أَيُّ الْمَدِينَتَيْنِ تُفْتَحُ أَوَّلًا

الشيخ عبد الحميد الأحدب

عن أبي قَبِيلٍ ، قَالَ : " كُنَّا عِنْدَ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِي ، وَسُئِلَ : أَيُّ الْمَدِينَتَيْنِ تُفْتَحُ أَوَّلًا : الْقُسْطَنْطِينِيَّةُ أَوْ رُومِيَّةُ ؟ فَدَعَا عَبْدُ اللهِ بِصُنْدُوقٍ لَهُ حَلَقٌ ، قَالَ : فَأَخْرَجَ مِنْهُ كِتَابًا ، قَالَ : فَقَالَ عَبْدُ اللهِ : بَيْنَمَا نَحْنُ حَوْلَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَكْتُبُ ، إِذْ سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَيُّ الْمَدِينَتَيْنِ تُفْتَحُ أَوَّلًا : قُسْطَنْطِينِيَّةُ أَوْ رُومِيَّةُ ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَدِينَةُ هِرَقْلَ تُفْتَحُ أَوَّلًا ) ، يَعْنِي : قُسْطَنْطِينِيَّةَ " .

رواه أحمد في " المسند " (11/225) ، والحاكم في " المستدرك " (4/555) ، وابن عبد الحكم في " فتوح مصر " (ص256-257) ،

جميعهم من طريق يحيى بن أيوب ، قال حدثني أبو قبيل

الشرح: كان لعبد الله بن عمرو بن العاص صحيفة يكتبها على لسان النبي صلى الله عليه وسلم اسمها الصادقة، وقد سمح له النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك وخصه بالإذن بكتابة الحديث من بين الصحابة لإنه كان يأمن من أنه لا يخلط القرآن بالحديث.

والرواية تقول إن رجلا سأل عبدالله بن عمرو هذا السؤال ويبدو أن الصحابة كانوا يتوقعون أن تفتح الدنيا على المسلمين فسألوا عن أكبر مدينتين في العالم القسطنطينية (استانبول) ورومية (روما عاصمة ايطاليا اليوم).

تعليق:

رب قائل يقول: المسلمون اليوم في شر حال فما معنى نشر هذا الحديث وأمثاله اليوم؟ فالجواب هذا يشبه أيام الخندق والمسلمون يحفرون خندقا يدافعون عن المدينة والنبي صلى الله عليه وسلم يبشرهم بفتح بصرى والحيرة واليمن وقد فتحوا جميعا.

وقد فتحت القسطنطينية على يد محمد الفاتح رحمه الله بعد ذلك بثمانية قرون ونصف وقد حاول الصحابة فتحها ودفن أبو أيوب الأنصاري تحت سورها وزرنا قبره رضي الله عنه.

وهناك شيئ آخر نذكره: إذ ذكروا  أن احد جنرالات فرنسا في الجزائر جرت له محاكمة بتهمة التقصير في أداء الواجب فقال دفاعا عن نفسه كيف تريدون مني أن أقهر شعبا يعتقد أحدهم وأنا أدوس على رقبته بحذائي أن له رسالة يجب أن يؤديها في قلب فرنسا.

هذا هو الإرهابي (كما يسميه الغرب) الذي يخافونه ونحن نسميه المسلم الصالح.

ومن المبشرات أن الآف المثقفين رجالا ونساء من الغرب قد دخلوا بالإسلام وهم أقرب إلى الإسلام اليوم من كثير من المسلمين المضبوعين أو طلاب الدنيا.

وقد رأيت صورة أحدهم وهو سعودي بلحية وحطة وعقال ولباس عربي يحمل العلم الصهيوني. فالمرتدون أمثال هذا أيضا بعشرات الآلاف أو مئات الآلاف ولو ماتوا لدخلوا النار.

في آخر مقالي أنصح المسلمين في العالم أجمع أن يقرؤوا مقال بنتي الكاتبة الأردنية إحسان الفقيه المليئ بالإيمان (لا تيأسوا). ويقرؤوا ترجمة النشيد الوطني الإسرائيلي المملوء بالحقد على الإسلام والمسلمين والأمر بقتلهم رجالا ونساء وأطفالا.

لو سأل سائل: فتح رومية هل هو من عمل المهدي أم قبل ذلك؟ الجواب لا ندري. أما فتح القسطنطينية فقبل المهدي.

رومية: بميم مكسورة وياء مشددة مفتوحة هكذا يلفظها العرب.

وسوم: العدد 862