مهمة المدرسة الدعوية الأصعب ...

زهير سالم*

إن صياغة شخصية المسلم المعاصر الوسطي المعتدل، الذي يرى في الإسلام مشروعا للحياة، وللحاضر والمستقبل، يؤسس على القواعد الربانية الطليقة، في العدل وتكريم الإنسان، من خلال تحمله لعبء الأمانة التي ائتمنه الله عليها؛ هي المهمة الأصعب في هذا العصر.

هذا المشروع الوسطي بأبعاده الفردية والجماعية، وتكاليفه النظرية والعملية، وإن كان سهلا ميسرا من خلال آيات القرآن الكريم " ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر" إلا أن الإحاطة به تحتاج إلى كثير من التوازن النفسي والعقلي كما إلى كثير من الفقه في الدين، وعلم التأويل، وهي الدعوة التي خص الله بها سيدنا رسول الله سيدَنا ابن عباس..

المشكلة التي نعيشها في هذا الزمان بين نمطين من الناس ؛ نمط "متفلخ" "متفرنج" "مميع" للعقائد والشرائع والشعائر ، ونفر "منغلق" " متدعش" يرى الإسلام كل الإسلامفي قصر الإزار وطول اللحية والسواك..

وبين المدرستين ، وتحت تأثير ضغوط مدارس أهل الشر والسوء من السلطويين، تتعرض المدرسة الوسطية في هذا العصر ، لكثير من الاضطهاد والتلاشي، حتى تقول إن صوت القائمين عليها لم يعد يبين، وأصبح الناطقون باسم هذه المدرسة بين الرحيين الرحى الأسفل لمدرسة الانغلاق والانبتات والتثريب، و الرحى الأعلى يديره أصحاب مشروع التفليخ والتقلط والتفرنج والتمييع ..

وهو في الحقيقة موقف ضنك وصعب، ومما يزيد صعوبته كثرة ادعاءات المدعين ..

اللهم فقهنا في الدين وعلمنا التأويل ، ويسرنا لليسرى، وأعذنا من شرور أهوائنا وأنفسنا ..أرنا الحق حقا فلا نضل، وأرنا الباطل باطلا فلا نزل ..

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 938