شخصية المجاهد عصام العطار في الشعر الإسلامي المعاصر

عمر العبسو

إلى شيخ الدعاة القائد الملهم الفذ *عصام الدين العطار*

في لمحةٍ شعريةٍ صغيرةٍ عن مسيرته الخالدة

   كتب الشاعر الإسلامي مصطفى عكرمة قصيدة في الثناء على جهود الداعية عصام العطار، وهي تحت عنوان ( شيخ الدعاة): 

شيخُ الدُّعاةِ عصامُ الدّينِ عطارُ لله فيما حباهُ اللهُ أسرارُ

قد شاءهُ اللهُ للإسلام داعيةً وهيأته لهذا الفضلِ أقدارُ

علمٌ, وخلْقٌ, وآدابٌ تميِّزهُ لها نمته من الآباء أبرارُ

بقلبهِ صَبَّ حبُّ اللهِ خشيتَه يمضي إلى الله لا تثنيهِ أخطارُ

سمحُ السَّريرةِ سبَّاقٌ لغايته وغيرَ نشرِ الهدى ما كان يختارُ

عاش الحياةَ جهادًا في مصابرةٍ إلى هدايةِ من في الغيِّ قد ساروا

وأن يعيدَ إلى التوحيدِ من شردوا وغرَّهم من دهاةِ الكفرِ فُجَّارُ

لا يبتغي غيرَ دينِ اللهِ ينصرُه حتى تنادت لِما يدعوهُ أنصارُ

فالله في الضُّرِ ياما زادَ هِمَّتَهُ حميَّةً منه مهما اشتد إعصارُ!

تعلقتْ روحُه في الله يرقبُهُ فالعزمُ منهُ على الأهوالِ صبَّارُ

قرنٌ من الجِدِّ والإخلاصِ نال بهِ فتحًا من الله طابت عنهُ أخبارُ

وعاشَ يهزأ بالطاغوتِ محتشدًا عليهِ فهو على الطاغوتِ جبارُ

شرقًا وغربًا سَرَتْ آثارُ دعوتهِ وكلَّ آنٍ لها يزدادُ إكبارُ

ولم يهادِنْ, ولا لانتْ عريكتُهُ ولا خلتْ ساعةً من ذكرِه دارُ

فكان في نشرِه إسلامَنا قدرًا وهل تُرَدُّ لربِّ العرشِ أقدارُ!

وكلُّ بلوى أتتْه كان يحسبُها نعماءَ فيها لحملِ الضرِّ إصرارُ

هذا عصامٌ, وهذي بعضُ سيرتِهِ كأنَّها في رضا الرحمنِ أسفارُ

يبقى عصام بما للدِّينِ حقَّقَه شيخَ الدُّعاةِ وتَبقى عنه آثارُ

وكلُّ آتٍ من الأجيالِ يحفظُها مباهيًا بالذي قد كان "عطَّارُ"

إلى القائد المجاهد الداعية عصام العطار:

وكتب الشاعر الداعية شريف قاسم قصيدة نشرها 

في سلسلة : في سجل الخالدين، وهي تحت عنوان (مع الرحيل )، { مهداة إلى القائد المجاهد الداعية عصام العطار... رسالة حب وتقدير }

  تم نقل هذه السيرة المباركة للداعية المجاهد عصام العطار من أحد المراجع الموثوق بها

ولد في مدينة دمشق سنة 1927م في أسرة علمية عريقة.)

تلقى معارفه الإسلامية والعامة الأولى في أسرته.

*اختار في سنٍّ مبكرة أن يُكَوِّن نفسَه بنفسه وفق رؤيته الخاصة في مختلف المجالات خارج المؤسسات المدرسية والطريق المألوفة في الدراسة.  

*عَلَّم في مطالع شبابه الدين والتاريخ والأدب والفلسفة في المعهد العربي وبعض المعاهد والمدارس الخاصة في دمشق.

*استقطَبَتْ في وقت مبكّر من حياته دروسُه الدينية في المساجد ، وخطبُه ومحاضراته الإسلامية والوطنية والاجتماعية والسياسية في المناسبات والاحتفالات والمؤتمرات والأندية حماسةَ الناس ، وتأييدَهم الواسع في دمشق ومدن سورية أخرى.

*في سنة 1955م تمّ اختياره بالإجماع أميناً عاماً لهيئة المؤتمر الإسلامي الذي ضمّ حينذاك كبار علماء الشريعة في سورية ، وجميع المؤسسات والجمعيات الإسلامية ، والقادة الإسلاميين البارزين في الميدان السياسي والاجتماعي والثقافي

*كان له في مختلف مراحل حياته دور بارز في خدمة قضايا التحرر والعدالة في فلسطين وفي سائر العالم العربي والإسلامي . 

*في سنة 1961م تمّ انتخابه نائباً عن مدينة دمشق بأكثرية ساحقة، وانتخاب المرشحين الذين قدمهم للشعب، كما تمّ انتخابه بالإجماع رئيساً للكتلة الإسلامية في البرلمان الجديد، التي تكونت من مختلف المناطق والتيارات الإسلامية في سورية.

*رفض باستمرار جميع المناصب الوزارية والرسمية الكبيرة التي كانت تُعرض عليه، ليبقى في خدمة دعوته وأمته على الصعيد الفكري والشعبي .

*كان دائماً مع حقوق الإنسان في سورية والبلاد العربية والإسلامية وفي سائر أنحاء العالم، وكافح دائماً من أجل الحرية والكرامة والعدالة والتقدم، ودافع عن كلّ مظلوم ومضطهد دون نظر إلى جنس أو دين، أو تفريق بين صديق وعدو، ومؤيد ومعارض . 

*في سنة 1962م انتخب بالإجماع مراقباً عامّاً للإخوان المسلمين في سورية، وبقي –رغم الانقلاب العسكري البعثي– يقود « الإخوان » والأكثرية الكبرى من التيار الإسلامي والديمقراطي الشعبي بمختلف انتماءاته الدينية والعرقية والاجتماعية، ويمارس نشاطه العلني الواسع، ويتابع خطبه المعروفة في مسجد جامعة دمشق، إلى أن خرج للحج سنة 1964م، فسدّ عليه النظام السوريّ الدكتاتوري طريق العودة، وحال بينه وبين الرجوع إلى البلاد. 

وفي سنة 1964م انتخب رئيساً للمكتب التنفيذي للإخوان المسلمين في البلاد العربية .

*اضطر اضطراراً إلى السفر إلى أوروبا عندما لم يعد له على الأرض العربية مكان يعيش فيه بحريته واستقلاله ويستطيع فيه متابعة سيره وأداء واجبه. 

  *أصابه في أوروبا سنة 1968م شلل شفاه الله بعد ذلك منه ، وتخلّى لمرضه وغربته وظروفٍ وأسباب أخرى عن جميع مسؤولياته وارتباطاته الحركية والتنظيمية. 

*تعرض – بسبب محاربته الدكتاتورية والاستبداد، ودفاعه المستمر عن الحريات، وحقوق الإنسان، ورفضه المساومة على دينه ونهجه ومصلحة أمته وبلاده - إلى عدد من محاولات الاغتيال في أكثر من مكان، ومن ذلك تلك المحاولة الآثمة المجرمة التي ذهبت ضحيتها في 17/03/1981م شريكته في حياته ، وعونه في مختلف أحواله، زوجته المؤمنة الوفية العاملة الصابرة المحتسبة بنان علي الطنطاوي « أم أيمن » رحمها الله تعالى 

. قُيِّدَتْ حريّاتُه السياسية في ألمانيا سنة 1981م*

*يعيش عصام العطار الآن، وقد جاوز الخامسة والتسعين من العمر في مدينة آخن، ويكرّس ما بقي له من قوته وعمره لخدمة الإسلام والمسلمين جميعاً دون تمييز ، وخدمة قضايا الحق والعدالة والإنسانية والإنسان في كل مكان .

*شارك عصام العطار في تأسيس المنتدى الإسلامي الأوروبي للتربية والثقافة والتواصل الإنساني والحضاري وما يزال يتولى رئاسته حتى الآن ) .

رحـلْتَ مـــؤتلـــقًــا كالــــبـــدرِ ، كـــالـــعـــلــمِ ... تـطوي المكـاره مـن ظُلْـــمٍ ومـــن ظُـــلَـــمِ

تـــعـــيـــشُ ذاشــــمــــمٍ ، تــــحــــدو أخــــــــا جَــــلَــــدٍ ... ولــــــــم تــــهــــبْ ســــطــــوةَ الــبــاغــيـن والـــسَّــقــمِ

وعـــلَّـــمــتْ قــــدمــــاكَ الـــسَّـــعــيَ مَـــــــنْ طـــلــبُــوا ... أغــــلــــى الأمــــانــــي بــــظــــلِّ الــــدِّيــــنِ والـــقــيــمِ

تــــعــــيــــشُ لــــلــــدعــــوةِ الــــــغــــــرَّاءِ عــــالــــيـــةً ... لـــــم تــخــفـض الـــــرأسَ رغـــــمَ الــخــطـبِ والألـــــمِ

وتـــــلــــك شـــيـــمـــةُ مَـــــــــن كــــانــــت عــقــيــدتُــه ... شــــريــــعـــةُ اللهِ يـــمــلــيــهــا عــــــلـــــى الأُمـــــــــــمِ

وأنـــــــــتَ مَـــــــــن عــــــــاشَ نـــبـــراسًــا لــمــوكــبـنـا ... تـــعــلِّــمُ الـــركـــبَ مــعــنــى الــصَّــبــرِ لــــــم تـــجـــمِ

آثــــــــرْتَ فــــــــي الـــغـــربــةِ الــعــجــفـاءِ جــفــوتَــهـا ... عـــــــــن الـــمـــقـــامِ بـــدنـــيــا الــــزَّيــــفِ والــــسَّــــأمِ

تـــضـــيـــقُ عـــــنــــك قــــلــــوبٌ شـــانـــهــا دَخَــــــــلٌ ... ولـــــــــــــم تــــــبــــــالِ بــــــأوطــــــانٍ ولا ذمــــــــــــمِ

الَّــــــلـــــهُ حــــســــبُـــك مـــــــــــادارتْ مـــكـــائــدُهــم ... والَّــــلــــهُ عــــونُــــك فــــــــي الــــشِّــــدَّاتِ والـــغُــمُــمِ

أتــــــى بــــــك الـــحـــلُّ والــتــرحــالُ عـــنـــدَ مــــــدىً ... أنـــــــــــرْتَ ظـــلـــمـــتَــه بـــالـــفـــضــلِ والــــشِّــــمـــمِ

فــــمـــا لــمــثــلِـك فـــــــي الـــدنــيــا مـــقـــامُ هــــــوىً ... ولــــســــتَ تــــركــــضُ خــــلـــفَ الــــجـــاهِ والـــنِّــعــمِ

الــــشَّــــامُ دوحــــتُـــك الــفــيــحـاءُ كـــــــم شــــهـــدتْ ... لــقــلــبِـك الــــحُـــرِّ مـــــــن فــــعـــلٍ ومــــــن كَـــلِـــمِ !!

وكــــنـــتَ قــــطـــبَ رحــــاهـــا فـــــــي جــحــاجــحـةٍ ... تــــجـــالـــدُ الــــبـــغـــيَ والــــطـــاغـــوتَ بــــالـــخـــذمِ

ولــــــــــــم تـــــــــــزلْ بــــحــــبـــالِ اللهِ مـــعــتــصــمًــا ... بـــــيــــن الـــشَّـــبــابِ ، وغــــيــــر الله لــــــــم تــــــــرمِ

عــــــصـــــامُ : يــــاقــــائـــدَ الأبــــــــــرارِ : زحــــفُـــهُـــمُ ... يــــخـــوض غــــمـــرَ الــــوغـــى بــالــسَّــيـفِ والــقــلــمِ

ســـيـــشــرقُ الـــفـــجــرُ يـــاعـــطَّــارُ مـــــــن غــــســـمٍ ... ويــنــتــهـي الـــبــغــيُ والإجـــــــرامُ فـــــــي الــغــســمِ

فــــــربُّــــــكَ الَّــــــلــــــهُ بـــالـــمـــرصـــادِ يـــمــهــلُــهــم ... هــيــهــاتَ لــــــن يــفــلـتـوا ، فــالــشَّــرُّ فــــــي رَغَــــــمِ

وأصـــــعـــــبُ الــــصَّـــعـــبِ مــــيـــســـورٌ بـــقـــدرتِـــه ... عـــــلـــــى يـــقـــيـــنٍ بـــــــــربِّ الـــــنــــاسِ كـــلِّـــهِـــمِ

والــــبـــاطـــلُ الـــــيـــــومَ بـــــالإســـــلامِ يـــمـــحــقُــه ... شـــبـــابُـــنــا الــــمــــؤمـــنُ الــــــوثَّـــــابُ بـــالـــهـــمــمِ

الَّـــــلـــــهُ أكـــــبـــــرُ مــــــــــن بـــــغـــــيٍ وطـــاغـــيـــةٍ ... ومـــــــــن نـــــفــــاقٍ ، وغـــــــــدرٍ غـــــيــــرِ مــنــكــتــمِ

ومـــــــــن هـــــــــوىً بــــــــدَّدَ الآمــــــــالَ ، أحـــرقَـــهــا ... مــــــــن غــــيــــرِ نــــــــارِ طـــواغــيــتٍ ولا ضـــــــرمِ !!

لــــــم يـــرهـــب الـــشَّـــرَّ أبـــطـــالٌ قــــــد اقــتــحـمـوا ... لــــــــــجَّ الـــمــنــايــا بـــــــــلا خـــــــــوفٍ ولا نـــــــــدمِ

وصـــــارعـــــوا الــــكـــفـــرَ طـــغـــيــانًــا وطـــاغـــيـــةً ... وآثــــــــــروا جـــــنَّــــةً عـــــــــن ســـلـــســـلٍ شَـــــبــــمِ

وقــــاتـــلـــوا الــمــجــرمــيــن الأنـــذلـــيـــن ، ولـــــــــم ... تــخــيــفُــهــم عــــاصـــفـــاتُ الـــحـــقـــدِ والـــحـــمـــمِ

وأثـــبـــتـــوا عـــــزَّهــــم فـــــــــي كـــــــــلِّ مـــوقـــعــةٍ ... وأوهــــــنــــــوا كــــــــــــلَّ خــــــــــــوَّانٍ ومــــنــــهــــزمِ

وســـابـــقـــوا الـــــمــــوتَ شـــــوقًــــا دونَ جــنَّــتِــهــم ... يــــافـــرحـــةَ الــمــؤمــنــيــن الــــصِّـــيـــدِ بــــالـــكـــرمِ

هــــيــــهــــاتَ يـــرهـــبُـــنـــا مـــــــــــوتٌ بـــمــعــمــعــةٍ ... فــــنـــحـــن لــــلـــسَّـــاحِ دونَ الـــــحـــــقِّ والـــشِّـــيـــمِ

لــــقــــد صـــدعْـــنــا ، ولــــــــم تــــركــــنْ قــصــائــدُنــا ... لــــصــــولـــةِ الـــمـــارقـــيــن الــــــيـــــومَ بـــالـــنَّــخــمِ

الــــمــــوكـــبُ الــــــبَـــــرُّ مـــــــــــاضٍ دون بـــغـــيــتِــه ... بــــحُـــلـــوِ خـــــيـــــرِ نــــــــــداءٍ غـــــيــــرِ مـــنــكــتــمِ

وإنْ رمــــــتـــــنـــــا عـــــــــــــــداواتٌ مـــــؤجَّـــــجـــــةٌ ... مـــــــــن الـــطـــغـــاةِ بـــلـــيـــلِ الـــــغــــدرِ والـــقَـــتَــمِ

فــــــهـــــم تـــــرامـــــوا عـــــلـــــى أوزارِ خـــسَّـــتِــهــم ... لــــمَّــــا رمــــــــوا أهــــــــلَ شــــــــرعِ اللهِ بـــالـــوصــمِ

الــــشَّــــرقُ والــــغــــربُ مـــــــن أعـــــــداءِ شــرعــتِــنـا ... وكــــــــــلُّ طـــاغـــيـــةٍ فـــــــــي كـــــــــلِّ مـــقــتَــحَــمِ

ومــــــلَّــــــةُ الــــكــــفـــرِ مــــهــــمـــا لانَ مـــلــمــسُــهــا ... فـــإنَّـــهــا الــــســــمُّ فــــــــي الأحــــــــزابِ والـــنُّــظُــمِ

والــــظـــلـــمُ أعـــــتـــــى إذا أرغــــــــــتْ ضـــــراوتُــــه ... وأضـــــرمــــتْ نـــــــــارُه فــــــــي كــــــــلِّ مــــزدحَــــمِ

أبــــــنـــــاءُ جِـــلـــدتِـــنــا يـــاويـــحــهــم ســــبـــقـــتْ ... بـــــلــــوى عـــداوتِـــهـــم مـــــــــن كــــــــلِّ مـــجـــتــرمِ

فـــهـــم شُــــــواظٌ عـــلـــى الإســــــلامِ فــــــي ســـفـــهٍ ... وهـــــــم أفـــــــاعٍ عـــلـــى الأبــــــرارِ فــــــي الــسَّــلــمِ

بــــاعـــوا الــــبـــلادَ ولـــــــم يــــرعـــوا لــــهـــا ذمـــمًـــا ... أمـــــــا الــعــبــادُ فـــفـــي ضَـــنـــكٍ وفــــــي ســـقـــمِ !!

يــــاويـــلَ أُمَّـــتِــنــا مـــــــن شـــــــرِّ مـــــــا صـــنــعــتْ ... حــكَّــامُــهــا فــــــــي بـــــــلادِ الــــعـــربِ والـــعــجــمِ !!

والـــلـــيـــلُ لابـــــــــدَّ لـــلَّـــيـــلِ الـــطـــويـــلِ غــــــــدًا ... مــــــن الــصَّــبــاحِ الــــــذي يـــطــوي أســـــى الـــسَّــأمِ

فــــالَّــــلــــهُ جــــــــــــلَّ جـــــــــــلالُ اللهِ نــــاصــــرُنـــا ... ولـــــــــن يـــخـــيــبَ أخــــــــو صــــــــدقٍ بــمُــلــتَـطَـمِ

*** ... ***

رحــــلْــــتَ فــانــتــفـشـوا ، لــــكــــنْ بــــمـــا غــــرفـــوا ... مــــــن الـــسَّـــرابِ الــــــذي يــــــودي إلــــــى الـــعـــدمِ

فــــأيــــن شـــيـــمــةُ مَــــــــن تُــــرجَـــى أُخـــوَّتُــهــم ؟ ... وأيـــــــن أيـــــــن ســـجــايــا الـــفــضــلِ والـــشــيــمِ ؟

ذابـــــــــتْ نـــضــارتُــهــا فـــــــــي كـــــــــلِّ حـــالـــقـــةٍ ... فــــــــــلا وداد ، ولا عـــــاجـــــوا عـــــلـــــى قـــــيــــمِ !!

وحـــســبُــهــم أنَّـــــهــــم بـــــــــاؤوا بــــمــــا نـــكـــثــوا ... مــــــــن الـــعـــهــودِ ، وألـــقـــوهــا عــــلــــى الــــضَّـــرَمِ

مــــــــا أنــــــــتَ وحـــــــدك !! فـــالإيــمــانُ يــجــمـعُـنـا ... وأنـــــــــتَ أنـــــــــتَ مـــــثــــالُ الــــعــــزمِ والـــهـــمــمِ

جــــــراحُـــــكَ الــــــيـــــومَ لــــــلإســـــلامِ نــــــازفـــــةٌ ... فـــمـــا بــخــلْــتَ بـــمــا فـــــي الــعــيـشِ مـــــن نـــعــمِ

لأُمَّــــــــــــةٍ أوهـــنـــتْـــهـــا غــــفــــلــــةٌ عــــصــــفــــتْ ... بـــحـــقــلِ إســـلامِـــهــا الــــزَّاهــــي مــــــــن الــــقـــدمِ

فــــــبــــــوركَ الــــصَّــــبــــرُ يــــاعــــطَّـــارُ تـــحـــمـــلُــه ... كـــــأنَّـــــه مــــــــــن أريـــــــــجِ الـــخُـــلـــدِ والـــعَـــنـــمِ

{ بـــنـــانُ } أخــــــتُ عـــلانـــا قــــــد مـــضــتْ قُـــدُمًــا ... بــــدربِـــهـــا الــــعَـــطِـــرِ الـــــفـــــوَّاحِ ... كـــالــحــلــمِ !!

ورصَّــــــــــعَ الـــمـــجـــدُ بـــــالإخــــلاصِ ســـــؤدُدَهــــا ... بــــــأكـــــرمِ الــــــبـــــذلِ مـــــــــــن روحٍ لــــــهـــــا ودمِ

وقــــارعـــتْ بـــالــهــدى والــــحـــقِّ مَـــــــنْ ظـــلــمــوا ... وأنـــفُــسًــا عــــــن خــســيــسِ الــفــعــلِ لــــــم تـــنـــمِ

بــــدربِـــهـــا الأخــــــــــواتُ الــــطَّـــاهـــراتُ عـــــلـــــى ... عــــهـــدٍ ، لـــحـــربِ عـــتـــاةِ الـــغـــيِّ فــــــي الأُمــــــمِ

هــــــــو الـــجـــهــادُ ، ولـــــــم نُــــلـــقِ الــــسِّـــلاحَ ، ولا ... نــــرضــــى الـــدَّنـــيَّــةَ أو نُـــلـــقــي يــــــــدَ الـــسَّـــلــمِ

هـــــــــي الــــدمــــاءُ الــــتــــي فــــاضــــتْ بــأربُــعِــنــا ... تـــــكــــوي الـــجـــنـــاةَ بـــــثــــأرٍ غــــيــــرِ مـــنـــصــرمِ

والـــــحـــــقُّ يـــبـــقـــى ، ولا يـــــــــودي بــجــحــفــلِـه ... تــــكــــالُــــبُ الــــــشَّـــــرِّ والـــطـــغـــيــانِ والألـــــــــــمِ

إنَّـــــــــا عــــلــــى الـــعـــهــدِ مــــالانــــتْ ســـواعـــدُنــا ... ولا ثـــــنــــى عـــــاصــــفُ الأحـــــــــداثِ أيَّ ظــــمــــي

والــــمــــوتُ أُمـــنـــيــةٌ تـــحـــلــو لــــمَــــنْ صــــدقـــوا ... وعــــاهــــدوا الَّــــلـــهَ مـــاهــابــوا لــــظـــى الـــحِــمــمِ

ســـيـــعــلــمُ الـــظَّـــالــمــون : الـــحـــقـــدُ جـــمَّــعَــهُــم ... مـــآلَـــهــم عــــنــــدَ ربِّ الـــخـــلــقِ فــــــــي الــــدُّهُـــمِ

فــــإنَّـــهـــم مـــــــــن بـــقـــايـــا الـــمــارقــيــن بـــــــــلا ... ديــــــــــــنٍ ولا خُــــــلُــــــقٍ يــــــزكـــــو ولا شــــــيـــــمِ

*** ... ***

رحــــــلْـــــتَ والــــغــــربـــةُ : الــــدُّنــــيـــا لــمُــعــتــقِــدٍ ... بـــمــنــهــجِ الَّـــــلــــهِ لـــــــــم يـــقـــنـــطْ و يــنــفــحــمِ

فــــمـــن جـــهـــادٍ ، إلــــــى فـــضـــلٍ ، إلــــــى شـــمـــمٍ ... يـــحــلــو بـــــــك الــــصِّـــدقُ والإخـــــــلاصُ لــلــقــيـمِ

رســـــــالــــــةُ الَّــــــلــــــهِ زادٌ لــــلــــهُــــداةِ عــــــلــــــى ... طــــريـــقِ أهـــــــلِ الــــوفـــا فـــــــي كـــــــلِّ مــنــبـهـمِ

والـــعـــمـــيُ قـــــــــد غـــــرَّهــــم وهــــــــنٌ بــأُمَّــتِــنــا ... فــــلـــم يـــــــروا واجــــبًـــا يــــدعـــو إلــــــى الــهــمــمِ

كــــأنَّـــهـــم والـــعـــمـــى أودى بـــــهــــم ، فـــمـــضـــوا ... رغــــــمَ الــنَّــذيــرِ عــــــن الــصَّـيـحـاتِ فـــــي صـــمــمِ

فـــــمـــــا يُـــــرجَّـــــى بـــــهـــــم خـــــيـــــرٌ لأمَّـــتِـــنـــا ... ومـــــــــا نـــــــــرى بـــيــنــهــم وجــــهًــــا لــمــعــتـصـمِ

قــــمــــنــــا نــــجــــابــــهُ طـــغـــيـــانًـــا وطــــاغــــيـــةً ... فــــــــإنْ هـــــــوى صــــنـــمٌ قـــمــنــا إلـــــــى صــــنـــمِ

والــــنــــاسُ يــاويــلــهــم نــــامــــتْ لــــهــــم مــــقــــلٌ ... وأعـــــيــــنُ الإخـــــــــوةِ الأبـــــــــرارِ لـــــــــم تـــــنــــمِ

فـــلـــلـــطـــغـــاةِ ووادي الـــــــويـــــــلِ مــــوئــــلُـــهـــم ... جـــــــزاءَ مـــــــا اقــتــرفــوا فــــــي لـــيـــلِ غـــدرِهِـــمِ

وهـــــــــــــذه الأرضُ مــــــيــــــدانٌ ، وكــــــــــــم وأدتْ ... مـــــــن الـــوجـــوهِ الـــتـــي خـــابـــتْ يــــــدُ الـــرَّجـــمِ

يـــــفــــيــــضُ قـــــلــــبُــــك إيـــــمــــانًــــا تــــزيِّــــنُــــه ... دونَ الــــعــــلــــى ثــــــقـــــةٌ بـــالـــنَّـــصــرِ لـــلـــقـــيــمِ

والــــــيـــــأسُ كـــــفـــــرٌ ولا يُــــنـــمَـــى لــشــرعــتِــنــا ... مـــهــمــا طــــغـــى الــــهـــولُ بــالأشــجــانِ والــسَّــقــمِ

شــبــابُــنــا واحــــتــــدامُ الـــبـــغــي فــــــــي مــــحـــنٍ ... أقـــــــوى وأعــــتـــى مـــــــن الـــطــاغــوتِ والــغــســمِ

ســــيــــدحـــرُ الــــظُّــــلـــمَ أبــــــطـــــالٌ غــــطـــارفـــةُ ... ويُــــــرجِـــــعُ الــصِّــيــدُمــنــهـا كــــــــــلَّ مـــهـــتَــضَــمِ

فــــكــــم طــــــــوتْ قـــبـــضــةُ الأقـــــــدارِ طـــاغــيــةً ... وقـــــــــد تـــــــــدرَّعَ بـــالأجـــنـــادِ فــــــــي أجــــــــمِ !!

يـــــاغــــارةَ الَّـــــلــــهِ هـــــــــذا عـــــصــــرُ مـــلــحــمــةٍ ... فـــيـــهــا نــــجـــدِّدُ مـــــــا لـــلــدِّيــنِ مـــــــن عِــــظَـــمِ

فرفرفي بالهدى والنَّصرِ حانيةً ... فـــــــــإنَّ حـــــبــــلَ الــتَّــفــانــي غــــيــــرُ مــنــفــصــمِ

مـــــازلــــتَ تــمــنــحُــنـا عــــزمًــــا بــــمــــا وهــــبــــتْ ... يــــــــداكَ رغــــــــمَ الـــعــنــا والـــضِّــيــقِ واالــــوصـــمِ

ســـيــنــجــلــي الــــغـــســـمُ الــــمـــمـــدودُ يـــتـــبــعُــه ... خــــطــــبٌ عــــــــوى بـــالــرَّزايــا الــــسُّـــودِ والألـــــــمِ

ونـــحـــمــلُ الــــجُــــرحَ مـــهـــمــا فـــــــاضَ دافــــقُـــه ... ونـــســـتــعــيــنُ بــــصــــبـــرٍ غــــــيـــــرِ مـــنـــفـــصــمِ

لـــــنــــا الـــفـــخــارُ بــــديــــنِ الــمــصــطـفـى أبــــــــدًا ... فــــــــي الــعــالـمـيـن ، ولـــــــم نـــخــضــعْ لُــمــجْــتَـرِمِ

ومـــــــا أردنـــــــا لــــهـــم حــــقـــدًا ، فــــفـــي يــــدنـــا ... قـــــــــرآنُ بـــارئِـــنـــا يـــــدعــــو إلـــــــــى الـــشِّـــيـــمِ

والــــشَّـــامُ مــــهـــدُ الـــبــطــولاتِ الــــتـــي عــــرفـــتْ ... مـــــــدى الـــعــصــورِ فــــصـــولَ الـــسَّــيــفِ والــقــلــمِ

تــــــرنــــــو لــــوجــــهِــــك يــــاعــــطَّــــارُ مـــؤتـــلـــقًــا ... بــــأعــــذبِ الــــحــــبِّ والــتــقــديـرِ فـــــــي الأُمـــــــم

ســـحــابُــهــا الـــعـــطـــفُ والـــرَّحْـــمَــاتُ وَدْقُ يــــــــدٍ ... قـــــــــد بـــاركــتْــهــا مـــــزايــــا الــــــــوُدِّ والـــشـــيــمِ

تـــــعــــودُ لـــــلأصــــلِ مـــهـــمــا عــــــــاثَ شــانــئُــهــا ... فـــالـــجــذلُ بــــــــاقٍ وثــــيـــقَ الـــعــهــدِ والـــعِــصَــمِ

فَــلْــتَــبْــتَــهـجْ أمـــــــــــةُ الإســـــــــــلامِ مــــوعـــدهـــا ... ذي الـــبـــشـــريــاتُ بِــــكَــــلْـــمٍ غـــــيـــــرِ مـــنـــكــتــمِ

فالله يـــــرعــــى خـــطـــاهـــا حـــيــثــمــا اتـــجـــهـــتْ ... وسُــــنَّــــةُ الــمــصـطـفـى فـــــــي خــــيـــرِ مُــعــتَــصَـمِ

وسُــــــــنَّــــــــةُ اللهِ حــــــــاشــــــــا أن يـــــبـــــددَهـــــا ... طــــوفـــانُ طــغــيـانِـهـم فـــــــي الـــســهــلِ والأكــــــمِ

وغـــــوثُـــــنــــا الله إن دنـــــبـــــاهُــــمُ جَـــــــحَــــــدَتْ ... مــــالــــلأبــــاةِ مــــــــــــن الإيــــــثـــــارِ والــــــذِّمـــــمِ

عـــــــزاؤُنــــــا أنَّــــــنــــــا نــــــشــــــدو لـــرفـــعــتِــهــم ... ولا نُــــــسَــــــوِّقُ شَــــــــــــرًّا فِــــــعْــــــلَ مُـــنـــتَـــقِـــمِ

فــنــهــجُـنـا نــــهــــجُ خــــيــــرِ الـــخَـــلــقِ أحـــمـــدنــا ... وَلْـــيَـــسْـــألُــوا قـــبـــلَـــهــم مَــــــــــن لاذَ بــــالـــحـــرمِ

*نشرت هذه القصيدة في مجلة البلاغ الكويتية ــ العدد 799 ــ بتاريخ 19/10/1405هـ ، باسم مستعار لظرف وجودي في مكان آخر في تلك الأيام .

وسوم: العدد 869

قدم الهجرة:

  كما كتب الشاعر أحمد محمد الشامي قصيدة أهداها : إلى الأخ الشاعر العالم المجاهد عصام العطار أيدك الله بروح من عنده، قرأت قصيدتك فلم أشعر بعد أن دمعتْ عيناي إلا وأنا أترنم بهذه الأبيات :

من أي صومعةٍ في تلكمُ القِمم ِ صوتٌ تحدّر يسري ساحر النغم ِ؟

أصوتُ مبتهل ٍ، أم نوح مفتقدٍ أم همس ذي شغفٍ، أم بوحُ معتصم ؟

أم كلُّ ذلك في يأسٍ وفي ألم جاشتْ به نفسُ حرٍّ ثائر فهم ِ؟

  لقد سمع الشاعر أحمد محمد الشامي بصوت شجي يتحدّر من قمة شامخة، ويسحر العالم بعذوبة جرسه، فلم يدرِ أهو صوت راهب يبتهل إلى الله، أم صوت نائحة ثكلى، أم همس عاشق، أم بوح تائب يعتصم بحبل الله، ويشتق العطر من اسم عصام العطار، فيقول:

عصامُ من عطّر الدنيا بعصمته عن الخيانة والفحشاء والنهم ِ

ومن تعبّد للتقوى يقدّسها في العدل والصدق والإحسان والشمم ِ

أخي تصبّر إذا ما ظلتَ مغترباً تمشي مع الحقّ فوق الخوف والألم ِ

تمشي على قدم ٍ من قبل قد أنستْ بوحي من صحبتْ من سادة الأمم ِ

موسى الكليم وعيسى وابن آمنة ٍ وصحبه ، عندما ولّوا عن الحَرَم

الأنبياءُ ومن والاهمو ألفوا عناءها دونما خوف ٍ ولا ندم ِ

نعماك من قدم ٍ ، بشراك من قدمٍ بوركتَ من قدم ٍ قدست من قدم ِ – بروملي 2 نوفمبر 1985م - الأعمال الكاملة – ج 1 : قصيدة رقم / 559 /

  فالشاعر يوصي العطار بالصبر والوقوف مع الحق، وأن يسير في طريق الأنبياء: موسى وعيسى ومحمد وأصحابه، أولئك الأطهار الذين تركوا الحرام، وألفوا عناء الدنيا ومحنتها .

الإمام المخلص:

  بعد قراءة خاطفة في « كلمات » الصدق الناطقة بالحق، التي نطق بها الزعيم العربي المسلم المجاهد الأستاذ الكبير عصام العطار، اشتعلت في مشاعري كل ألوان الغيرة الإسلامية والعربية والإنسانية، وانسابت على الورق شعراً وإن لم يبلغ من الإفصاح ما يمكن أن أسميه شعراً، لكنها مشاعر جاشت في قلب، يحترق ألماً من واقع ما تعيشه أمة العرب خاصة، وأمة الإسلام بصورة عامة .

  نظمت هذه الأبيات المعدودات على غرار قصيدة شاعرنا الكبير في « كلمات » كان أول بيت فيها : 

  ومــا أبــالـــي إذا الـتـاريـــخ أنصفــنـي أو جار في حـكمـه أو ضل أو كَذَبـــا

  فقال الشاعر معارضاً تلك القصيدة الرائعة فكتب قصيدة على نفس القافية والوزن ، جاء في مطلعها:

« عصامُ » ما جامَلَ التاريخُ أو كَذبا كلاَّ ولا جارَ في حكُمٍ ولا استلَبَا

عيناهُ أبصرتِ الإخلاصَ تزرعُه كفّاكَ تخدِمُ في أعمالك العَرَبَا

لسانُ دَهرِك بالحمد الجميل شَدا يُثني عليك ثناءً عَاطراً عَجَباً

ألم تنافحْ عن الإسلام ترفعهُ شَرعاً ليكشف عن أقوامِنا الكُرَبا

قد ناصَبَتْكَ عداءً زمرةٌ حَكَمَتْ لم تتّق الله لا رُغْبى ولا رَهَبا

  إن التاريخ لم يجامل أحداً، بل أبصرت عيناه الإخلاص، والعمل البنّاء، والدفاع عن قيم الإسلام فخلّد ذلك العمل، ويشيد الشاعر بمواقف المجاهد عصام العطار الذي خيّر بين الوزارات ، وبين حياة المشقة، فاختار ما عند الله :

قد خَيَّروك .. فخِرْت اللهَ مُلْتَحَدا لم تنشدِ الجاهَ والأموالَ والرُّتبا

حتى الوزارات لم تَفْتِنْكَ رفعتُها واخترت نُصرة دِيِن اللهِ مُحْتَسِبا

( إن نلْتَ مرضاتَه فالشمس دون يدٍ فكيف تَقبلُ عن آمالِكَ الشُهبا )

« عصام » أصْبَحَتِ الدنيا مُغلَّلةً يفتَنُّ في حكمها الطاغوتُ مُغتَصِبا

إن المؤمن إذا حصل على مرضاة الله فقد ملك كلّ شيء، وأصبحت الشمس ملك يمينه :

يقول قائلُهم يا عُرْبُ حَسْبُكُمو هذا الضياعُ الذي أرداكمو إرَبَا

تَعَوْلَموا وتهاوَوْا تحت أرجُلنا فنحن نرفعكم في أرضِكم نُصُبا

خَلُّوا التَمَذهُبَ بالإسلام وانتَهجِوا نَهْجَ اليهود فقد أضحوْا لنا عَصبا

خَلُّوا القيادة في الدنيا (لِعُمْدتها) فمثلُه أبدع الإِرهاب والشغبا

يا مسلمون أزيحوا عنكمو قِيَماً إنّا سنكسوكمو أخلاقَنا قُشُبا

  ورفع الغرب ومعه الطغاة العرب شعار العولمة، وحثوا الشعوب المسلمة على ترك الدين والقرآن وتعاليم الرسول ؛ لأنها رجعية وتخلف، وأرادوا من المسلمين التخلي عن قيادة العالم لهم، فهم سادة الدنيا، وعلى المسلمين أن يلبسوا ثيابهم، وينهجوا نهجهم ..ولكن من المؤسف أن البعض أطاعهم ، وأسرع في هواهم :

أجلْ كثيرٌ أطاعوا أمْرَ حـــــاكمهم وجـانبوا الحق والأخلاق والحَسبا

باتُوا على العار لا تنفكّ أنفُسُهم تستعذبُ الذلّ والأعنات والعطبا

ويشيد بأخلاق الأستاذ عصام العطار، فيقول :

هذي « عصام » أفانين الخنا عَصَفت بالمسلمين فباتوا للردى حَطَبا

حاربْ بما اسطعت من دينٍ ومن قيمٍ جُندَ الرذائل واسحقْ أهلَها الجُنبا

جدِّدْ نضالك وارفعْ صوتَ ذي ثقةٍ بنصرة الله واستمسكْ بها سببا

« عصام » قلبكُ لم يلحق به هَرَمٌ ولا استطابَ الكرى أو ملَّ أو تعبا

ما زال يخفق بالإيمان مُتّصلاً بالله معتصماً بالحق مُعتصباً

سَلْسِلْ نصيحك كالماء الزلال سرى يحيي المواتَ ويشفي الداء والوصبا

« عصام » ما زلتَ تهدي كل قافِلةٍ يروم قائدُها أن يبلغ الأربا

الله علّمك « الفصحى » تَذودُ بها عن دينه الحقِّ من غالى ومن كَذبا

زلزلْ بفصحاك أركانَ الضلال فما يقوى على دَرْءِ هذا السيل من جَلَبا

الجهلُ أعمشهم، والجوْر أغطشهم والكِبْرُ صيَّرهم في قومهم غُربا

ما خاب من عرَّف الدنيا بملته واستهدف الحقَّ قصْداً والهدى سببا

  أيها المجاهد: لقد عصفت فنون الخنا بالمسلمين، فأصبحوا حطباً لنيران الحروب، والعداوة والبغضاء، فحارب بجيشك جنود الرذيلة، فقلبك ما يزال شاباً، والله منحك البيان، وأعطاك البلاغة ، فزلزل أركان الضلال، ودمر جيش الفساد الذين أعماهم الجهل، والظلم، والكبر ..

« عصام » هذا شعورٌ فاض عاطِفةً لمَّا قرأتُ « قصيداً » ثار مُلتهبا

أبياتُها رُجُـمٌ ألفاظُــها حُمَمٌ تهوي على ظالمٍ يا سوء ما ارتكبا

تفجـّـرتْ في فـؤادي نِقْــمـــةً وقِلـــىً فَرُحـتُ أنفُـث مـن نيرانهــا اللهبــا

إنّ الــكـــتـابَ، الــذي أودعــتـَه حِكَمـــاً ضَـمّ البلاغـــةَ سِــحْراً واحتـوى كُتُبــاً

سَداه نورٌ وإيمانٌ ولُحْمَتُه شَرْعٌ يؤدّب من عن دينه رغِبا

لله دَرُّك رُبَّاناً لأمته تقودها صَعَداً لا تنثني صَببا

فإن كتبتَ فنحريرٌ سما أدباً وإن خطبتَ هززتَ العُجمَ والعَرَبا

الله ألزمك التقوى فسِرتَ بها معــلّماً وإمـاماً، رائداً ذَرِبا

كلُّ الجموع التي علَّمتَها اندفعت إليك تَنْشدُ فيك المنقذَ الأَرِبَا

دُمْ للعروبة والإسلام مُنتصراً فاللهُ علَّمَكَ الإِقْدَامَ والدّأَبَا

دُمْ يا«عصام» برغم الخَصْمِ ذا خطرٍ يخاف «قولَك» من عادى ومن شَغَبا

أهلُ الضــلال تمنَّــوا أنهــم خَرِسـوا أمـام مَـن أعجَــز الأَعلامَ والخُطَبـــا

صدى القلب:

  وقد قام بعض شعراء الحركة الإسلامية بمعارضة قصيدة الأستاذ عصام العطار من شكاة القلب، ومن هؤلاء الأستاذ راتب السيد الذي نشر معارضته بعنوان "صدى القلب" في مجلة الشهاب العدد التاسع من نفس العام، ومطلعها:

يا صاحب الشّوق هيّجْتَ اللواعج بي

أذكرتني العهد عهد الإخوّة النّجبِ

طال اغترابك حتى سال مدمعنا

شوقاً إلى الحبّ حبّ الدين والأدب

أما الأحبّة فالأشواق تحرقهم

إلى اللقاء ولو في السبعة الشّهب

سنلتقي يا أخي مهما النّوى بعدت

مهما زكا الشوق في أحشاء مغترب

لابدّ من رجعة مهما المزار نأى

مهما عدا المعتدي أو جدّ في الطّلب

الله أكبر إنّا سوف نسمعها

وسوف نشدو بها في الفوز والطرب

الله أكبر إنّا سوف نعلنها

على الأعادي سعيراً حاميَ اللهب

الله أكبر إنا سوف نرفعها

تَدْوِي لتكشف زيف الشكّ والرّيب

  لقد ذكرته كلمات الأستاذ العطار بالأمس الجميل، ويحن إلى لقاء المجاهد الذي طال اغترابه عن أرض الوطن، ويأمل ويتفاءل باللقاء، فاجتماع شمل الأحبة أمر محتّمٌ ، وسوف تردد أجواء دمشق صدى صيحات التكبير، وسوف نهزم الأعداء طال الزمان أم قصر .

ومنها:

يا أيها الليث لا تهتمَّ من فئة

قد هاجها الحقد غدراً غير محتجب

الضّغن أرَّثَ فيها كل موجدة

وسوف يوقعها في شرّ منقلب

كم حاربوا الدين والإسلام واجترؤوا

وأعملوا النّاب في الأعراض والنّسب

واستلهموا الكفر في آرائهم وبهم

بلادنا قلبت رأساً على عقب

  فهو يطلب من المجاهد بألا يهتم لطغمة الإلحاد التي غدرت، وعذبت الثلة المؤمنة، وحاربت الدين، وانتهكت حرمة الأعراض ...

صدى رحيل :

  وكان لقصيدة "رحيل" صداها الواسع وأثرها العميق في النفوس، لما فيها من صدق العاطفة والتصوير، ولما تكشفه من مآسي المسلمين الدامية الفاجعة، وواقعهم الأليم.. ولقد كان من رجع صداها المتعدّد الأشكال والألوان قصائد من أصدق الشعر وأحسنه تصويراً لبعض مآسي المسلمين، وأحفَلهِ بالمشاعر النبيلة والمعاني الكريمة التي لا يكثُرُ مثلها هذه الأيام.

  ومن هذه القصائد قصيدة للزعيم اليمني الإسلامي الشاعر قاسم الوزير.. نظمها جواباً على قصيدة "رحيل" وكانت بعنوان "صدى رحيل" ومطلعها:

جفنٌ لجرحِكَ.. لم يَغمض ولم يَنمِ

يشكو من الهَمِّ.. ما نشكو من الألمِ

يا نازحَ الدارِ لم يخترْ مبارحةً

إلا حفاظاً على زاكٍ من الذِّمم

وهذا عهد الله قطعه عصام مع نفسه ودعوته وأمته، وهو ما يزال يحفظه :

حقٌ لربّكَ ما تنفكُّ تحفظهُ

عهداً.. وحقٌ على الأحرار للأُممِ

ما زلتَ من بلدٍ تمضي إلى بلدٍ

ومن بعيدٍ إلى جافٍ من الرَّحِمِ

مُفزَّعَ الخَطو في درب الرسولِ.. وكمْ

أغفى على الإثمِ طرفٌ من هداهُ عمي

  ولئن انحرف أقوام، وقعدوا في وسط الطريق فإن عصاماً ما يزال وفياً للمبادئ التي حملها، وضحى من أجلها :

لئنْ تغيّرَ أقوامٌ أو انقلبوا

فقد وفيتَ.. وإن قبضاً على الحُمَمِ

ما إنْ تُبالي إذا أغضبتَ جَمعهمو

إنْ لم يكن غضبٌ من بارئ النّسَمِ

لم بنقُموا منكَ إلاّ هامةً شَمَختْ

عليهمو وعَنتْ للواحدِ الحَكَمِ

سيحكُمُ اللهُ فيما بيننا ونرى

مَنْ في غدٍ.. قارغٌ سِنّاً من النّدمِ

لا يحسبِ الظالمونَ.. الأمرَ تمَّ لهم

اللهُ يُمهلُ.. قبل الأخذِ بالنّقمِ

  ولا يفرح الطغاة بأن الأمر تمّ لهم، فالله يمهل ولا يهمل، ويشيد بشاعرية عصام العطار ، فيقول :

يا مرسلَ الشِّعر شجواً في ضمائرنا

وموقظَ العزمِ في ذاوٍ من الهِممِ

أسمعتَ.. لكنّ أقواماً --وقد قَصُرَتْ

قاماتهم ذلّةً-فرّوا إلى الصّمَمِ

يخشى الكرامةَ من ماتتْ رجولتُهُمْ

إنّ الرُّجولةَ لا تعدو على الحُرَمِ

ومنها قوله وقد استبد به اليأس من يقظة الأمة:

أرسلتُ شكوى.. فعادَ الرَّجعُ يصرخُ بي

أضعتَ شكواكَ لا تصرخْ ولا تلُمِ

ما أقفرَ الحيُّ.. لكن أقفرتْ ذِممٌ

من المروءَةِ والأخلاقِ والقيَمِ

فاضربْ بطرفِكَ أنّى شئتَ من وطنٍ

فهلْ نرى غير مهجورٍ ومُنهدمِ؟

في كلِّ أرضٍ لنا مَنفى.. وما طَلَعتْ

شمسٌ.. ولا غَرَبتْ إلا على غَمَمِ

تكريم الأستاذ عصام العطار :

  وسأكتفي في هذه العجالة بالحديث عن الجانب الفكري للملتقى السنوي السابع والعشرين مشيراً إلى بعض ما قدم فيه من مواضيع وأفكار.

اختار المنظمون في هذا العام للملتقى السابع والعشرين عنواناً واسعاً هو :

(المسلمون في عالم اليوم)

أمسية تكريم الأستاذ الكبير عصام العطار:

  وكانت آخر فعاليات اليوم الثاني للملتقى أمسية تكريم للأستاذ عصام العطار تقديراً من المؤسسات الإسلامية في ألمانيا وأوروبا والعاملين على جهوده في تأسيس هذه المؤسسات ورعايتها خلال العقود الأربعة الماضية، وتقديراً لجهوده في خدمة الإسلام والمسلمين على الصعيد الفكري والسياسي والدعوي . ولقد تمنى كل مشارك في المؤتمر أن يكون له دور في الإشارة بشكل من الأشكال إلى مأثرة من مآثر الأستاذ عصام العطار، وأكتفي هنا بلفتات مختصرة خرجت من قلوب المتحدثين ممزوجة بالعبرات، وشارك الحضورُ المتكلمين في مشاعرهم وعواطفهم فعبرت دموع الكثيرين منهم عما في قلوبهم من محبة لمرشدهم ومعلمهم حفظه اللَّه تعالى ورعاه . ثم ختم الأستاذ عصام العطار برنامج اليوم الثاني بكلمة قصيرة زادت من تقدير الحضور ومحبتهم له على تواضعه ومحبته لإخوانه وإرادة الخير لهم ولكافة المسلمين .

تحدث في حفل التكريم كل من الأساتذة :

  1. متولي موسى.
  2. إسماعيل كيلاني.
  3. د. محمد هيثم الخياط.
  4. د. سامي إلياس.
  5. د. كمال هلباوي.
  6. د. علي محي الدين القره داغي.
  7. عبد الرحيم رزقي.
  8. د.العربي كشاط.
  9. د. مروان قباني .

وبعد:

  شخصية الداعية عصام العطار شخصية آسرة، محببة، قدم لدينه ودعوته ما يعجز القلم عن تصويره، تعرض للتهميش والإهمال من القاصي والداني، ولم تصدر دراسة عن حياته وفكره سوى كتيب للأستاذ حسن التل، وهو لم يطبع منذ حرب بورسعيد، فيا ليت طلبة العلم يكتبون الرسائل الجامعية عن عملاق الفكر الإسلامي في سورية فهو جدير بالدراسة والاحترام، ولديه من الخبرة في الدعوة وفي معرفة العوائق وخطورة المسار ما الله به عليم، ويا أبناء الإسلام أصيخوا لمرشدكم الداعية الحكيم، ناشدتكم الله ألا تتركوا ذلك الدم المسفوح يذهب هدراً، ويضيع سدى.

والله أكبر، والعاقبة للمتقين .

مصادر الدراسة:

1- مجلة الشهاب اللبنانية- العدد الثامن والتاسع- السنة الأولى عام 1386هـ ، 1967م.

2- مجلة الرائد- العددان ،77 ،78 ( 1405هــ، 1985م).

3- مجلة المجتمع اللبنانية- سنة 1964م.

4- شعراء الدعوة الإسلامية في العصر الحديث، الجزء الأول، الطبعة الأولى، 1978م. ص80 – 87 .

5- قصيدة "رحيل"، الدار الإسلامية للإعلام- بون، 1985م.

6- مجلة الرائد - العدد ،78 جمادى الأولى 1405هـ، فبراير 1985م، ص30.

7- مجلة الرائد - العدد ،77 ربيع الثاني 1405هـ، كانون الثاني 1985م، ص15.

8- مجلة الرائد - العدد ،77 ربيع الثاني 1405هـ، كانون الثاني 1985م، ص15.

 9- مجلة الرائد - العدد ،77 ربيع الثاني 1405هـ، كانون الثاني 1985م، ص16.

10- مجلة الرائد - العدد ،77 ربيع الثاني 1405هـ، كانون الثاني 1985م، ص17.

 11- مجلة الرائد - العدد ،77 ربيع الثاني 1405هـ، كانون الثاني 1985م، ص28.

12- ديوان أحمد محمد الشامي: الأعمال الكاملة – موقع الاثنينية – عبد المقصود خوجة.

وسوم: العدد 1016