ناصباً

                       وتغفو جميعُ الكائنـــاتِ ويســـهرُ      

يقصُ حكاياتِ السنيــــنِ تعّـــــللاً

                       يُواسي بني الإنسانِ فيها ويسـمرُ

يُحاذرُ من غدرِ الزمان ومــــكره

                         فيصرخُ في وجهِ الزمانِ ويَجسرُ

ويلوي بتيارِ الفراتِ على الــظما

                       فيغرفُ منه مايــــشاء ويـُــــحدرُ

فتهتزُ للماءِ النــــميرِ منــــــــابتٌ

                         وتُروق بعد الجدبِ ريـــا وتُزهرُ

ويحيا بنو الإنسانِ منْ فيضِ مائه

                       إذا لم يَجدْ بالماءِ غــــيثٌ ويقطرُ

وأنتَ وإنْ خانَ الزمــــــانُ بأهلِه

                         ستبقى عزيزاً لا تُضامُ وتُــــقهرُ

فلاتبتئسْ إنّ الــــجوادَ مُــــــــخلدٌ

                       وقد يُبتلى بالـــــنائباتِ فيــــصبرُ

فمن عهدِ أيامِ الطـفولةِ والصِــــبا

                       وصوتك في الاذانِ يحلو ويسحُر

فتُطربنا حتى ننامَ علـــى الصدى

                         وتبقى تُعيدُ اللحنَ شجواً فنســكرُ

فننعُمُ في ظلٍ ضلـــــــــيلٍ وباردٍ

                         ونسبحُ في بحرِ النعيمِ ونـُــــبحرُ      

فمنْ لي بأيام الحديثةِ والصــــــبا

                           وعهدٍ به العيشُ الرغيدُ المــنَّوَرُ    

2- حديثة جنتي:

حديثةُ رسمُها ما غابَ عني

                         وقد عــــــــلِقَ الفؤادُ بها وذابــا

تملَّك خاطري حبٌ قديـــمٌ

                         ونـــــــارُ الشوقِ تلتهبُ التهابــا

حديثةُ أجملُ البلدان طراً

                         وأعذبُها وقد كــــــــرُمتْ جنابــا

أغادرُها وبي شوقٌ إليها

                       أكابـــده فيُــرهقني انتيـــــــــــابا

وأبعــدُ في ديار اللهِ لكنْ

                         تظــلُ لكــلِ أشواقي كــــتابـــــا

تحضّنها الفراتُ فرّقَ عشقاً

                         وكان الحبُ بينهمــــا لُـــــــبابـا

وهل أحلى وإجملُ من عروسٍ

                         تُبــدلُ كــــــــــلَّ آونــــةٍ ثيابـــا

متى أبصرتَها أبصرتَ حسناً

                           عجيباً علّمَ الصــــــبَ الخطابـــا

فحيثُ الماءُ والخضراءُ فيها

                           ووجهٌ زاد بهجتهـــــا انجذابـا

وناعـــورٌ على الجنبين يبكي

                             " لعل على الجمال له عتابــا "

إذا غنى تُراقصه نجــــومٌ

                     ويُطرب شدوه الصُّمَ الصُـــلابا  

حديثةُ كلُها شرفٌ وفخرٌ

                       وحاشـــا أن تُعاب وأن أعابـــا

وما عاب الرجالَ سوى دنيءٍ

                      دعيً ناقصٍ فقـــــد الصوابــــا

وما عرفتْ حديثةُ غيرَ طيبٍ

                         وأن الجـــودَ كــان لها إهابــــا

بها الأحرارُ ما خانوا وذلوا

                         إذا مـــا خـــان غــيرُهُم وحابى

وما من أهلها إلا شريفٌ

                     وقد خسيء العميلُ بها وخابـــــا

نجومٌ للمعالي لا تُدانى

                     وأسدٌ في الوغى ظلتْ غلابـــــا

زكتْ منهم فروعٌ من أصولٍ

                     فكان الطيبُ أصلاً واكتسابـــــا

فويــــلٌ للذي عادى أبيـــــاً

                        وحـــراً كان شرفهـــا انتسابــا

وفياً ما سلا يومــــاً حبيباً

                           وما خان الحديثــةَ والصحابـــا

ولن ينسى أحبــــاءً وأهلاً

                           وأيــامَ الطفولــــةِ والشبابــــــا

سيذكرهم ويذكرها سواءً

                         مدى الأيـــامِ حباً واحتسابــــا

وببقى عاشقاً صباً عليلاً

                     وفيـــاً للتي ساغتْ شرابـــــــا

يبوحُ بحبهــا ويقـــولُ إني

                   عشقتُ لطيبهـــا حتى الترابـــا

3- رسالة الى بغداد والفلوجة (بعد الهجوم الثاني على فلوجة العز 2004م):

أشدو لبغدادَ محزونــــاً وأعتذرُ

                     وأسأل الـــدار عــــــما خبـــــــــأ القدرُ

وألثم التُربَ من شوقٍ ومنْ وَلَــهٍ

                     وأسكبُ الدمعَ كي يُروى به الأثـــــــرُ

وأكظمُ الغيظَ والأحزانُ تغمرني

                     وليس ينفـــعُ إلا السيف يُشتهــــــــــرُ

اللـــه اللــــه ممـــا حلّ في بلــدي

                     سيلٌ من الظلمِ فوق النــــــــور ينهمرُ

إني حزينٌ على أهلي على وطني

                     على الكرامِ يذوبُ القلبُ يــــــــــنفطرُ

يا ويح بغداد قــد أرختْ أعنتهــا

                     للظالميـــن فعــــــــــــاد الفرسُ والتترُ

الخائنون لقد بانوا وقد عُرفــــوا

                     ما خانَ من خان إلا الساقط القــــذرُ

قالوا سقطتِ وأيمُ اللــــهِ هم سقطوا

                           والبغي مهمــــا علا يومـــاً سينحدرُ

ماذا أبثـــكِ يا بغـــدادُ من شجـــن ٍ

                           والشوقُ يقتلني صبــــراً وينتـحــــرُ

دنياي بعدكِ يا بغــدادُ مظلمــــة ً

                     فقـد تردى الهوى والشعرُ والسمــرُ

قد كنتِ زاهيةً بالعلمِ زاخرةً

                     ترنو إلى ملتقاكِ الأنجمُ الزهــــــرُ

بغداد يا زهرة الدنيا وبهجتها

                     فيك الحضارةُ فيك المجــــدُ يزدهرُ

قد هام فيكِ جميعُ الخلقِ من شغفٍ

                     والصخرُ فيك شدا والرملُ والشجـرُ

إني محبٌ ونارُ الشوق تقتلني

                     يا ليتَ شعريَ هل يُقضى بك العـرُ

ناشدتك الله يا بغداد معذرة

                           هل تعذرين لمن قد جـــــاء يعتذرُ

لا عذر يا صاحِ للأحباب قد هجروأ

                     دار الكرام زكا من طيبها الثمــــرُ

كرهاً رحلتُ وقلبي ملؤه شغفٌ

                     والحبُ يُضمر أحيانـــاً ويُدكــــــر

باقٍ على العهد حراً لن أهادنهم

                     ولن أسالم من جاروا ومن غــدروا

لا لن أسالمهم لو قطعوا جسدي

                     حتى تحـــــررَ والثــــوارُ تنتصــرُ

المجرمون عتوا وازداد غيهم

                     لا يرعــــون وفي آذانهــــم وقــــرُ

فلوجةَ العزِ سلها عن فوارسها

                     لا يُهزمون وفي سوح الوغى صُبرُ

اللهُ أكبــــرُ دوتْ في مآذنهــــــا

                     فارتد جمعهم رعبا وقــــد ذُعروا

وجه العراق بهم قد ظل مؤتلقا

                     والمجدُ فيهم زها وازدانت الغررُ

هم الأباةُ كمثــــلِ الأسدِ ثائـــــرةً

                     لا ترتضي الذلِ لا خوفٌ ولا حذرُ

هم النجوم أنارت كل داجية

                     هم المثنى وهم سعد وهم عمـــر

مثل الصحابةِ والكرارُ قائدهم

                     لا يغلبون وجندُ الله تنتصــــــــرُ

قد قارعوا الظلمَ ماذلوا وما وهنوا

                     وما استجاروا بأعداء وما مكروا

بغداد ثوري وصبي فوقهم حمما

                     فالـــرومُ تُهزم والأذنابُ تــنبترُ

أمُ الحضارةِ يا بغـــدادُ يا أمــلا

                     المجدُ فيكِ ومنكِ المجدُ يُنـــتظرُ

4- جرح العراق:

جرحُ العراقِ وطولُ الليلِ والسهرُ

                     أدمى الفـــؤادَ ودمــعُ العيـن ينهمـــرُ

بغـــدادُ وا حَزَني، بغـــدادُ واسفي

                     شبتْ بها النـــارُ فــوقَ الهامِ تستعـــرُ

قابيلُ " يقتلُ " هابيلاً " بلا سبب ٍ

                     والعلـــجُ يــرقص جذلانــــاً ويفتخــرُ

اللــه اللــه من قـــومٍ بــلا ذمــمٍ

                     أعماهـُــم الحقـــــدُ لا سمعٌ ولا بصــرُ

الظالمــون ومن والاهم فسقــوا

                     عن أمر ربهُمُ جهـــراً وما اســــتتروا

عاثوا ببغدادَ والأعراضَ قد هتكوا

                          ظلمٌ وقتلٌ وتشريدٌ وقـــــد فجــــروا

كلُ الجرائمِ قــد ذقنا مرارتَهـــا

                     إلا " الدريل " فقد حــارتْ به الفِكرُ

رومٌ وفرسٌ ومن " ماني " لهم نسبٌ

                     وفي المخازي لهم إرثٌ ومــــدّكــرُ

هم كاليهودِ وفي أخلاقهم شبــــهٌ

                           كذبٌ ومكرٌ وإنْ عاهدتهم غدروا

هم يدعون لآلِ البيتِ مرجعهم

                       والآ لُ منهـــم بـــراءٌ كلُهـــمْ طُهرُ

آلُ النبي هداةٌ، قادةٌ نُجب

                       ظلوا أباةً وما خانوا وما مكــــروا

تاريخُهم ناصعٌ من يومِ مولدِهم

                       مبرأون وفيهـــمْ نُــــزّلتْ صورُ

5- وتنهض كالعنقاء:

ألقيت أمـــام صاحب السمو الشيـــخ الدكتور سلطان القاسمي حاكم الشارقة في آخر ملتقى للشعر العربي 2012م

لشارقة الأمجاد جئت مولهــــا

                       وقد يئست نفسي وقد حال حاليــــا

وإذ بي في إخوان حفت قلوبهم

                       بجرحي وكان الود عذبا وصافيـــا

فأصبحت في قوم يُقيلون عثرتي

                           ويدعــــون لي خيرا ويدرون ما بيا

وصرت أرى نفسي ببغداد فيهم

                     وصرت أرى صحبي وأهلي وناسيا

كأني في بغداد أيام عزِّهــــــا

                     من الشوق أستاف الربا والمـــــغانيا

وإني أرى فيها النواسي منشدا

                     وألقى ابن سينـــا آسيــــــا ومــداويا

إليك أيا سلطان همي أبثــــه

                     من الوجد مكلوم الفؤاد وبـــــــاكيا

أبث شجوني والمآسي كثيرة

                     وأنشد في لقيا العزيز دوائـــــــيــا

فبي وجع من ظالمين وبغيهم

                     وممن أتى عونا ومــــــكَّن غازيـا

فداري وأهلي والعــراق أعزة

                   ولست لمن أهوى وربك قاليـــــــا

لقد بعدت عني ديــــار أحبتي

                     ففاضت دموع العين من يــــواقيـا

وإني ليشجيني فــراق أحبــــة

                     ولعت بهم مذ كان غـــضا شبابيــا

وبغداد أم الخالدين ومهدهم

                     وتبقى لأهل الدين والعلــــم هاديـا  

وينزل فيها الخطب والخطب بعده

                           ويسكن أهلوها الكـرام المنافيــــا

ولكنها من بعـــد كـــل ملمة

                           تعــــود فتبني مجدها والمـعاليــا

وتنهض كالعنقاء تحت رمادها

                           وتهتف كنت الدهر "صعبا قياديا"

سيأتي زمان يمسح الكرب حسنه

                       يكفكف دمع الثاكــلات البواكيـــا

وترجع في بغداد أيام عزَّها

                       وتهزم أعـــــداء لهــــا ومــواليـا

ومن شعر د. بهجت الحديثي الوطني، يقول تحت عنوان ( بغداد فاتنتي):

بــــــغداد يا قصة شاب الرضيع لها مكتوبة بدمــــــاء القلب والكــــــــبد

تحكي المآسي وتحكي الضيم صابرة صبر النبيــــــين في عزم وفي جلد

ليل من الــــــــــهم أضناها وأتعبها     ولا مــــــــعين وغير الله لــــم تجد

إني عجبت وما في الظلم من عجب   الظلم إن دام لا يبقي على أحــــــــد

يا إخوة الـــعرب يا من ينتخي بهم       لا تتركوا أخــــوة في الهم والكمد

هم كــــرام وان خان الزمان بهم         والله قد يبتلي الاخــــــيار بالنكد

أنتم بنو عمنا أنتم لـــــــــــنا سند           أنا وإياكم كالكـــف في العضد

بـــــغداد وأسفا أمست مكبلة           ولا نصير ولا في العرب من سند

لهفي على وطني ناءت به محن         ولا سبيل إلى الإنصاف والرشد

أم الحضارة والتاريخ شاهدها           تشكو إلى الله لا تشكو إلى أحد

بغداد يا جنتي بغداد فاتنـــــتي           يا قرة العين يا أغلى من الولد

بلادي:

أنا يا صاح لا أسلو بلادي       وأبقى عاشقاً حتى التنادي

وأفخر بالعراق ديار قومي           وتباً للعميل وللمعادي

فبرُّ الأهل والأوطان دينٌ           يوفى بالدعاء وبالجهاد

يئست من الحياة فما أرجي سوى عيش كريم في بلادي

فارس يتغزل:

بيني وبينك بحرُ ودٍّ يهدرُ   فمتى التلاقي والسفينة تبحرُ

ونطوف في بحر الغرام وتنتشي   ونظل نرتشف الشفاه ونسكرُ

ومن قصائده الغزلية الرقيقة ( جمالك يا منى):

جمالك يا منى يسبي العقولا     ويضني الصب يتركه نحيلا

فلا والله ما أبصرت حسنا       كحسنك في الوجود ولا مثيلا

سكنت القلب حتى صرت نبضا وكان النبض من وله عليلا

فأنك لو رضيت لكنت صباً             وفياً للتي أهوى خليلا

فمهلاً إن قلبي مستهام           ومهما عيل لن يرضى بديلا

فرقي ثم رقي ثم رقي             ولا تصغي لما قالوا وقيلا

ورفقاً بالحبيب، وقد تعنى       وكم من عاشق أضحى قتيلا

يمين الله ما حدثت نفسي             بأثم لا ولا خنت الحليلا

وإني لم أضق طعماً حراماً       ولم أك ابتغي وصلاً رذيلا

فمعذرة إذا جاوزت قدري         فأني شاعر أهوى الجميلا

فحسبي أن أكون لكم وفياً       وحسب الشعر أن يبقى دليلا

ومن قصائده في مدح الرسول محمد (ص) ( عذراً رسول الله):

هذا النبي فحدث عن معانيه           ورتل الآي في أحلى لياليه

بطحاء مكة تشدو باسمه فرحاً           وفي السماء اهازيج تناغيه

الفجر أشرق مفتوناً بطلعته               والصبح غرد تيها بواديه

تباركت هذه الدنيا بطالعها             وأزينت للذي طال الرجا فيه

وأهتزت الأرض إجلالاً له وربت وأضوع الزهر طيباً في روابيه

فهام كل الورى في حبه شغفاً       وأنشد الشعر في أبهى قوافيه

يا يوم مولده الزاهي به فخرت       كل الأنام وهامت في مباديه

الخير في دعوة الهادي وشرعته وللسعــــــــادة أس فـــي مبانيه

إنا ملئنا أسى في غير دعوته         وقد سعدنا زماناً في معانيه

ذاق السعادة من أدنى له سببا   وأستعذب الحق من أمسى يوافيه

فلملم الشرك أصناما له حطمت وراح يبكي على أطلال ماضيه

فأورق النصر واخضرت مرابعه ورفرف الحق في أعلى أعاليه

محمد رحمة مهداة باركها       رب السماء وما تحصى أياديه

وفاته:

توفي د. محمد بهجت الحديثي بتاريخ 2021م في الشارقة في الإمارات.

أصداء الرحيل:

2- زهت أرضُ الحديثةِ:

(تثمينا لجهود صديق العمر الأستـــــاذ الدكتــور بهجــت الحـديثي في عالــــم الشعــــر والنقـــــد والدراسات الأدبيــــة، والمناسبة صدور كتابــه " قبس من توجيهات " حاكــم الشارقــة " في الثقافة وتنمية المجتمع " إليه أهدي" نبضات قلب " الشاعر الملقب " بالمتنبي الصغير" صلاح سعيد الحديثي

زهتْ أرضُ الحديثةِ والمعالي

                       وطـــاولَ نسرُهــــــــا قمــمَ الجبـــالِ

وسّطرَ في دمِ التاريخِ ذكـــرى

                       لمِنْ للمجــــد قـــــد سهــــروا الليالي

وقد ركبوا الطموحَ خيولَ دربٍ

                           فكانــــوا كالفـــوارسِ في النـــزالِ

سرى للشمس (بهجتها ) بعزمٍ

                       وفي الأعمــاق آمــــالُ الرجـــــالِ

فمِنْ محرابِ (ابن الصلت ) سارتْ

                       قوافلــــه ُ لتهــــــزأ بالمحــــــالِ "1"

وسامــر في الهــــوى كأســــاً مندّى

                       مع ( النــــواسِ ) يعتصرُ الدوالي "2"

وشدّ الرحـــلَ من بلــــدٍ لأخرى

                       وما خشيَ التغـــرب في ارتحــــال

فمنْ ( بغدادَ ) طار إلى ( رباطٍ )

                     إلى ( عــــدنٍ ) أبيـــــاً لا يبــــالي " 3"

إلى أن ضمّ جنحـــــاهُ خليجـــــاً

                     ( بشارقـــةـ ) تناهتْ في الجمـــالِ "4"

تمرسَ في دراســـــةِ كلِّ نصٍ

                     فأبدع في الشــــروح وفي الأمـــالي "5"

وسافر في بحورِ الشعرِ صباً

                     وأستــــاذاً تتيـــــه بـــه العــــوالي "6"

( فللإيمان ) روحٌ في البرايا

                     مشاعـــــلُ أيقضتْ أهــــلَ الضلالِ "7"

ولم ينسَ ( نواعيراً ) تغنتْ

                     بهــا الشعــراء بالسحــــر الحــلال "8"

وكم عزفــــتْ قياثـــرُه جراحــــاً

                   وآهـــــاتٍ تُصــــــورُ كـــــلّ حـــــالِ

(ترانيماً ) تزفُ ( صدى ) قوافٍ

                   بأحمـــدَ والرسالــــةِ والنضــــال "9"

( تراتيـــلاً ) إلى وطــــنٍ مدمّى

                   سقاه البغيُ نيرانَ القتـــــــال "10"

( قصائدُ بالنبوة) عاطــــراتٍ

                   تُسبّحُ وجه ربكَ ذي الجــــلال "11"

وبالغزلِ العفيف شدا لحوناً

                   يسرُ بوحـــها ذاتَ الحجــــــالِ

وحطّ خيامَهُ بديـــــار ليلى

                   كمجنــــونٍ يحـــنُ إلى وصالِ

توسّد خدَ ( شارقةٍ ) ولوهاً

                 يُقلـــد جيدهــــــا ضوءُ الليالي "12"

يُؤرخُ في رؤاها حرفَ ( داعٍ)

                 لبعـــــث ثقـافـــــةٍ وشمـــوخِ آلِ

وما قد ( قالتْ الشعراءُ ) فيها

                 ومــــا أوحتْ لهـم دنــيا الخيــال

وليس ( غريبها ) يوماً غريباً

                 فقـــــد رفتْ عليــــه بالظـــــلالِ

تخيّره ( الأميرُ ) لبيت شعــــرٍ

                 فكـــان الفارسُ البـــــرُ المثـــالي "13"

له القدح المعلى حيث يشدو

                   بحـــاضرةٍ زهت فيهــــا الليـــالي

وفي ( سلطانَ ) أهدانا كتاباً

                   به ( قبسٌ ) من الدررِ الغـــوالي "14"

و( بهجة ) مذ عرفناه ( مثالا )

                 مآثـــــــره تضيـــق بهـــــــا سلالي

3- هلّ بدراً:

للشاعر رافع سليم آل جعفر، وكنت أرسلت له كتابي " القصيدة الإسلامية" وشعراؤها العراقيون، وكان أحد شعرائها ومع الكتاب هدية بسيطة " دشداشة " 2010

هلّ بدراً وليس ثم بدورُ

                       تتخطى في المستهل الهلالا

هي تبدو أهلّـــةً ثم تعلــو

                     وتعلــو لكي تنـــالَ الكمــالا

غير أنّ العجيبَ أنّ تماماً

                     كاد يبدو وليس ثم مُحـــالا

كان في سفرك الثمين ليسلم

                    لك فكـــرٌ وميضُه يتــــلالا

لك مني على البُريدة شكرٌ

                   يا أخا الروح والليالي حُبالا

تنجبُ المخلصين في الود دوماً

                   لا عدمناك في الوفاءِ مثالا

ستذكرك الحديثة:

للشاعر صلاح سعيد الحديثي

مضى أمس وحق له ارتــحال

                         ولم يرحل نداؤك والخيـال

لأنك في دم العشاق تـــــــحيا

                       جمالا يستقي منه الجمـــال

أبيا للـــوفـــا بـــحرا نـــديـــا

                       على امواجه فجر يســـــال

تخطيت الـعلا بــــابــــا فبابا

                     تكابر ان يضيق بك المجال

ستذكرك الحديثة والشواطي

                     حبيبا كلما طلع الـــــــهلال

وأن بليله الناعور صـــــــبا

                     وأرق شوق ساقية ظــــلال

تحن لك الأحبة والليــــــــــالي

                   كما حنت لموقدها الــدلال

إذا ما قيل "بهجت" ألف ذكرى

                   على أطلالها يبكي السـؤال

4- أصوغ لك الأشعار:

للشاعر الكبير الدكتور عباس الجنابي قالها حينما دعتني قناة " المستقلـــة" في لندن للحديث عن كتابي ( الشارقة في عيون الشعراء) وكان مشاركا في التقديم مع الدكتور محمد الهاشمي مدير القناة ولما رجعت دعوته الى ملتقى الشارقة للشعر العربي

أصوغ لك الأشعار شكراً محجلا

                                      بآيات حُبٍ صادق النبض والـــولا

أذّهبها من مقلة الشمس راجياً

                                       لك العمرَ موصولاً إلى دوحة العُلى

وأقطفُ من نخل البحيرة عسجداً

                                     أرصّع عرفــــاني إليــــكَ مُرفــــلا

فأنت حديثيُّ الطباع .. أخو هدىً

                                     كبـــرتَ على شدو النواعير للفـــلا

سيبقى بك الشعر الفصيح مدويا

                                   وتبقى على ثغر الزمان مُهلهـــــــلا

5- فدتك النفس:

للشاعر نزار أيوبه " سوري " كان يعمل معي في بيت الشعر ( منسق ثقافي ):

لعلمــك تنحني منـــــا الرؤسُ

                           فأنت الفرد والعلـــق النفيسُ

وهل للعلم مملكــــة ومجــــد

                           تحج إلى هياكلهــــا النفــوس

مكانك فوق أكتـا ف الثريــــا

                                ومنزلك الكواكــبُ والشموسُ

فدتك النفس ( بهجت ) لا أماري

                           عزيز أنت يا نعم " الرئـــــيسُ "

6- من مثل بهجت ؟:

للشاعر ميمون الكبيسي

من مثلُ بهجتَ للخيراتِ سباقُ

                               لله يسعى وما أعيتـــــــه أتعابُ

صافي السريرة لا يَمل جليسَه

                           يُسابق الريحَ إن ينخاه أصـــــــــحابُ

مصادر الترجمة:

وسوم: العدد 998