مفاز المتقين

د.عثمان قدري مكانسي

(إن للمتقين مفازا، حدائق وأعنابا، وكواعب أترابا، وكأسا دهاقا، لا يسمعون فيها لغوا ولا كذابا، جزاء من ربك عطاء حساباً( النبأ 31-36

للمتقين الذين ابتعدوا عمّا حرم اللهُ تعالى في الآخرة جزاء كبير، إنه الفوز،

فما الفوز والمفاز؟

إنه جزاء من اتقى مخالفة أمر الله ، وهو النجاة والخلاص مما فيه أهل النار- كما قال القرطبي- ويقال للفلاة مفازة، تفاؤلا بالخلاص منها.

وماذا ينال الفائز في الآخرة يا أحبابي؟

هذا في الشراب ،أمّا الطعام الدهاقُ: فهو ليِّنُه ، وطيبُه ورقته، وكذلك كل شيء لين؛ ومنه حديث عمر: لو شئت أن يدهمق لي لفعلت، ولكنَّ الله عاب قوما فقال: "أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها" يقال هذا للكافر والمنافق ، أما المؤمن فنسأل الله أن يكرمه في الدارين. فلا تُذهبُ طيباتُ الدنيا طيباتِ الآخرة.

5- الكلامُ الصادق واللفظ اللطيفُ:قال تعالى "لا يسمعون فيها" في الجنة "لغوا ولا كذابا" اللغو: الباطل، وهو ما يلغى من الكلام ويطرح.فيسمع المسلم جمال الكلام وحلوه وصِدقَه، فليس في الجنة ما ينغِّص.

إنَّ أهل الجنة إذا شربوا لم تتغير عقولهم، ولم يتكلموا بلغو؛ بخلاف أهل الدنيا. "ولا كذابا" فلا يُكذبُ بعضهم بعضا، ولا يسمعون كذبا.

هذا بعض ما علِمْنا للمتقين عند ربهم في رضوانه ونعيمه ، وظنُّنا في الله سبحانه وتعالى العفو والغفران ، وهو أكرمُ مما نظنُّ ،فسلوه ، إنه سبحانه يحب عباده ويغمُرُهم بعطائه الذي لا ينفد.

وسوم: العدد 892