عن الشريف الرضي وطوقه

زهير سالم*

في طوق الشريف الرضي..

لستُ خليا وإن كان الكلام كلام خليين.

وتعددت عليّ الأسئلة حول ما ذكرت في رسالتي الصوتية عن طوق الشريف الرضي!!

والشريف الرضي واحد من أعلام الأمة مذكور في أهل الشرف، معدود بين أعلام الشعراء. وهو من أعلام القرن الرابع الهجري. ولد في منتصفه وتوفي في مطلع القرن الخامس..

وإن لم تكن قد حفظت من شعره:

يا ظبيــة البــان ترعــى في آرائكــه

ليهنــك اليــوم أن القلــب مرعاك

سهم أصاب وراميــه بــذي ســــلم

من في العراق لقد أبعدت مرماك

وعدٌ لعينيك عندي ما وفيت به

يا طالمــا كذبت عينــــيّ عينــــــــــاك

إن لم تكن قد حفظت هذا فما حفظت من شعر العرب شيئا

والشريف الرضي أحد وجوه الطالبيين وتولى نقابتهم أو نقابة الأشراف كما تولى في دولة بني العباس منصب قاضي القضاة. ولعله حظي وبظي في عهد البويهيبن..

ترجم له ابن حجر العسقلاني في لسان الميزان ووصفه بأنه "رافضي جلد" وذاك وصف له دلالة في ذاك العصر. ودلالته في ذلك العصر لا تهبط به الى حضيض الدلالة التي يدل عليها في القرن الخامس عشر الهجري، أي بعد ألف عام.

وتابعه على ذلك الذهبي في ميزان الاعتدال فنقل وصف ابن حجر فقال مكررا أو مؤكدا : "رافضي جَلْد"

وينتهي نسب الشريف الرضي إلى موسى الكاظم ابن جعفر الصادق..

كان معترفا له بالذكاء وذكاة النفس والنَّفَس.

والشريف الرضي هو جامع أو واضع كتاب" نهج البلاغة" الذي يحتوي على خطب سيدنا علي رضي الله عنه. ويختلف فيها المحققون، فيقول البعض هي من وضعه، أي وضع الشريف، وهي بأسلوبه أليق؛ ويقول آخرون هي من جمعه. وكيف وقد رواها من غير إسناد؛ وبينه وبين سيدنا علي مهامه فيح؟؟!! والذي يلوح لي انها موضوعة ومجموعة، وفي نصوصها ما يشهد شهادة بيّنة ضد الرفض وأهله.

والذي رابني من أمرها عندما قرأتها أول مرة، بشرح الاستاذ الامام محمد عبدة رحمه الله تعالى، أنه أعرض عن الحديث في توثيقها، ولعله اراد ان يَرُوْج شرحه عند الطائفتين. وهي طريقة لمست ملامحها عند الكثيرين ممن ألفوا في الفرق.

وقالوا في الشريف الرضي: هو أشعر الطالبيين، وقد أصابوا، ولو قالوا: أشعر الهاشميين لما نوزعوا.

وقالوا: هو أشعر القرشيين وأظنهم في هذا قد توسعوا؛ فأين يذهبون بابن ابي ربيعة وقصيدته

أمن آل نعم أنت غاد فمبكر

أو قوله

أبرزوهــــا مثــــل المهــــاة تهــــادى

بيــــــــن خمــــــــــس كواعب أتراب

ثم قالوا تحبها ؟؟ قلت بهرا !!

عدد الرمــل والحصــا والتراب

دمية عند راهب ذي اجتهاد

صوروهــــــــا بجــانــــب المحــــــراب

أو قوله:

حسدا منهن

وقديما كان في الناس الحسد

المهم انتم سألتم عن طوق الشريف الرضي

وكان الشريف الرضي كما قلت متعاظما بنفسه، وبنسبه وبمكانته؛ فكتب يوم أبياتا الى أمير المؤمنين القادر بالله، يوازي نفسه به، ويقول له أنا وأنت يا أمير المؤمنين في الكرامة والفخار سواء.. غير انك مطوق بطوق الخلافة واني منه عاطل خلي وإليكم النسجَ كما نسجه نساجه:

عطفــا أميــرَ المؤمنيــن فإننــــا

في دوحة العليــاء لا نتفــرقُ

ما بيننا يوم الفخار تفاوت

أبدا كلانا في المعالي معرقُ

إلا الخلافــــة ميزتك فإنني

عاطل منها وأنت مطوقُ

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 1021