‏أحاديث الروح 841

أدباء الشام

خرج موسى ( عليه السلام ) بقوم خائفين ضُعفاء هاربين من ظلم فرعون وعمله

‏وفي صّباح يوم ⁧‫(( عاشوراء))⁩ تغير كل شيء

فيارب ..تقبل صيامنا في يوم عاشوراء

‏وأبدل ،، حزننا فرحًا وهمّنا فرجًا

‏وضيقنا  سعة وتعبنا عافية

اللهم نجِّنا من القوم الظالمين الكافرين كما نجّيت موسى من فرعون وعمله في يوم عاشوراء واهلك القتلة الفجرة من النصيريين المجرمون ومن ساعدهم بالمال والرجال والسلاح كما أهلكت فرعون وأغرقته في البحر  قال تعالى

وَإِذْ نَجَّيْنَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ ۚ وَفِي ذَٰلِكُم بَلَاءٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ (49) وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ (50)

************************************

اياك ان تعتقد ....ان....!!

يولد الإنسان باكيا يحتاج إلى الاخرين بأدق تفاصيله....يكبر سريعا ليعتقد بعدها ان الامور يجب أن تسير كما يشتهي..عالم مثالي بلا حسد أو غل ..يبدا سريعا بلوم الاخرين... يحلم ربما بعلاقات اسرية ملؤها المحبة والمودة...يغفل تماما عن قصص القرآن كيف قتل ابن ادم أخاه....بسبب غيرة من جمال زوجته.....كيف وضع اخوة يوسف اخاهم الصغير كي يأكله الذئب.....بسبب حسدهم من حب والدهم لشقيقهم الأصغر!......يغفل الإنسان عن تساؤل الملائكة لربهم كيف يستخلف بالارض من يفسد فيها ويسفك الدماء....يتغافل المسلم عن قوله تعالى وهو ينزع ما في صدور اصحاب الجنة وهم الافضل من غل لبعضهم البعض.......وهو يخبرنا عن طبيعة الإنسان المخلوق من صراع في أخلاقه بل في صراع لا يتوقف مع شيطانه الذي لا يكل لدفعه نحو الشر والغل.

اياك ان تعتقد أن الإنسان خلق بلا خطا او خطيئة....اياك ان تعتقد أن الشيطان سيتوقف عن الوسوسة بعقلك وفكرك مادام فيك عرق ينبض ......اياك أن تعتقد ان الحكايات المنقولة عن الصالحين والأولياء تمثل المشهد كله!!

شرح الله قصة الافك  بكتابه العظيم لندرك بعدها انه حتى  بالجيل الاكثر نقاءا.....كانت هناك صفحات رمادية احتاج بعدها الافضل منا جميعا للطف الالهي لإعادتهم الى الحق المبين.

نعم ...المسلم هو انسان بالنهاية يمتلك من السوء ما يمتلكه كل إنسان ولكنه .....وهنا  البيت القصيد.....يقف أمام حدود الله قبل خطئه او بعده....ليعود قبل ان يتجاوزها او ليتوب بعدها ....المسلم الحقيقي هو من يعتقد أن حياته كلها في صراع من أجل نيل رضا رب العباد حتى ولو ارتكب الأخطاء........اياك أن تعتقد أن الإنسان خلق كي لا يخطئ بل ........لكي يبقى يتحرى حدود الله فلا ..........يقترب منها او يتجاوزها حتى نفسه الاخير ربما.

وسيستمر الأجيال تعيش نوعا من الانفصام الأخلاقي وربما التعاملي ما لم يتصدى مربوا الامة لتلك الإشكالية الكبرى بين المثالية الوهمية......والحقيقة الإنسانية.

ابوجاد سعد الدين

************************************

يقول له ﷺ  مالي أرى لونك مُتغيراً ياثوبان؟!

‏فيقول:

‏والله يارسول الله مابي مرض ولاوجع،غير أني إذا لم أراك اشتقت إليك واستوحشت وحشةً شديدةً حتىٰ ألقاك،

‏والله يارسول الله إنك أحب إلي من نفسي وولدي وإني لأكون في البيت فما أصبر حتى آتيك فأنظر إليك.

وإني إذا ذكرت الآخرة عرفت أنك إذا دخلت الجنة رُفعت مع النبيين فخشيت أن لا أراك.

‏فأنزل الله آياتٍ تُجبِر كسره وتُزيل خوفه وتبشر المؤمنين من بعده {ومن يُطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسُن أولئك رفيقا}

‏اللهم احشرنا ووالدينا واحبابنا في زمرة سيدنا وحبيبنا محمد ﷺ

وسوم: العدد 841