أفئدة من الناس

د.عثمان قدري مكانسي

﴿رَّبَّنَاۤ إِنِّیۤ أَسۡكَنتُ مِن ذُرِّیَّتِی بِوَادٍ غَیۡرِ ذِی زَرۡعٍ عِندَ بَیۡتِكَ ٱلۡمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِیُقِیمُوا۟ ٱلصَّلَوٰةَ فَٱجۡعَلۡ أَفۡـِٔدَة مِّنَ ٱلنَّاسِ تَهۡوِیۤ إِلَیۡهِمۡ وَٱرۡزُقۡهُم مِّنَ ٱلثَّمَرَ ٰتِ لَعَلَّهُمۡ یَشۡكُرُونَ[إبراهيم ٣٧]

قرأ الإمام من سورة إبراهيم عليه السلام في فجر اليوم الأربعاء 3-5-2023 ، سألت نفسي : ما المقصود ب( مِنَ الناسِ ولم يقل أفئدةَ الناس، هل حرف الجر (مِن) تبعيضية أو بيانية؟

فإن كانت بيانية فالأولى أن يقول: ( أفئدة الناس) وإن كانت تبعيضية فلماذا لم يدعُ للناس كلهم؟

عدت إلى كتب التفسير، فوجدت من قرأت تفاسيرهم يجعلونها تبعيضية ، وعللوا ذلك تعليلاً غير مقبول، كأنهم استكثروا أن تهوي قلوبُ الناس جميعاً للبيت الحرام ولأولاده.

لو جعلوا (مِن) بيانية – وهذا أولى- فإني أقول وهل أرسل الأنبياءُ إلّا للناس وللجن كذلك؟ فاكتفى سيدنا إبراهيم بذكر الناس مضمِّنا الجنَّ . ولعله جعل حرف الجر (مِن) للابتداء فكان المعنى أقرب للبيانية ..والله أعلم

أخوكم عثمان قدري

وسوم: العدد 1030