الشيخ الداعية المفكر الدكتور محمد السيد الجليند

عمر العبسو

fghdfg1044.jpg

هو الشيخ الداعية المفكر الاسلامي، أستاذ ورئيس قسم الفلسفة الإسلامية في كلية دار العلوم – جامعة القاهرة.

المولد، والنشأة:

ولد الدكتور محمد السيد الجليند فى قرية منشأة الأمراء مركز المحلة الكبرى محافظة الغربية – مصر – فى يوم السابع من شهر فبراير 1940م.

الدراسة، والتكوين:

حفظ القرآن الكريم وأتمه فى مكتب تحفيظ القرآن، وكان مكتب التحفيظ هو مقر لكبار علماء المسلمين الذين كانت لهم مدارسات وحلقات دروس علمية مسائية وأحاديث دينية كنا نأخذ فيهم عن كبار العلماء، فنأخذ عنهم علمهم ونقتدى سلوكهم.

التحق بالأزهر سنة 1953م بمعهد سمنّود الدينى حيث حصل على الشهادة الابتدائية، انتقل منه إلى معهد المحلة الكبرى حيث حصل على شهادة الثانوية الأزهرية سنة 63/1964م. ثم التحق بكلية دار العلوم فى نفس العام. تخرج فيها سنة 1976م بتقدير جيد جدًا مع مرتبة الشرف.

 التحق بالسنة التمهيدية للماجستير 1968م وحصل عليها فى نفس العام، ثم نال درجة الماجستير فى الفلسفة الإسلامية فى موضوع «الإمام ابن تيمية وموقفه من قضية التأويل» بإشراف المرحوم الدكتور محمود قاسم سنة 1971م.

حصل على الدكتوراه فى الفلسفة الإسلامية فى موضوع «قضية الخير والشر بين المعتزلة والأشاعرة» سنة 1975م».

الوظائف، والمسؤوليات:

عين معيدًا بقسم الفلسفة فى 29/9/1972م

ثم مدرسًا مساعدًا فى 29/11/1972م

عين مدرسًا 24/2/1976م

ثم أستاذًا مساعدًا فى 27/10/1982م

ثم عين رئيسًا لقسم الفلسفة فى 1/9/1987م

ثم عين أستاذًا فى 24/2/1988م

عمل أستاذًا للدراسات الإسلامية فى:

1- جامعة الملك فهد بن عبد العزيز بجدة 1979/1983م

2- جامعة أم القرى بالطائف 1983/1984م

3- جامعة قطر فى الفترة ما بين 1990/1993 و1999/2000م.

شارك فى العديد من المؤتمرات العلمية فى العديد من البلاد العربية والإسلامية.

انتخب عضوًا بمجلس إدارة الجمعية الفلسفة المصرية عام 1988م كما شارك فى العديد من نشاطها الثقافى خلال الندوات والمؤتمرات السنوي، واستطاع بعون الله أن يحول نشاط الجمعية من الاتجاه العلمانى إلى الاتجاه الإسلامى، وذلك من خلال موضوعات الندوة ومؤتمراتها، وكان آخر مؤتمراتها فى رحاب الأزهر الشريف، وكان موضوعه نحو صياغة جديدة لعلم الكلام .. القضايا والمنهج.

أولاً: المؤلفات:

1- الإمام ابن تيمية وموقفه من قضية التأويل- طبع بمجمع البحوث الإسلامية عام 1973م، ثم طبع بعد ذلك عدة طبعات بمصر وخارجها.

2- قضية الخير والشر فى الفكر الإسلامى – ط الحلبى 1977م.

3- نظرية المنطق بين فلاسفة الإسلام واليونان – ط الزهراء 1986م.

4- من قضايا التصوف فى ضوء الكتاب والسنة – ط التقدم 1987م.

5- فى علم الأخلاق قضايا ونصوص – ط التقدم 1977م.

6- من قضايا علم ا لكلام فى ضوء الكتاب والسنة – 1988م.

7- دراسة أساسية لمشروع قانون إسلامى لحماية البيئة بتكليف من الاتحاد العالمى لحماية البيئة التابع للأمم المتحدة – ط بالإنجليزية والفرنسية بجدة بالاشتراك مع آخرين 1985م.

8- المشكلة الأخلاقية لدى مفكرى الإسلام – ط دار النهضة.

9- قضية التوحيد بين الدين والفلسفة – ط التقدم 1984م.

10- قضية المنهج عند الكندى – دار العلوم 1987م.

11- الغيب والشهادة كما تحدث القرآن.

12- قضية الألوهية بين الدين والفلسفة.

13- من قضايا الفكر الإسلامى فى مواجهة التغريب واستلاب الهوية.

14- الإمام الغزالى دراسات وبحوث.

15- التمهيد لدراسة علم الكلام.

سلسلة تصحيح المفاهيم صدر منها:

16- الاستشراق والتبشير.

17- منهج السلف بين العقل والتقليد.

18- تأملات فى منهج القرآن فى تأسيس اليقين.

19- الأصولية والحوار مع الآخر.

20- فلسفة التنوير بين المشروع الإسلامى والمشروع التغريبى.

21- الوحى والإنسان قراءة معرفية.

22- خلل فى مسيرة الأمة.

23- الصراع العربى الإسرائيلى قراءة فى الجذور التوراتية.

ثانيًا: فى مجال تحقيق التراث:

1- كتاب التوحيد وإخلاص العمل لوجه الله لابن تيمية – ط دار الفكر الحديث سنة 1973م.

2- مشكاة الأنوار الهادمة لقواعد الباطنية الأشرار للإمام يحيى بن حمزة العلوى – ط الدار السعودية للنشر جدة 1983م.

3- دقائق التفسير الجامع لتفسير الإمام ابن تيمية – جمع وتحقيق (6أجزاء فى ثلاث مجلدات) ط أولى – دار الأنصار مصر 1977م، ط مؤسسة علوم القرآن ببيروت 1986م.

4- عيوب النفس ودواؤها للسلمى.

5- الانتصار فى ذكر أحوال قامع المبتدعين وآخر المجتهدين شيخ الإسلام ابن تيمية – ط المجلس الأعلى للشئون الإسلامية.

6- كتاب الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر لابن تيمية – ط دار المجتمع جدة 1985م.

7- تقريب درء تعارض العقل والنقل لابن تيمية – ط مؤسسة الأهرام 1988م وهو نصوص فى المنهج من التراث الإسلامى.

8- أصول أهل السنة والجماعة المسماة برسالة أهل الثغر لأبى الحسن الأشعرى – ط التقدم 1987م.

9- الإشارة إلى مذهب أهل الحق – ط المجلس الأعلى للشئون الإسلامية.

10- موسوعة العقيدة الإسلامية – رئيس اللجنة – إعداد بالاشتراك ط المجلس الأعلى للشئون الإسلامية.

ثالثًا: بحوث ودراسات نشرت بالمجلات الثقافية:

1- الدين والدولة بين التاريخ والواقع – مجلة الثقافة – مصر 1977م.2- رسالة إلى حكومات العالم الإسلامى – مجلة الدعوة – 1976م.

3- الله والعالم بين النظر الفلسفى والحقائق الدينية مقارنة بين منهجين – دار العلوم 1983م.

4- المنطلقات الفكرية للأصولية المتطرفة – ط مجلة الدراسات العربية للعلوم الإنسانية – الكويت 1995م.

5- لغة الحوار بين الإسلام والغرب – المجلس الأعلى للشئون الإسلامية 1996م.

6- أزمة عقل أم أزمة أنظمة – مؤتمر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية 1997م.

7- الفلسفة الإسلامية بين التقليد والتجديد – مؤتمر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية 2010م.

8- نحو قراءة كونية لكتاب الله تعالى – وزارة الأوقاف – قطر.

9- فلسفة التحكيم وأثره فى استقرار الأسرة المسلمة – مجمع فقهاء الشريعة بأمريكا – مؤتمر الكويت 2010م.

10- دار العلوم وتاريخ الدرس الفلسفى فى مصر – ط الجمعية الفلسفية المصرية 2001م.

11- نحن والآخر حوار أم صراع – ضمن أعمال المؤتمر الدولى السابع – ط دار الهانى 2002م.

12- الخطاب الدينى المفترى عليه – المجلس الأعلى للشئون الإسلامية 2003م.

13- ابن تيمية الإمام المفترى عليه – جامعة الملك عبد العزيز – كلية الآداب 1982م.

14- الحضارة الإسلامية وتكريم الإنسان – منبر الإسلام يوليو 2003م.

15- ابن رشد وأثره فى الفلسفة اليهودية – حولية كلية الشريعة 1993م.

16- محمود قاسم فى صحبة ابن رشد – كتاب تذكارى صدر عن قسم الفلسفة – دار العلوم 1995م.

17- الإمام الجوينى وتطور الفكر الأشعرى – مؤتمر الجوينى – قطر 1997م.

18- المنهج والمنهجية فى فكر الشيخ يوسف القرضاوى فى (الكتاب التذكارى بمناسبة بلوغه 75 عامًا).

19- الإنسان فى الفلسفة الإسلامية.

20- الحضارة الإسلامية (خصائص ومميزات).

21- العقيدة الإسلامية والأقليات الإسلامية .. دراسة فى حالات النوازل (مؤتمر كند 2009م).

22- المنهج الإسلامى فى تربية الطفل (حقوق والتزامات) مجمع فقهاء الشريعة بأمريكا – مؤتمر تركيا 2011م.

23- أثر علماء السلف فى التجديد والإصلاح – مؤتمر رابطة ا لعالم الإسلامى بمكة 2011م (مؤتمر مكة الثانى عشر).

صفحات من ذكريات رائد الفلسفة الإسلامية

الدكتور محمد السيد الجليند

حاوره في تجربته/ أبو الحسن الجمال

   الدكتور محمد السيد الجليند، أستاذ الفلسفة الإسلامية بكلية دار العلوم جامعة القاهرة، رجل له تاريخ ناصع في تتبُّع الأفكار ومناقشتها في ميزان النقد الهادئ دون ضجيج أو صوت عال؛ تجلس إليه فيحدثك في وقار العلماء الأوائل، فهو عالم – علمًا وعملًا – كما قال عنه الأستاذ الدكتور عبدالعظيم المطعني.

   والدكتور الجليند من مواليد قرية منشأة الأمراء بمركز المحلة الكبرى في مصر سنة 1940، تعلَّم في الأزهر حتى حصل منه على شهادة الثانوية عام 1963، ثم التحق بدار العلوم حتى حصل على شهادتها عام 1967، وواصل دراسته العليا في قسم الفلسفة، وحصل على الماجستير في الفلسفة بتقدير امتياز في رسالة بعنوان: “الإمام ابن تيمية وقضية التأويل” سنة 1971، وحصل على الدكتوراه في رسالة بعنوان: “قضية الخير والشر في الفكر الإسلامي … المعتزلة والأشاعرة نموذجًا”، وحصل عليها عام 1975، وتدرَّج في المناصب حتى تولى رئاسة قسم الفلسفة، وعمل بالعديد من الجامعات العربية.

أثرى المكتبة العربية بالعديد من المؤلَّفات التي تنوَّعت بين التأليف والتحقيق؛ منها: “في نظرية المنطق بين فلاسفة الإسلام واليونان”، و”من قضايا التصوُّف في ضوء الكتاب والسنة”، و”دقائق التفسير، الجامع لتفسير شيخ الإسلام ابن تيمية” في ستة مجلدات جمعًا وتحقيقًا، و”الإشارة إلى مذهب أهل الحق” للشيرازي (تحقيق) ستة أجزاء، و”من قضايا الفكر الإسلامي في مواجهة التغريب واستلاب الهوية”، وغيرها، كما كتب العديد من الأبحاث والمقالات في المجلَّات المتخصصة والثقافية.

ذهبنا إليه في منزله ليقصَّ علينا ذكرياتِه وآراءه في بعض القضايا العلمية التي تخصُّ تخصُّصَه الرفيع أستاذًا للفلسفة الإسلامية، كان حديثًا من القلب، تحدَّث فيه عن نشأته في قرية منشأة الأمراء وحفظه لكتاب الله وهو دون العاشرة، ثم دخوله الأزهر الشريف واستيعابه علوم العربية والشرع الحنيف، وتعلُّقه بعلم التوحيد والمنطق؛ ليتسلَّح به ويرد على الآراء الباطلة التي كانت تُثار في عصره، وتبغي القضاء على الدين، والتهوين من أمره، فقرَّر أن يتخصَّص في مجال الفلسفة الإسلامية والثقافة الإسلامية بعد حصوله على الليسانس من كلية دار العلوم سنة 1967؛ كي يرد على هذه الآراء، كما تناولنا في هذا الحوار ذكرياته مع أساتذته في الأزهر وفي دار العلوم وفي الجامعات الأخرى، ومنهم الإمامان الراحلان عبدالحليم محمود ومحمد بيصار، وقد تولَّى كلٌّ منهما شيخ الأزهر – فيما بعد – وذكرياته مع رائد الفلسفة الإسلامية في مصر والعالم الدكتور محمود قاسم، وأيضًا علاقته بالدكتور محمد كمال جعفر، ثم عرجنا للحديث عن مدرسة دار العلوم الفلسفية، ثم قارن بينها وبين مدرسة الأزهر (كلية أصول الدين) والجامعة المصرية (كلية الآداب)، وتحدَّث أيضًا عن قضايا الفلسفة في التراث العربي، وكيفية الاستفادة منها، وموضوع تحقيق كتب الفلسفة والمنطق والتوحيد التراثية، ومستقبل الترجمة، وموضوعات أخرى سوف نطالعها في الحوار التالي…

كيف كانت للنشأة دورها في حياتك العلمية فيما بعد؟

كيف كانت الدراسة بالأزهر في هذا التوقيت؟

كيف كانت علاقتكم بالأساتذة؟

الدوافع التي جعلتك تقرِّر دراسة الفلسفة؟

عندما التحقْنا بالجامعة في العصر الناصري، وكان المد الشيوعي يتمُّ على قدم وساق، وكان الصوت العالي لهم في الإعلام وفي الثقافة وفي بعض المواد التي كانت تُلقى في حلقات الدرس الأكاديمي في التعليم والجامعات، من خلال مواد الاشتراكية والنفوذ الثقافي الشيوعي، كنا نواجَه بقضايا وآراء صادمة في العقيدة الدينية وصادمة للعقل المفكِّر، وكان مصطفى محمود في قمة إلحاده في هذه الأيام، قِسْ على هذا أن التفَّ حول عبدالناصر مجموعة من الشيوعيين وزيَّنوا له ما شاء من التوجُّهات التي بثُّوها خلال برامج الإعلام وبرامج وزارة الثقافة، وقصور الثقافة في الريف المِصريِّ وبعض المناهج التعليمية، كل هذه العوامل خلقت عندنا مجموعة من ردِّ الفعل لهذا التوجُّه، وهذا دعانا أن نتسلَّح بما نستطيع أن نتسلح به لمواجهة هذا المدِّ الشيوعي الرافض لما هو ديني والرافض لما هو مقدَّس، وكانت “وزارة الثقافة والإرشاد القومي” تقوم بعملية إحلال وتبديل لعقلية الشباب، وأظن – وبعض الظن حق – أن الجيل الذي تربَّى على هذه الثقافة هو الذي خرب مصر وأوصلنا إلى النتيجة التي نعيشها الآن، وأذكر أن مصر كانت قوية، وكانت بريطانيا مَدِينَةً لمصر، وكانت قيمة الجنيه قوية جدًّا، وكنا نُحَيِّي في نشيد الصباح علم مصر والسودان، وظل الشباب الذي تربى في هذا العصر لا همَّ له إلا تحصيل المصلحة الخاصة على حساب مصلحة البلد تحت مسمَّى الاشتراكية، والجيل المعاصر الآن يعيش نتيجةَ هذه التجربة…كل هذا خَلَق عندنا ردَّ فعل للتزوُّد من العلوم لمواجهة هذا الفكر الشيوعي، وبعدما حصلت على الليسانس من دار العلوم تخصَّصت في قسم الفلسفة.

الطريق إلى دار العلوم:

ويواصل الدكتور الجليند حديثَه، فيحدثنا عن قصة التحاقه بدار العلوم، فيقول:

ومن ذكرياتي مع الأساتذة الدكتور محمد كمال جعفر الذي درس لي مادة التصوُّف، وبعد وفاة الدكتور محمود قاسم كان مشرفًا عليَّ في مرحلة الدكتوراه، وكان الدكتور جعفر في إعارة لليبيا، فتولت الدكتورة فوقية حسين الإشراف؛ لأنه لم يكن عندنا أستاذ بالقسم إلى أن جاء الدكتور جعفر من ليبيا، فانتقل إليه الإشراف، وكانت رسالة الدكتوراه “قضية الخير والشر في الفكر الإسلامي… المعتزلة والأشاعرة نموذجًا”، وحصلت عليها عام 1975.

كيف ترى مدرسة دار العلوم الفلسفية؟

الفرق بين الفلسفة في دار العلوم والأزهر والجامعة المصرية؟

كيف نستفيد من تراثنا الفلسفي؟

الآن ندرس لطلاب الدراسات العليا هذه المشكلات الذي يعيشها الطالب، وتعَدُّ عنها رسائل الماجستير والدكتوراه، ونتمنى من الأزهر أن ينتقل من مشكلات المناسبات التاريخية التي انقضت بانقضاء مناسباتها، ويعيش مع مشكلات الحاضر بقيم الماضي.

وماذا عن تحقيق التراث والترجمة؟

وسألناه سؤالًا آخر: هل طبعت كل كتب الفلسفة وعلم الكلام التراثية؟

والترجمة مفيدة جدًّا للباحثين، فنحن نحتاج إليها، وأنا أسأل القائمين على المركز القومي للترجمة في مصر: لماذا لا يتم ترجمة الكتب العلمية والاكتفاء بترجمة الكتب الأدبية والإغراق في هذا الأمر؟ أين الكتب العلمية؟ هل يسمح بترجمة هذه الكتب؟ هل يوجد من ينشغل بترجمتها ووضع البلاد على خارطة العالم العلمية؟

مصادر الترجمة:

١_ السيرة الذاتية الدكتور محمد السيد الجليند.

٢_ موقع الجزيرة نت.

٣_ مقابلة أبو الحسن الجمال.

٤_ مواقع إلكترونية أخرى.

وسوم: العدد 1044