راشد المبارك

أيمن بن أحمد ذو الغنى

الموسوعي المفكر، والأديب الشاعر

أيمن بن أحمد ذو الغنى

عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية

(العقول الكبيرة قد تقع في الأخطاء الكبيرة!)

هذه العبارة من إهداء شرَّفني به العالمُ الموسوعيُّ والأديب الشاعر والمفكِّر الحرُّ

الدكتور راشد المبارك رحمه الله..

على نسخة من كتابه المهم (شموخ الفلسفة وتهافت الفلاسفة)

الفائز بجائزة وزارة الثقافة والإعلام بالمملكة (جائزة أفضل مؤلف سعودي)

عام 1433ه/ 2012م في مجال الفلسفة.

وما كتبَه المؤلف الفاضل عليه رحمات الله في الإهداء

هو خُلاصة ما انتهى إليه في كتابه.

الدكتور راشد المبارك سليلُ أسرة عريقة من أسر الأحساء ذات المجد والسؤدد المشتهرة بالعلم والأدب...

وهو عالم جمع إلى تخصُّصه الرفيع في علوم الفيزياء والكيمياء ثقافةً موسوعية في مجالات الفكر والأدب، وبخاصَّة الفلسفة والشعر.

ويعدُّ وجهًا بارزًا من أوجه الثقافة العربية عمومًا والسعودية خصوصًا.

حمل همَّ نشر المعرفة والارتقاء بالوعي فافتتح عام 1402ه في داره منتدى ثقافيًّا كتب الله له القَبول (أحدية المبارك) من أقدم المنتديات الثقافية في المملكة، استمرَّ قرابة 35 عامًا، وأوصى أولاده أن يُبقوه عامرًا بعد وفاته.

حظي منتداه باهتمام كبير، وغشِيَه أعلام جِلَّة، حاضروا فيه وتداولوا الرأي والنقاش في شؤون علمية وثقافية مختلفة...

من هؤلاء الأعلام دون ألقاب:

حسين مؤنس، روجيه غارودي، محمد الغزالي، عبد القدوس أبو صالح، محيي الدين صابر، عبد الرزاق قدورة، عبد القادر القط، محفوظ النحناح، حسن الترابي، ناصر الدين الأسد، معروف الدواليبي، مصطفى الزرقا، عدنان بخيت، سليمان العيسى (الشاعر السوري، وهو من أصدقائه المقرَّبين)، حنَّا مينة، الصادق المهدي، محمد علي الهاشمي، زكي قنصل...

[انظر حديثًا مسهبًا عن ندوة الأحد للدكتور راشد المبارك في كتاب الأخ د. أحمد الخاني (الصالونات الأدبية في المملكة العربية السعودية) ص143- 190]

أما أبرز ما يميِّز الدكتور راشد فهو أنه إنسان نبيل كريم، ذو خلق رضي، مرهف الشعور رقيق الطبع، يعشق الجمال في شتى صوره، ويهيم بالتراث الأندلسي حتى جعل بيته على طِراز بيوتات الأندلس.

وهذا ما أحله من نفوس أصحابه وعارفيه محلا خاصًا، إذ ترك في وِجدان كل منهم أثرًا عميقًا لا يَبلى... وقد أحسن التعبيرَ عن ذلك الأثر أستاذُنا د. أحمد البراء الأميري بقوله: (لقد زرع أبو بسَّام في قلب كلِّ شخص عرفه شُجيرةَ وَردٍ، سقاها تعهُّدًا وودًّا، وتفقُّدًا ورفدًا).

ويمتاز شعرُه بأنه جسرٌ إلى الأمل برغم هَول الألم! وهو نمط فكري وفلسفي فريد، كما وصفه خليله القديم الفاضل د. يحيى أبو الخير.

وهو من الشعراء الذين رثوا أنفسَهم في قصيدته (قبل الرحيل).

توفي الدكتور راشد المبارك في مدينة الرياض عن اثنين وثمانين عامًا رحمه الله، فجر الأربعاء 29 من ربيع الآخر 1436ه (18/ 2/ 2015م)، وصُلي عليه بعد صلاة ظهر يوم الخميس في جامع الراجحي الكبير بالرياض، ودُفن في مقبرة النسيم.

ودونكم سيرتَه الموجَزة

نقلاً عن النشرة المطبوعة في حفل تأبينه بندوة الوفاء (بتصرُّف):

هو راشد بن عبد العزيز آل الشيخ المبارك (1354- 1436 ه / 1935- 2015م) شاعر وأديب ومفكر فيلسوف وأستاذ جامعي من أوائل المتخصِّصين في الكيمياء والفيزياء بالمملكة.

دراسته:

- ولد في الأحساء، وتلقَّى تعليمه الأوليَّ فيها.

- حصل على الإجازة الجامعيَّة (بكالوريوس) في الفيزياء والكيمياء بتقدير جيد جدًّا من كلية العلوم بجامعة القاهرة عام 1964م.

- وحصل على دبلوم الدراسات العليا في الفيزياء الجُزَيئية من جامعة مانشستر عام 1969م.

- ونال شهادة الدكتوراه في كيمياء الكمِّ من جامعة جنوب ويلز بمدينة كاردف عام 1974م.

عمله:

- عمل أستاذًا لكيمياء الكمِّ في كلية العلوم بجامعة الملك سعود حتى عام 1992م.

- وعميدًا لكلية الدراسات العليا بجامعة الملك سعود.

- ومديرًا للمختبَرات الكيماوية بوزارة الزراعة.

- وهو عضو مجلس الأمناء بمعهد تاريخ العلوم العربية بجامعة فرانكفورت.

- ورئيس المجلس التنفيذي للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة بمدينة الرِّباط بالمغرب.

- وعضو المجلس الأعلى للإعلام في السعودية.

- وعضو مجلس الإدارة بدارة الملك عبد العزيز.

- وعضو مجلس أمناء جامعة الخليج.

- وعضو مجلس إدارة جامعة الملك فيصل.

- وعضو الجمعية الأهلية السعودية لحقوق الإنسان.

كتبه:

أ- في الدراسات العلمية:

- (كيمياء الكم) لطلبة الدراسات العليا والجامعية.

- (هذا الكون ماذا نعرف عنه؟).

- ونشر بحوثاً مبتكرة عن تأثر طاقة الإلكترون بتفاعل المجال الكهرَبي الناشئ من دورة الإلكترون حول النواة، والعزم المغناطيسي الناتج عن حركة الإلكترون حول محوره، في عدَّة مجلات علمية عالمية.

ب- في الفكر والأدب:

- (قراءة في دفاتر مهجورة).

- (فلسفة الكراهية).

- (التطرُّف خبز عالمي).

- (شموخ الفلسفة وتهافت الفلاسفة).

- (شعر نزار قباني بين احتباسَين).

- وله ديوان من الشعر بعنوان (رسالة إلى ولاَّدة).

- أسهم إسهامًا كبيرًا في إنجاز الموسوعة العربية العالمية، أكبر الموسوعات العلمية في العالم العربي.

وأختم بأبيات في رثائه لشاعرنا الإسلامي الكبير د. حيد الغدير يقول في مطلعها:

أنجبَتكَ الأحساءُ والعَلياءُ          والجُدودُ الأجِلَّةُ الأصفياءُ

والسَّجايا الحِسانُ وهيَ سُموٌّ          والطِّباعُ الكِرامُ وهيَ وِضاءُ

والعقولُ التي توقَّدُ فَهمًا          يَتبارى فيها الهُدى والذَّكاءُ

والمُروءاتُ وهيَ فضلٌ عليهِ          مِن شَذا النُّبلِ حِليةٌ حسناءُ

ويقول في آخرها:

أيُّها الراشدُ الذي سوَّدَتهُ          شِيَمٌ من خِصالِه غَرَّاءُ

وخِصالٌ مَوروثةٌ من ذَويهِ      هيَ دِينٌ وعِزَّةٌ وسَخاءُ

نَم هَنيئًا فأنتَ ضَيفٌ كريمٌ      لِكَريمٍ آلاؤُه سَحَّاءُ

مع د. راشد المبارك في داره العامرة بالرياض في 21 ربيع الآخر 1433ه

وبيننا صديقه القديم وصفيُّه الأثير أ. محمد علي دولة

 

من اليمين: د. راشد المبارك، أيمن بن أحمد ذوالغنى، أحمد محمد باجنيد

د. يحيى أبو الخير، في ندوة الوفاء بدارة باجنيد عام 1426ه

إهداء شرَّفني به د. راشد المبارك رحمه الله

لكتابه (شموخ الفلسفة وتهافت الفلاسفة)

 

غلاف كتابه الفائز بجائزة وزارة الثقافة (جائزة المؤلف السعودي)

عام 1433ه/ 2012م في مجال الفلسفة