تفسير (وأمه صديقة)

خالد حمدي

وقفت اليوم في وردي عند قوله تعالى: (وأمُّه صِدّيقة كانا يأكلان الطعام)

عدت إلى التفسير فوجدت أنها استحقّت هذا اللقب الكريم لأنها كانت *كثيرة الصدق مع الله..

مذ كانت صغيرة وهي تُبتلى : 

في عفافها، ثم في الدفاع عن آية الله في ولدها، ثم في الوقوف معه نبياً، فضلاً عما أصاب بيت خالتها المتمثل في  زوج خالتها *زكريا* عليه السلام  الذي نُشر بالمناشير.

والصِّدّيقية درجة تلي النبوة... إنْ في الدنيا وإنْ في الجنة...(فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين)..

كأنّ نهاية المطلوب من كل مجاهد في سبيل الحق ليس فقط أن ينتصر.. *وإنما أن يصدق*...

لأن النصر قد يأتي على يد غيرك.. إنما الصدق لن يقوم به غيرك !!

والصدق مع الله هو منتهى كل امتحان...

امتحان العُسر وراءه الصدق... واختبار اليُسر وراءه الصدق.. وابتلاء الظالمين منتهاه الصدق...

وكأنّ الله عز وجل بتلقيب *السيّدة مريم* بالصِّدّيقة رغم أنها ظلت تُمتحن حتى ماتت، كأنه يقول لها:

ليس المهم عندي أن تنتصري على القوم فهذا أمر ما أيسره عليّ، المهم عندي أن تصدقي معي، *فقلب المؤمن المنتصر عندي في معركة العبودية أولى من انتصار ألف جيش بالمدفع والبندقية !!*

ليتنا نكون عند الله صِدّيقين... فهذا غاية ما يريده الله من المؤمنين !

وسوم: العدد 839