العارف الرباني الشيخ محمد علي المسعود ، شذرات من حياته وأخلاقه

سيد أحمد بن محمد السيد

 

*هو العالم الرباني والداعية الشيخ محمد علي بن محمد المسعود البابي؛ الغزالي الحديدي: من عشيرة الحديدين الكبيرة في الشام، فخذ "البُوغَزَال".

*ولد في "حارة العِشْرة" من مدينة الباب التابعة لحلب، ونشأ نشأة صالحة.

*والده: العلامة الأزهري الرباني الجواد المِضياف الشيخ محمد "أبو السعود" بن مسعود؛ (المسعود الكبير) البابي (1869- 1962م).

*والدته: هي الحاجة الصالحة أمينة بنت عبد الله الزريق التاذفية ثم البابية.

*دراسته وتعليمه:

تلقى تعليمه الأولي على يد الشيخ أحمد الحداد التاذفي، ثم في "المدرسة الحسبية" على العلامة الشيخ مصطفى أبي زلام البابي المنبجي، وغيرهما.

*سلوكه الطريقة النقشبندية: سلكها سنة 1923م، على المرشد الرباني الشيخ محمد أبي النصر خلف ت 1949م، رحمه الله تعالى.

*سافر إلى دمشق عام 1929م وحضر بعض دروس محدث الشام الشيخ بدر الدين الحسني، كما تعرف في رحلته هذه بالشيخ توفيق الأيوبي وآخرين من علماء دمشق يومئذ.

*ثم انتسب عام 1932م إلى "المدرسة الخسروية" بحلب؛ فقبل في الصف الثالث منها وتخرج فيها عام 1355هـ - 1935م -في الدفعة العاشرة- حائزا إجازتها، بعدما درس على كبار شيوخها وأساتذتها.

*شيوخه في الخسروية:

1- المحدث ش محمد راغب الطباخ ت 1951م.

2- الشيخ الشاعر والمداح النبوي الشيخ عيسى البيانوني ت 1943م.

3- العلامة الفقيه الأصولي الشيخ أحمد بن محمد الزرقا.

4- العلامة الفقيه الحنفي الشيخ أحمد الحجي الكردي.

5- الولي والشيخ الكبير إبراهيم السلقيني (الكبير).

6- العلامة النحوي الشيخ محمد بن هلال الناشد.

7- العلامة الفقيه الشافعي الشيخ محمد أسعد العبجي.

8- العلامة الفقيه الشيخ محمد الحكيم.   9- القساطلي؟ مدرس الجُغرافيا.

10- العلامة الفرضي الشيخ عبد الله عبد المعطي الأيوبي.

11- الشيخ أحمد الشماع.       12- الشيخ عمر مسعود الحريري.

13- المؤرخ الحلبي الشهير الشيخ كامل بن حسين الغزي ت 1933م.

14- الشيخ عبد الله حماد.       15- العلامة الشيخ أمين الله عيروض.

16- الشيخ فيض الله الأيوبي. 17- الشيخ محمد سعيد الإدلبي.

كما حضر خارج الخسروية في "جامع بانقوسا" على محدث حلب يومها 18- الشيخ محمد نجيب سراج ت 1952م رحمه الله.

*عمل في الدعوة إلى الله تعالى والإمامة والخطابة في "دابق"، و"تركمان بارح" ومدينة "الباب"، وريف الباب وأعزاز، زهاء ستين سنة.

*اشتغل في السنوات الأخيرة من عمره بالتعليق وشرح غريب الموسوعة الحديثية الضخمة "كنز العمال" لعلي المتقي الهندي "16مج"، والذي مازال مخطوطا لدى بعض أولاده.

*دفن الشيخ بجوار والده الشيخ محمد المسعود في "مقبرة الشيخ عقيل" على سفح "جبل الشيخ عقيل" بالباب.

*زملاؤه ودفعته العاشرة: التي تخرج فيها عام 1355هـ - 1935م في "المدرسة الخسروية" في مدينة حلب، وكان مديرها آنذاك العالم الفاضل الشيخ مصطفى باقو رحمه الله:

1- إبراهيم الطنجير.     2- أحمد أعزازي.

3- أحمد سعيد أعزازي.

4- حسن بن الحاج محمد العاروني (تاذف).

5- حسين قرقناوي.     6- حمادة العنداني.

7- خالد الدلال بن عبد الحميد (حماة).

8- صالح بن محمد النعمان.   9- عاكف حبال.

10- عمر عنداني.     11- محمد بن حسن زعتري.

12- محمد خير شيخوني.

13- محمد سيادي المراد بن الشيخ أحمد سليم.

14- محمد علي المسعود.   15- محيي الدين حللي.

16- مفيد بن صدر الدين خير الله.

17- نوري النائب المجني (أريحا).

شذرات من أخلاق الشيخ محمد علي المسعود وشمائله:

من مقالة لنجله الشيخ عبد الله مسعود نزيل المدينة المنورة؛ بعنوان:

في رحاب الله

الوالد الشيخ محمد علي المسعود رحمه الله

سطور من شمائله

بقلم نجله العالم الفاضل الأستاذ عبد الله مسعود نزيل المدينة المنورة

1- محبته لله وكتابه:

أ- محبته لكتابه. ب- إضافة لتلاوته وقراءة تفسيره- فقد كان يسيرُ الأميالَ لمُدارسة تفسير كتاب الله، إذا لم تتيسر وسيلة نقل لذلك.

2- محبته لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: تتجلى في:

أ- العناية بكتب الحديث الشريف، واستجلاب الحديث منها في الطباعة والتأليف (بواسطة الشيخ قاري عباس) في المدينة المنورة، ووصولها له عن طريق محبيه من الزوار.

ب- دراسته لها، وختمت حياته المباركة بعد أن أنجز التعليقات المفيدة على: "كنز العمال"، وشرع في شرح "الزيادة على الجامع الصغير".

ج- حدث ولا حرج في حبِّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وما يتعلق به من ربوع وديار، ولهْجِه بالصلاة والسلام عليه في مجالسه، وترداد حديثه الشريف بين جلسائه ومحبيه.

د- ومن ذلك الاتباع الكامل للحبيب المصطفى في سيرته وشمائله، في مأكله ومشربه وشأنه كله وكل عمل من أعماله يدعمه بشاهد من أحاديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وشمائله الشريفة.

3- حبه العلم، ومدارسته، ونشره له؛ من ذلك أنه:

أ- وضع جميع أبنائه في طلب العلم، ومن وجد فيهم النباهة من أبناء أحبابه، حتى أن أحدهم أحصى طلاب العلم في منطقته فوجدهم ما بين 60 إلى 100 طالب علم!!

ب- كان يربط أبناءه بالنصوص الشرعية، والأخلاق المحمدية؛ فيُقرئهم النصوصَ الشرعية، فيما يطلبون، ويتساءلون.

4- الزهد العملي في الدنيا والوظائف والمناصب: متمثلا الحديث الشريف: "ازهد في الدنيا يحبَّك الله،

وازهد فيما عند الناس يحبَّك الناس"؛ لذلك شُغف به الناس حبَّا، فما ترى أحدا سمع به، أو عايشه، إلا ويذكره بالثناء الحسن، وذلك فضل الله على أحبائه وأوليائه.

5- العفة في حياته: فقد كان عفَّ اللسان، وعفَّ المطعم والمشرب. والملبس، فلم يطلب من الناس، ولم يتشوّف إلى ما في أيديهم.

6- اللطف المتناهي في تعامله: مع أهله، وذويه، وجلسائه، وفي رسائله.

7- رحابة صدره ونقاوة قلبه، رحمه الله: يتجلى ذلك في حلمه، وأخلاقه العالية. 8- كرمه: من أخلاقه مع إخوانه ومحبيه، إطعامه الطعام لكل وافد عليه.

9- جمعه أنواع الطهارة: أ- كان طاهر المجلس: لُا يذكر بين يديه أحد إلا بخير. ب- طاهر السمع: فلا يحبَّ أن يسمع عن أحد إلا بخير.

ج- طاهر اللسان: فما رأيته أولع بشتمٍ قط.

د- طاهر القلم: فما كتب بقلمه أذى مسلم قط.

هذه الصفات وُصف بها السلطان صلاح الدين - رحمه الله- وتحقق بها شيخنا الوالد رحمه الله.

*اللهم ارحمه رحمة واسعة، واجمعنا معه في أعلى عليين، مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين،

وحسن أولئك رفيقاً، واعقبه في أهله، وذريته، ومحبيه، والمسلمين خيرًا، يا أرحم الراحمين فأنت وليُّ ذلك والقادر عليه.

*ينظر: 1- "الربانيون الثلاثة". 2- "من أعلام الطريقة النقشبندية". كلاهما للشيخ زكريا المسعود نجل المُترجَم، صفحات متفرقة منهما.

3- "تتمة الأعلام" لمحمد خير يوسف 8/211.

4- مقالة الشيخ عبد الله المسعود عن والده أرسلها إليَّ عبر "الواتس أب".

وسوم: العدد 1030